محمد الوعيل “يُغرّد” بأصوات مودّعيه: تلويحة أخيرة لـ “أبي نايف” توفي عن 74 عاماً تاركاً سيرة 4 عقود في بلاط صاحبة الجلالة

القطيف: صُبرة
#محمد_الوعيل_في_ذمه_الله .. هكذا أصبح السعوديون اليوم في “تويتر”. فرض رحيل الصحافي محمد الوعيل نفسه على المشهد الإلكتروني نعياً لواحدٍ من القيادات الإعلامية في المملكة، وتأبيناً لشخصية صنعت حضوراً في الإعلام السعودي لأكثر من 4 عقود.
منذ وقت متأخر من مساء البارحة، و #محمد_الوعيل يُغرّد بأصوات أصدقائه وزملائه وتلاميذه وعارفيه، حزناً على رحيله، وتذكيره بدوره.
ابنه “مشعل” كان أول من نعاه بعد الساعة 12 صباحاً، ثم ما لبث أن تحوّل اسم رئيس تحرير “اليوم” و “المسائية” السابق إلى وسم رثاء شارك فيه إعلاميون وأكاديميون ومثقفون ومشاهير.
وبثت قناة “الإخبارية” في وقت متأخر تقريراً متلفزاً عن حياته، رصدت فيه جوانب من سيرته المهنية، فيما أصدرت الزميلة “عكاظ” بروفايل في صفحة كاملة رصدت فيها مسيرته المهنية الطويلة، ووسمتها باللون الأسود، ووضعت عنواناً حزيناً “كتب السطر الأخير فرحل”.
قاد صحيفتين
محمد الوعيل المولود سنة 1947؛ يُصنَّف بصفتين اثنتين: كاتب وإعلامي، بدأ حياته الصحافية في الزميلة “الرياض”، ثم انتقل إلى الزميلة “الجزيرة”، وفيها ترقّى ليصبح رئيس تحرير “المسائية” التي كانت تصدر عن مؤسسة “الجزيرة” نفسها.
ولفت نجاحه في “المسائية” النظر؛ ليتولّى منصب رئيس تحرير الزميلة “اليوم” سنة 1999م، وبقي في منصبه لأكثر من 14 سنة. وبعدها؛ تفرّغ لأعماله الخاصة، حتى توفي عن عمر ناهز 74 عاماً.
كان محمد الوعيل صحافياً مشجّعاً للميدان وداعماً لجيل الشباب، وكان يكنّ إجلالاً خاصاً لأساتذته الذين تتلمذ على يديهم، أمثال الراحل تركي السديري، وخالد المالك. كما كان محافظاً على علاقات متوازنة مع محيطه الصحافي السعودي والخليجي. ويمكن القول إن الوعيل كان رجل علاقات عامة إضافة إلى كونه صحافياً قيادياً.
وعلى الرغم من انشغالاته الصحافية؛ اهتمّ أيضاً بمشاريعه الصحافية. ولعلّ كتابه “شهود هذا العصر”؛ هو خلاصة نشاطه الميداني الخاص في بلاط صاحبة الجلالة. يمثّل الكتابة توثيقاً لأهمّ الحوارات التي أجراها الوعيل ونشرها مع سياسيين عرب وأجانب. وقد نشره في بداية الألفية، ثم أعاد نشره بداية العام الهجري الجاري.
وتشير التغريدات المنشورة تأبيناً له؛ إلى اتساع خارطة التأثر برحيله، السعوديون رثوه من جميع المناطق، وبالذات الذين عرفوه عن كثب.
وداع
حمد القاضي، عضو مجلس الشورى السابق ورئيس تحرير المجلة العربية؛ رثاه بكلماتٍ قصيرة.. متسائلاً “هل كان هذا الغالي الحبيب أ/#محمد_الوعيل_في_ذمة_الله ..هل كان يودعنا لجوار ربه وهو يكتب كلمات وفاء لأحبته..؟ وهل كنت وأنا أكتب عنه اليوم وأخي د. ابراهيم التركي يكتب عنه أمس.. هل كنا نودعه.. آهٍ فجعني الخبر ولو عرفتوه بوفائه وطيبته لبكيتموه”.
وغرّد جاسم الياقوت “رحم الله صديق الصحافة والاعلام والمحبة والبساطة الـستاذ محمد الوعيل “أبو نايف”. كان يغمرك بتواضعه وبساطته في التعامل معك. يعمل بروح الجماعة من أجل الهدف الواحد”.
أما زميله السابق في صحيفة “الجزيرة” عبدالعزيز الهدلق؛ فكتب “فقده مؤلم ورحيله موجع. عشنا سنيناً طويلة في مبنى “الجزيرة” نتعلم منه، مدرسة في الصحافة والإعلام والاخلاق والسلوك الإنساني العالي. تعازينا لأسرته ومحبيه وتلاميذه”.
صحافي فذ
ووصفه الدكتور محمد العوين بأنه “كان شخصية هادئة ودودة قريباً من جميع من يعمل معه، جمعتني به صحيفة الجزيرة 1398- 1407 مع: عثمان العمير، عبدالرحمن الراشد، محمد التونسي، عبدالله ناصر الشهري، حاسن البنيان، حسين الفراج، وغيرهم بقيادة الأستاذ خالد المالك”.
الوعيل إلى أقصى اليمين في الخلف
وبمثل هذه الشهادة غرّدة علي الشدّي كاتباً “عرفته عن قرب طيلة عقود من الزمن، وكان نعم الزميل والصديق، متصالحاً مع نفسه ومع الاخرين محبوباً من الجميع في الوسط الصحفي”.
وكتب عبدالله العجلان: “عرفناه في الجزيرة والمسائية ثم اليوم من الصحافيين الأفذاذ الذين ساهموا في تطوير الصحافة السعودية أيام عزها وتألقها ومهنيتها”.