[1] حسن البريكي.. الطب حجب مواهبه في الشعر والثقافة والترجمة مثقف يشطب حرف "الدال" من اسمه..
عدنان السيد محمد العوامي
لَو صِيغَ مِن فِضَّةٍ نَفسٌ عَلى قَدرٍ
لعادَ مِن فَضلِهِ لَمّا صَفا ذَهَبا
ما للِفَتى حَسَبٌ إِلّا إِذا كَمُلَت
أَخلاقُهُ وَحَوى الآدابَ وَالحَسَبا
فَاِطلُب، فَدَيتُكَ، عِلمًا وَاكتَسِب أَدَبًا
تَظفَر يَداكَ بِهِ، وَاستَعجِلِ الطَّلَبا
* * *
كُن اِبنَ مَن شِئتَ واكتَسِب أَدَبًا
يُغنيكَ مَحمُودُهُ عَنِ النَسَبِ
فَلَيسَ يُغني الحَسيبَ نِسبَتُهُ
بِلا لِسانٍ لَهُ وَلا أَدَبِ
إِنَّ الفَتى مَن يُقولُ ها أَنا ذا
لَيسَ الفَتى مَن يُقولُ كانَ أَبي
من الديوان المنسوب للإمام علي (عليه السلام)
توطئة
سميرنا – في هذه الحلقة – الدكتور حسن ابن الشيخ محمد صالح البريكي، هو خامس الشخصيات المسماة بـ “حسن“.
والأول كان الأستاذ حسن بن صالح الجشي (رحمه الله) الذي اضطررت لحذف الحلقة الأولى من الحلقات الخاصة به استجابة لرغبة ذويه.
ثم المرحوم حسن الشيخ فرج العمران، ثم حسن بن الشيخ علي الخنيزي، ثم حسن بن حسن آل عبدالجبار..
حسن الشيخ فرج العمران
ولعل من الصدف الجميلة أن جمعتني بالعمران والبريكي موافقات، وفصلتني عنهما مفارقات، وزاد البريكي بأن العلاقة بيني وبينه لم تخلُ من مناكفات، منها أنني عرفته يمقت الألقاب، والنعوت، وخصوصًا الحرف (د) السابق لاسمه، وجاءت الفرصة حين أكرمني فكلفني بنضد وإخراج ومراجعة ترجمته لكتاب (الشيعة)، تأليف المستشرق الألماني (د. ويلفرد بخته – Dr. Buchta)([1])، فكتبت اسمه على الغلاف هكذا: (د. حسن ابن الشيخ محمد صالح البريكي)، فلم أرها مفاجأة حين شطب النعت مع اسم أبيه.
آنذاك استجبت لمشيئته تسامحًا لا رغبة – فالتزمت رسم اسمه الظاهر في عنوان كتاب (بخته) كما أراد، لكنني هنا أجدني في حلٍّ من ذلك التسامح، ولاسيما أنني أعُدُّ إظهار اسم والده وعمه الشيخ ميرزا حسين (رحمهما الله) فرضًا عليَّ، أوجبه فضلهما الجمُّ على النهضة الأدبية والثقافية في بلدي القطيف في عصرنا الحاضر؛ إذ إنَّ نخبة مثقفيها وكتابها وشعرائها، أمثال الشاعر والأديب المؤرخ الأستاذ محمد سعيد المسلم، والشاعر محمد سعيد الجشي، والسيد علي ابن السيد باقر العوامي، وأخيه السيد حسن، والأديب الشاعر محمد رضي الشماسي، المحاضر في اللغة العربية في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومحمد سعيد ابن الشيخ ميرزا حسين البريكي، وغيرهم مدينون – بما حظوا به من مكانة مرموقة – لمدرسة ذينك الرجلين الكبيرين، أو (كَيْتَبِهما([3])) كما كنا نسمي المدرسة التي نتعلم فيها، قبل عهد المدارس النظامية، حيث تغيرت التسمية إلى كُتَّاب، وهي تسمية وافدة علينا، وليست أصيلة، على حد اطلاعي القاصر.
كُتَّاب البريكيَّين في نظر الأدباء
محمد سعيد المسلم
أولاً – محمد سعيد المسلم
لم يخص الأستاذ المسلم (رحمه الله) كتاب البريكيين بالاسم، وإنما اقتصر حديثه على الكتاتيب في مدينة القطيف وضواحيها، وهذا نصه:
(الواقع أن هذه المنطقة قبل ربع قرن مضى أو أكثر بقليل قبل أن توجد مدينة الدمام والخبر ومناطق الزيت لم تعرف شيئًا من أسباب التطور، فلم يكن فيها مدارس للتعليم، ولم يكن فيها طباعة أو صحافة، وكل ما هنالك كانت توجد كتاتيب لتعليم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب منتشرة في مدينة القطيف وضواحيها، ويوجد إلى جانب هذا التعليم البدائي حلقات من الدراسات العلمية يرعاها رجال الدين، حيث يتلقى الطالب في دراسته علوم اللغة العربية، والمنطق، والفلسفة وعلم الكلام، والفقه والأصول، على غرار الدراسة في جامعة النجف الأشرف، وهذه الحلقات يرجع إليها الفضل في تخريج علمائها وفقهائها والرعيل الأول من أدبائها وشعرائها الذين كانوا نواة النهضة الأدبية الحديثة) ([4]).
وفي كتابه الآخر (واحة على ضفاف الخليج – القطيف) أمتعنا ببحث شائق – على إيجازه – عن قدم الكتاتيب وما أظهرته المكتشفات الأركيولوجية عنها، منذ نشأة الكتابة منتهيًا إلى الطريقة المتبعة في التعليم في الكتاتيب، منتهيًا إلى أنَّ منهج تعليم الأبجدية، التي ابتدع ترتيبها الفينيقيون: (قد سار وفق النظام المتوارث طيلة تلك العصور، ثم طرأ عليه بعض التغيير بعد دخولها في الإسلام، وتطور وفقًا لما فرضته الثقافة الجديدة التي جاءت مع كتاب الله العزيز، فصار أول ما يتعلمه الطالب تهجئة البسملة، ثم معرفة الحروف العربية الثمانية والعشرين، ثم تهجئة الكلمات الأبجدية القديمة)([5]).
وفي كلا الموردين لم يشر إلى كتَّاب البريكيين، الذي تخرج هو نفسه منه، فضلاً عن لفيف عريض من أبناء جيله، والحق معه – كما أظن – فهذا الكُتَّاب مختلف عن سائر الكتاتيب، بل وعن الحوزات الدينية أيضًا، كما سوف نعرف تاليًا.
ثانيًا – السيد علي اين السيد باقر العوامي
السيد علي هو أحد خريجي هذا الكتاب، وقد شهد له في موضعين، في الموضع الأول قال:
(كُتَّاب الأستاذين الشيخ محمد صالح البريكي، وأخيه الشيخ ميرزا حسين البريكي؛ إذ كانا شخصين فاضلين، وخطيبين متميزين، وكان كُتَّابُهما على مستوى من التعليم يمتاز عن سائر الكتاتيب، وكان كثير من الناس – عند ما ينهون تعليمهم في الكتاتيب الأخرى – يلتحقون بهذا الكتاب؛ ليرفعوا من مستوى تحصيلهم، وقد تخرَّج من هذا الكتَّاب أغلبُ أبناء جيلي، وأترابي.
ولقد أطلقت على المرحوم الشيخ محمد صالح – الأخ الأكبر- في كلمة تأبينية في وفاته عام 1373هـ، 1954م (أستاذ الجيل)، أمَّا أخوه الشيخ ميرزا حسين – الأخ الأصغر – فهو أستاذي الخاص، الذي درست على يديه – أنا والأستاذ الصديق محمد سعيد المسلم – قواعد اللغة العربية من نحوٍ، وصرف، وبلاغة – معاني وبيان – ومنطق، وفقه، وأصول، كما درسنا على يديه شيئًا من الأدب، والتاريخ، وقد كان أفضل خطيب في عصره، بل هو الذي طوَّر الخطابة – القراءة في المآتم – وأخرجها من أسلوبها التقليدي القديم، إلى أسلوب متطوِّر حديث، وليس هنا مجال الإفاضة في الحدث عنه، وقد توفي – رحمه الله – عام 1395هـ، 1975م) ([6]).
وفي الموضع الثاني قال:
(البريكِيَّان هما الشيخ محمد صالح، وشقيقه الشيخ ميرزا حسين ابنا حسن بن صالح البريكي. وأسرة البريكي من الأسر العريقة في القطيف، والأخوان هما صاحبا (كتَّاب البريكي) الذي كان له دور كبير في حركة التعليم في القطيف خلال العقود الثلاثة – الرابع والخامس والسادس من القرن الرابع عشر الهجري.
لقد كانت وسيلة التعليم الأولى – تعلم مبادئ القراءة والكتاية – في القطيف تعتمد على الكتاتيب للبنين والبنات، إذ لم تكن المدارس – بشكلها التنظيمي الذي نعرفه الآن – موجودة في القطيف، لا في العهد التركي ولا في العقود الثلاثة الأولى من العهد السعودي([7])، وكان هناك كتاتيب يديرها، ويعلم فيها رجال، وكتاتيب تديرها وتعلم فيها نساء، وكانت الكتاتيب النسائية تضم الجنسين – بنين وبنات – وهي، وإن كان يغلب عليها الجنس النسائي؛ لأنها مخصصة لهن، إلا أن دخول الأولاد فيها غير ممنوع، ولا سيما في سني التعليم الأولى – ما بين الخامسة والعاشرة – أما الكتاتيب الرجالية فلا يوجد فيها إلا الأولاد فقط.
وكان كتاب آل البريكي متميِّزاً بين بقية الكتاتيب؛ إذ كان صاحباه شخصين متميزين، فهما فاضلان قطعا شوطاً بعيداً في درس علوم اللغة العربية، والعلوم الدينية. كما كانا خطيبين بارزين (يخطبان في المناسبات التي يقيمها الأهالي احتفاء بالرسول “صلى الله عليه وآله”، والأئمة من أهل بيته “عليهم السلام”. وكثيراً ما يُدخل بعض الأولاد لكتاب البريكي بعد انتهائهم من معرفة القراءة والكتابة في الكتاتبت الأخرى ليدرسوا فيه الحساب ويجودوا من خطهم، ويتقنوا الإملاء، فهو – بالنسبة للكتاتيب الأخرى يكوِّن مرحلة متقدمة في التعليم، ولعلي لا أكون مبالغاً لو قلت: إن أكثر المتعلمين في القلعة – حاضرة القطيف سابقاً – والأحياء والقرى المحيطة بها من أبناء جيلي والجيل الذي سبقني هم خريجو هذا الكتاب.
وكان الأخوان يتقاسمان العمل في الكتاب، فكان الشيخ محمد صالح يقوم بإدارة الكتاب في الفترة الصباحية، وكانت أكثر ما تُعنَى بتدريس القرآن وتحفيظه، وفي آخر الدوام – قبيل الظهر – يقوم المعلم بإعطاء التلاميذ حصصاً في تجويد الخط، إذ كان خطه جيداً، وربما ساعد التلاميذ الآخرين الذين يدرسون الحساب والإملاء، وفي الفترة المسائية – عصراً – يتولى إدارة الكتاب الشيخ ميرزا حسين، وكان أكثر ما يدرس التلاميذ فيها حصص الحساب – جمع وطرح وقسمة – وحصص الإملاء؛ إذ كان الشيخ ميرزا حسين أكثر معرفة بالحساب وقواعده من شقيقه، وربما ساعد بعض التلاميذ في حصص تجويد الخط.
ولما فتحت أول مدرسة ابتدائية للبنين عام 1367هـ 1948م والتحق بها عدد كبير من التلاميذ أغلق البريكيان كتابهما، مدركَين أن الزمن تطوَّر وتغير، وأن أسلوبهما في التعليم لم يعد مناسبًا لروح العصر الجديد، مفسحين المجال للتطور والتبدل أن يأخذ دوره الطبيعي، بخلاف غيرهما من أصحاب الكتاتيب الأخرى الذي ظل متمسكًا بكُتَّابه – برغم تناقص عدد التلاميذ لديه – مصرًّا على مواصلة طريقته القديمة في التعليم)([8]).
ثالثًا – أخوه السيد حسن العوامي
في الفقرة الثانية من مقال له في تأبين أخيه السيد علي (رحمه الله) نشر في مجلة الواحة عنوانه: (أخي وأنا والختام) قال: (وجاءت الفترة الثانية بنقلة نوعية جديدة عندما انتقلنا إلى كُتَّاب الشيخين البريكيين، هذه النقلة ضخت دماءً، فينا، جديدة، وفتحت لنا آفاقاً ومدارك. وامتدت فيها الرؤية والتفكير إلى مجالات أرحب، وفضاءات أوسع، إذ هناك عوامل ساعدت على انبثاق فجر النظر متخطيا حدود المكان. من تلك العوامل أن التعليم [في ذلك الكتاب] لم يقتصر على الكتابة والحساب جمعًا وطرحًا وقسمة، بل كان يوقظ في نفس المتعلم حب الوطن والنزوع إلى التفكير فيه، وفي مصالح أبنائه، وبعث الحرية في النفوس، وذلك بإملاء القصائد الوطنية الحماسية على الطلاب، كقول شاعر ما:
يا بني الخط أفيقوا
من سُبات الغفلات
عدا الشعر الحكمي، كقول الطغرّائي:
أصالة الرأي صانتني عن الخطَل
وحلية الفضل زانتني لدى العطل
أو الوعظي، كشعر علي بن الورد:
اعتزل ذكر الأغاني والغزل
ودع اللهو وجانب من هزل
أو الفخر، كشعر المعرّي:
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل
عفاف وإقدام وحزم ونائل
بل مزج المواقف الإنسانية بين الحكمة والحماسة والوعظ والترفيه عن النفس، كقول بعضهم:
يا ليلة السفح هلاَّ عدت ثانيةً
سقى زمانك هطَّالٌ من الديم
بتنا ضجيعين في ثوبي هوى وتقىً
يلفنا الشوق من فرع إلى قدم
* * *
يا ظبية البـان ترعى في خمائله
ليهنك اليومَ أن القلب مرعاك
ألماء عنـدك مبـذول لشاربه
وليس يرويك إلا مدمعي الباكي
* * *
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا
وناب عن طيب لقيانا تجافينا
وهكذا، مضافاً إلى أنَّ البريكيين خطيبان لامعان، وذَوَي فضيلة علمية كبيرة، وكانت لهما علاقات وثيقة بالعلماء وزعماء البلد، وإلى الشيخ ميرزا، خصوصاً، صولات وجولات منبرية، وحوارات متنوعة، ولا شك أن هذه المعلومات والمعارف انعكست على نفسية الأخ السيد علي وشعوره، فأوجدت لديه حسًّا معرفيًّا ووطنيًّا أهله إلى المواقف النضالية.
لقد انضاف إلى هذا الانفتاح والتمازج والمعرفة شيء آخر كان أهم عامل في صقل موهبته وزيادة معارفه ومعلوماته، هو انتظامه في دراسة مع زميله المرحوم محمد سعيد المسلم عند الأستاذ الشيخ ميرزا حسين البريكي، وهذه الدراسة هي أشبه ما تكون بالدراسة في الحوزات العلمية؛ لأنها تتضمن دراسة السطوح من نحو وصرف ومنطق وأصول وفقه وبلاغة بل إنها لم تقتصر على ذلك وإنما تعدته إلى قراءة الكتب على تنوع مواضيعها؛ سواء التاريخية أو التراجم أو النقد أو الشعر بأفانينه المتنوعة، ولم تقف عند حدود أو المواضيع الكلاسيكية – كما يطلق عليها – بل تعدتها إلى المؤلفات الحديثة.
وأذكر أنني في عام 1363 هـ كنت مزمعاً السفر إلى البحرين، فأوصاني الشيخ البريكي أن أبتاع له كتاب (هذه هي الأغلال)، وفعلاً أحضرته له. هذه الأجواء ولَّدت عند مجموعة من الشباب المتفتح فكرة الاجتماع، يوميًّا لتدارس الجوانب الأدبية من شعر ونثر وتاريخ ومناظرات، وغيرها مع الجوانب الاجتماعية المختلفة، فتألفت مجموعة مكونة – حسب السن _ من حاج عبد الله اخوان، وملا علي الطويل، ومحمد سعيد الجشي، ومحمد سعيد المسلم، ومحمد سعيد الخنيزي، والسيد علي العوامي، وعبد الواحد الخنيزي، والمتحدث. فكنا نجتمع صباحاً بمنزل الأستاذ محمد سعيد الخنيزي – أبي علي المذكور – وعصرًا بمنزل المرحوم محمد سعيد المسلم، وبعيد الغروب ننقل الجلسة إلى شاطئ البحر جلوساً على خزان لماء السفن مهجور (فنطاس)، ويمتد الجلوس إلى ما بعد صلاة العشاء، إذ ليس آنذاك من يطاردك بالعصا – ويدور نقاش وحوار في قضايا الساعة، وقد أعد سجل لقيد جلسات الصباح لا يزال عند واحدٍ من الأخوة، أطره واحد من المجموعة بأبيات مطلعها:
يا زعيم الشباب إنا شباب
لا نطيق الحياة بالأحقاد
مشيراً إلى حاج عبد الله بن اخوان، فلم يعجب البعض إطلاق الزعامة دون استئناس برأي الآخرين، أو ميزات عليهم، فشطب كلمة الزعيم. هذا ما أتذكره من تلك الفترة التي امتدت إلى عام 1363 هـ، كما رسمته الحافظة، ولعل عند من بقي مزيداً من ذلك)([9]).
رابعًا – محمد سعيد الشيخ علي الخنيزي
ضمن حديثه عن مسيرته التعليمية، قال: (وعندما أكملت العام السابع وضعني والدي في كتاب فضيلتي الأستاذين الأخوين المرحوم الشيخ محمد صالح والمرحوم الشيخ ميرزا حسين ابني حسن البريكي. وكان هذا الكتاب في ذلك العصر قمة الكتاتيب، أو يشبه المدارس التي لم تدخلها الأساليب الحديثة، وهو يسير على منهجية غير تنظيمية، كمدارس الفلاح في الحجاز، وللمكانة التعليمية لهذا الكتاب لم يتأثر بالمدرسة الرسمية التي افتتحتها الدولة بالقطيف عام خمسة وخمسين أو ستة وخمسين بعد الثلاثمائة والألف هجرية بالرغم من تسلل بعض الطلاب منه إليها، وكان مديرها السيد رضوان من المنطقة الغربية، ويشترك معه في التعليم راشد عبد الله الغانم، وعلي بن أحمد عبد الوهاب الغانم كلاهما من أهالي القطيف، وكان مقر المدرسة بيتًا [كذا] تحت يد الدولة يسمى بيت عبد الرزاق الكردي يقع بالقلعة حاضرة القطيف إلى جوار محل استعمل فترة من الزمن مقًّا لشرطة القطيف، وكان هذا المقر إلى جانب المحكمة فوق سقف دروازة البحر الشرقية، ويتمه قسم من البيت الذي خصص سابقًا للمدرسة)([10]).
ملاحظة على الأستاذ الخنيزي
تحديده عام 1355 أو 1356هـ تأريخًا لتأسسيس المدرسة يخالف فحوى برقية الملك عبد العزيز (رحمه الله) بالعدد 20/5، وتاريخ 4 ربيع الأول سنة 1366هـ ردًّا على مرفوع الأهالي بتاريخ 27 صفر 1366هـ يطلبون افتتاح مدرسة للبنين، فهي تبيين أن المدرسة لم تفتح إلا بعد هذا التاريخ. (صورة البرقية مرفقة)، وأما المدرسة التي كان مديرها سيد رضوان، فالسيد رضوان من الزبير وليس حجازيًّا، وهي سابقة على التاريخ الذي حدده، إذ إنها أغلقت سنة 1348هـ، بتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية غبَّ انهيار بورصة وول ستريت (انطر الهامش (7)).
كتاب الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ إلى أهالي القطيف
———-
[1]))الشيعة، د. ويلفرد بخته، نرجمة حسن البريكي، مراجعة علي متروك السادة ؛ صف وإخراج ومراجعة عدنان السيد محمد العوامي، مؤسسة الانتشار العربي بيروت، الطبعة الأولى، 2019.
[3]))كذا كنا نسمي المدرسة التي نتعلم فيها، قبل عهد المدارس النظامية، حيث تغيرت التسمية إلى كُتَّاب.
[4])) ساحل الذهب الأسود، محمد سعيد المسلم، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، الطبعة الثانية، 1962، ص: 287 – 288.
[5])) واحة على ضفاف الخليج – القطيف) مطابع الرضا، الدمام، الطبعة الثالثة، 1423هـ، 2002مـ ص: 331.
[6])) الحركة الوطنية شرق السعودية، السيد علي السيد باقر العوامي، رياض الريس للكتب والنشر، بيروت، الطبعة الثانية، 2015, جـ1/51، الهامش (13).
[7])) عُرف التعليم النظامي في القطيف في العهد العثماني، وإن كان – على ما يبدو – مقصورًا على أبناء الجند وموظفي الدولة. انظر: سالنامه لواء البصرة لعام 1318هـ؛ إذ جاء فيها بالنص: >ويبعد قضاء القطيف عن مركز اللواء مسافة أربعين ساعة، ويوجد فيه مقرٌّ للحكومة، ومدرسةٌ ابتدائية<. انظر: (من وثائق الأحساء في الأرشيف العثماني، 1288- 1331هـ)، د, سهيل صابان، من إصدارات نادي الأحساء الأدبي، الطبعة الأولى، 1430هـ، 2009م، ص: 27، ويبدو أن هذه المدرسة استمرت في عهد الملك عبد العزيز آل سعود، لكنها أغلقت إبَّان الأزمة العالمية الأزْمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار) بورصة وولستريتThe Wall- Street Crash) في يوم الثلاثاء ٢9 أكتوبر عام ١٩٢٩م، الموافق 19 شوال ١٣٤٨هـ، وهو ما عرف بالثلاثاء الأسود (Black Tuesday)، أو انهيار بورصة 1929 Stock Market Crash of. ثم استأنفت سنة 1366هـ. وللتوسع انظر: مقالة (التعليم في القطيف – ماضيه القريب وبدايات التحديث)، قطوف وحروف، عدنان السيد محمد العوامي، مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1440هـ 2018م، ص: 37 – 40.
[8])) رجالٌ عاصرتهم، السيد علي ابن السيد باقر العوامي، مجلة الواحة، العدد الثاني عشر، الربع الأخير، سنة 1418 هـ، 1997م، وأعيد طبعه في كتاب بالعنوان نفسه، طبعة محلية مختصرة، الطبعة الأولى، 1423هـ، 2002م، ص: 45 – 48. و الثانية، 1434هـ 2012، ص: 51 – 54.
[9])) أخي وأنا والختام، السيد حسن العوامي، مجلة الواحة، العدد: الرابع والعشرون، الربع الأول، 2002م، الرابط: https://chl.li/ti1pm
[10])) خيوط من الشمس، (قصة وتاريخ)، محمد سعيد الشيخ علي الخنيزي، مؤسسة البلاغ، بيروت، الطبعة الأولى، 1420هـ 2000م، جـ1/39،.
اقرأ ايضاً