صاحب عبارة “الدنيا تُوْ شورتْ” يُشعلها: أيتها المرأة راتبك سندك.. وغيره “هُراء”..! المدونون يختلفون: "وين الرجال أبو شنب؟".. والمختصون: علاقة الزواج مقدسة.. والأصل في التوافق
القطيف: شذى المرزوق
“استقلال المرأة مالياً“.. قضية قديمة جديدة، لطالما أشبعتها وسائل الإعلام تحليلاً وجدالاً لا حدود لهما، ورغم ذلك، لم يثمر الأمر عن رأي مُحدد، يؤيد أو يعارض هذا الاستقلال.. قِدم هذه القضية، لم يمنعها من القفز على الساحة الإعلامية فترة بعد أخرى، متخذة أبعاداً جديدة، وتحمل آراءً مستحدثة، تواكب تطورات المجتمع. ولعل الثابت في هذه القضية ـ دون سواها ـ أن التوافق فيها معدوم، ويبقى لكل شخص، رجلاً كان أم امرأة، رأيه الخاص الذي يعكس ثقافته، ولذلك استعان البعض بالأمثال الشعبية لتعزيز آرائهم، وآخرون لجأوا إلى الأحاديث النبوية وآيات القرآن الكريم وعبارات لأدباء غربيين، وفئة ثالثة اعتمدت على تجاربها الشخصية.
آخر تطورات هذه القضية أنها ظهرت مرة أخرى في مواقع التواصل الاجتماعي، ونجحت في لفت أنظار المغردين في “تويتر” والمدونين في فيسبوك، وحدث سجال بين الجميع.. وهنا نُوجز خلاصة ما خرجوا به..
فارس حبيب
بداية الحديث
المدوّن فارس حبيب، أثار السؤال، أمس في صفحته بـ “فيس بوك”، وكتب “السند الحقيقي للمرأة رابتها الشهري، غير ذلك هراء“. وحين تواصلت معه “صُبرة” بطلب مزيد من الإيضاح قال إن “أغلب حالات الطلاق التي حدثت على أرضية الواقع كان العمل والدخل الشهري مسانداً للمرأة، ووفّر لها كل سبل الحماية الاجتماعية وحفظ ماء الوجه عن السؤال، وساهم في حفظ كرامتها و استقلاليتها المادية. من ناحية أخرى كان سبباً مباشراً في حدوث أمر الطلاق دون تفكير أو تريث بسبب الاستقلالية المادية”.
وفي نقاشه مع محاوريه استعان بمقولة الشاعر والروائي الألماني “تشارلز بوكوفسكي” التي قال فيها ”لن تحصل على حريتك إلا حينما تستقل مادياً وماعدا ذلك فلسفة وافكار خيالية“. فارس انتصر للمرأة وأيّد استقلالها المادي.
وأثارت الردود التي تبعت هذا التعليق اهتماماً مجتمعياً حول مفهوم استقلالية المرأة، خاصة أن هناك من يرى في ذلك تحريراً لها من ضغط الزوج أو الأهل، إلا أنه في المقابل واجه اعتراضات، مفادها أين دور الرجل في حياة المرأة، وأخرى أقرت بأهمية هذا الاستقلال، ولكن عدم ضمان استمراريته.
رجل يحميها
وبينما اتفق عادل الغريب مع فارس، تساءل ميثم الوحيد: “مادياً ماذا سيكون عليه الوضع لو لم يكن هناك راتب للمرأة؟ وأجاب فارس “مافيه راتب، تصير ضعيفة، وغير مستقلة مادياً، وممكن تنهار أو تصير ضحية، أو لازم تعيش في كنف رجال محترم يشيلها ويحميها“.
واختصر زهير المخرق رأيه بأن “الله سند الجنسين“. ثم استطرد: “المال قوى فعلاً… وهو أيضًا سند للجنسين“؛ ورد عليه فارس “أحسنت بس المؤمن القوي خيرٌ من المؤمن الضعيف“.
فيما استكمل عضو المجلس البلدية في القطيف عدنان السادة، ما كتبه فارس في التعليق: “والرجل أيضاً“. واستنكر عبد الله العقيلي قائلاً “مش صحيح المال سند بس..”.
وكان لحسن أبو محمد رد معارض لفارس “لا أتفق معك أخي، المال زينه فقط، في عوائل واجد حياتهم بسيطة وشبه مرتاحين، المشكله في فكر أحد الطرفين“.
أما علي الغانم فكتب “كلام غير صحيح، قوة المرأة تكمن في قوة الشخصية، والثقافة، والالتزام، والتدين والعلم والدراسة“.
الرجل ليس سنداً
في رأي حازم، كتبت أفراح الزاكي “المرأة لازم يكون عندها سند، والرجل ليس سنداً للمرأة اطلاقاً، ممكن القلة من الذكور يكونوا عوناً للمرأة، لكن صحتها وراتبها، هما السند الحقيقي، ما راح تحتاج إلى أحد يصرف عليها، ولا يذلها على ريالـ بالعكس تشيل نفسها وغيرها“.
ووافقها فارس الرأي قائلاً: “من وجهة نظري، كلامك حسب المعايير الحالية صحيح، نحن في زمن الرجال فيه قلة، والأكثرية ذكور لا أمان لهم، لو كانت الأغلبية رجال بمعنى أن يحملوا صفات الرجولة، لكانت المرأة تعيش في كنف آمن من جميع النواحي“.
في حين ربط جعفر الجشي بين نجاح المرأة في الاستقلال مادياً وبين أن تكون بعيدة عن مضايقات الآخرين وقال “هذا إذا تُركت في حالها“.
غير مضمون
بينما ذكر عبد الله المالكي أن الاستقرار المالي غير مضمون قائلاً “غير مضمون، المدير ممكن يطردها زي ما حصل كثير”.
بنفس السياق، كتب سعيد المياني “حتى مثل هذا السند وان عد حقيقياً، فهو يهترىء، ويضعف مع مرور الوقت، فالراتب لا يدعم العقل“.
في حين علقت فاطمة العبدالله “الفلوس سبب قوي مع كل انسان، سواء رجلاً أو امرأة، لكن بُعد الي حولك الي يحبوك وقدموا لك مثلاً مساعدة، حتى لو نُصح حتى لو كلمات حلوة منهم تشجيعية، هذه تدفعك أن تقف من جديد وتجتاز الصعوبات، فوجودهم مهم ويعطي الحياه نكهة“.
وأكملت “بالنسبه للمال، أنت اشتغلت واجتهدت وفي ناس بعد اجتهدت بالتعاون يطلع المال، حتى بالشغل نحتاج بعضنا“.
“ضل راجل ولا ضل حيطة”
من جهة أخرى، وجد باقر رستم أن الهراء الحقيقي هو ماطرحه فارس متسائلاً “قبل الراتب، سندها الحيط مثلا؟ سنظل نسمع من هذا الهراء ما لا يحتمله الهراء نفسه“.
وسجل فيصل سلمان اعتراضه، مستشهداً بالمثل المصري القائل “ضل راجل ولا ضل حيطة”. وقال “لو كانت تملك الملايين وليس فقط الراتب فانها بحاجه الى الرجل“.
في حين تندر عبد الغفور الدبيسي “افا..وين الرجال أبو شنب ؟“.
“وين الرجاجيل”؟
واختلف أبو علي السعيدي مع كل من يرى أن المال هو سند المرأة “دعني اختلف معكم في هذه المقولة التي أتيتم بها من وحي أفكاركم، المرأة معززة ومُكرمة دون مالها، فعن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم قال: “من تزوج امرأة لمالها وجمالها حرمه الله من مالها وجمالها“.
وقال “أي شخص أذل المرأة أو أهانها، فهو ليس برجل، وليس له الحق في أخذ فلس واحد دون إذنها، والحمد ليس لدينا حريم تعمل، بل نساء مكرمات“.
وطرح علي سعود مسعود سؤالاً استنكارياً أبان موقفه المعارض: “افا.. وين راحت الرجاجيل الأب، الأخ، الزوج؟”.
مختصون يتحدثون
من جهتها ناقشت “صُبرة” الموضوع مع الاختصاصي النفسي ناصر الراشد الذي استعان بتاريخ المرأة وهو يعلق على موضوع الاستقلال المادي لها. وقال “منذ القدم والمرأة تشارك في دعم الاقتصاد من خلال العمل في الزراعة، خاصة في البيئات الريفية، ولعل مشاركة المرأة في تدبير شؤون الأسرة والقيام بإعداد الطعام وتنظيف البيت وغيرها من الأمور غير المحسوسة، وفرت الكثير لميزانية أسرتها، وهي تعمل الآن في المجتمعات الحضارية، والصناعية وتسهم في الانعاش الاقتصادي”.
وأضاف “بفضل البرامج التي تضعها الدول لتمكين المرأة، وعلى رأسها التعليم، نجد أن معدل حضور المرأة في أغلب الاقتصادات يصل الى ٤٢ % “. وأشار إلى أن “عمل المرأة انعكس بشكل ايجابي على رفاهية الأسرة ووفر لها المال اللازم للحصول على المزايا والرفاهية للحياة الأسرية المعاصرة“.
وأضاف “هذا التغير ربما كان له دور واضح في إعادة توزيع الأدوار ولمن له السلطة في بعض الأسر، وكان لهذا التوزيع دور في إشعال الصراع بين الزوجين في بعض الأسر” .
وبيّنَ الراشد الموضوع من جانبه الفقهي قائلاً “من الحقوق الزوجية الثابته للمرأة الزوجة على الرجل الزوج، أن ينفق عليها، ولا تسقط هذه الحقوق عنه، ولو عجز عن الانفاق عليها، كانت ديناً عليه، ولا تسقط عنه إلا بالأداء أو الابراء (الزوجة تسقط عنه حقوق النفقة)”. وقال “هذا النوع من التغيرات يتطلب وعياً فقهياً، وايضاً اجتماعياً واقتصادياً يساهم في تنمية اقتصاديات الاسرة واسثمارها، لتيسير أمور افرادها في الحصول على مطالب العيش الكريم”.
واكمل “غياب الوعي حول عمل المرأة، وتأزيم العلاقة الزوجية بسبب سمات محددة في شخصية الزوج أو الزوجة من الأمور التي لا تناسب طبيعة العلاقة الزوجية وقداستها”، مبيناً “مستوى تقبل الزوج لعمل زوجته، سيدعم عمل المرأة ويعزز فائدته لاقتصاد الاسرة، الذي من الممكن استثماره في تحسين الاقتصاد النفسي لأفرادها من خلال الادارة والمشاركة المناسبة للزوجين”. وقال “ربما يدعي البعض بأن المال أصبح من الأولويات التي توفر ضمانات محددة للمرأة، ونقول إن الزواج لابد يقوم على المودة والرحمة والمعاشرة بالمعروف، ولن يكون المال متغيراً حاسماً في علاقة الزوجين“.
التوافق النفسي
من جانبها، قالت الاخصائية الاجتماعية الاكلينيكية فاطمة طه الفرج “لا أرى عيبًا أو نقصًا في عمل المرأة، ومشاركتها الرجل في تنمية مجتمعها، وخدمة دينها واستقلالها ماديًا، فها هي أم المؤمنين؛ السيدة خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها – كانت من أغنى سيدات قريش، وكانت ذات شرف ومال، وكانت قوافلها التجارية تسير بين مغارب الأرض ومشارقها، وبالرغم من ذلك كانت تعتني ببيتها وأبنائها، بل وعندما أنزل الله الوحي على النبي- صلى الله عليه واله وسلم- كانت أول من صدَّقه وآمن به، وأول من توضأ وصلّى“.
واكملت “ليس إذن هناك عيب في استقلال المرأة ماليًا، وخير من حث على هذه الحقوق ودعا اليها رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث قال “لا تقوم للمرأة قائمة إلا بأربع؛ العلم والصحة والغنى والتوفيق من الله”. ورأت الفرج إن انفاق المرأه للمال على البيت والأولاد هو من مبدأ التعاون مع الزوج في تحمل المسؤولية والأعباء المالية اليومية“.
وتابعت “أعتقد أن البيت الذي يعتمد على عمل الزوجين، لاسيما إذا كان هناك توافق بينهما على عمل الزوجة، يكون متوازنًا، ويقوم على حفظ حقوق الطرفين، وحفظ الحياة مشتركة بينهما؛ وإلا نشأت مشكلات زوجية لا حدود لها“.
ولكنها اشترطت “يستحسن توفر عنصر الثقة بين الزوجين من الناحية المالية، مع توفر الخبرة الكافية لدى الزوجة من حيث التدبير المالي، لكن لا أتمنى أن يكون هناك استقلال مادي للزوجة يبعدها عن زوجها وأولادها، ويقود الأسرة إلى متاهات، قد يكون الجميع في غنى عنها“.
وقالت “هناك أمثلة كثيرة لفاضلات خرجن في حدود الضوابط الشرعية للمرأة المسلمة، وعملن في وظائف مرموقة، سواء في مجال التربية أو التعليم، أو الطب، أو كن سيدات أعمال في تخصصهن“
وختمت الفرج حديثها “المرأة التي تستطيع تحقيق التوافق النفسي لذاتها وتتوافق مع زوجها وأبنائها بما يرضي الله ويحقق التوازن الأسري لجميع أفراد الأسرة، فقد فازت فوزاً عظيمًا في الدنيا والآخرة“.
السند الحقيقي للمرأة فعلا راتبها ماراح يخليها تذل نفسها
لا لعزيز أو وضيع وماراح يخليها تحتاج لأحد
مقالكم هراء في هراء!
صحيفة سخيفة
اتفق تماماً مع الاخ عبدالله علي السلمان
المقال غير موفق ومع الاسف تم تسليط الضوء على عبارة تدل على حمق قائلها مع كامل الاحترام، عندما يتحدث البعض وينغمس في الماديات ويتصور ان مجتمعنا قائم على السطحيات فقط يصل الى استنتاجه المغلوط.
عندما تكون نظرة الإنسان مادية وتسود في المجتمع قيم المادة يصبح هذا المنطق صحيحا لكن في مجتمع القيم المال ليس سندا لا للمرأة ولا للرجل بل الإنسان بما هو إنسان يكون السند فالزوجة سند لزوجها وكذا الرجل والأبناء سند آبائهم وكذا الآباء والنؤمنون بعضهم سند لبعض وعونا له
الله يعين على كل من يحب الشهرة
هذا منطق من لا يملك من قيم الحياة إلا المادة
للأسف ان تنحدر الصحيفة لهذا المستوى وتسليط الضوء على من لا يمتلك ادوات مناسبة للحديث عن الأسرة وترابطها ودور الأب والزوج والأخ.
الشهرة لا تتطلب جعد، فقط تجاوز في حدودك وحدود المجتمع لتصبح مشهوراً. ولكن هناك شهرة مفيدة وشهرة مقيتة.
اتمنى الإبتعاد عن الإسفاف والتركيز على شخصيات لها قبول واحترام بين عامة الناس.
تحياتي