علي الزواد حقق أمنيته.. قدم كليته «هدية» لبدر الشامسي «كورونا» عرقلت حلمه في التبرع.. ورسالة «واتساب» أرشدته إلى المريض

سيهات: شذى المرزوق

لكل منا أحلامه وامانيه. غالباً تتمثل في الحصول على أشياء؛ أموال، سيارة، بيت، زوجة.. إلخ. ولكن؛ هل صادفتم من كانت أمنيته أن يقدم شيئاً؟ وأن يكون ما يقدم جزءاً من جسده؟ ولمن لا يعرفه، ولا تربطه به أي صلة؟

علي الزواد من هؤلاء، فخلال 3 سنوات سعى هذا الشاب السيهاتي لتقديم كليته لأي مريض يعاني من فشل كلوي. بحث وبحث طويلاً. جاءت جائحة كورونا وعرقلت عملية البحث. خفت الجائحة واستأنف البحث. وأخيراً؛ تحققت أمنيته، قدم كليته قبل يومين «هدية» لبدر الشامسي، لينهي علي معاناة دامت ثلاث سنوات من الفشل الكلوي عاشها بدر، الأحسائي، والذي يقطن مدينة سيهات أيضاً.

علي الزواد، شاب في الثلاثينيات، موظف في شركة «أرامكو السعودية»، وهو أب لخولة، آية ومحمد. قرر قبل عامين أن يسهم في تفريج كربة أي مريض مُصاب بالفشل الكلوي، عبر التبرع له بكلية، «أياً كان المريض، ومن أي منطقة كانت» وفقاً لما قال لـ«صُبرة».

أضاف «حاولت مراراً ولم تنجح محاولاتي. وجاءت جائحة كورونا لتوقف تنفيذ ما كنت عازماً عليه، حتى وصلتني قبل حوالى شهرين رسالة «واتساب» يناشد فيها المريض بدر الشامسي، المجتمع مساندته، بعد أن أعياه عناء الغسل الكلوي وآلام الكلى».

سارع علي للتواصل مع بدر، والتنسيق للتبرع له، وتمت عملية التبرع بعد أن كانت نتيجة الفحوصات والتحاليل مُتطابقة، ليرقد الاثنان في غرفة واحدة بمستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، بعد أن نجحت العملية الت أجريت أمس (الثلاثاء).

ومن المقرر أن يخرج الزواد من المستشفى غداً (الخميس)، فيما سيخرج الشامسي السبت المقبل، عائداً لأبنائه الستة (ولدين وأربع بنات)، بعد أن انتهت معاناة سنوات من الألم.

بدر الشامسي وابنه الحسن قبل العملية.

بدوره؛ قال الشامسي لـ«صبرة» «كلمة شكر قليلة في حق هذا الإنسان الذي سخره الله ليّ، ولن تفيه كل كلمات الشكر حقه».

وعاهد بدر، الله سبحانه وتعالى «ان اتكفل بزيارته وعائلته ووالدته إلى رحاب أبي عبدالله الحسين (عليه السلام). وجزاه الله على ما قدمه من خير؛ خير الجزاء».

الشامسي موظف في إحدى الشركات. كان يتابع بانتظام مواعيد علاج إصابته بالسكري والضغط، وقبل 3 سنوات أثناء مراجعته مستشفى البرج الطبي، وكان يعاني خلالها من حالة ترجيع.

وأعلن الطبيب بعد التحاليل والفحوصات «المفاجأة الصاعقة»، والمتمثلة في لإصابته بالفشل الكلوي منذ فترة. ويقول الشماسي »لم أكن أشعر بأي ألم، واستغربت من كوني مصاباً بالفشل الكلوي. ولكن المرض اخضعني لاحقاً لإجراء الغسل الكلوي طوال السنوات اللاحقة»، مضيفاً «لم أر إصابتي الا ابتلاء من رب العالمين، يمتحن فيه صبري على قضائه. والحمد لله على كل حال. كما أحمده حمد الشاكرين على أن سخر لي هذا الشاب علي الزواد، لينقذني من اتعاب وآلام المرض».

 

اقرأ أيضاً:

مستلهماً إيثار العباس.. فاضل يمنح أخاه كليته في عاشوراء

أحمد آل شلي قدم لأخته سهر كليته: شكراً لكِ على قبول الهدية

حسين وابنه علي الحصار عادا إلى المنزل.. وفي جسد الأب كلية الابن

بعد أحمد وسهر.. أنيسة أيضاً أهدت كليتها لأختها نجاح

 

تعليق واحد

  1. حمد لله على السلامة واجر عافيه
    يقول جل وعلا
    لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (92)
    فهنيئاً لزواد هذا العطاء وهنيئاً لمجتمعنا هذا الدرس الأخوي الإنساني بدرجة الاولى

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×