«شهوووودة» تُشعل الشمس في دبي.. وتحقق شرف المشاركة في مسابقة «بطل القراءة» «صُبرة» ترصد مسيرة بنت القطيف منذ الفطام .. وتزور مكتبها

القطيف: ليلى العوامي

بشرف المشاركة المشرّفة؛ أنهت شهد ضياء حسن القيصوم مهمتها في مسابقة «بطل القراءة العربية»، بوصفها واحدة من أهمّ 5 متنافسين في المسابقة على مستوى العالم العربي. وفاز الأردني عبدالله أبو خلف بالجائزة الوحيدة، فيما نال الأربعة الآخرون شرف المشاركة والوصول إلى منافسة القمة.

شهد القيصوم الطفلة التي كانت «خجولة جداً»، وصارت الفتاة «المنفتحة على العالم»، حققت ـ هذه الليلة ـ بعض حلمها، على الرغم من فوز منافس آخر، في النهايات التي أدارها وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي في دبي.

بنت القطيف كانت شجاعة، لبقة، فصيحة، صاحبة بديهة، وحين سألها جورج قرداحي ما هو الكتاب الثاني الذي تفكرين في تأليفه أجابت بفصاحة عربية خالصة «من يُطفي الشمس». بنت القطيف «سوتها»، لتكون هذه الخطوة واحدة من مسيرة مستقبل، منذ أن صاحبت القراءة في عمر الثالثة.

..وابتدأ مشوار بنت القيصوم

وبعد هذه المحطة المهمة.. هل انتهى المشوار؟

لا يبدو ذلك؛ قد تكون محطة دبي واحدة من أولى الخطوات في مشوار بنت القيصوم مع الكتاب والقراءة. هذا ما توحي به قراءة أولية في شخصية طالبة فيزياء الطاقة المُتجددة.

واقعاً؛ هو لم يكن «إنجازاً حصرياً» لشهد القيصوم، هناك شركاء لها في الجائزة، هناك أولاً أمها العلوية وديعة عبدالله سلمان الجراش، جدها لأمها السيد عبدالله الجراش، جدتها أم السادة؛ فهيمة آل سليس (رحمها الله)، المنسقتان فاطمة البحراني وكفاح آل مطر، وغيرهم كثيرون، ممن وضعهم الله في درب شهد، وأخذوا بيدها وساندوها بطريقة أو أخرى، في مشوار القراءة.

أمها تحديداً، وهي معلمة تربية خاصة – عوق فكري، في المتوسطة الثلاثين بالدمام، كانت «القوة المُحركة» التي ساندتها طوال حياتها، للوصول إلى أهدافها.

شهد هي الابنة البكر لأبويها، لها ثلاثة أخوة: عبدالله، بشير وأحمد، وأختاً واحدة: نور.

أحبت القراءة وهي صغيرة، خصوصاً القصص المُصورة. صقلت أمها وديعة شغفها بقراءة القصص والمقالات، وبدأت في «تحدي القراءة»، حين كانت على مقاعد المرحلة المتوسطة. تخرجت من الثانوية الثالثة في القطيف، وبدأت مشوارها الجامعي في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالجبيل، في العام الدراسي 1442هـ (2020)، حيث تدرس فيزياء الطاقة المتجددة.

بدأت التأليف والكتابة وهي في سن الـ13، مصدرة باكورة كتبها في العام 1439هـ (2018)، بعنوان «حكاية قلم»، المكون من 76 صفحة، مقسماً إلى ثلاث أقسام، جمعته من وحي خيالها، ممزوجاً بيومياتها.

«حكاية قلم» باكورة كتب شهد القيصوم.

شهد.. همة جبل طويق

لأربعة مواسم؛ شاركت شهد القيصوم في «تحدي القراءة». أولى محاولة كانت أبان دراستها في المرحلة المتوسطة. وفي كل عام كانت تحمل عزيمة وإرادة أكبر وأكبر، تستمدها من وطن قال ولي عهده الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز يوماً، إن «همة السعوديين مثل جبل طويق، ولن تنكسر»، وغدت هذه الجملة «ايقونة» لدى كثير من السعوديين، ومنهم شهد القيصوم.

شهد بما تقرأ؛ تسعى بطريقتها لتحقيق رؤية وطنها الطموح، التي نصت على «نشر الثقافة وتأليف الكتب وزيادة عدد المؤلفين في المملكة».

حين كانت في الصف الأول الثانوي، شاركت في مسابقة «تحدي القراءة» على مستوى محافظة القطيف، لكن الحظ لم يحالف بطلتنا للتأهل يومها. لم يتحطم طموحها، لم تيأس.

عاودت المشاركة في العام التالي، مع المعلمة منسقة مشروع «تحدي القراءة» في المدرسة الثانوية الثالث في القطيف فاطمة البحراني، التي كانت بمثابة «اليد الحانية» التي أخذت بيد شهد، نحو تحقيق الطموح، إلى جانب منسقة «التحدي» في مكتب التعليم بمحافظة القطيف، المشرفة التربوية كفاح آل مطر.

يومها؛ حصدت المركز الرابع في المسابقة، وعادت لتصل إلى العالمية في الصف الثالث الثانوي، حين شاركت في التحدي، وتوجت بالمركز الثاني في دورة «تحدي القراءة» الخامسة، لتتأهل إلى المشاركة في دبي، ممثلة وزميلها من نجران عبدالله يحيى الشهري، وطنهما؛ المملكة العربية السعودية.

 

كتب.. كتب.. كتب.. أجمل وأهم ما في حياة شهد القيصوم.

شهادة الأم وديعة الجراش

نعود إلى السيدة وديعة الجراش، الأم التي وصفت ابنتها بـ«الطفلة الخجولة في صغرها»، وتوقعت لها «التميز والإبداع» حين تكبر. قالت لـ«صبرة» «شهود هي الأخت الكبرى، وعلاقتها مع اخوانها طبيعية جداً».

أما عن علاقتها في الكتاب؛ فقالت الأم «عندها مكتبة، لكن لا أعلم كم عدد الكتب فيها. والكتاب بالنسبة إلى شهد أهم مشترياتها، وأفضل مقتنياتها. تحب أن تقرأ في مجالات متعددة. بدأت القراءة في سن صغير جداً، حين كانت تُنزل كتبي من المكتبة، وتقرفص على الأرض لتتصفح كتاباً. تمسكه بشكل صحيح ولافت، فتولد لديَّ حماس أن أعلمها القراءة والكتابة».

لم تدخل شهد الروضة كما هو حال غالبية الأطفال؛ «كنت أدرسها بنفسي في البيت. وبدأت معها قراءة الحروف قبل إكمال عامها الثالث، فتعرفت عليهم وميزتهم حرفاً حرفاً، وبسرعة. هذا الأمر ساعدني في تعليمها قراءة الكلمات، ومنها انتقلنا إلى الجُمل. كنت أوفر لها قصص الأطفال، نقرأها معاً. لكنني لاحظت عليها في هذه الفترة تفضيل الشعر».

جزء من مكتبة شهد.

وديعة الأم تنافست مع شهد الطفلة «كنا نتسابق في حفظ الشعر والإلقاء، ورغم أنها كانت طفلة خجولة؛ إلا أنها كانت حينما تزور بيت جدها؛ تلقي على مسامع والدي ووالدتي ما حفظته من شعر. كان جدها وجدتها يبديان حماساً لافتاً لسماعها، ويزيدان من حماسها بالمديح والهدايا».

تواصل الأم حديثها في وصف ابنتها «كانت جداً طفلة مؤدبة، مطيعة، وموهوبة في مجالات عدة. كنا نتوقع لها التميز والإبداع حينما تكبر. ولله الحمد والمنة؛ تفضل علينا فأصبحت توقعاتنا تلك حقيقة ملموسة اليوم».

شهادة المشرفة فاطمة البحراني

ما سبق كان شهادة أمها وديعة الجراش، فماذا قالت فاطمة البحراني، منسقة «تحدي القراءة» في المدرسة التي كانت تدرس فيها شهد القيصوم؟ «علاقة شهد بالكتابة بدأت منذ المرحلة المتوسطة، منذ أن أصدرت كتابها «وحي قلم»، فخلال سنوات دراستها الثلاث في المرحلة الثانوية، وخوضها مراحل التحدي، ودخول التصفيات، لاحظت ما يميز هذه الطالبة عن باقي زميلاتها».

تضيف «كنت ألاحظ خصلة جميلة فيها، وهي القدرة على الربط بين الموضوعات. ولاحظت أيضاً قدرتها على نقد الكتب. وهذه ما لمسته أكثر خلال البرامج التي تُقام. فهي تستطيع تقديم مراجعة للكتب، ونقدها بصورة جميلة ودقيقة، قياساً في عمرها حينها».

تواصل المشرفة البحراني حديثها، قائلة «الآن علاقة شهد مع الكتاب زادت، مع فوزها ووصولها إلى هذه المرحلة. أصبحت تشتري كتباً أكثر. أصبح لديها تنوعاً في القراءات. وهذه أمور مهمة لدى المنافسين في مرحلة التحدي».

مكتبة شهد القيصوم في منزلها.

«صُبرة» نشرت خلال الأعوام الماضية، سلسلة مواد صحافية عن مشوار شهد القيصوم مع القراءة ومسابقة «تحدي القراءة العربي»، يمكن الإطلاع عليها في الروابط التالية:

شهد القيصوم تنشر “حكاية قلم”

شهد القيصوم “ثانياً” في “تحدي القراءة” بالشرقية.. وتتأهل لتصفيات الرياض

بينهم شهد آل قيصوم.. 4 طلاب من الشرقية يتأهلون لتصفيات “تحدي القراءة” النهائية

شهد القيصوم أنهت تصفيات “تحدي القراءة” في 30 دقيقة وتنتظر النتيجة بعد أسبوع

..وفعلتها بنت القيصوم.. شهد تتأهل إلى نهائيات “تحدي القراءة العربي”

[تحديث] شهد القيصوم وعبدالله الشهري يمثلان المملكة في “تحدي القراءة العربي”

“التعليم” تحتفي في شهد القيصوم وبقية المتأهلين لـ”تحدي القراءة العربي”

الشلعان يدعو لـ”ابنته” شهد القيصوم بالتوفيق في “تحدي القراءة”

احتفاء خاص بشهد آل قيصوم.. سفيرة المملكة إلى “تحدي القراءة العربي”

شهد القيصوم: لا أمثل نفسي فقط.. أمثل وطناً كاملاً

شهد القيصوم تمثّل المملكة في منافسات “تحدي القراءة”  النهائية

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×