[صفوى] المسجد الكبير شُيد في العصر الإسلامي المبكّر ودمره البرتغاليون مؤرخون اختلفوا في تحديد عمره ومن بناه
صفوى: أمل سعيد
كان بمقدور الطين والجص أن يحكيا لنا عن عمره؛ لولا أنّ الهدم وإعادة البناء قبل زهاء 4 عقود، حالا دون ذلك، وطمسا كل أثر يدل على عمره الدقيق.
المسجد الكبير، أو كما عرف فيما بعد مسجد الإمام علي عليه السلام، يقع في حي قديم من مدينة صفوى، بل في قلبها، يقف شامخاً لعقود وربما قرون طويلة.
“المسجد الكبير” بمقاييس اليوم هو ليس كبيراً، لكنه الاسم الذي يحمل التاريخ في حروفه، فلقد كان كبيراً، بل هو الأكبر في وقت كانت المساجد الأخرى تصغره بكثير.
لم يُخف الحاج سعيد المطرود حنينه القديم/الجديد، وهو يتكلم عن المسجد، فقد جاوره لسنوات جاوزت الستين، ويرسم بكلماته التي تعبر حواف الذاكرة، شكل المسجد وحدوده التي عرفها مذ كان في عامه الرابع، يقول: “المبنى الداخلي عبارة عن غرفة كبيرة مبنية على الطراز القديم، يمتد في جهته الأمامية رواق تزينه أقواس كبيرة، وحوي (فناء) كبير، تجتمع بضع نخلات في ركنه الشرقي، وفي جهته الجنوبية تقع المقيبرة، وهي مقبرة صغيرة مخصصة لدفن الأطفال، أما المئذنة أو المنارة؛ فتقع إلى الشمال الشرقي من المسجد”.
وعن حدود المسجد وجيرانه يضيف “كانت عائلة آل إبراهيم تحده شمالاً وجنوباً وغرباً، أما شرقاً فكانت هناك سوق قديمة، وحسينية بيت من جمعة، التي تقع إلى الجنوب الشرقي من المسجد”.
وبحسب المطرود؛ تم إعادة بناء المسجد مرتين “هدم المسجد عندما كنت صغيراً، والثانية قبل حوالى 15 سنة”.
وربما قصد بهدمه في المرة الثانية؛ الترميمات الجديدة التي أجريت للمسجد، فأغلب من تواصلت معهم “صبرة” يجمعون على أن المسجد هدم بالكامل وأعيد بناءه قبل أكثر من 40 سنة.
قيّوم المسجد
القَيُّومُ هو القائمُ الحافظُ لكل شيء، وسمي القائم على شؤون المسجد بالقيّوم لتعهده بكل الأمور التي تخص المسجد، وهذه الوظيفة تُعد حديثة العهد بحسب كلام المطرود “قديما لم يكن للمساجد أحد مخصص بالاسم يقوم عليها، إنما هو مقام جديد، ظهر في العقود الأخيرة”.
ولمسجد الإمام علي عليه السلام قيّوم، كما لكل المساجد اليوم، هو الحاج الثمانيني حسين بن حسن الداوود، وتولى هذه المهمة منذ حوالى 15 سنة، وفي حديثه لـ”صُبرة” قال: “كان الحاج السيد مكي بن سيد علي هو القائم بأمور المسجد لفترة طويلة، وحين توفي اختارتني جماعة المسجد، فذهبت مع سليمان بن عبدالله، والسيد محمد الملا إلى الشيخ عبدالحميد الخطي، رحمهم الله جميعاً، لعمل الوكالة الشرعية”.
هذا هو المسجد كما يعرفه كل سكان صفوى اليوم، فما الذي لا نعرفه عنه؟ متى بني لأول مرة؟ من الذي بناه؟ وغيرها من الأسئلة التي اختفت أجوبتها خلف الطوب والإسمنت.
بيوت السعف
في الساحل الشرقي من شبه الجزيرة العربية ترتفع درجات الحرارة صيفاً لما يقارب 50 درجة مئوية، وتحت لهيب أشعة الشمس؛ يستكين كل شيء، ولأن أغلب بيوت القرية كانت مبنية من الخوص والسعف؛ لذا لم يكن باستطاعتها أن تدفع شيئاً من هذه الحرارة، لذا كان المسجد الطيني مستراحاً لأغلب الشباب في ظهيرة أيام الصيف الحارقة.
اسم المسجد وعمره
فيما يخص اسم المسجد يقول ياسر خميس، وهو أحد المهتمين بتاريخ صفوى: “بالإضافة إلى الاسمين السابقين، عُرف المسجد باسم مسجد الخنيزية، وذلك لإطلاله على السوق التجارية القديمة المسماة بالاسم ذاته، كما حمل في القرنين الـ12 والـ13 مسمى مسجد الشيخ راشد”.
وهنا يلفت الخميس إلى تأريخ تأسيس المسجد، “هناك احتمالان في نسبة المسجد للشيخ راشد المويلي؛ أحدهما: أن يكون الشيخ أوقف الأرض وأمر بالبناء عليها، وعلى هذا يكون المسجد تأسس عام 964هـ؛ وهو العام الذي أعاد فيه العثمانيون بناء مسورة صفوى.
والاحتمال الآخر: هو أن الشيخ راشد أعاد تشييد المسجد على أنقاض آخر قديم؛ بعدما دمر البرتغاليون مسورة صفوى، وإن صحّ هذا الاحتمال؛ فإن المسجد يكون بُني في العصر الإسلامي المبكّر، وبناء على الاحتمال الأول؛ يكون عمر المسجد في أقل تقدير 477 سنة”.
الشيخ راشد
وعن الشيخ راشد الذي نُسب المسجد إليه وحمل اسمه؛ يقول الخميس: “هو الشيخ راشد بن أحمد المويلي (رحمه الله)، شيخ بلدة صفوى في القرن الـ10 الهجري”، مضيفاً: “هو علمٌ لم ينصفه التاريخ، ورد ذكره في قانون نامه العثماني باعتباره شيخاً لقرية المويلي الدارسة في ناحية إقليم الصفا”، لافتاً إلى صموده في البلاد إبان الاحتلال البرتغالي للمنطقة، وشهادته على الاحتلال العثماني.
إعادة البناء
ينقل علي نعمة الداوود، الذي وثق تاريخ المساجد والحسينيات في مدينة صفوى، أن المسجد تأسس سنة 1296هـ، على يد منصور بن جمعة.
ويتفق الخميس والداوود على قصة إعادة البناء، يقول الثاني “إن الملا اخضيّر، وهو أحد خطباء المسجد، جاء من بصرة العراق، وأمر بجمع الأموال لتعمير المسجد، ووكل الخطيب السيد هاشم بن شرف المير باستلام الأموال؛ وبعد فترة تحفز المؤمنون، فقاموا بهدمه وبنائه، وأضافوا له التوسعة، وتم ذلك بإشراف ومساعدة من جمعية الصفا الخيرية”، ولم يحدد الخميس السنة التي اعيد فيها بناء المسجد.
ممن أمّ المصلين في المسجد (نقلاً عن علي الداوود):
الشيخ محمد صالح المبارك.
الشيخ إبراهيم الغراش.
الشيخ يوسف المهدي.
السيد عمران بن شرف السادة.
الشيخ جعفر المبارك.
السيد كامل بن سيد عبدالله شرف.
الشيخ حسن الخويلدي.
الشيخ محمد معتوق الصادق، ومازال يؤم المصلين في المسجد.
بسم الله تولى القائم شرعاً مقام جهة المسجد الشملي المعروف بمسجد الشيخ راشد بقرية صفوى من الحاج أحمد بن مسلم بن سيف الصفواني المبيع المرقوم باطن هذه الحجة بالثمن المرقوم وقبض المولي مال التولية بتمامه وكماله من مال الجهة وللجهة الآخرة التي للمشتري المؤجر المرقوم بتمامها وكمالها تولية صحيحة صريحة جارية باليوم الخامس عشر من شوال سنة الحادية والتسعين والماية والألف بمحضر مبارك بن علي الجارودي عفي عنهما وتمت التولية وقبض الثمن بمحضر الزائر أحمد بن حسن بن سيف وعلي بن حسن بري وأحمد بن الحاج علي بن حسن ومحمد بن عبدالله بن هاني
إسمها حسينية بن جمعه و ليست من جمعه للتصحيح