[غرائب] في القديح.. “فحّال خُنثى” يُنتج الطلع.. ويُثمر رطباً.. ولا يُلقّح نفسه النخيل الشاذة جنسياً نادرة ومعروفة لدى الفلاحين وتُوصف بـ "الفاسقة"

القطيف: صُبرة

نخلة ذكر “فحّال”؛ تُنتج غبار الطلع في الربيع، وتُثمر رطباً في أواخر موسم الرطب. هذا ما وقفت عليه “صُبرة” صباح اليوم في بلدة القديح، بمحافظة القطيف السعودية، أثناء نشاط متطوعين في تقطيع “تسجين” جذوع نخيل مسنّة في نخل يُسمّى “المغيصة” شمال البلدة.. فما هي قصة النخيل الشاذة جنسياً..؟

ثُنائية الجنس

شجرة نخيل التمر ثُنائية الجنس؛ إما أن تكون ذكراً، أو أنثى. أما أن تكون “خُنثى”؛ فذلك من ظواهر الشذوذ النادرة جداً في النخيل. وهذا يحدث في عالم هذه الشجرة التي تتفوّق أعداد إناثها على أعداد ذكورها بمراحل واسعة. ويتشكّل جنس النخيل الأنثوي من مجموعات واسعة من الأصناف المثمرة، ويمكن القول إن أصناف النخيل “الإناث” يزيد عن 3 آلاف صنف في منطقة حزام النخيل الممتدة من باكستان إلى ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ومعها أستراليا.

نخلة ذكرية “فحّال” وظيفتها إنتاج اللقاح (أرشيف صُبرة)

وظيفة

وظيفة النخلة الأنثى هي إنتاج الثمر. أما وظيفة النخلة الذكر فهي إنتاج اللقاح الذي يُمنح للأنثى في موسم التلقيح الذي يُعرف بـ “التأبير” عند العرب القدماء. وفي القطيف يسمّى “التنبيت”، وهو أن يؤخذ غبار الطلع من النخلة الذكر “الفحّال”، ويُعطى لعذوق النخلة الأنثى التي تُطلع في أواخر الشتاء وبداية الربيع.

غرائب

لكن وجود نخلة تؤدي وظيفة الأنثى وظيفة الذكر في الوقت نفسه يُصنَّف ضمن الغرائب. ويُطلق فلاحو القطيف على هذه الظاهرة الشاذة اسم “فحّال فاسق”، لأنه يُنتج غبار الطلع في بداية الموسم، ثم يُنتج رطباً في وقت لاحق. إلا أن “فسوق الفحّال” لا يُنتج ثمراً كاملاً، بل يُنتج ثمراً أخضرَ فجّاً صغيراً جداً. ولا تكتسب ثمرته الألوان المعتادة في حالة نضوجها. أما في حالة نخلة “المغيصة”؛ فإن الغرابة تتضاعف بسبب أن الثمرة ذات حجم كبير نسبياً ويحمل لوناً أحمر قريب جداً من لون صنف “خصبة عصفور” المعروف أيضاً باسم آخر هو “حجوب”.

لا يلقّح نفسه

الغريب، أيضاً، هو أن الثمر أقرب إلى “الشيص” منه إلى الرطب. فهو لا يُتمر، أي لا يتحوّل إلى الحالة اللينة، بل يبقى في الحالة الصلبة. وهذه الظاهرة معروفة في النخيل، وتختصّ ـ غالباً ـ بالتي لم تُلقّح في الربيع، وهو ما يُشير إلى أن “الفحّال الخنثى” لا يُلقّح نفسه، لذلك لا ينضج ثمره رغم وفرته…!

 

 

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×