دفتر ملاحظات شهر محرم 1445

عبدالله حسين اليوسف

 لقد سجلت بعض المقتطفات من المحاضرات التي استمعت لها من عدة خطباء منها:

الحث على حضور مجالس العزاء لاكتساب المعرفة والثقافة:

يقال أن عدد المجالس الرسمية 300 مأتم، لو نظرنا إلى ذلك خلال يوم واحد هل تستطيع جهة تنظم ذلك وتستعد وتبذل المال والوقت وترتب محاضرات وحضور لها؟

روي عن الرضا (ع):

{أن هذه المجالس أحبها، أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا}

 لاحظوا هذه المجالس لها استراتيجية هي إحياء أمر أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ويحق للمستمع الكريم هنا أن يسأل لماذا هذا التأكيد الشرعي من الله تعالى والنبي

(صلى الله عليه وآله) والأئمة على إقامة المجالس الحسينية؟

الاجتماع واللقاء مع المؤمنين والتعرف على أفكار جديدة ومعالجة المشاكل وطرح أفكار ومعارف.

الحث على القراءة والعلم وخلاصة كتب وإرشادك للقراءة والبحث العلمي على صعيد التاريخ والثقافة من عقيدة وإرشاد إلى كل خير.

تشغيل العقول وتحريك النشاط الاجتماعي والاستفادة من التجارب ونقلها إلى الأجيال وأيضا حضور الشباب والأطفال والاستفادة والتعلم على العادات الحسنة وصرف جزء من الطاقة الجسدية والفكرية.

تحقيق الأمن العقلي والنفسي والروحي وصهر المجتمع في سفينة تحت راية الإمام الحسين (ع).

تم التركيز هذه السنة في شهر محرم لعام  1445هجرية على موضوعات منها:

1/  الزواج.

2/  الطلاق  والطلاق العاطفي

 3/ المشاكل العائلية وطرح الحلول لها.

4/الشاب بين الفردية والإدمان خصوصا الأجهزة الإكترونية والتواصل الاجتماعي وأيضا المخدرات.

وسوف ننقل بعض النصائح التي سجلت في هذه المواضيع:

1/ الزواج .

وبعد مراجعة كتاب

 لماذا نقدس القرآن

للعلامة الشيخ موسى بوخمسين (رحمه الله)

  الزواج

 يقول العلماء: إن الإنسان يجري في سبيل: أوله الولادة، جادته الحياة، مراحله السنون، نهايته الموت، غايته لقاء الله، دابته البدن، وبقاء شخصه بالغذاء، وبقاء نسله بالزواج.

 فرجع أمر الحياة كله إلى ركنين: المال والزواج. وقد طبقوا على الزواج فوائد منها:

 1/ عمارة الأرض وبقاء الحياة البشرية على ظهرها.

2/ التعاون البشري الذي أزال كل عقبة كؤود في سبيل سعادة الناس، نواته التعاون العائلي الذي يبتدئ بالاشتراك بين الزوجين وأولادهما.

3/المحافظة على العفة، فالزواج يحقق الاستقرار النفسي ويشبع الرغبات الجسدية المشروعة فيحفظ الأخلاق والأعراض.

4/ السعي المتواصل لأجل القيام بأمور البيت والتربية وتهذيب الأولاد ليكونوا رجال المستقبل عالمين عاملين لسعادة الأمة والمجتمع.

5/ الزواج داع لوجود الأبناء الذين يمثلون الأب والأم، ولا أقل من سد الخلة الاجتماعية في عمل الأبوين عند فقدهما.

6/بيت الزوجية يجلب للرجل الراحة والسكون من بعد مشاق العمل والكدح فالمرأة الصالحة تزيل كل هم وتجلب للقلب السرور.

 7/بقاء النسل وتعاقب الأجيال، فالعائلة نواة للعشيرة ثم للقبيلة، وهكذا تتكون الشعوب والأمم، فباختلاطها وتعارفها تتعاون وتتكامل، وصولاً إلى ما فيه سعادة البشر وخيرهم. يقول الله تبارك وتعالى:

{ وَمِنۡ ءَایَـٰتِهِۦۤ أَنۡ خَلَقَ لَكُم مِّنۡ أَنفُسِكُمۡ أَزۡوَ ٰ⁠جࣰا لِّتَسۡكُنُوۤا۟ إِلَیۡهَا وَجَعَلَ بَیۡنَكُم مَّوَدَّةࣰ وَرَحۡمَةًۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَتَفَكَّرُونَ }

سُورَةُ الرُّومِ: ٢١

أ/ ومعظم الخطباء استعرض الزواج ومشاكله وعدم معرفة معنى القوامة في مفهومها الحقيقي، هي عملية تنظيميّة للشراكة الزّوجيّة، ومسؤولية يتحمل كل من الزوجين تكاليفها كلّ يقوم بوظائفه المنوطة بهم تطبيقا لقوله تعالى:

{ ٱلرِّجَالُ قَوَّ ٰ⁠مُونَ عَلَى ٱلنِّسَاۤءِ بِمَا فَضَّلَ ٱللَّهُ بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضࣲ وَبِمَاۤ أَنفَقُوا۟ مِنۡ أَمۡوَ ٰ⁠لِهِمۡۚ فَٱلصَّـٰلِحَـٰتُ قَـٰنِتَـٰتٌ حَـٰفِظَـٰتࣱ لِّلۡغَیۡبِ بِمَا حَفِظَ ٱللَّهُۚ وَٱلَّـٰتِی تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَٱهۡجُرُوهُنَّ فِی ٱلۡمَضَاجِعِ وَٱضۡرِبُوهُنَّۖ فَإِنۡ أَطَعۡنَكُمۡ فَلَا تَبۡغُوا۟ عَلَیۡهِنَّ سَبِیلًاۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیࣰّا كَبِیرࣰا }

سُورَةُ النِّسَاءِ: ٣٤

 وللقوامة مقاصد شرعية تتمثّل في حفظ مقصد حدود الله (عز وجل)

من الانتهاك، وبالتالي حفظ عرض المرأة وكرامتها وتنظيم الجانب المؤسسي والمالي للأسرة، وتحقيق مقصد التكافل الأسري في الإسلام.

 وللقوامة:

أي المحافظة على الأسرة وشؤون الحياة.

 وتعدد مشاكل الزوجية وتم التركيز على المشاكل التي تعكر صفو الحياة كالإسراف في المال والسفر وخروج كل منهما بدون مراعاة حاجة الأسرة.

ب/ سلوك الإنسان والشخصية الإيجابية

 سلوك وهو ما تراه الناس من سمات معينة في الفرد كالمحبة والإيثار والصداقة ومشاركة المجتمع على صعيد الأسرة والعمل والإنتاج، والابتعاد عن الفردية وترك المشاركة المجتمعية في قيادة السفينة وعدم دق إسفين فيها حتى لا يغرق الجميع والكل يقول أنا حر في مثل الحجاب للنساء أو ممارسة شيء معين أو ممارسة عادات وتقاليد غير منسجمة مع الدين والعرف الاجتماعي

ج/ فكل ميسر لما خلق له،

ووضح بعض الخطباء

 أن الإنسان يمر بتجارب ربما ليس كلها ناجحة وعلينا الاستفادة بما ذكر في التاريخ وقراءة الحاضر وتطلعات المستقبل.

د/البيئة الدينية وعلينا المحافظة عليها، ونهتدي بما ذكره القرآن الكريم

ومن أحاديث الرسول الأعظم وأهل بيته (ع).

التي دونها وشرحها من العلماء ونقلها الخطباء..

وقدم الكثير من الخطباء الحث على القراءة وأن نلتصق بالكتاب أو استخدام التقنية الحديثة للوصول إلى المعلومة الموثوقة.

ذ/ {وَٱسۡتَعِینُوا۟ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ وَإِنَّهَا لَكَبِیرَةٌ إِلَّا عَلَى ٱلۡخَـٰشِعِینَ}

[سُورَةُ البَقَرَةِ: ٤٥]

 كيف نتعامل مع المشكلة الاجتماعية والأمراض العصبية واستخدام القوة المفرطة.

علينا تعلم لغة الصبر، وهي ليست عبارة فقط بل منهاج وسلوك

 وليس كل أرض نسير عليها ممهدة بالورد والياسمين ويشم منها الريحان.

علينا معانقة الألم والحزن والفراغ والذكريات القديمة والمرض وكيف نتعامل معها بحنكة وروية

ر/ تمهيد الأرض بإعمارها بالجيل الطليعي وكيف نجهزها بفكر ووعي ديني

والشباب، وما يطرأ على هذه الشريحة من ضغوط مختلفة من برامج التواصل الاجتماعي، وما يشاهده في العالم من انتشار بعض الأخلاق الفاسدة، مثل: الفاحشة والشذوذ الجنسي وكل ما يتعلق بالجندر وما يهدف منه علاقة الفرد والأسرة والمجتمع من هدم كل قيمة دينية وجعل الشهوة والجنس وكأنه هو الذي يحرك البشرية،

والمخدرات والمسكرات التي تقود الفرد إلى الهاوية.

س/ دعوة إلى دعم الأنشطة الاجتماعية، مثل: المبادرات التطوعية التي تدعم الفرد والأسرة والمجتمع على كافة الأصعدة والانخراط فيما يستطيع كلا منا المساهمة فيها.

ش/ التاريخ والصراع بين الحق والباطل: علينا التعرف على كل ما جرى وأسباب ذلك لكي؛ لا نقع بدون وعي وإيمان وثقافة مسلحة بالعلم والمعرفة.

ض/ وأخيرا تم توضيح الهدف من الدين والعقيدة وما تحتوي من أصول وفروع حيث هي تقود الحياة ونمارسها في كل ميدان في المسجد والمأتم والشارع والعمل وداخل البيوت وخلق أسرة ومجتمع يقود إلى نشر رقي الإنسان ويحقق الانتظار للدولة المهدوية.

علينا أن نعينه، بأن يعيش كلّ منا الورع والاجتهاد والطّاعة لله والعفّة والسّداد في الرأي، وإذا فكّر كلّ منا بمسؤولياته الشرعية.

وأخيرا علينا نكرر ونتمعن في هذا الدعاء المروي عن الإمام الحسين (ع):

《اللَهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي‌ فِي‌ كُلِّ كَرْبٍ وَأَنْتَ رَجَائِي‌ فِي‌ كُلِّ شِدَّةٍ وَأَنْتَ لِي‌ فِي‌ كُلِّ أَمْرٍ نَزَلَ بِـي‌ ثِقَةٌ وَعُدَّةٌ، كَمْ مِنْ هَمٍّ يَضْعُفُ فِيهِ الْفُؤَادُ وتَقِلُّ فِيهِ الْحِيلَةُ ويَخْذُلُ فِيهِ الصَّدِيقُ ويَشْمَتُ فِيهِ الْعَدُوُّ، أَنْزَلْتُهُ بِكَ وَشَكَوْتُهُ إلَيْكَ، رَغْبَةً مِنِّي‌ إلَيْكَ عَمَّنْ سِوَاكَ، فَفَرَّجْتَهُ عَنِّي‌ وَكَشَفْتَهُ وَكَفَيْتَهُ، فَأَنْتَ وَلِي‌ُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ ومُنْتَهَي‌ كُلِّ رَغْبَةٍ.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×