مسجد “أبو العصافير”.. اسمه من الطيور.. والخرافة ربطته بـ “الجن” كان مصلّى للبحّارة والفلاحين ثم عمّره أهل الخير في العوامية

العوامية: معصومة الزاهر

بقياسات الزمن القديم؛ كان موقعه نائياً جداً عن القرية. ولأنه كان في موقع ناءٍ؛ حامت حوله بعض القصص الغامضة، وتحدّث الناس عن كونه مسجداً مسكوناً محيطه بالجن، وأن الجنّي الذي يظهر للناس في الظلام هو “أم احْمار”، وزعم أناسٌ أن هذه الجنية تظهر خارجه، في هيئة أنثى حمار بكامل عدّتها. لكنّ مثل هذه القصة تلاشت مع الزمن…!

مسجد “أبو العصافير”، حصل على اسمه من موقعه المحاذي لنخل يحمل الاسم ذاته. يبدو أن النخل الواقع إلى جهة الغرب من المسجد كان مشهوراً بالعصافير، فسُمّي بذلك، ثم لحق الاسم بالمسجد الذي كان خاصّاً تقريباً ببحارة العوامية.

مسجد بحّارة

الحاج مهدي الزاهر “أبو عبدالله”، تجاوز الـ 80 من العمر، وقال إنه يتذكّر المسجد منذ طفولته، ويخمّن أنه كان موجوداً منذ الزمن التركي. ويوضح أنه رآه مساحة محاطة بسور صغير من الحصى، وكان له طريقان: أحدهما من الجنوب والآخر من الشمال.

وقال “كان غربه مصرف زراعي “مرمَى”. وبقي على هذا الحال إلى أن تم بناؤه على يد الحاج منصور أبو جوهر الذي رعايته، وشاركه “أجاويد” من الناس في بنائه ورعايته”.

ولا يعرف الزاهر مؤسس المسجد بالضبط، لكنه يعرف أن البحارة كانوا يصلّون فيه عند ذهابهم إلى البحر، وكذلك المزارعون القريبون منه.

ويصف الزاهر جدار المسجد القديم بأنه كان “سافات”، أي جداراً من البناء العربي بارتفاع منخفض جداً، ولم يكن له سقف، وكان مفروشاً بحُصُر ومديد، وكان له محراب.

ومما يتذكره الزاهر أن المسجد كان خالياً من أي شيء، حتى الماء لم يكن متوفراً، ولا حتى فوانيس إضاءة. كان مكانًا للجلوس لعدم توفر الماء والانارة فيه كان القاصدين يقضون فريضتهم ويغادرون فورًا. وقال الزاهر إن هناك شائعة انتشرت عنه، هو أنه “مسكون” وكان يقف خارجه جنيٌّ على هيئة حمار بكامل عدته ومع هذا لم يكن الناس يهابون الصلاة فيه…!

إعمار المسجد

أما الحاج عبدالمحسن أبو جوهر الذي انتقلت إليه قوّامة المسجد خلفاً لوالده الحاج منصور، رحمه الله؛ فيقول إن المسجد سُميّ بـ “أبو العصافير” نسبة إلى النخل الموجود فيه وهو وقف كذلك.

وكان بحارة العوامية يتوقفون عند المسجد في طريق ذهابهم إلى بحر “الرامس”، وبالذات في صلاة الصبح،  وقال “نبقى فيه حتى طلوع الشمس فندخل البحر بعدها”.

وكان المسجد عبارة عن حصى أرضية فقط يقصده البحارة للصلاة ثم يغادرون، وكانت هذه بداية المسجد التي شهدناها في طفولتنا حيث كانت الصلاة وخاصة الفجر عامرة بالبحارين والمزارعين. كان هذا حتى انتقل البحارة إلى السوق فقلّ العدد وتبقى القليل من المزارعين”.

وفي السنوات الأخيرة؛ عادت وفود المصلين إلى المسجد، فقام عليه المرحوم منصور أبو جوهر وبجهوده هو وبعض أهل الخير تم إعمار المسجد قبل عشرين عامًا تقريبًا فأصبح عامراً بالناس. وحالياً؛ يقيم فيه الشيخ ناجي العبادي والملا عبدالهادي اسماعيل صلاة الجماعة. وقد تغير اسمه إلى “مسجد الإمام الرضا”.

المسجد في حالته القديمة

صور

صور

 

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×