مُدونون ومُغردون يتفاعلون مع تبرع السيد الناصر: يؤسس لمسار تبرعات مختلف تحدثوا عن أموال الخمس وأهميتها وتطرقوا إلى "البحث العلمي"

سيهات: شذى المرزوق

ما إن تم الإعلان عن تمويل مشروع مركز فحص الأورام في محافظة القطيف أمس (الثلاثاء)، وتكفل سماحة السيد علي الناصر السلمان به مادياً، حتى تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي عدداً كبيراً من ردود أفعال المغردين والذين أشادوا بالمبادرة، وشجعوا على “استمرارية العمل على مثل هذه الخدمات الوطنية، وتعزيز الشراكات المجتمعية”.

وحملت إشادات المغردين، تطلعاتهم بأن يكون هذا التبرع، “بداية لمسار تبرعات مستقبلية، يقوم بها رجال الدين، أسوة برجال الأعمال”، ليس هذا فقط، وإنما ألمحوا إلى أهمية أن تتلمس هذه التبرعات “حاجة الناس في إنشاء مراكز علمية وطبية وتعليمية، بحيث لا يقتصر التبرع على إنشاء دور العبادة”.

يقام المشروع بشراكة مع التجمع الصحي الأول في حي المجيدية، وبكلفة تقديرية تبلغ 12 مليون ريال، على مساحة 4769.7 متر مربع. ويتكون مبنى المركز من 4 أدوار.

أول المغردين

وصف المُدون زكي أبو السعود، في حسابه على “فايسبوك” الحدث بأنه “خبر الساعة”. وكتب “ما تناقلته شبكات التواصل الاجتماعي حول تكفل سماحة السيد علي  الناصر السلمان، بإقامة المركز الطبي يعد سابقة في سجل التبرعات من رجال الدين الشيعة، في الاستفادة من أموال الخمس التي يقدمها المواطنون الشيعة لمراجعهم الدينية، في إقامة مشاريع محلية ذات قيمة مُضافة من حيث مردوها المنفعي لكل أفراد المجتمع”.   

وتطرق أبو السعود، إلى الأهداف الأساسية لأموال الخمس “الغرض الأساس الذي يفترض أن تُصرف فيه أموال الخمس هو مساعدة المحتاجين من المسلمين، وتقديم العون لهم  على مواجهة صعوبات الحياة، وكذلك رفع شأن الإسلام والمسلمين وتعزيز مكانتهم بين الأمم”.

أضاف “حسب ما أعرف؛ كانت ولا زالت الأخماس تستخدم في الصرف على الحوزات الدينية التي يخرج  من طلابها رجال دين لا حصر لهم، عدد منهم  يعتمد على ما يُقدم لهم من مساعدات، يأتي جزءاً منها من الاخماس، للصرف على أنفسهم، وعلى أسرهم”.

وواصل أبو السعود حديثه عن فائدة أموال الخمس “في السنوات الأخيرة، سمعنا عن صرف جزء من هذه الأموال كتبرعات أو هبات للجامعات والمراكز التعليمية غير الدينية، وهذا أمر حظي بترحيب واستحسان شرائح اجتماعية متنوعة، لما في ذلك من فوائد مجتمعية ووطنية كبيرة”.

حجم المساهمات

أبو السعود، لا يملك معلومات عن حجم المساهمات المالية الخارجة من أموال الخمس، ولا النسبة المئوية التي تحتلها  بين الاخماس المجمعة سنوياً، وفقاً لما دونّ، ولكنه قال “مع تعدد المراجع الدينية، وتعدد مقلديهم، يُصعب حصر هذه الأموال وكذلك مجالات صرفها”. لكنه يرى أن هذه الأموال “كبيرة وضخمة”، وقال “غياب هذه المعلومات لعموم الناس، لا يقلل من صحة ما يقال عن ضخامة المبالغ التي تجمع سنوياً من الاخماس، وتتراكم نسبة كبيرة منها أرصدة من دون فوائد في بنوك محلية ودولية”.

وتابع “لم يسبق أن سمعنا عن قيام رجال دين، خصصوا جزءاً من  ثرواتهم  لأعمال  خيرية ذات منفعة مجتمعية  غير دينية، كبناء مراكز تعليمية، أو طبية أو علمية متخصصة، وهذا لا يعني أن البعض منهم لا يشارك في أعمال الخير، ولكن عندما نعقد مقارنة بين مساهمات رجال الأعمال في بناء مثل هذه المشاريع وبين مساهمات رجال الدين، ومن بينهم  من أنعم الله عليه بخيرات كبيرة، نجد أن الكفة تميل لصالح رجال الأعمال”.

وقال “تبقى تبرعات رجال الدين على المستوى الوطني محدودة، وتعد على الأصابع، بعكس ما يقوم به رجال الأعمال أثناء حياتهم، أو ما يفعله ورثتهم بعد وفاتهم، ببناء مساجد وجوامع، تمتلئ البلاد بها، وكأنهم في منافسة مع وزارة الشؤون الاسلامية التي لم تتوان هي الأخرى في بناء المساجد والجوامع سنوياً، وتنفق مئات الملايين على صيانتها ونظافتها”.

إقامة مسجد

ويخصص أبو السعود حديثه على نوعية التبرعات “ردة فعل الناس لإقامة مسجد أو جامع جديد، قد لا تكون لافتة، مقارنة عندما يقوم أحد رجال الأعمال بالتبرع لإقامة مركز طبي متخصص في أحد المستشفيات الحكومية، أو تخصيص قطعة أرض لاقامة مجمع تعليمي أو غير ذلك”، لافتاً إلى أن مثل هذه الأعمال الخيرية “تبقى فائدتها مستمرة جيلاً بعد جيل، وينتفع بها الوطن بصورة عامة. وهو ما يجعل من إنشاء مركز لعلاج الأورام بكلفة يتبرع بها سماحة السيد علي الناصر خبر الساعة، ويستحق كامل الاشادة”.

ولا يستبعد أبو السعود، وجود تأثير إيجابي لتبرع السلمان مستقبلاً “هذا الفعل من الممكن، إذا ما تم التخلي عن نمط التفكير  والممارسات القديمة، أن يؤسس توجهاً  بين رجال الدين في المنطقة، لتبني مزيد من المشاريع المشابهة، بحيث لا تقتصر  التبرع فقط على المراكز الطبية التقليدية، وإنما تتخطاها لتأسيس مراكز أبحاث ومختبرات متقدمة في مختلف المجالات العلمية، وتجد فيها الكوادر العلمية المحلية ضالتهم لتطوير قدراتهم وزيادة مهاراتهم وتوظيف إمكاناتهم في خدمة الشعب والوطن”.

البحث العلمي

ينتقل أبو السعود بالحديث من مركز الأورام إلى الحديث عن أهمية البحث العلمي “الحاجة لإقامة مراكز بحث علمي مسألة يجب أن تكون محسومة، ولا خلاف عليها، فما ننفقه من أموال على البحث العلمي لا يتساوى مع ما نصرفه على مشاريع عمرانية محدودة الفائدة وقصيرة المفعول، وجاءت جائحة كورونا لتظهر تسابق بعض البلدان على التوصل إلى مصل يقي متلقيه من خطر الاصابة بهذا الوباء، بينما يقتصر دورنا على انتظار الحصول على هذا المصل، دون أن يكون لدينا أية مشاركة علمية في التوصل إليه”.

وتابع “كم نحن في حاجة لبناء عشرات من مراكز البحث العلمي والمختبرات المتقدمة التي تعمل وتبحث عن اجدى  وأنجع الطرق لحمايتنا وسلامتنا من هذه الاوبئة التي من المتوقع زيادتها في الأعوام المقبلة”.

نسبة المصابين

وعاد أبو السعود للحديث عن مركز الأورام “من الجميل أن هذه الاتفاقية تمت تحت رعاية أمير المنطقة الشرقية، وهذا الأمر سيقلل من تأثير العوائق البيروقراطية التي أحياناً لا تميز بين الخيري  والمشروع الخاص، ما يتسبب في احباط أصحاب الخيري”.

وتمنى أن يتم الانتهاء من المشروع في المدة المحددة له، “وأراه يعمل ويقدم خدماته لسكان المنطقة من دون تأخير، فالحاجة لهذا المشروع باتت ملحة جداً، خاصة إذا عرفنا أن نسبة المصابين بالسرطان في المنطقة الشرقية في ازدياد عاماً بعد عام، وعملياً لا يوجد إلا مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام ككيان طبي حكومي، يقدم رعايته لآلاف المصابين بالسرطان، ما يشكل ضغطاً على المستشفى، ويطيل في معاناة المرضى، وهذا ما يمنح المركز  القادم أهمية كبيرة في مواجهة هذا المرض الفتاك”.

واجب وطني

واستلهم نادر الزاير حديثه مما كتب أبو السعود “خطوة سماحة السيد تستحق الإشاده، فهو فتح باباً يجب ألا يُغلق، فصرف الاخماس داخل البلد واجب وطني، وعلى رجال الدين أن يحذو حذوه، وأن يسهموا في تنمية المجتمع وتقديم المساعدات للمحتاجين، وهم أولى بها، كما نطالب ان يكون هناك اشراف على دخل الاخماس وأوجه صرفها، كما يجب أيضاً مراقبة دخل الأوقاف، فكثير منها أوقفها أجدادنا لمساعدة الفقراء”.

سد الفراغ

وحصر المغرّد فؤاد يحيى، فوائد المشروع وخدماته لأهالي القطيف “هو عمل خيري يستحق الإشادة والمساندة، فمن الجميل أن يكون العمل موجهاً لسدّ فراغ كبير في الكشف المبكر عن السرطان، فما أكثر من تفاقمت حالاتهم سريعاً من حالات قابلة للعلاج بل للشفاء إلى حالات مأساوية، بسبب إحجام المراكز الطبية التي توجهوا إليها، عن إجراء الفحوص السرطانية اللازمة، مثل أخذ العينات وتحليلها والبت في نوع الآفة، هل هي سرطانية أم لا، بدلاً من تسكين الألم أو تشخيص الحالة على أنها ناشئة من أسباب نفسية، رغم إلحاح المريض وطلب بعمل الفحوصات المخبرية الملائمة للحالة”.

وقال “بسبب هذا التعامل غير الجادّ وغير المبكر مع الحالات المرضية وعدم الاعتماد على التحليلات المخبرية في التشخيص خسرنا شباباً في زهرة العمر، رحمهم الله، ومازال أهاليهم يعانون ألم فراقهم”.

مصلحة الوطن

وعبرت مريم الهزاع عن سعادتها بالمشروع الخيري “سعيده لأني شفت شيئاً مفيداً من الخمس في بلدي، يستفيد منه عموم الناس، لما فيه من مصلحة الوطن والمواطنين ..الحمد لله وفي ميزان حسنات الجميع”.

صدقة جارية

واكتفت سها الزاير بالدعاء للقائمين على المركز “سدد الله خطاهم وجعله في ميزان حسناتهم وصدقة جارية”. وقالت “فعلاً نحن نحتاج لمثل هدة المشاريع”.

مشروع كبير

وبارك حسن البشراوي من خلال حسابه في “فايسبوك”، المشروع “خطوه مباركة، فالتصميم والامكانات وجميع التفاصيل المعلن عنها، تدل على تخطيط مسبق وعمل استمر التجهيز له أشهر، وربما سنوات سابقة”.

وأضاف “جزى الله كل من ساهم ودعم هذا المشروع الكبير، وعلى رأسهم السيد الجليل السيد علي الناصر، وكل الداعمين والمساهمين”.

 

علامة بارزة

وعلى المنوال نفسه، غرد مهدي العبيدان قائلاً “حفظ الله السيد على الناصر السلمان، وأمد في عمره، ليس مستغرباً عليه مواقفه النبيلة، فهو شعلة وعلامة بارزة من العطاء المادي والروحي”.

ألف مقال

وفي تغريدة مماثلة، أشاد المغرد جاسم المشرف، بأفعال السيد السلمان قائلاً  “موقف منه كألف مقال، ووعدهُ لا يعرف إلا الوفاء، عمل على تحقيق ما تطلع إليه، وأعلنه أثناء تكريمه عام 2010، وها هو يوقع رسمياً على مشروع مركز الأورام بكامل تكاليفه”.

ليته يتكرر

وكتب سلمان الجشي “إنشاء مركز أورام في القطيف.. بتمويل من السيد علي الناصر يجسد المثل الشعبي “زيتنا في دقيقنا” وليت هذا المشروع يتكرر”.

 

صرف التبرعات

واعتبر المغرد عبدالله، المشروع “شيئاً مشرفاً جداً”. وكتب “صرف التبرعات والأموال في البلد لأهل البلد شيء جميل”.

خير وفير

وباركت هذه الخطوة الدكتورة ثريا العريض “أثاب الله السيد علي الناصر على مبادرته لتمويل مشروع إنشاء مركز الأورام  في القطيف، بارك الله فيه وجزاه خيراً عميماً وصحة في الدنيا ورضا في الآخرة”. في حين هتف موسى ‏”كبير يا بوهاشم”.

 

اقرأ أيضاً:

مركز فحص الأورام في القطيف.. موقعه في المجيدية.. صممه البريكي.. موّله السيد السلمان

شكراً سماحة السيد علي.. خُمسنا في وطننا

برعاية أمير الشرقية.. السيد علي السلمان يمول إنشاء مركزاً لفحص الأورام في القطيف

بعد تبرعه بمركز الأورام.. السيد الناصر: أدعو الله أن يطيل عمري لتقديم مشاريع أخرى

تعليق واحد

  1. *مبادرة.. في محلها*
    جميل هذا الموقف المميز من العالِم الشيعي السيد علي الناصر و هو الوضع الصحيح الذي كان يجب ان تُستثمر مثل هذه الأموال في هكذا مشاريع حيوية يحتاجها سكان كل مدينة في بلدنا المترامي الاطراف.

    والاجمل من كل ذلك تفاعل ومباركة كل الأطياف من الشيعة وغيرهم في هذاالبلد لهذه المبادره الفريدة وتناقل خبرها بشكل مكثف على شبكات التواصل الاجتماعي وهو الدليل الأهم على استحسانها ومباركتها.

    نعم خمسنا في أرضنا بدلا من تصديره إلى شمالنا ولايعود علينا بفائدة تخصنا
    فهل تكون هذه المبادرة باكورة لمبادرات أخرى تتبعهاوتُشيَّدمشروعات آخرى نحتاجها لحاضرنا ومستقبل اجيالنا.

    ارجو ان تزداد المبادرات لتزرع الثقة وتزيل الشك عن الكثير لكي يطمئنوا على أموالهم لأنهم قد لا يعرفون مصيرها بعد إخراجها من ذمتهم مع تسامعهم لبعض القصص عن الفساد الذي يُحكى في المجالس والمنتديات ولعل هذه اللفتة من هكذافقيه قد تُعيد الثقة للكثير من الاشخاص الذين فقدوها لأسباب كثيرة.

    تحية لهذا السيد وفريقه العامل معه ولمن اقترح وأشار عليه بتبني هذه المبادرة وليباركها الله صرحا يعم نفعه أبناء هذه المحَافَظة المميزة ويقتدي به الآخرون
    *على المعيرفي*

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×