ردوا على حسن المصطفى…!
حبيب محمود
حسناً؛ سأنقلب على نفسي؛ وأدعو إلى الردّ على حسن المصطفى. حسن المصطفى الموصوف بأنه يمثّل “السلطة”، السلطة التي تعني “الدولة”. وما دمنا قد سلّمنا ـ نقاشاً وجدالاً ـ بأن المصطفى يمثل السلطة؛ فإن من حقنا أن نعرف ماذا يمثّل الرادّون عليه، أو لنقل الذين يريدون ـ ولا يستطيعون ـ الرد عليه..؟!
من الواضح أنهم لا يمثلون “السلطة/ الدولة”؛ ومن الغباء أن نظن أنهم لا يمثلون “سلطة ما”، ومن الغباء أكثر أن نظنّ أنهم يمثلون سلطة “مجتمع” أو سلطة “طائفة”. فلا أحد من المجتمع، أو من الطائفة، فوّض أحداً بالتمثيل.
الطائفة ـ نفسها ـ ليست في حال طيب من التوافق، بل إنها ـ يا للأسف ـ في حال من التشرذم والتنافر؛ يصعب معه فهم أن يكون هذا المسجد خاصّاً بفئة من الطائفة، ولا تقترب منه فئة أخرى من الطائفة نفسها. إذا كان أبناء الطائفة يتخالفون ـ ويتعاركون ـ على خلفية خلافات ومعارك خارج الحدود؛ فكيف يمكن تمثيلهم في مجتمع وطائفة محددة، وهم على هذا الحال منذ عقود طويلة..؟!
وعلى هذا؛ يتجدد التساؤل: ماذا يمثل الذين يريدون الرد على حسن المصطفى، ولا يستطيعون الرد عليه..؟!
سأتجرّأ على صديقي وزميلي حسن المصطفى، وأقول له: اذهب أنت وكلامك إلى الجحيم، نيابة عمّن لا يردون عليك. فما كتبته يمثّل السلطة، وأنت لم تُنكر ذلك، بل تعترف به. أما “خصومك” فلا يمكنهم أن يُفصحوا عن “السلطة” التي يمثلونها؛ لأنهم ـ منذ سنوات طويلة ـ جعلوا منّا ضحايا لمعارك لا تيس لنا فيها ولا حتى دجاجة..!
وسأتجرّأ عليه أيضاً؛ فأقول إنك متأخرٌ جداً في نقد تشدد “بعض” أبناء طائفتك، فأصدقاؤنا من الطائفة الأخرى سبقونا منذ أكثر من عقدين إلى نقد مشكلات طائفتهم وتشددها. وبعضهم منذ أكثر من أربعين سنة، وبعضهم حُوربوا من المتشدّدين حتى في رزقهم..!
أما أنت ـ يا حسن ـ فقد كنتَ جزءاً من التفكير المتشدد يوماً ما، ثم خرجت من عباءته لتبشّرنا بنقد الذات الشيعية التي جئت أنت منها..؟!
فما هي الذات الشيعية التي تنقُدها بكلّ هذا العنفوان والجسارة..؟
هل هي الظاهرة العراقية التي ما إن أمسكت بمفاتيح القوة؛ حتى تحوّلت إلى وبال على الشعب، وصارت أساساً للجشع الحزبي سياسياً ومالياً واجتماعياً؛ وتحوّلت مقدرات الوطن العراقي إلى لعبة تصارع أحزاب وجماعات ومكوّنات تتافضح في كلّ شيء.. إلا الفساد..؟!
هل يجوز لنا أن نثق في عمامة كانت “مظلومة”؛ ثمّ تحوّلت إلى “ناهبة”..؟ وهل يجوز لنا أن نكون نسخة منها؛ فقط لأن هناك ما يجمعنا بها عقدياً..؟
هل البكاء على الحسين، عليه السلام، والصلاة على التربة كافيان لمنح الثقة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والبناء على حسن الظنّ؛ ثم نفيق على جوع الشعب وتُخمة النخبة السياسية..؟
الحالة العراقية ـ في ذاتها ـ منطقة اختبار لغفلة الشعوب التي تلينُ وتركُّ مع الزيّ الدينيّ؛ وكأن لابس العمامة هو علي بن أبي طالب الذي لا يأذن له ورعه حتى بسلب نملة جلبة شعيرة..!
مأزق الحالة العراقية هو مأزق دولة غير متماسكة، وغير قادرة على التماسك، وغير قادرة على الإدارة.
لماذا..؟ لأن أدوات الإدارة لا تفكّر بمنطق الدولة، بل بمنطق المصالح “الشخصية”، وتوظف لذلك المذهب والحزب والأحلاف..!
هذا المآل تحقّق لأن الناس أُخذوا بالظاهر الديني، وغفلوا عن العمق المدني، فما كان منهم إلا جنوا ما جنوه..!
هل ـ بعد ذلك ـ نحتاج إلى أن نثق في شيء خارج إطار دولة متماسكة؟ وأنظمة تتحدث؟ وخطط تحوّل واضحة؟ ورؤية محددة المحطات والمعالم والأهداف؟
أم ندعم منطق “التذمر” العائش في التاريخ؟ ونستمرّ في “تمثيل” أعداء، حتى تنهار الدولة؛ ثم “ينهبنا” حملة راية الطائفة ودعاة المظلومية..؟
اقرأ أيضاً
المتزلفين والمنافقين امثال حبيب حمود وحسن المصطفى و كمال الخطي وغيرهم من ضعفاء النفوس يبحثوا عن شهره وعن مدح وعن مركز رخيص من قبل نافذين على حساب مجتمعهم. ولكن اذكر ان النافذين يحتقروهم لانهم ببساطه باعوا مجتمعهم لمصلحة اذا احتمال كبير يبيعوا انفسهم لدول. خونه