مركز القطيف الحضاري بين أميرين: سلطان وبدر المحافظة في حاجة ماسة وعاجلة إلى منصة ثقافية

محمد رضا نصر الله

مع زيارة سمو ولي العهد الراحل الامير سلطان بن عبدالعزيز الى القطيف، رحمه الله، وربما في مثل هذا الشهر من ذي القعدة سنة. ٢٠٠٧ م طلبت من بعض الاخوة ان يوافوني بخطاب نقدمه الى سموه، مقترحاً عليهم ان يتضمن الطلب إنشاء مركز الامير سلطان الحضاري، اسوة ببعض المراكز التي تبناها في بعض محافظات المنطقة الشرقية، وبعض المحافظات في مناطق اخرى.
ومع وصول الأمير سلطان الى قاعة الملك عبدالله الوطنية، وبعد استقبال العلماء والاعيان له، رافقته حتى جلس على الكرسي المعد له في المنصة، فقدمت له الطلب قائلا:
رجائي أن لا تغادر مقر الحفل دون أن تقدم لأهالي القطيف هدية لهم. واشرت ـ في الحال ـ إلى أن هذه القاعة التي يحتفل اهاليها بسموه، كان الملك عبدالله قد تبناها بعد حريق القديح المشهور.
فقال لي رحمه الله: ماذا تقترح؟
أجبته ـ على الفور ـ مركز حضاري يتشرف باسم سموكم، يحتوي على قاعة استقبال ومكتبة وقاعة للعرض المسرحي وقاعات اخرى، تفي بمتطلبات مجتمع القطيف الثقافي، فتجاوب على الفور. وقال لي:
أعلن عن موافقتي على الطلب وتبرعي من حيث المبدأ بعشرة ملايين ريال.
وبعد ذلك تشكلت لجنة برئاسة محافظ القطيف الأسبق عبدالله العثمان، وكنت أحد اعضائها لمباشرة العمل على تنفيذ هذا المشروع.
وأتذكر انه بعد عام من هذا، ذهبت لاستقبال سمو الامير سلطان في قصره بالخبر، فبادر من فوره سائلاً عن المركز، فاخبرته باجتماعاتنا لتنفيذه، مضيفا أن مبلغ التبرع لا يفي بمتطلبات بناء المركز.

فاحابني:
ابدءوا وسوف اكمل كامل احتياجاته. غير ان الموت لم يمهله يرحمه الله. فتواصلت بعدها مع الاخوة في المجلس البلدي بالقطيف لتنفيذ المشروع، حيث اختير موقع رائع على واجهة الكورنيش عند مدخل القطيف.

وبالفعل فقد نجح الاخوة اعضاء المجلس البلدي، بإدراجه ضمن مشروعات بلدية القطيف، حيث بدأ تنفيذه منذ سنوات دون ان يستكمل حتى الآن.!! رغم حاجة مثقفي وأدباء وفناني القطيف الماسة من الجنسين، إلى ايجاد منصة يعبّرون من خلالها عن مواهبهم وابداعاتهم، ويتفاعلون فوقها مع الاطار الوطني العام بشكل خاص والثقافة العربية بشكلٍ اعم.
ومن جهة اخرى تواصلت مع سمو الامير بدر بن فرحان وزير الثقافة، لكي يكون المركز تحت اشراف الوزارة، حيث تشهد اليوم طفرة لافتة في هيكليتها الى ستة عشر قطاعا، وأحد عشر هيئة في الادب والترجمة والنشر والمسرح والسينما والفنون التشكيلية والأدائية والأزياء والتطريز والطبخ، وغيرها مما سوف يلبي حاجات المجتمع الثقافي المتنوع في المملكة، حتى تتحقق الشراكة الاستراتيجية، التي دعا اليها وزير الثقافة بين الوزارة والمثقفين والادباء والفنانيين، كما جاء في تقرير الوزارة لسنة ٢٠١٩.
وقد كررت مطالبتي لسموه قبل ليلتين، فوعد بتحقيق هذه الامنية. بل انه وعدني بتدشين المشروع في زيارة وعد القيام بها الى القطيف.
ونحن نتطلع لزيارة سمو وزير الثقافة للقطيف، حيث هو كذلك مهتم بآثارها. وقد طلب مني قبل اكثر من عام، موافاته بمعلومات وصور عن قلعة تاروت.

اقرأ ايضاً

الحال والمآل الثقافي في القطيف

القطيف.. واحة الحب والجمال

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×