أحمد آل شلي قدم لأخته سهر كليته: شكراً لكِ على قبول الهدية كتبت على مخدته «أنت الفخر».. فرد عليها «نحن لبعضنا»

تاروت: ليلى العوامي

من يعطي يشعر أنه المتفضل. ولكن؛ هل يمكن أن يشعر بالامتنان لمن أهدى له هدية؟ ماذا لو كانت الهدية جزء من جسد المُهدي؟

قلة قليلة قد يشعرون بهذا الشعور، منهم الشاب أحمد عبدالحميد (محمود) آل شلي، الذي يخالجه شعور قوي بالامتنان لأخته سهر، التي تقبلت هديته؛ كلية انتزعت من جسده، لتُزرع في جسدها، بعد سنوات من المعاناة مع الفشل الكلوي، التي ندعو الله أنه أُسدل الستار على آخر فصولها عصر أمس (الأربعاء).

بعد ساعات من افاقته من الغيبوبة؛ هاتفته «صُبرة»، لتحمد الله على سلامته وسلامة اخته، ولتسمع منه قصة تفيض إنسانية، صنعها الشقيقان آل شلي.

«هي كل حياتي»

أحمد، شاب في الـ21 من عمره، رياضي، يحب الحياة، هذا ما يمكن استنباطه من تصفح حسابه على منصة «تويتر». يدرس في الكلية التقنية، لبى نداء الأخوة، وهرع من دون تفكير، ليخبر أسرته والأطباء أنه  قرر أن يقدم كليته هدية إلى اخته سهر، التي تصغره بثلاثة أعوام (18 عاماً)، والتي يراها «كل حياته».

يقول «أحمل هذا الشعور لبقية أخوتي (هم 4 أشقاء؛ أخوين واختين)، ولكنها هي لها مكانة شوي أكبر في قلبي، حياتنا، طفولتنا قضيناها معاً».

أحمد، الذي تبرع لأخته بكليته، أضاف بسعادة «الآن أنا أملك كلية، وأختي تملك الأخرى».

هل كان أحمد خائفاً من إجراء العملية؟ قال «لا، لا.. ربما كنت متوتراً من بُعد موعد العملية، فقد كنت أنتظرها على أحر من الجمر». أما عن شعوره قبيل العملية، فقال «شعور معرس، أو متخرج من الجامعة».

خبران مزعجان في يوم واحد

على أعتاب الانتهاء من المرحلة الابتدائية، أصيبت سهر بفيروس، أثر كثيراً على وظائف الكلى، إلى أن أصيبت بفشل تام.

يقول آل شلي «كنت وقتها في بداية المرحلة المتوسطة. في ذاك الوقت؛ قيض الله لأختي الحصول على كلية من متبرع متوفى دماغياً (رحمه الله)، عمره 19 عاماً».

إرادة الله كتبت أن تصاب سهر قبل 11 شهراً، بفشل ثان في وظائف الكلى. يضيف أحمد «تعبت أختي بعد ثلاث سنوات من زرع الكلية الأولى. ذهبت بها إلى طوارئ المستشفى، وأجريت لها التحاليل اللازمة، وانتظرنا النتيجة التي جاءت في صباح اليوم الثاني. استيقظنا يومها على خبرين مزعجين، يبكي منهما القلب: فشل كلية لدى أختي، وإصابة عمتي (يرحمها الله) بنفس المرض؛ الفشل الكلوي».

القرار الحاسم.. الإنجاز الأكبر

قبل 8 أشهر؛ اتخذ أحمد آل شلي قراره الحاسم؛ التبرع لأخته سهر بكليته. طوال الأشهر الماضية خضعا إلى تحاليل شاملة (برنامج علاجي للطرفين)؛ أشعة، تخطيط قلب، تحليل الدم، والتأكد من تطابق الكلى. يضيف الفتى بفخر «حتى كتب الله ليّ أكبر إنجاز في حياتي».

دخل الإخوان آل شلي مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام صباح أول من أمس (الثلاثاء). أمس (الأربعاء)، كان التبرع، في عملية بدأت الساعة 10 صباحاً، واستغرقت خمس ساعات. كان أحمد في غرفة، وأخته في أخرى، وأجريت لهما العملية في الوقت نفسه. ورغم أن الجدران تفصل بينهما، ولكن شعور الأخوة كان متصلاً بقوة طوال ساعات العملية.

الأب عبدالحميد (محمود) آل شلي.

رسالة على المخدة

يقول «ليلة العملية ذهبت للنوم، ووجدت على مخدتي ورقة كتبتها أختي سمر «أنت الفخر». يتوقف قليلاً عن الكلام، ثم يكمل وقد خالجه شعور مُربك «هاتان الكلمتان أثرت فينيّ كثيراً، خلدت إلى النوم وأنا في حال انتظار وترقب».

صباحاً؛ كانت العملية، بعدما خضع أحمد آل شلي وشقيقته إلى تخدير كلي. والحمد لله؛ تكللت بالنجاح.

يواصل أحمد سرد ما تبقى من الحكاية «الأخوة بخير. أحمد الله أن منحني هذا التوفيق، لأقدم لأختي هدية متواضعة جداً جداً من جسدي؛ كليتي. أشكر الله على ذلك، ثم أشكرها على قبول الهدية».

مع والده عبدالحميد آل شلي.

رسائل إلى: الأب والأم.. والأخت

من على الفراش الأبيض، في غرفته في الطابق الثاني من مستشفى الملك فهد التخصصي، وتحديداً الجناح B4، وجه رسالة إلى والديه «لا تكفيكما كل كلمات الشكر والامتنان في هذا الكون، ولكنني أقول لوالدي: لقد زرعت يا أبي في داخلي الشجاعة».

ولأمه «يعجز الكلام أن يتحدث عنها: لقد تعبت معنا كثيراً، وأدعو الله أن يعطيك الصحة والعافية. كما أقول لها: بإذن الله ترين أخوتي وأنا في أعلى المناصب. وكل هذا بفضل الله ثم بفضلك».

أمّا لأخته سهر؛ فقال لها «نحن لبعضنا».

ويواصل حديثه «الأخوة لا تقدر بثمن أو ذهب»، موجهاً نصيحة إلى كل إنسان «إذا كان بإمكانك أن تقدم أي شيء؛ فلا تبخل في زرع الابتسامة على مريض، أو يتيم، أو مسكين، فنحن متحدون نقف، ومتفرقون نسقط».

اقر أ أيضاً:

أحمد أنقذ سمر من الفشل الكلوي.. أنيسة أيضاً أهدت كليتها لأختها نجاح

‫4 تعليقات

  1. الحمدلله على سلامتكم ونسأل الله تعالى أن يحفظكم ويبارك فيكم ويجعلكما قرة عين لوالديكما انه سميع مجيب وقبلة على جبينك ابني أحمد تقديراً لمبادرتك الجميلة

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×