لم تستسلم.. الزراعي تصون كرامة نفسها ببراعة أقمشة “الجوخ”

الظهران: شذى المرزوق

لم تتخيل علياء الزراعي، أن تكون في يوم من الأيام، إحدى المشاركات في معرض الأسر المنتجة (صنعتي)، بيد أن ظرفاً اجتماعياً صعباً، حدث لها قبل ثلاث سنوات، دفعها لأن تكون متمكنة من “فن الجوخ” دون سواه، وتشارك بمنتجاته فيما بعد في معرض النسخة الخامسة من معرض الأسر المنتجة (صنعتي 2019) من خلال الفرصة التي أتاحتها لها جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية. واختتم المعرض أمس (السبت)، في معارض الظهران، تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية، الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز.

وشاركت الزراعي بأعمال فنية متعددة من قماش الجوخ، وعرضتها في ركن خاص بـ”صنعتي”، حمل اسم “فناتق علياء”.

وفي حديثها لـ”صبرة”، قالت الزراعي: “أنا من مواليد الأحساء، وكنت أسكن في الظهران، ولكن انتقلت للسكن في سيهات بعد أن توفى والداي، لأتمكن من الاعتناء بأخي الصغير، خاصة أن عمره لم يتجاوز 5 سنوت، وكان التحق للتو بالسنة الأولى له في الروضة”.

وأكملت الزراعي: “تولد لدي شعور بالخوف على أخي من أن يشعر بالنقص عن باقي زملائه في الروضة، فبالإضافة للإهتمام به، والحرص على دراسته، أحببت مشاركته في بعض الأعمال الفنية في داخل فصله، حيث أقوم بعمل أشكال فنية ومجسمات تساعد في تهيئته دراسياً في الروضة، واستخدم في ذلك طرقا محببة للأطفال”.

 وأضافت “مثل هذه المشاركات، كانت تجلب السعادة لأخي وزملاء فصله، مما جعلني أطور من مهارة العمل على قماش الجوخ، واكتشفُ الجانب الحرفي لدي، ومع مرور الأيام، اتخذت هذه الهواية مهنة حرفية، أعمل بها، مستهدفة مرحلة رياض الأطفال، خاصة وإنه قد تعذر علي إكمال دراستي الجامعية، لظروف خاصة، ووجدت في الجوخ غايتي التي أبحث عنها”.

وعن سبب اختيارها لقماش الجوخ تحديدًا، قالت الزراعي: “فضلت العمل على قماش الجوخ أكثر من الورق والخامات الأخرى لسهولة العمل عليه، وعدم الحاجة لأدوات يدوية كثيرة مساندة”. وتضيف “لم أكن أفضل نسخ رسومات على الجوخ وقصها، وإنما كنت أعمل بطريقة مباشرة برسم الفكرة التي أريدها والعمل عليها”.

واليوم، تكمل الزراعي 3 سنوات متواصلة في امتهان فن الجوخ. وتقول: “طورت خلال هذه المدة موهبتي، ومشاركتي في صنعتي 2019، رغم أنها الأولى لي في هذا المعرض، إلا أنني اعتبرها ناجحة جداً”.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×