[ميناء القطيف 29] الغوص.. مهنة الثروة.. والقسوة…!
[من أوراقي 29]
ميناء القطيف
مسيرة شعر وتاريخ
عدنان السيد محمد العوامي
الغوص
تمهيد: الغوص عصب الحياة لأهل الخليج
بعد هذا التطواف الطويل في تاريخ هذا الميناء العتيد، العريق، يبدو أن الأحداث أخذتنا بعيدًا عن أهمِّ وأخطر مهمة كان هذا الميناء يؤدِّيها للقطيف وباديتها ولجاراتها بلدان الخليج، ففي الحلقة العشرين ألمحت – إلى حادثة سنة البطاقة حيث شحَّ الزاد وذكرت بإيجاز شيئًا مما كانت تنتجه القطيف من المنتجات الزراعية، وإذ كانت المناسبة تقتضي الإيجاز هناك، فهي هنا توجب البسط، وتفرض التفصيل، فما سأتناوله في قادم السطور هو أهمُّ وأغنى مصادر ثروات البحر، وأخطر حُرَفه، وأشقُّها على الإطلاق، ألا وهو الغوص؛ أهم أحد مصادر الرزق الأربعة الأساسيَّة في إقليم شرق جزيرة العرب. ومع عدم التقليل من أهمية التجارة، والزراعة، وصيد الأسماك، فإن حياة إنسان الخليج ارتبطت بالغوص ارتباطًا وثيقًا، شكل عصبَها في شتى نواحيها ومجالاتها؛ المعيشية والاجتماعية، والأدبية والفنية، ففي مواسمه تغُصُّ الموانئُ بالحشود المتدافعة؛ مودِّعة سفن الغوص في رحلة (الرَّكْبة، أو الدشَّة، أو الدَّخلة)، وكلُّها تعني: (انطلاق رحلة الغوص)، وكذلك عند القُفًّال، (العودة)، صاخبة بالأهازيج والصلوات على النبي وآله: (أفضل الصلاة والسلام عليك يا رسول الله، يا حبيب الله، يا محمد)، مختلطةً باللولاش، أو الجبَّاب (اليباب) ، والدعوات، والابتهالات إلى الله سبحانه أن يعيد المغادرين في سفن الغوص، وهم بصحَّة وسلامة. (اللولاش، وعند البعض الجباب، أو اليِبَّاب عند من ينطقون الجيمَ ياءً، وهم أغلب بلدان الخليج: صوتٌ موسقي يؤدَّى بتحريك اللسان بسرعة ليتأرجح ضاربًا أعلى اللهات، فينطلق عاليًا من داخل الحنجرة. (لسماع اللولاش اضغط المقطع الصوتي في الرابط:
وعند انتهاء الموسم تعود الحشود، وتعود الابتهالات، والأهازيج، ودعوات الشكر والحمد له سبحانه على عودة الغائبين سالمين غانمين، فهؤلاء المغادرون – عدا عن أنهم أهلٌ وأحبَّة – وراءَ غيابهم، ووحشة فراقهم خيرٌ عميم، فالمحار الذي سيصطادونه لا يقتصر على اللؤلؤ وحده، فبطانته صدَف، والصدف تُصنع منه الأميال (المراود المستعملة لتكحيل العيون)، والأمشاط، وزينة الصناديق الفاخرة، وأزرار الملابس الأنيقة، وحِلية الأقلام الثمينة، وتزيين مقابض السكاكين والملاعق لموائد الأثرياء. وغير هذا كثير، فليس النفط وحده تستخرج منه المشتقات، بل المحار أيضًا. ومن منافع الغوص العديدة ذيل اللخمة، الحِيفَة (الرعاد: Ray) يستخدمونه في تنظيف (بكَّار) النارجيلة مما يترسَّب فيه من السخام، وكذلك خراطيش البنادق مما يترسب فيها من سخام البارود. وحتى أطفالهم يظهرون فرحهتم في انتظار الجمل العوعو (نجم البحر)، مطويًّا على هيئة الجمل، يمتطون ظهره، ويحملون عليه لُعبهم، والنساء أيضًا يفرحن بالكركمانة (قنفذ البحر urchin Sea)، يحفظن فيها ما عزَّ من حِلِيِّهن.
فسبحانه جلت قدرته، الذي: ﴿ سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوْا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرْجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُوْنَهَا وَتَرَى اْلْفُلْكَ مَوَاخِرَ فَيْهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُوْنَ ﴾([1]).
تكوُّن اللؤلؤة ممَّ؟ وكيف؟
لا غروَ إذن -والحال هذه – أن يحفر الغوص بأظافره في وجدان الناس، فيظهر أثره في تراثهم الفكري والثقافي، وفولكورهم الشعبي، وتصوراتهم، وآرائهم، وأمثالهم، وحِكَمهم، وشعرهم، ويكفي أن نعلم أن كلمة (غوص) لها – لدى أبناء الخليج – ما ليس لدى غيرهم، فهي عندهم تعني الغوص على اللؤلؤ وحسب، أو حسب لهجهتم: (الغوص أُوبَسّ)، فلا عجبَ أن تكون لهم محاولاتهم في التعرف على هذا الشيء المبهم: ما كنهه؟ وكيف؟ ومم يتكون؟ وقد عرضنا – في ما سبق – تصورهم لنشأة اللؤلؤ وتخلُّقه في جوف الحار، بدءًا برأي المسعودي، وأسلافه بين قائل بأن اللؤلؤ يتخلق من المطر، وآخر يرى أن البلبل – وهو حيوان من لحم وشحم – يسكن الصدف العتيق والحديث؛ المحار تخاف الغاصة على أفراخها؛ اللؤلؤ والدر خوفًا كخوف المرأة على ولدها، و الغواصين يشقِّون أصول آذانهم لخروج النفَس من هناك، بدلاً عن المنخرين؛ لأن المنخرين يجعل عليهما شيء من الدبل، وهو ظهور السلاحف البحرية، كل هذا وكثير غيره من الأوهام مررنا به ووعيناه([2]).
ومما مررنا به، أيضًا، رأيهم في أن اللؤلؤ يُخلَق من قطرات المطر؛ إذ تطفو الأصداف على سطح الماء حين هطول المطر، وتفتح أفواهها، فكل قطرة مطر تدخل فيها تصير لؤلؤة. ولكي يثبتوا صواب توهمهم هذا ألصقوه بالإمام علي عليه السلام، فنسبوا إليه هذين البيتين([3]):
أرى الإحسان في الأحرار دِينًا
وفي الأنذال مَنقصةً وذمَّا
كقطرٍ صار في الأصداف دُرًّا
وفي شِقِّ الأفاعي صار سَمَّا([4]).
لكم حاول الإنسان منذ القدم معرفة هذه الكُرَيَّة الثمينة، حتى أثمرت جهوده كشف سرها، فعرف أن المحارة التي تخبئ اللؤلؤة في أحشائها ما هي إلا حيوان بحري قشري، تحفظه صدفة مخلوقة معه، تنمو بنموه، وهي وسيلة حمايته من الافتراس، ويحدث أن يقتحم جسمٌ غريب، – حُبيبة رمل، أو مخلوق في حجمها من عوالق البحر- أحشاء بعض ذلك الحيوان فيؤذيه ويؤلمه، وللتخلص من الأذى يقوم بإفراز مادة كيميائية قوامها كربونات الكالسيوم (Calcium carbonate) تلتف حول الجسم الغريب فتقي أحشاءه من الأذى، ومن تراكم هذه المادة تتكون اللؤلؤة([5]). بقدرة (اَلَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ)([6]).
أولا – السفن المستعملة في الغوص
تستعمل في الغوص جميع السفن الكبيرة المستعملة في النقل البحري التجاري (القطاعة)، والفارق أن سفن الغوص تجهَّز بما يناسب الغوص، كإضافة المطولات: (خشبات قوية تبرز أفقيًّا من داخل السفينة إلى الخارج تثبت بها حبال الغواصين منع احتكاكها بجسم السفينة)، وغير ذلك من المستلزمات.
البغلة: سفينة معروفة منذ الاستعمار البرتغالي، يتراو ح طولها بين 120 – 10 قدمًا.
البتِّيل: سفينة ذات شراعين، متوسطة الحجم، تقل 80 بحارًا. شكلها يشبه سفن الفينيقيين والفراعنة.
البقارة: تشبه البتيل.
البُوم: تمتاز بضيق المؤخرة والمقدمة، تستخدم الصغيرة منها للغوص، والمتوسطة لنقل السلع، والكبيرة للنقل في المحيط الهندي، ويبدو أن لهذا النوع من السفن اهتمام خاص، فقد ورد ذكره في شعر أبي البحر الخطي وراويته الغنوي، متهكِّمين من شويعر لم يرق لهما شعره فقال الغنوي:
اعمل لنفسك مثقالاً ومعيارا
واسرر أباك بأن يلقاك عطارا
فأجازه الخطي:
أو فاتخذ لك سندانًا ومطرقةً
واعمل متى شئت سكينًا ومسمارا
أو فاتخذ لك منشارًا، وقَشترةً
وكن كنوحٍ نبيِّ الله نجَّارا
أو صائغًا تسبك العقيان تبرز من
إبريزه للنسا فُصًّا ودينارا
إلى أن يقول:
وإن سمعت مقالي فامض متَّكلا
على إلهك في الأبوام بحَّارا
أو قيِّمًا في بيوت الله تسمعنا
أذانك العذب آصالاً وأسحارا
ولا تلم بربع الشعر إن له
ظعنًا تأخرت عن مسراه إذ سارا
وهاكها كشواظ النار لافحةً
أثناء قلبك لا تألوه إسعارا([7])
ورغم اختفاء السفن وأسمائها من الذاكرة الشعبية لجيل اليوم، فإن البوم ما زال صامدًا في التراث الفني الغنائي، حفظته المطربة الكويتية ليلى عبد العزيز في أغنيتها الأسمرانيه
وش علامك بالاسمرانيه
لا اله إلا الله تسمح النيه ولو
يا من عطيته من الصغر ﮔـلبي..
ﮔـلبي صْوَيْب اليوم ارحم شوية، ولو
سايرٍ صَوْبَه ﮔـصدي باودعه
سافرت الأبوام ﮔـبلي بشويه ولو
لو خيروني عن شوفتك بطلب
أكون ﮔـربك يا ناصح النية ولو
لو ينعطى الـﮕـلب عطيت أنا ﮔـلبي
وأكون ﮔـربك.. حزة الجية ولو
مقطع صوتي للأغنية
البتِّيل: من سفن الغوص، متوسطة الحجم، ذات شراعين، تتسع لحوالي 80 نوتيًّا. ومن الطريف أن المرحوم أحمد البشر الرومي مؤلف كتاب (معجم المصطلحات البحرية في الكويت) أدخل البتيل في شعر يزيد بن الطثرية في قوله:
عُقَيِليَّةٌ أَمّا مَلاثُ إِزارِها
فَدِعصٌ وَأَمّا خَصرُها فَبَتِيلُ
وجه الطرافة، أن البتِّيل السفينة مشددة التاء، والخصر البتيل، مكسورة التاء المخففة غير مشددة تعني: الخصر الهضيم، النحيل.
البغلة: طراز برتغالي، ولعل الاسم كذلك، طولها ما بين 120 – 150 قدمًا، وعرضها، 18 – 30 قدمًا، ولا تزيد حمولتها عن 400 طن.
البقَّارة (البـﮕـارة): قريبة الشبه من البتّيل.
الجالبوت: مقدمتها زاوية قائمة على الغاطس (البيص)، ومؤخرتها شبه مربعة، تستخدم الصغيرة منها في صيد السمك، ونقل الأحمال من السفن الكبيرة التي لا تستطيع دخول الميناء.
السنبوك: شبية بالجالبوت شكلاً وغاية.
الشوعي: يشبه السنبوك، باستثناء لوح في أعلى المقدمة. قال أحمد البشر الرومي إنه لا يوجد إلا في الكويت، فهو لم يره في البحرين ولا في عمان. أقول: يوجد في القطيف، والصغير منه يستخدم للصيد قرب السواحل، وقد شاهدتها، وأصدرت رخصًا لها أثناء عملي في مرفأ القطيف.
عنـﭽـة: سفينة شراعية من صنع عمان تشبه البغلة بفارق واحد وهو أن مقدمتها تشبه رأس طائر.
القلص، وفي اللغة، القلس، وأصله حبل من ليف ضخم من عتاد السفينة: قارب صغير يشد إلى جنب السفينة، ويستعمل عند الحاجة، وللتنقل بين السفينة والبحر. قال الوزير المغربي يصف ربانًا سفينة شابًا:
ومصعدٍ سُفنُهُ قلبي، ومنحدرٍ
بالماءِ والريح من دمعي وأنفاسي
إذا انحنى حثَّ قلبي نحوه طرباً
أو مدَّ؛ مدَّ إليه أعينَ الناس
وافت ملاحَتهُ فيها مِلاحَتَهُ
فأفتنَ الناسَ في قَلسٍ ومقلاس
لأشكونَّ إلى سكانه وإلى
خِنّيه إن خان عهدي قلبُهُ القاسي
والسكان: دفة السفينة، والخِنُّ: أخفض مكان في جوفها يتجمع فيه البزل الراشح فيه.
الكوتية: سفينة من صنع الهند تشبه العنـﭽـة([8]).
القوى البشرية العاملة في الغوص
أولا – الطقم العامل في السفينة
1 – البحارة: اسم عام لكل العاملين على السفينة.
2 – البنادري: المسؤول عن التموين، ومرافبة صرفه.
3- التبَّاب ([9])، صَبِيٌّ، ولد أحد البحارة، يصطحبه أبوه ليتدرب على الغوص، وأحيانًا يرافق الغواص قدر ما يتحمل نفسه تحت الماء، ويحل محل السيب أو يساعده إذا احتاج الأمر، ويؤدِّي بعض الأعمال الخفيفة، كعمل القهوة والشاي، ومناولة الماء لمن يطلبه، وترتيب العِدد والأدوات، وما إلى ذلك.
3 – الرضيف (الرديف)، وهم مجموعة من الصبية، يؤدون بعض الأعمال المساعدة، وعند الأستاذ المسلم أن الرضيف، هو الطباخ، وقد يعود هذا إلى الاختلاف بين بلد وآخر.
السَّيب: بفتح الأول وسكون الثاني، أصله في اللغة السَّيَّاب: الصبي المهمل، ليس معه رقيب، وفي اصطلاح أهل الغوص: العامل الموكَّل بالغواص، يخرجه من الماء، فإذا أراد الغواص الخروج من الماء هز الحبل، فيحس السيب الممسك بطرفه الآخر باهتزازه، فيخرجه، وله مهام أخرى في خدمة السفينة.
4 – السردال([10]): قائد سفينة الغوص، ويرشدها (يدلها) إلى الهيرات (المغاصات) الجيدة، ويعلن انتهاء موسم الغوص، والقفَّال (العودة إلى البلد) بإطلاق قذيفة من مدفع السفينة التي يركبها. وقد يكون مالك السفينة، أو مستأجرها.
5 – السكوني: قائد السفينة، مهمته تولي دفة السفينة (السكان).
6- الطباخ، ومهمته معروفة، وهي تهيئة الطعام للنُّوتيَّة.
7ـ الغواص: الذي يغوص في الماء بحثًا عن اللؤلؤ.
8 – القَعِيْدة، وهو الحارس الذي يتولى حراسة السفينة، ومحتوياتها من العدد، والتجهيزات، أثناء فترة مكوثها في الميناء، بعد انتهاء موسم الغوص، ومن أمثالهم: (أغضب النوخدا، وراضي القعيدة)، وهذا المثل يشير إلى أن القعيدة ربما كانت له مهمة أخرى غير الحراسة، قد تكون مراقبة الغواصين وغيرهم؛ لكيلا يخبئون شيئًا من محصول اللؤلؤ.
9 – الكَرَّاني: كاتب يؤدي مهمة تدوين ما يحصلون عليه من اللآلي، أو كتابة الرسائل وقراءة الرسائل الواردة([11] ).
10 – المقدمي: مكانه في مقدمة السفينة، وعمله معاونة النوخذا، والإنابة عنه في غيابه.
11 – النهَّام، وهو المغني، ومهمته مقصورة على الغناء لإطراب العمال، وطرد السأم عنهم، وتسليتهم عن غيابهم عن ذويهم وطنهم، والنهَّام في اللغة مِن: نَهَم، ينهمُ: لغةً في نحم، أي زحر، ونهمه: صاح به، وتوعَّده، وزجره، والنهيم: صوت الأسد، كالنئيم([12] )، وصوت النهام يشبه الزحير إلى حد بعيد. (لسماع صوت النهام اضغط الرابط):
13- النوخدا: ربان السفينة، وأهم المسؤولين عن إدارة شؤونها([13])
ثانيًا – لباس الغواص:
يتألَّف اللباس الذي يرتديه الغواص وقاية من هوامَّ البحر من:
1 – شملول: سروال قصير يستر العورة، يُصنع من القماش الأسود، أو الأخضر، أو الأزرق، ولا يستعمل الأصفر، ولا الأبيض، لتلافي مهاجمة القرش، وفي الأماكن التي يشاهَد فيها الدول (قنديل البحر)، أو الصرَّابية (رغوة ملحية طافية كاوية) يرتدي الغواص لباسًا كاملا يتكون من سروال، وقميص، وبرقع للوقاية من هذه الآفات.
2 – طرطور (قلنسوة) تغطي رأس الغواص، باستثناء الوجه.
ثالثًا – عُدَّة الغواص وأدواته:
3 – الأيدة: الحبل الذي ينزل به الغواص إلى القاع، ويبلغ طوله حوالي 25 قامة (القامة: طول قامة الإنسان، أو قَدِّه) ([14]).
4 – الحجر، (الثقل) قطعة من الحجر مثقوبة بها حبل ذو دركة (ربقة) يمسكه الغواص بين إبهام رجله، لتعينه على الرسوب في القاع.
5 – الحشوة: صوف لمندوف، أو شمع العسل، يسد بها الغواص أذنيه؛ وقاية لهما من دخول الماء فيهما، ولتخفيف ضغط الماء في الأعماق.
هذه الحشوة ذكرها الأستاذ محمد سعيد المسلم، (رحمه الله)([15])، ولا أجزم بصحتها، أو نفيها، لكنني أذكر أنني وأبناء جيلي كنا نغوص في عيون القطيف؛ (حمام أبو لوزة وعين الروَّاسية والمرَبَّعة والقصير، وغيرها)، وهي ذات أعماق تتراوح بين 30 – 40 مترًا، وهذا العمق قريب من العمق الذي يبلغه الغواص، ومع ذلك لم نكن نضع في آذاننا شيئًا البتة، كذلك في أثناء عملي ببلدية القديح قمت بترميم حمام أبو لوزة، وضمن العملية تنظيف قاعه، واستأجرت آخر غواص في القطيف، وهو الحاج سلمان آل يتيم من أهل القديح، فلم أره وضع شيئًا في أذنيه، فإن صح ما قاله المسلم فيمكن تعليل السبب بتفاوت ارتفاع الضغط بين الماء العذب، وماء البحر المالح
6– الخُبَط، أو الخبْطات، جمع خُبْطة، غطاء لرؤوس الأصابع تقيها من رؤوس الحجارة الحادة، أثناء نبش الغواص في قاع البحر، بحثا عن المحار المدفون، تصنع من جلد البقر([16]).
7 – الدَّيِّيْن: سلَّة صغيرة أو كيس، يصنع من الحبال الليف، أو القِنَّب، على هيئة نصف كرة، فمُها عبارة عن طوق، من عود الرمان أو الخيزران، وبها حبل يعلقها به الغواص في عنقه.
8 – الزَّيْبَل: حبل طويل مربوط به الحجر (الثقل)، وطرفه الآخر في السفينة يخرج به السيب الحجر من قاع البحر، بعد استقرار الغواص في القاع.
9 – سكين صغيرة، معقوفة الرأس، حادَّتُه، تستخدم لفلق المحار، ويستخدمها الغواص لقلع المحارة، إذا كانت ثابتة في القاع، ولحماية نفسه من القرش.
10 – الفْطام: مِشبك يشبه ملقط الشعر، أو مشبك تثبيت الملابس على الحبال، يؤخذ من عسعس (ذيل) السلحفاة، أو من قرون البقر، يثبته الغواص على منخريه، كي يمنع دخول الماء إلى أنفه، وليحتفظ بنفسه في رئتيه([17])، وله خيط كالقلادة، يعلقه به الغواص في عنقه؛ حفظًا له من الضياع.
———
([3])انظر الرابط: https://bit.ly/37hEgrQ والرابط https://bit.ly/2A7les3
([4])بحثت في كل ما لدي من الدواوين المنسوبة إلى الإمام المطبوعة، فلم أجد البيتين.
([5])موسوعة المورد، منير بعلبكي،دار العلم للملايين، بيروت، الطبعة الأولى، 1383هـ جـ7/185، و219.
([7])ديوان الخطي، تحقيق عدنان السيد محمد العوامي، مؤسسة الإنتاشار العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 2005م، جـ2/55 – 57.
([8])معجم المصطلحات البحرية في الكويت، أحمد البشر الرومي، مركزز البحوث والدراسات الكويتية، الكويت، 1996م، ص: 20.
([9])أو الطباب، بالطاء، بعض بلدات القطيف.
([10])السردار: قائد الجيش، والرئيس، والمالك. فارسية، المعجم الذهبي، محمد التونجي، منشورات المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الايرانية بدمشق، توزيع دار الروضة، بيروت، طبعة 1993م.
([11])تنقل هذه المراسلات بواسطة سفن القطاعة (سفن نقل البضائع التجارية التي تجتاز بالهيرات (المغاصات)، وليس سفن الغوص، فتلك مقيمة في المغاص
([12])محيط المحيط، المعلم بطرس البستاني، نشر مكتبة لبنان، وطبع مؤسسة جواد للطباعة، بيروت، 1983.
([13])ناوخُدا، وتختصر بناخُدا، فارسية تعني: ملحد، زنديق، كافر، ربان السفينة، والمكلف بدفة السفينة، والمقصود هنا الربَّان. المعجم الذهبي، محمد مر ذكره. والدارج على الألسنة نوخدا، وبعضهم يعجم الدال.
([14])عن القامة انظر: محيط المحيط، مر ذكره
([15] ) واحة على ضفاف الخليج – القطيف، محمد سعيد المسلم، مطابع الرضا، الدمام، الطبعة الثالثة، 1423هـ، 2002م، ص: 300.
(1) معجم المصطلحات البحرية في الكويت، أحمد البشر الرومي، إصدار مركز البحوث والدراسات الكويتية، دولة الكويت، الكويت، 1996، ص: 109، و112.
(1) معجم المصطلحات البحرية في الكويت، أحمد البشر الرومي، إصدار مركز البحوث والدراسات الكويتية، دولة الكويت، الكويت، 1996، ص: 109، و112.