واقعة الكورنيش في نقاش تويتري: أفواج الجراد خطر مؤكد البحراني والعوامي: المتعة لا تكفي.. الرخصة لا تكفي.. ولا أحد يحمي أحداً

القطيف: ليلى العوامي

خلص لقاء عُقد عبر منصة “توتير”، وتناول حوادث الدراجات النارية، إلى أهمية وضع معايير وثوابت تحد من خطورة هذه الحوادث، كان أبرزها إنشاء مضمار خاص بسير الدراجات، وإذا تعذر ذلك، يتم تحديد مواعيد لسيرها، بعيداً عن أوقات الذروة.

وتناول اللقاء، الذي عقد مساء أمس الأول (الإثنين)، في حساب “مساحة علمية”، أهمية استصدار رخصة قيادة للدراجات، مع تفعيل شروط فنية ونفسية، تقيس مدى اتزان قائد الدراجة، وسلامته الصحية، والتزامه قواعد السلامة العامة. وتطرق النقاش إلى حادث اصطدام سيارة بعدد من الدراجات النارية، الذي وقع في محافظة القطيف مؤخراً.

حضر اللقاء الدكتور باسم البحراني استشاري طب الطوارئ، والمستشار الهندسي عدنان العوامي،  والإثنان من هواة ركوب الدراجات النارية (بايكرز).

طرق الرقاية

وخلال النقاش الذي تفاعل معه 61 مغرّداً، واستمر ساعة و18 دقيقة، اتفق البحراني والعوامي على أهمية التدريب الصحيح على طرق قيادة الدراجة النارية، فضلاً عن طرق الوقاية من حوادثها.

وأطلق العوامي على قائدي الدراجات النارية (dirt bike) وصف “”خفافيش أو أفواج من الجراد”، وقال إن “قائدي تلك الأنواع من الدراجات لا يخضعون لنفس الإجراءات الرسمية التي نخضع لها نحن ـ سائقي الفرق الرياضية ـ فليس مطلوباً منهم استصدار رخصة قيادة أو رخصة ملكية للدراجة”.

وقال إن “الدراجة النارية تتحرك بواسطة محرك، أما الدراجة الهوائية فتتحرك بواسطة مجهود قائد الدراجة، وبالتالي النارية منها تحتاج إلى إجراءات وقوانين خاصة”.

وعلق العوامي على حادث القطيف قائلاً “للأسف، اتُهمت السيدة بأنها التي صدمت قائدي الدراجات، ولكن مع وجود الفيديو، اتضح أن السيدة لم ترتكب أي خطأ”. وهذا ما تأكد عبر تحقيق الجهة المروية التي أعلنت ـ رسمياً ـ عن إحالة 3 من أصحاب الدراجات إلى الهيئة المرورية.

المهندس عدنان العوامي

ويرى العوامي أن رياضة ركوب الدراجات الهواية ممتعة، ووسيلة لطرد الضغوط النفسية. وقال “رغم صعوبتها، إلا أنها جميلة للغاية، تنمي لدينا بعض الجوانب الإيجابية، وهي بالتأكيد تختلف عن قيادة السيارة”.

وتابع إن “قائد الدراجة النارية يجب أن يكون أكثر حذراً وتسامحاً، وحكمةً، وذكاءً، ويضع في الاعتبار أخطار قيادة الدراجة، إذ لا يوجد ما يحميه، بعكس قيادة السيارة التي تتمتع بوسائل حماية عديدة”. واستطرد “بالتالي فإذا كان قائد السيارة يفكر في وسيلة الحماية من المخاطر مرة، فعلى قائد الدراجة النارية أن يفكر كيف يحمي نفسه مليون مرة”.

الرخصة غير كافية

وعاد العوامي ليشدد على أهمية صقل مهارة قائد الدراجة النارية من خلال الدراسة والتدريب. وقال “أتحدث هنا كوني سائق دراجة، وأؤكد أن رخصة قيادة الدراجة لا تختلف عن رخصة السيارة، فكلتاهما مهمة، وينبغي أن يكون هناك تدريب على قيادة الدراجة، كما هو الحال في قيادة السيارة، والقيادة دون رخصة أمر مخالف للقانون، وإن كنت أرى أن استصدار رخصة غير كافٍ، إذ يجب أن نصقل موهبتنا ونستفيد من تجارب الآخرين، فنحن معرضون إلى مواقف خطرة من سائقي السيارات  والدراجات النارية أيضاً”.

مواصفات آمنة

وعاد العوامي، وشدد على أهمية  الوعي بالنسبة إلى قائدي الدراجات النارية والسيارات. وقال “الوعي الذي أقصده، هو الانتباه جيداً لأخطاء الآخرين في الطريق إذ يجب أن يعي قائد الدراجة أن الطريق للجميع، ويحترم القوانين والأنظمة، وفي المقابل، يجب أن يعي قائد السيارة بأن قائدي الدراجات النارية شركاء له في الطريق، وينبغي عدم مضايقتهم أو تعريضهم للخطر”. وقال “أكثر الأخطاء شيوعاً، قيام بعض قائدي الدراجات النارية بعدم احترام آداب القيادة ومخالفة الأخلاقيات العامة”.

وعن مواصفات الدراجة الآمنة لـ”البايكرز”، قال العوامي “هي الدراجة التي يقوم مالكها بصيانتها بشكل دوري، مع اتخاذ 5 خطوات فحص قبل استخدام الدراجة، تشمل التأكد من سلامة العجلات، المكابح، الإنارة، الزيت، وأدوات التحكم”.

طب الطوارئ

ومن جانبه، اتفق استشاري طب الطوارئ الدكتور باسم البحراني، مع العوامي على أن قيادة الدراجة النارية هواية جميلة، لكنها خطرة. وقال “ينبغي صقل مهارة قائدي الدراجات النارية بشكل دوري، عبر  دورات تدريبية لرفع مستوى المهارة والقيادة الآمنة لديهم، مع التقليل من المخاطر المحتملة بقدر المستطاع، مع الوضع في الاعتبار أن رياضة قيادة الدراجات تتطلب ذكاءً وحذراً وتخطيطاً”.

وعقد البحراني مقارنة بين عدد حوادث الدراجات النارية والسيارات، وقال “أعتقد أن حوادث السيارات أكثر عدداً، ولكن خطورة حوادث الدراجات أعلى بكثر منها، ما يتطلب تعزيز مستوى السلامة قبل استخدام الدراجة”.

أخطر الإصابات

وتطرق الدكتور البحراني للحديث عن أصعب الإصابات التي تصل إلى قسم الطوارئ.  وقال “يختلف مستواها باختلاف شدة الحادث وسرعة السيارة أو الدراجة، ومدى التزام قائديها اتباع وسائل السلامة، مثل لبس الخوذة بالنسبة لقائد الدراجة النارية، أو حزام الأمان بالنسبة لقائد السيارة، ولكن من أخطر الإصابات، إصابة الرأس، وحالات النزيف الداخلي والكسور المضاعفة”.

الدكتور باسم البحراني

وقدم البحراني نصائح للمارة في الشارع. وقال “في حال وقوع حادث، فدائماً ما أنصح المارة بالاتصال مباشرة بالهلال الأحمر، وتقديم المساعدة الصحية في الوقت المناسب، والقيام بتنظيم حركة السير، وإبعاد السيارات القادمة عن موقع الحادث، حتى وصول الأجهزة المختصة، وعدم تحريك المصاب أو نزع الخوذة منه إلا بالطريقة الصحيحة، ويفضل أن يقوم بذلك شخص عنده خبرة ودراية في التعامل مع هذه الحالات”. وأضاف “في حال وجود نزيف خارجي، يُنصح بالضغط على مكان النزيف لتقليل النزف أو إيقافه”.

3 عوامل

وأشار البحراني إلى 3 عوامل، رأى أنها مهمة لسلامة قائدي الدراجات أثناء السير، وهي الدرَّاج، والدراجة، والطريق. وقال “الدرَّاج لابد أن يكون في حالة ذهنية مناسبة، مع أخذ قسط مناسب من النوم والراحة الجسمانية، والتأكيد على التزام ارتداء أدوات السلامة، وصقل مهارته في القيادة، والتزام قوانين المرور والقيادة الآمنة، واحترام كل من يستخدم الطريق”.

وعن الدراجة، قال البحراوي “ينبغي التأكد من سلامتها الفنية، والمحافظة على الصيانة الدورية لها، والحرص على سلامة الأجزاء المهمة من مكابح وإناره وإطارات وغيرها”.

وعن الطريق، أوصح الدكتور البحراني “يفضل اختيار الطريق المناسب لقيادة الدراجة، والابتعاد عن الطرق غير الصالحة، مع اختيار الوقت المناسب للخروج، والابتعاد عن أوقات الزحمة والذروة، وأخيراً احترام كل من يستخدم الطريق”.

وأوضى الدكتور البحراوي بإنشاء مضمار لسائقي الدراجات النارية السريعة، وقال “هذا المضمار سيعطيهم الفرصة لممارسة هوايتهم دون تعريض أنفسهم أو الآخرين للخطر، ومن الممكن أن يكون المضمار مشروعاً سياحياً، يستقبل المشاهدين، ويستمتعون به، خصوصاً إذا احتوى المضمار على كافيهات ومطاعم ومحلات ألعاب الكترونية للأطفال”.

اقرأ أيضاً

حادث المجيدية يفتح ملفّ الدراجات العشوائية في القطيف

‫2 تعليقات

  1. ومن قال ان سائق الدراجة يحتاج لمضمار!! المضمار للسباق والتفحيط وابراز الهوايات ولكن هذا لربما طلع للشارع ليغير جو وممكن طلع لمشوار ولا يملك غير الدراجه وممكن طلع للعمل ونفس الشيء فلا تحكمون على الكل بهذا الإقتراح العقيم. (رأي)

  2. اقترح تخصيص مضمار لاصحاب الدراجات النارية حول سور مقبرة الخباقة لان سورها طويل يشكل مسافة لا بأس بها وبعيد عن زحمة السيارات.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×