روح التشكيلي ميرزا الصالح تحضر في “داروش”.. والزائرات يُهدينه ثواب الفاتحة ابنته أسمهان تسرد قصة رحيله قبل معرضه الأخير في تونس

صفوى: بيان آل دخيل

بالقدر الذي كان فيه مهرجان “داروش” النسائي مسلياً وجاذباً للنساء والأطفال في مدينة صفوى، بالقدر الذي كان فيه جوانب مؤلمة ومحزنة، ليس لسبب سوى أنها تثير ذكريات لأناس رحلوا عن الدنيا، بعدما تركوا فيها ما يُخلذ ذكراهم. وفي معرض الفنان التشكيلي الراحل ميزرا الصالح داخل المهرجان، كان الجميع يترحم عليه بقلوب صادقة. تدخل الزائرات من بوابة المعرض، وترشدهن المرشدات إلى الصالة التي على يمينهن، وتلحظ النساء منذ الوهلة الأولى زهواً هناك في الحائط الذي يقابلهن، ربما هي روحه في لوحاته تحييهن. وكان المهرجان انطلق الأربعاء الماضي واختتم أمس (الجمعة).

طبيعة الفن

وعكست لوحات ميرزا طبيعة الفن، ليس فقط في مدينة صفوى، بل على مستوى المملكة.  فلم يكن من الممكن أن يغفل روّاد الحركة التشكيلية في المنطقة عن معرضه، الذي قدمت فيه 40 في جدارية فنية أنيقة كأناقة المعرض ككل، وبلافتة تدعو الزوار إلى قراءة الفاتحة على روحه، وبدفتر للزائرات ليدون فيه رسائلهن وانطباعاتهن.

وقالت زهراء الحي: “كان أساس فكرتنا من المعرض أن نكرم الفنان الراحل ميرزا الصالح”. وأكدت بشرى الأحمد أن الفنان الراحل “يستحق أكثر بكثير مما قدم، فهو إنسان قدم للمجتمع الكثير من الفن، وعلم أجيالاً ووفر مكتبة خاصة فقط للرسم وللمطبوعات والكتب، ولا يزال صدى “افتح يا سمسم” إلى الآن باقياً”. يضاف إلى ذلك معارضه الفنية في كل من مصر والأردن والعراق، لذا نحن نذكره بالخير، ونحن أهل صفوى أولى أن نخلد ذاكره ونبين كنوزه التي تركها لنا وللمجتمع، رحمه الله يستحق كل خير ومازلنا مقصرين”.

مشاركة ثالثة

وتكشف ابنه الفنان، اسمهان عن المعرض الذي استعد له والدها، ولكن الموت كان أسرع إليه من المعرض “كان أبي يعتزم الذهاب إلى تونس للمشاركة في معرض شخصي له قبل وفاته بثلاثة أيام، وكان قد أرسل أعماله إلى هناك، إلا أنه لم يصل”، وأكدت “أكمل القائمون على المعرض عرض لوحاته وكانوا يتواصلون معنا كأنه موجود بيننا”، مضيفة “بعد انتهاء المعرض أرسلوا لنا الأعمال وعرضناها سابقاً في ركن باسمه في أحد المناسبات الدينية، وتأتي المشاركة في “داروش” كمشاركة ثالثة اليوم منذ رحيله”.

وتضيف اسمهان “المشاعر مختلطة بالنسبة لنا، فعندما خرجت اللوحات من المنزل تناقضت المشاعر مؤمنين أن مشاركتنا بأعماله تفرحه، ولكننا نفتقده ونفتقد روحه المرحة”. وتتابع بإعجاب وإكبار” هو أحد الفنانين التشكيليين المعروفين في المنطقة الشرقية، كما أنه من أوائل التشكيليين، ولد في مدينة صفوى عام 1373هـ، الموافق 1945م. كانت أول مشاركة له في المعرض الثاني للفنانين التشكيليين في المنطقة الشرقية، ثم توالت مشاركاته على مستوى المملكة وعلى مستوى عالمي”.

كافة المعارض

ووقفت ابنة أخ الفنان ميرزا الشابة عقيلة، كإحدى المنظمات للمعرض ككل، وكانت قريبة جداً لتحكي لصُبرة قائلة: “عمي- رحمه الله- ترك أثراً كبيراً تمثل في لوحاته التي اشتهرت في كافة المعارض، وبعد رحيله، من الجميل أن يبقى الأثر الذي خلفه في لوحاته، وهذا ما نتمناه، ونريد أيضاً أن يبقى أثره ليس فقط في لوحاته، بل على ألسنة الناس عندما يرون لوحاته ويترحمون عليه ويذكرونه بالخير”.

 

معرض جماعي

ودرس الصالح في كلية التربية الفنية في الرياض، وتخرج فيها عام 1393هـ وعمل في مجال التعليم حتى تقاعد، وتفرغ للرسم والكتابة والشعر. وأقام الصالح 20 معرضاً شخصياً، وشارك في 350 معرضاً جماعياً على مدى 45 عاماً محلياً وعالمياً. ومن أعماله الشعرية “ثرثرة الروح” بالفصحى، و”شراع بلا مرسى” بالعامية، ومن أعماله الأخرى “روح فنان”  و6 أجزاء من “روائع نقوش الحناء العربية” و”نقوش الحناء للأفراح”.  وكان الصالح عضواً بنادي الصفا بصفوى، ومشرفاً على جماعة الفنون التشكيلية فيها، وعضواً في مجلس إدارة النادي، ومشرفاً على فرق كرة اليد بالنادي، وعضواً في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وعضواً في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، وعضواً في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية وعضو في جمعية البحرين للفنون التشكيلية.

الشيء البسيط

وأكدت عائلة ميرزا، ممثلة في ابنته اسمهان أن المشاركة بأعماله “جاءت كقرار منا جميعاً لتستمر مسيرته كما كان يحب”. وتضيف “اعتاد أبي أن يخدم المجتمع ولو بالشيء البسيط، ونحن سائرون على نهجه”. وتعترف “بكل تأكيد، لن يكون كل شيء كما كان تماماً، فنحن نشعر بكل تأكيد أن هناك شيئاً ما ينقصنا، ولكننا نفعل ما نتمنى أن يفرحه”.

وتضيف أسمهان: “اللوحات ليست مجرد ذكرى نمررها، فكل لوحة تعبر عن شيء ما عاصرناه خطوة بخطوة، وبحكم أنني ابنته الكبيرة فأنا عاصرته أكثر من أشقائي، عندما تعيش معه في داخل المنزل يكون الأمر مختلفاً بالكامل، فهو لم يكن أباً فقط، فقد كان ينزل إلى مستوى الصغير قبل الكبير، فأولادي تعلقوا به كثيراً، ويعتبرونه أباً لهم، وإلى اليوم يفتقدونه”. وتسترجع أسمهان إحدى الذكريات مع والدها “أبي كان يقول لي دائماً – مشيراً إلى اللوحات- هؤلاء أخواتك، ألا تغارين منها؟”.

تعليق واحد

  1. رحمة ربي عليه عرفته من بدايات مكتبة أفتح ياسمسم
    ومع بداية كل عام دراسي نجهز أدوات المدرسة من دفاتر وأقلام وتجليد وأعمال فنية للمدرسه التي كان يأخذ عنها أزهد الاسعار مع ما أن جودتها تعادل أكثر من سعرها كان أخ خلوقا لم يكن يهتم بالماديات بقدر مايهتم بجودة العمل والتعامل مع الناس بحنوا وعطف وهل في صفوى منزل لايذكره الا بالخير والابتسامه في الحديث عنه سيبقى خالدا في قلوب الناس وذاكرتهم رحمك الله ياأبو حسين وألهم اهلك وذويك ومحبيك الصبر والسلوان

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×