تطوير زراعة التين في القصيم إلى صناعات تحويلية

القصيم: واس
تُسجل منطقة القصيم تطورًا ملحوظًا في القطاع الزراعي، مدعومًا بتنوّع متزايد في المحاصيل، وذلك في ظل التقاء التربة الخصبة بالعزيمة الزراعية، فإلى جانب النخيل والتمور التي طالما اشتهرت بها المنطقة، بدأت زراعة التين تفرض حضورها بوصفها قصة تفوق مستقبلي، تُضيف بعدًا جديدًا للمجال الزراعي، وتساهم بفاعلية في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق مستهدفات التنمية المستدامة.
وتُعدّ زراعة التين في القصيم من المزايا النسبية التي تتمتّع بها المنطقة، نظرًا لوجود مشروعات متخصّصة في إنتاجه، يصل عددها إلى عشرة مشروعات، تشمل إنتاج الشتلات، وأنواعًا متعددة من التين تزيد على عشرة أنواع، إضافةً إلى الصناعات التحويليّة المرتبطة بهذا المنتج الزراعيّ المهمّ.
وتتميز زراعة التين في القصيم، بمواصفات مميزة، وذلك بفضل توفّر مشروعات متخصصة في إنتاجه، حيث بلغ عددها 10 مشروعات تشمل إنتاج الشتلات وتنوعًا في الأصناف يزيد على 10 أنواع من التين.
كما تمتد القيمة المضافة لهذا المحصول المميز؛ لتشمل الصناعات التحويلية المرتبطة به، مما يعزز من مكانة القصيم كمركز رائد في هذا القطاع.
وفي هذا السياق، صرح مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة القصيم، المهندس سلمان بن جارالله الصوينع، لـ”واس”، إن هذه المشروعات تنال اهتمام ودعم مباشر من سمو أمير المنطقة، الذي يمنح المنتجات الزراعية المحلية اهتماما خاصة، من خلال إقامة المهرجانات والفعاليات التي تعمل على تعزيز تسويقها ونشر ثقافة الاستثمار فيها، ما يُرسّخ مكانة المنطقة كنقطة زراعية محورية واقتصادية متميّزة على مستوى المملكة.
من جانبه، قال المزارع محمد بن عبدالله الحسن، مالك إحدى مزارع التين بمنطقة القصيم كشف أن شجرة التين الواحدة تُنتج نحو 1,500 حبّة خلال الموسم الزراعي، لافتا إلى أن هذا الإنتاج يعكس جودة وكفاءة العناية الزراعية المقدمة للأشجار.
وأكد الحسن، أن الجودة العالية للتين، عززت بشكلٍ واضحٍ في تعزيز الطلب المحلي، مما يُمهِّد لفُرصٍ تصديرية لاحقا، خاصةً في ظلّ ما يشهده هذا المجال من دعمٍ وتمكينٍ للمزارعين ومنتجاتهم.
يشار إلى أن تلك الأصناف المزروعة في المنطقة تتنوّع بين التين الأسود، والبراون التركي، والإسباني، والتايجر، حيث أثبتت هذه المنتجات قدرتها على التكيّف مع مناخ المنطقة، وتمتعت بجودة عالية من حيث الحجم والطعم.
وتعمل الجهات المعنيّة في القصيم على دعم الصناعات التحويلية المرتبطة بزراعة التين، عبر تشجيع الأسر المنتجة على تصنيع مشتقّاته مثل: المربّى، والدبس، والتين المجفف، بهدف الوصول لأقصى استفادة من الإنتاج المحلي، وزيادة فرص التسويق، وتنويع استخداماته.
كما تسعى القصيم إلى زيادة التوسّع في زراعة التين، وتطوير البنية التحتية الزراعية، مما يساعد على دعم مستهدفات الأمن الغذائي الوطني، وتحقيق قيمة اقتصاديّة مضافة تتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.