[3] الحاج حسين الزاير.. عبء ولاية الأوقاف وقضايا المحاكم عرفته في بيت الشيخ منصور.. فأنقذني من وظيفة "عامل نظافة"
عدنان السيد محمد العوامي
بعد وفاة والده أُلزِم الولايةَ على أوقاف أسرته إلزامًا، دون رضًا منه، وبحكمٍ شرعي حكم به عليه الشيخ علي الجشي (رحمه الله) بحضور عدد من علماء البلد ووجهائها، وبعضٍ من أبناء عمومته، لكنه مع ذلك لم ينجُ من الحسد والكيد. لم يقل هو ذلك أثناء سرده لسيرته، لكنا نقرأ شكواه في قصيدة عنوانها: (نفثة مصدور) جاءت مرافعة حقيقية سرَد فيها لاعج معاناته، وكذب الدعاوى التي رفعت ضده للمحاكم، وكلما فشلت دعوى في محكمة؛ رفعت أخرى في محكمة أخرى، فأغراه النصر بنظم قصيدة عبَّر فيها عن نشوة الانتصار، والجلي الواضح أنه كان ينظمها وهو منشغل البال، مشتعل القلب، مضطرم الوجدان فضرب صفحًا عن شروط الشعر وقواعده من لغة ووزن وغيرهما من كل ما قعَّده العروضيون، فكل همه هو التنفيس عما يضطرم في وجدانه من أسىً وأشجان. لنقرأ شيئًا منها:
حمَّلوني الأوقاف ما كنت أدري
لم أطق حملها، فكانت وبالا
أي قصر أقمته من عشيرٍ؟
أيُّ دَينٍ قضيتُ منه ابتذالا؟
أي مال ذخرته لحياتي؟
أم لأولادي الصغار مثالا؟
طاردوني بأسهم الحقد حتى
نلت منهم مالا يطاق احتمالا
شتموني بألسن ليتها قد
خرست منطقًا، وكانت هبالا
حاسبوني، ودققوا في حسابي
لم يصب قصدهم، وقاموا خجالى
ثم قاموا محررين كتابا
وقعوه شبيبة وعيالا
حاولوا المستحيل في كل جهدٍ
لينالوا المطلوب مني، محالا
هذه تارة وأخرى تراهم
ركب الخيلَ بعضهم والبغالا
وأنا صابر على كل شيء
أتوقاه من كريم تعالى
بينما كنت سابحًا في بحورٍ
إذ أتى الخير رحمة وانهالا
فشكرت الإله يوم اعتلتني
رحمةٌ؛ إذ فَصَمت ذاك الحبالا
وهنا فاسمع النصيحة مني
لا تكن من يخوض ذاك المجالا
وابتعد عن وَلاية الوقف، واهرب
واجتنبها خسارة وضلالا
الشيخ منصور البيات في الميزان
لست المؤهل للحكم له أو عليه، لكن أذكرك بما نقلته من قول شاعر الخليج خالد الفرج في ولد الشيخ (أحمد):
(اقرأوا، خاشِعين، أمَّ الكتاب
ثم ضُجُّوا بالنوح والانتحاب
واملأوا موضع الخشوع همومًا
من جليل الأحزان والاكتئاب
إنه اليومُ رزءُ آمالِ نفسٍ
سحقوها بصدمةِ الخَيَّاب([i])
لوعة البائسين في ألم الرز
ءِ بفقد السلائل الأنجاب
غسَّلوه بالدَّمع وهو سخينٌ
وحَشَوْه من عابق الأطياب
حملوه كأنَّ للكلِّ منهم
ولدًا فوق هذه الأخشاب
ولعمري كأنْ تُوارى نفوسٌ
معه في أديم ذاك التراب)
وما عليك إلا أن تعمد لمفردة: (ولدًا)، فتضيف لها ألفًا، لتنطبق على الشيخ، فإن لم تتجل لك الصورة أنقل إليك ما كتبه الأستاذ محمد رضي الشماسي (رحمه الله) مقدمًا للكتاب الذي أصدره أسباط الشيخ بعد وفاته وضمَّنوه ما قيل في تأبينه من شعر ونثر، وعنونوه: (العلامة البيات – شيخ المتهجِّدين)، فهاك اقرأ:
(ما أجمل أن يقف الإنسان على منزل مُقْوٍ يذكِّره بأطلال العرب، وخرائب اليونان، فيستوحي الماضيَ صُوَرًا، وتاريخًا، وآثارًا، ويستلهم – من ذلك – عظمةَ النازل، وعلوَّ كعبه، وجليلَ شأنه؛ خصوصًا إذا كان ذلك المنزل في محيط يأخذ بأسباب المدنيَّة، ويتلمَّس أطرافَ الحضارة، وقد يرفل في نعيمها، ويتلبس بمظاهرها.
ما أجمل المنزل نفسه إذا كان مصدرًا معرفيًّا، أو مرجعًا إيمانيًّا، أو مظانَّ للرحمة، يرتاده مريدوه، ويقصده قاصدوه؛ إما للتزوُّد بمعرفة، وإما للوصول إلى نفحة إيمانية، أو للتفيؤ تحت ظلال الرحمات.
ما أدراك ببيت هو – حسب رأي الأستاذ السيد مهدي الصائغ – (طريقٌ إلى الجنة)؟ مشيرًا تحت هذا العنوان إلى أن: (عينَ الزهد تَرى في بيت قديم ضيق الطرقات، أسقُفه هابطة، وجدرانه مُتْربة، لا يحوي سوى فُرِشٍ بالية، تَرى طرقَه أرحبَ من قاعات القصور، وجدرانَه المتربةَ أفضلَ من الفسيفساء، وحتى فرشه القديمة أفخر من مُثْمِنِ السجاد، والأرائك… حقًّا إن ذلك البيت روضة مطهَّرة، تملأ أركانه أفواج الملائكة. تنزَّل بركة السماء على ساكنيه، ذلك البيت الذي طافت به مخيلة الأستاذ الشاعر السيد عدنان العوامي في رائعته:
يا سيدَ الزهد، يا مَلْكًا ذخيرته
بيت من الطين أوهى نسجَه القِدَم
بيتٌ تكرَّهت الأيَّامُ صحبتَه
وملَّه السقم، إلا أنه حرَم
لو جاز للناس تقديسُ التراب هَفَت
عطشى تهيم على أعتابه لمم
ما أجمل المنزلَ بأهله إذا سكن الجمال نفس الأهلين؛ فكانوا هم من أسرار ذلك الجمال الروحي الذي يجسِّده سلوك العرفانيين، أو أخلاق الربانيين
ما أنت إلاَّ رحيقٌ ليس موضعه
هذا التراب، ولا هذا الدجى الوخِم
ما أروع الجمال المعنوي الذي تمثله الروح والسلوك اللذان ينأيان بالمرء عن زخرف المادة، وبَهرَجة المظهر، وبريق الشكل.
ولو أردت هوى الدنيا وزخرفها
جَثَتْ لديك، وباست نعلَك النِّعم
لله زهدك في الدنيا وزينتِها
أما ترانا عليها كيف نزدحم؟
كيف استهنت بها حتى وأنت ترى
ذاك الفتاتَ عليه تحرق اللمم؟)
هذه الأبيات ترسم عمق المكانة التي يستبطنها وجداني لبيت الشيخ وقاطنيه، وليس مخيلتي كما استنتج رفيق الدرب الأستاذ الشماسي (رحمه الله).
الالتصاق عن قرب
مما مرَّ بك أن مولدي كان في قرية التوبي، وفيها نشأت، وفي معلمها الذي تسمُّونه -أنتم اليوم (الكتَّاب) – تعلمت تلاوة القرآن الكريم، فكيف تسنَّت لي الكتابة؟
في ما كتبتُ، وكتب غيري عن سيرتي؛ أن عمي السيد حسن (رحمه الله)، كان يعمل بالسكة الحديدية بالدمام، فكان ُيحضر كل ما تقع عليه عينه من مجلات وصحف للانتفاع بها في المنزل لحمل الخبز، أو السكر، وحب البن، والشاي، والتتن، وما شابه، وكان بينها دفاتر يعلم الباكستانيون فيها أولادهم الكتابة، وطريقتهم في تعليم الكتابة هي نفسها التي يعلم بها معلمو القطيف تلاميذهم، وكيفيتها؛ أن يخط المعلم بخطه الجميل بيت شعر في أعلى الصفحة، ويقوم التلميذ بإنشاده، وبعد أن يرضى المعلم بجودة الإنشاد يأمره بالجلوس، فيشرع في تقليد ما كتب المعلم. كذلك كانت تلك الدفاتر؛ كتب في حافتها العليا سطر باللغة الأردية، وباقي أسطرها تركت فارغة؛ ليكتب فيها التلميذ، ولأن لغة الأوردو تكتب بالحروف العربية، بفوارق طفيفة لا تتجاوز زيادة نقطة أو اثنتين، أو شرطة في بعض الحروف، لم يكن تقليدها صعبًا عسيرا.
في تلك الدفاتر وجدت ضالَّتي، فصرت أقلِّد المكتوب فيها دون أن أفقه معناه، وشيئًا فشيئًا اكتسبت قدرًا ضئيلًا من معرفة الخط كان كافيًا لكتابة الرسائل لحجاج القرية في موسم الحج، وعقود النكاح، وقراءة البراوي([1])، فضلا عن منافسة معلمي في قراءة قصة المولد النبوي، والنسخة، والفخري والتصديقة في مجالس أفراح القرية وأتراحها([2])، وما تنشئوه أمي من شعر عامي في النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وعترته (عليهم السلام) مدحًا ورثاء، لكن غاية سروري وزهوي بالمجد والفخار لحظة يكلفني الشيخ منصور – حين انشغال ابنته فاطمة، أو غيابها – بأن أقرأ له ما يحتاجه من كتب الفقه، أو العقائد، أو الأدعية اليومية من ضياء الصالحين، أو المواعظ من كتاب جامع السعادات للشيخ النراقي([3])، أو سواهما من الكتب التي يريد النقل منها أو نقدها في مؤلفاته .
ويقينًا لم تنس ما قلتُ عن البيت الذي وُلدتُ فيه ونشأت، لكن من باب التذكير أعيده عليك: (تأتي الصدفة مقرِّبةً الشبه بيننا “الحاج حسين وأنا” بأن تكون نشأتي – كنشأته – في مجمِّع سكني صغير يسمونه بيتًا، مؤلًّفًا من دُور([4]) أربع، ينحشر في إحداها أبي وعائلته المكونة منه، ومن شريكة حياته؛ أمي وأنا، واثنتان أخريان يقطنهما أخواه وزوجتاهما، وأبناؤهما، والرابعة لأمهما (أبي غير شقيق لأخويه)، وبعد وفاتها (رحمها الله)، حُوِّلت غرفتها إلى كندود (ﭼَـنْدُود)([5]) ، وكما كانت أم الحاج حسين مدَبِّرةَ شؤون أسرة أبيه، كانت أمي كذلك، بل كانت تنفق على الأسرة، وزوجت حموين من أحمائها، ولقيام أمي بعيالة أسرة أبي وإخوته حكاية ربما تأتي لها مناسبة، فأعرضها مفصلة).
السعادة ليست سرمدًا
في صبيحة عيد الأضحى سنة 1368هـ، دفعت إليَّ قبطانة سفينة الأسرة، وسردارها([6])؛ (أمي) ببعض النقود لأذهب للسوق كي أحضر الإدام اليومي المعتاد، وحين عدت دفعت إليَّ ملابسي الجديدة مع العيدية، فخرجت مغمورًا بالزهو والغبطة، قاصدًا سوق (الجبلة) حيث صخب العيد وباعة سِلَعِه المبهجة وخصوصًا للأطفال، وأكثرها بهجة لعبة المكاسر بالبيض، وعباراته الغامضه: (تاه بتاه)، و: (تاه براس) و(راس براس) ([7])، ولكن لسوء حظي التقيت أحد صبيان الجيران في الطريق، فأقنعني بأن أعود للبيت وأحضر جفيرًا، وأذهب معه إلى البحر لنعيِّد في صيد السمك، بدلا من سوق الجبلة. ذهبت معه إلى الساحل، فاصطنع من غترتي الجديدة جاروفًا([8]) للصيد، وانهمكنا فيه حتى شارفنا العصر، وحين عدت إلى البيت وجفير السمك ملدلا من كتفي، وذفر البحر يضمخ ثيابي، لم أجد حتى الفراش الذي كانت أمي ترقد عليه، فعرفت لأول مرارة عيش يسمُّونها يتمًا.
صادف رحيلها (رحمها الله) برج الأسد، وهو – كما لا يخفى عليكم- حَمارَّةُ الصيف، ولم يكن في يد الوالد – سواء من غلاَّت ما تحت يده من نخيل، أو ما اشترته الوالدة معلقًا([9]) من التمور وغيرها، قد حان أوان تحصيله بعد، فهو لم يزل على عروشه لم يكنز، فكان لا بد من النزول إلى المعترك. كشرت الحياة أنيابها في وجهي، فلا ندحة من النزال، وإن بسلاح واه، وجسم أصفر نحيل، وقلم مثلم، صفر من علم الحساب.
إذ ذاك كانت قدور السلوق([10]) قد بدأت تشاهَد منتصبة في الأفدية([11])، وفِرق وزنه أخذت تتهيأ، وبدأ البحث عن الوزَّانة([12]) والكرانية([13])، فلم يطل الانتظار. بعد قرابة شهر من وفاتها وجد صغيرها نفسه مجبرًا على الاستيقاظ قبل الفجر ليصلي في فدا (سويد) موضع تجمُّع العاملة([14])، وبدء تجوالها في القرى لإنجاز مهامها اليومية في وزن السلوق، لكن هذا العمل موسمي قصير الأمد، إذا طال أمده فشهر واحد، فكانت الوجهة الظهران بحثًا عن عمل، فوجدته عند صاحب بقالة، استأجرني بريالين في اليوم، ولأن السكن كان في غرفة عمي السيد علي (رحمه الله)، فإن ستين ريالًا في الشهر لَمِن أجزلِ النعم، لكن المثل الشعبي يقول: (رضينا بالمر، والمرّ ما رضي بنا)، وكما غنَّت نورة الحوشان:
يالعين هلِّي صافي الدمع هلِّيه
وِلا مضى صافيه هاتي سريبه
اللي يبينا عيَّت النفس تبغيه
واللي نبي عيَّا البخت لا يجيبه
فقد (عيَّا) بختي أن يرضي مؤجري بالطبخ الذي يحسنه الصبيان فصرفني وهو ينقدني أجرة الشهر الأول، والسبب ليس فشلي في الكتابة، وإنما في طبخ وجباته.
في شرحي لكيفية تعلمي الكتابة قلت: إن عمي السيد حسنًا (رحمه الله) كان يعمل في السكة الحديد في الدمام، فتوسط لي لدى المقاول الذي كان يعمل لديه، فقبل الوساطة وعينني عامل نظافة، فكانت المكنسة أرأف من القلم، وأرحم، كيف لا وحملها فيه فوائد جمة لا تحصى، ليس أقلها إدخال 112 ريالا إلى جيبي كل شهر، وإماطة الأذى عن الطريق، وهي صدقة، ناهيك عما فيها من فضل وشرف لعامل النظافة لحمايته الناس من الأوبئة، لكن كل ذلك لم يقنعني، فبدأت تقديم طلبات التوظيف للإدارات الحكومية، فأنا الآن، يا إخواني (كَرَّاني)، بشهادة حفيظة نفوسي، ففيها كتبت عبارة: (يقرأ ويكتب). لا أذكر أن إدارة من تلك الإدارات صرفتني لعدم توافر الوظيفة، لكنها تحيلها إلى المدرسة الوحيدة آنذاك (مدرسة البحر) لأجل اختباري فيصدمني مديرها الفلسطيني ضخم الجثة، عريض المنكبين، ذو القفطان الأشهب الطويل الفضفاض؛ الأستاذ راشد العيسوي بجداوله الطويلة في الجمع والضرب والقسمة، فأرجع خائبًا أسفا، وتوالت عرائضي تستجدي الوظيفة، وضاق الوالد بي وبحياته ذرعًا، كما ضاقت يده ندىً، حتى انتهى به الأمر إلى ولي الأمر (رحمه الله) يشكو إليه مخالفة الموظفين لأوامره الكريمة، لكن كل ذلك لم يجد فتيلًا.
لم يُطِق أبي حياة العزوبية أكثر من سنة، فولَجَت الدارَ امرأة غريبة، وكان طبَعيًّا أن أغادرها إلى (العـﮕـد) المفتوح على (الشمسة) ([15])، فعلى السماء؛ إذ لا يمكن الاستغناء عن الـﭽـندود (الكندود) ([16])، فما يتحلب من جلالِه من دبس يشكل مصدر دخل مهمٍّ للأسرة لا يستغنى عنه، وبالنسبة لي لم يحدث طردي من ملاذي أية مشكلة في الصيف؛ إذ وجدت في كثبان البر الملاذ الأرحب، شأن الجموع من سكان القلعة وضواحيها منتجعي برودة النسائم فوقها فرارًا من وخم الرطوبة المهلكة، لكنني لم أطق قسوة برد الشتاء، ولا منظر حمامي المرفرف في الصباح باحثًا عن الماء المتجمد تحت أرجله في قاع الدوَّة([17])، ولأن النوم في المسجد لا يجوز، تسللت لواذًا بالحسينية لكن صقيعها، وإن كان أخفَّ وطأةً، إلا أن جسمي لم يحتمله، فهرولت هاربًا إلى بيت عمي السيد علي في القلعة. كان ذلك في أحد شهور عام 1374هـ، 1954م، وبانتقالي إلى القلعة توثقت علاقتي بالحاج حسين أكثر؛ إذ لا يبعد البيت الذي قطنته أكثر من 150 مترًا عن بيت الشيخ منصور البيات، حيث يقطن الحاج، فصرت أصحبه في جولاته عصر كل يوم، وفي عطلاته الأسبوعية لتفقُّد نخيله في بلدتي التوبي وغيرها، فتطوع بتعليمي الحساب، وما إن أتقنته حتى كسرت تلك المكنسة اللعينة منذ اللحظة التي قبلت فيها مفتش نظافة في المبنى الذي كنا نسميه البنك، وحقيقته مقر الإدارة العامة لشركة أرامكو في الظهران. Administration building .
أصدَّقت – سيدي القارئ الكريم – بعد هذه الرحلة أن ما قلته في مستهلها، إنني لو لا أن قيض الله لي هذا المربي، فعلمني ما صار لي طوق نجاة، لعشت حياةً ألله وحده أعلم بمآلها؟
جزى الله الحاج حسينًا أحسن الجزاء، عني وعن كل من أسدى لهم معروفًا، وهم كثر، وتغمده بواسع رحمته ورضوانه، وأسكنه فسيح جنانه.
————–
([2])الأول: قصة المولد النبوي، والنسخة والفخري: اسمان لكتاب واحد هو كتاب الفخري المنتخب، تأليف فخر الدين الطريحي، النجفي، يقرأ تقدمة، قبل الخطيب الرئيسي في المآتم الحسينية، والتصديقة كتاب مواعظ وأدعية للميت تقرأ مقدمة للخطيب في مجالس العزاء.
([3])ضياء الصالحين: كتاب مشهور في الأدعية والأعمال والزيارات، منسوب إلى محمد صالح الجوهرجي أحد خدّام الروضة العلوية، وبعضهم ينسبه إلى أحمد المستنبط صاحب كتاب القطرة، وجامع السعادات: من أشهر الکتب في الأخلاق العقلية، والتطبيقية باللغة العربية، ألفه الفقيه الحكيم المولى محمد مهدي النراقي، من أهل القرن الـ12و 13 للهجرة. وهو الأول من نوعه؛ يشتمل الصنفين الفلسفي والعقلي معاً كما يشمل الجانبين النظري والتطبيقي.
([4])جمع دار، في اصطلاح أهل القطيف: الغرفة إذا كانت في الدور الأرضي، فإن كانت في الدور الأول فهي غرفة.
([5])أصلها بالفارسية: كندو، وتعربيبها: كندوج. محيط المحيط، المعلم بطرس البستاني، مكتبة لبنان، طبع في مطابع مؤسسة جواد، بيروت، 1983م، والمعجم الذهبي، د. محمد التونجي، الناشر المستشارية الثقافية للجهورية الاسلامية الايرانية، بدمشق،، توزيع دار الروضة، بيروت، 1993م.
([6])السردار: حافظ السر، وقائد الجيش، تركية، استخدمت في الخليج بمعنى مرشد السفينة. محيط المحيط، المعلم بطرس البستاني، مكتبة لبنان، طبع في مطابع مؤسسة جواد، بيروت، 1983م، والمعجم الموسوعي للمصطلحات العثمانية التاريخية، سهيل صابان، مطبوعات مكتبة الملك فهد الوطنية، السلسة الثالثة (43)، الرياض، 1421هـ، 2000م، ص: 133.
([7])لعبة الفائز فيها من تكسر بيضتُه بيضة قرينه، فتكون من حقه، والتاه: لم أهتد لمعناها اللغوي، لكنها في القطيف تعني قاعدة البيضة.
([8])الغترة: منديل يلبس غطاءً للرأس، يسمى في بعض البلدان: كوفية، والجاروف: شباك تستخدم لصيد السمك على الساحل
([9])بيع المعلق: بيع يدفع فيه ثمن التمر أو السلوق في الشتاء، ويعلق التسليم إلى حين كنز التمور)
([10])السلوق: بسر يسلق وجفف في الشمس، وكان أحد ركائز الاقتصاد الأساسية في القطيف.
([11])جمع فدا: قاع تنشر فيه التمور والسلوق، وتجمع وتحفظ مؤقتًا إلى حين نقلها إلى (الـ?ـناديد) المخازن
([12])رجال أقوياء البنية، قادرون على رفع ميزان السلوق.
([13])الكتاب، ولعلهم أخذوها من: قرآني.
([15])العقد: رواق مسقوف يجمع الغرف، والشمسة: فضاء مفتوح تدخل منه الشمس إلى المنزل
([17])إناء من الفخار خاص بسقي الحمام الدوري.
([i])الخَيَّاب: الخسار. يقولون: سعيه في خيَّاب بن هيَّاب، تاج العروس.
اقرأ الحلقتين السابقتين