جعفر النصر يتذكر: هاجمتُ عبدالعزيز الهزاع بسبب سخريته من البدو من سنة البطاقة.. إلى سنوات أرامكو.. إلى الكتابة الصحفية

[14] بستان السيحة وسمر في الذاكرة

عدنان السيد محمد العوامي

المشتركات جمَّةٌ بين نجم هذه الحلقة وبيني حتى في تاريخ الميلاد، مولده في 15 شعبان 1357هـ، 9 أكتوبر 1938م مولدي في 13 جمادى الثانية 1357هـ، وتشدُّني إليه آصرة رحم دنيا، فوالدتي (رحمها الله)، من أسرة البيات التي تنتمي إليها أسرته، وقبل اقترانها بوالدي كانت زوجًا للحاج تركي المدن (رحمهما الله)، وهو من أسرة الحجي، من البيات التي ينتمي إليها آل النصر، ولأن والده (رحمه الله) من ذلك المعدن النقي، كان شديد الحرص على حفظ أواصر القربى، فلا ينتظر أن تعرض له حاجة في القطيف، حتى يزورها يوم الخميس – موسم التسوُّق الأسبوعي المعروف، حيث يتقاطر أهل النواحي على سوق الخميس، يميرون ويمتارون – بل يتخذها سانحة ليكون بيتنا الطيني في قرية التوبي محطة استراحته المفضلة. ناهيك عما لنا من ذكريات طفولة في سيهات لا أظنه نسيها، لكنها لم تشفع لي حين طلبت منه نبذة عن سيرته الذاتية، بل ظلَّ يتهرب، منكرًا أن يكون له أيُّ دور أو خدمات تستحق الذكر. وهو سلوك غير مستغرب منه، شأنَ كثير من منكري الذات المتواضعين، فأحمد له إذعانَه – أخيرًا – لضغطي وإصراري عليه بالكتابة، فلأخلي المجال له ليقول ما عنده؟

شــيء مــن ســـيرته بقلمه

ملخَّص سيرة ذاتية للجانب الثقافي من حياتي

لاشك أن طفولة الفرد منا تلعب دورًا هامًّا في تشكيل وعيه، وربما في مسار حياته. ندرك حقيقة ذلك إذا ما أخذنا بالاعتبار تاريخ الميلاد وفترة الطفولة التي شهدت أحداثًا تاريخيَّة هامَّة، من تداعيات الحرب العالمية الثانية، فنكبة فلسطين عام 1948م. فتاريخ ميلادي المثبت رسميًّا في بطاقة الهوية الوطنية (1/7/1353هـ، 10 أكتوبر 1934م)، استنادا إلى ما سجل في أول حفيظة نفوس (تابعية)، استخرجتها في حياتي (تاريخ الميلاد 1353هـ)، اكتفاء بتدوين سنة الميلاد، حيث لا شهادات ميلاد رسمية، فهي لم تستحدث إلا في ستينيَّات القرن الماضي (العشرين) كما أظن.

لذا فإنَّ ذكرَ اليوم والتاريخ (1 رجب)، الذي ثُبِّت رسميًّا من قبل الجهة الرسمية المعنية، كان من نصيب كل مولود قبل استحداث تباليغ الولادة وشهادات الميلاد. ورمزية ذلك هو أن (1 رجب) المصادف للأول من الميزان يوم توحيد المملكة، وهو المصادف (23 سبتمبر 1932م) الذي اعتُمد يوما وطنيًّا للمملكة العربية السعودية. لكن بالرجوع إلى ما دوَّنه المرحوم والدي بخط يده، هو أن تاريخ ميلادي (15 شعبان 1357هـ، 9 أكتوبر 1938م) ([1]).

على أية حال، كلا التاريخين لا يبتعد كثيرًا عن أعوام اندلاع الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر 1939م، التي أنشبت مخالبها في الجسد العالمي المنهك، ولم تنته إلا في الثاني من سبتمبر 1945م، تاركة آثارًا فادحة على منطقة الخليج. في معمعة هذه الأزمة والأوضاع الاقتصادية الصعبة، يعلق بذاكرة الطفل جعفر بن عبد المحسن النصر مشهد أهالي سيهات يدلفون إلى بيت العمدة عبدالله بن حسين النصر من درج فرعي يؤدي إلى غرفة صغيرة جلس فيها ابن العمدة الأكبر منصور يسجل في دفتر لديه اسم كل شخص مع أفراد عائلته بأسمائهم ذكورًا وإناثًا، بعدها يناول منصور ذلك الشخص وريقة صغيرة مدوَّن فيها ما يستحقه من أرزاق (مواد غذائية) أساسية كالرز والسكر والقهوة أو الشاي.. الخ.. وقد حُدِّد له التاجرُ أو بائع المواد الغذائية الذي عليه أن يقصده لشراء ما يستحقه.

كان الطفل  جعفر النصر يلاحظ هذا المشهد وهذه الحركة، دون أن يدرك كنه ما يجري من حوله، بل كان فضوله يدفعه للجري وراء الأشخاص الخارجين من بيت العمدة حاملين – في أيديهم -وريقاتهم الصغيرة ليعرف أين هم قاصدون.. فجأة يراهم يتكالبون على شكل دائرة حول بائع المواد الغذائية الذي ترك دكانه وجاء لوسط الطريق أمام دكانه، الأيدي ممدودة إليه، كل يريد أن يكون له سبق أخذ وريقته، بعد سنوات فهم الطفل تفاصيل ما كان يجري.. إنها (سنة البطاقة) بطاقة التموين.

كان الطفل قد بلغ العاشرة من العمر (إذا أخذنا بتدوين الوالد لتاريخ الميلاد، وهو الأرجح)، فإذا بالطفل يرى مشهدا آخر، وقد غصت حسينية النصر بالجموع من أهالي البلدة، الذين توافدوا تلبيةً لنداء العمدة، المبني على الأوامر المبلغة إليه من الجهات المسؤولة، إنفاذا لأوامر الملك عبد العزيز.. شهد الطفل أباه عبد المحسن الذي كُلف بإلقاء كلمة يخاطب فيها المجتمعين، داعيًا إياهم للتبرع من أجل نصرة فلسطين، وأبناء فلسطين.

ما هي إلا بضع سنوات لاحقة، حتى التحق الشاب اليافع بشركة أرامكو، ليجد نفسه مع إخوته الفلسطينيين الذين شردهم الاحتلال الصهيويني, عشت معهم كزملاء عمل.. وكمدرسين، تتلمذت على أيديهم، وكان لهم الفضل في إجادتي لقواعد النحو والصرف وإجادة اللغة العربية.

هنا أتوقف عند موضوع الحديث عن التعليم: ففي تلك الحِقبة الزمنية آنفة الذكر لم تكن توجد في سيهات أي مدرسة نظامية.. أول مدرسة افتتحت في سيهات كانت عام 1955م من ضمن المدارس التي بنتها أرامكو في مختلِف مدن المنطقة الشرقية التي توجد فيها تجمعات عمالية أرامكوية، ومن الطريف، أنني – بعد سنوات من افتتاحها – أعتقد في عام 1959، أصبحت عضوًا في مجلس الآباء لتلك المدرسة، رغم انتمائي لسلك العزاب آنذاك. وقبلها في نهاية 1958 تقريبا، كان لي شرف المبادرة مع ثلة من الأصدقاء في تأسيس أول مقر لنادي النسر بسيهات، وتشكيل أول مجلس إدارة في تاريخ النادي.. وقد أوكل إلي منصب سكرتير النادي (أي المسؤول الإداري).. كان ذلك قبل استحداث الرئاسة العامة لرعاية الشباب (وزارة الرياضة حالياً).

التحقت كأترابي لدى الكتاب (المعلم) عبدالمحسن بن صالح الخليفة، المعروفين في سيهات إلى اليوم بعائلة المعلم، لأن رجال هذه العائلة عبدالمحسن وأخويه منصور وعلي امتهنوا تعليم القرآن.

بعد أن أنهيت ما كان يطلق عليه ختمة القرآن، تركت المعلم وقررت أن أواصل تعلم القراءة والكتابة لدى والدي نفسه، لإدراكي المبكر آنذاك بأن والدي سيحسن تعليمي الخط والقراءة أفضل من المعلم التقليدي..

استحسن الوالد الفكرة، ولاسيما أن بها توفيرا للنقود التي كان سيدفعها للمعلم، ولازمت الوالد في مجلسه (مكتبته)، حيث عشت أجواء الثقافة والأدب والشعر، وما يمر على مسمعي من حوارات ونقاشات، تدور بين الوالد ومرتادي مجلسه، وإن كنت لم أفلح في اقتناص موهبة الشعر من الوالد(1)، إلا أنه أورثني شيئا من القدرة على الكتابة النثرية، فكانت أول تجربة  للكتابة  في حياتي هي تلك الكلمة الترحيبية بأعضاء اللجنة العمالية، عام 1954م، ألقيتها أمامهم، بعد تناول وجبة الغداء بمزرعة الحاج عبدالله بن حسين المطوع.

أذكر – يومها – أنني أعطيت الكلمة للمرحوم الملا عبدالكريم الحمود لتشذيبها وتصحيح ما بها من أخطاء لغوية وإملائية. كان من بين الحضور ذلك اليوم السيد علي العوامي (أبو كامل) وأخوه السيد حسن (أبو زكي).. ذلك اليوم كان أول علاقتي الشخصية بالأستاذ عبد العزيز السنيد الذي كافأني بإهدائي عربون الصداقة، الجزء الخامس من ديوان الجواهري، عند زيارتي لمنزله في الدمام، برفقة الملا عبد الكريم الحمود.

توالت بعد ذلك محاولاتي في كتابة الكلمات التي كنت أشارك بها في الاحتفالات الدينية مثل مناسبات مواليد الأئمة، غير أن كلماتي وقتها، كما كانت كلمات غيري، تمر على المناسبة مرور الكرام، بينما يكون صلب الكلمة موجها نحو المواضيع الاجتماعية والشأن العام. استمر ذلك حتى عام 1956م.

سوق الظهران ومكتبة العبكري.

هنا لابد من الإشارة إلى أنه خلال فترة عملي بأرامكو – حوالي أربع سنوات ونصف السنة، مابين 1952 و1956م – كنت أقطن في الحي السعودي بالظهران. وكان سوق الظهران، وقتها، عامرًا، يعج بالحركة منذ الصباح. وتشتد الحركة فيه فترة العصر حتى منتصف الليل..

من المحلات التجارية التي أذكرها: دكان منصور العلقم، دكان سعيد الماحوزي، دكان سيد محمد وسيد علي أبناء السيد طاهر من سيهات. وبعض الدكاكين لأفراد من عائلة الثميري من القصيم. ولا أنسى دكان ذلك الكهل التاروتي (للأسف نسيت إسمه)، لكني لم أنس جلسته في كل ليلة أمام دكانه، ينفث دخان (القدو). وما أن يسمع حضيري بوعزيز من إذاعة بغداد حتى تبدأ دموعه تسيل على خديه.. تَرى ما الذي يخبِّئه ذلك الكهل التاروتي بين حنايا أضلعه؟.. أتراه العاشق الولهان؟.. أتراه واحدا ممن عناهم وديع الصافي وفيروز؟.. أتراه واحدًا (من بلد الشبابيك المجروحة بالحب؟) من يدري؟ ربما هي قصة حبٍّ لم تكتمل في مجتمع يعتبر الحب عارا.

على الجانب الآخر من تلك الدكاكين توجد أشهر مكتبة تجارية في سوق الظهران في خمسينيات القرن الماضي (العشرين)، تلك كانت (مكتبة العبكري) لصاحبيها أحمد وصالح العبكري. (أعتقد أنهما من بلدة البحاري بالقطيف) تزخر بمختلِف المطبوعات والإصدارات من الكتب والمجلات والجرائد، خصوصًا من لبنان ومصر، مثل مطبوعات دار الهلال، وسلسلة (كتابي) الشهرية، هذه الأخيرة هي عبارة عن ملخص لكتب وروايات عالمية بطبعة مصرية.

كان من عادتي مع نفر من الأصدقاء أن نلتقي يوميًّا بعد انتهاء دوام العمل، نتَّجه معًا إلى مكتبة العبكري لنتزود بما هو جديد من الصحف الواردة، وكذا الكتب، بعدها بسنوات، فتح شخص يدعى عبد العزيز الفاضل مكتبة أسماها “مكتبة الظهران”، نقلها فيما بعد إلى مدينة الخبر. وفي الخبر أيضا بين الخمسينيات والستينيات، كانت توجد مكتبة تجارية عامرة هي مكتبة بايزيد، إن لم تخني الذاكرة فإن اسمها “المكتبة الأدبية”.. هي تقريبا على غرار مكتبة العبكري بالظهران، من حيث الكتب والإصدارات والمجلات والصحف، على الأخص المصرية واللبنانية.                                                                                    

أعود إلى موضوع ممارستي الكتابة.. فبعد مرور فترة انقطاع لسنتين تقريبا، استأنفت الكتابة على شكل مقالات صحفية، أتناول فيها المواضيع الاجتماعية والثقافية المختلفة التي كنت أنشرها في كل من جريدة اليمامة في الرياض (يصدرها الشيخ حمد الجاسر)، وجريدة الخليج العربي في الخبر (يصدرها الأستاذ عبدالله شباط)..

مقالات

لقد تفضل مشكورًا الأخ الكريم أبو أحمد – الأستاذ عدنان العوامي – بتزويدي ببعض مقالاتي المنشورة في صحيفة اليمامة، غير أن مقالات أخرى كتب بعضها بأسماء مستعارة، وبعضها بالاسم الصريح، لم أتمكن من الحصول عليها، خصوصًا تلك التي نشرت في صحيفة الخليج العربي بالخبر.. أتذكر بعض مواضيع تلك المقالات:

– مقال بجريدة الخليج العربي حول برامج تلفزيون أرامكو الذي يبث من الظهران، يشاهده أهالي المنطقة الشرقية، إضافة إلى ما يصلهم من بث تلفزيونات الكويت والبحرين وقطر. تستعرض المقالة برامج تلفزيون أرامكو المكررة، والمطالبة بالارتقاء في تقديم مواد جادة يستفيد منها الناس، بدلا من التركيز على أفلام الضحك والتسلية الساذجة.. أذكر أن أرامكو قامت بترجمة المقالة للغة الإنكليزية كيما يطلع عليها المسؤولون آنذاك بشركة أرامكو.

– مقالة أخرى حول الثورة الجزائرية، والمطالبة بمقاطعة المنتجات الغربية، والحث على تشجيع المنتجات العربية التي لا تقل جودة عن مثيلاتها من المنتجات الغربية. ضربت مثلا على ذلك أحذية “باتا” الشهيرة في مصر التي تتفوق على الأحذية الإيطالية، وكذلك الأثاث المكتبي من الصناعة المصرية “أيديال” كالمكاتب والخزائن والدواليب والكراسي.

– مقال آخر، كنت أرد فيه على موضوع نشره الشاعر والأديب المرحوم عباس مهدي خزام.. كان يطالب الدولة بدعم الأدباء (ماديًّا) و(معنويا)..وقد ضرب أمثلة ببعض الكتاب الغربيين، فكانت وجهة نظري هو أن أولئك الكتاب لم يبدعوا إلا بمعاناتهم من البؤس والفقر، وكانت هذه الكتابات الصحفية قد امتدت على مدى أربع سنوات تقريبا، من أواخر 1958م حتى 1962م. 

شهادة المنازل

هنا تجدر الإشارة إلى أنه حتى عام 1958م، لم يكن لدي أي شهادة مدرسية نظامية.. اتفقت مع اثنين من الأصدقاء على فكرة مفادها ضرورة حيازتنا على شهادة مدرسية نظامية.. ذهبنا إلى مدير مدرسة الخبر الأولى لنعرض عليه فكرة أن نتقدم لاختبار شهادة السادس الابتدائي  في الدور الثاني لذلك العام الدراسي 1377/78هـ.. أفادنا بضرورة مراجعة مدير التعليم بالمنطقة الشرقية واستصدار موافقته على ذلك باعتبارنا طلاب منازل غير مسجلين بالمدرسة.

عقدنا العزم وتوجهنا لسعادة مدير التعليم بالمنطقة الشرقية الأستاذ عبد العزيز التركي.. كانت مديرية التعليم آنذاك عبارة عن بيت متواضع مستأجر في حي العدامة. دلفنا إلى مكتبه مباشرة، غرفة صغيرة بالطابق الأرضي، لا سكرتير، ولا مدير مكتب، ولا بيروقراطية أعاقتنا عن الدخول إلى مكتبه مباشرة، بدون استئذان. سلمنا، وقَفنا أمامه، أعربنا له عن رغبتنا في التقدم لاختبار شهادة السادس الابتدائي في الدور الثاني للاختبارات لذلك العام.. رجوناه أن يزودنا بمقرر السادس الابتدائي.. رحب الرجل الشهم بنا.. وبكل أريحية نادى مدير المستودع، أمره بصرف كامل مقرر السادس الابتدائي لكل فرد منا.. لم تكن إلا برهة صغيرة حتى خرجنا من مكتبه معربين له عن امتنانا وتقديرنا، خرجنا، كل واحد منا يتأبط رزمة المقرر، مع مذكرة منه لمدير مدرسة الخبر الأولى، حيث رغبتنا في تقديم الاختبار هناك..

اختبرنا، نجح اثنان منا، الثالث لم يحالفه الحظ.. تبلغنا نحن الاثنين بنجاحنا: 1- محمد علي حسن من تاروت (استقر في أمريكا حيث مقر عمله في مكتب أرامكو)، 2 – جعفر عبد المحسن النصر.. حيث كنت أعمل في الخبر، واصلت دراستي المتوسطة ليلا، نظام الثلاث سنوات في مدرسة الخبر الأولى، بعدها واصلت دراستي الثانوية في الدمام.

بالعودة إلى موضوع الكتابة، فلظروف خاصة انقطعت عن الكتابة الصحفية.. حاولت أن أجرب من جديد في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي (العشرين)، مع إحدى الصحف الصادرة بالمنطقة الشرقية.. غير أن الرياح قد تبدلت اتجاهاتها، ولم يعد بإمكان سفينتي أن تبحر بين الأمواج المتلاطمة، فصرفت النظر نهائيًّا عن الكتابة الصحفية.

نشاط ثقافي

في خضم النشاط الثقافي والاجتماعي الذي ساد المنطقة في الألفية الثالثة، كنت أحرص على حضور الكثير من فعاليات المنتديات الثقافية، كـ (ديوانية الملتقى الثقافي)، و(منتدى حوار الحضارات) في القطيف، و(منتدى الثلاثاء) في التركية، و(مركز أفاق) في سيهات، وجمعية الثقافة والفنون بالدمام. في مناسبات قليلة، حضرت بعض فعاليات منتدى ابن المقرب، وكذا الحلقة الفلسفية، كلاهما في الدمام.. كما كان لي شرف المشاركة في تأسيس (ملتقى الفنار) في سيهات، حيث كلفت بكتابة وإلقاء كلمة الافتتاح في شهر مايو 2014م.

مشاركات

أما مشاركاتي في المنتديات الأخرى فتتمثل في:

– كلمة ألقيتها في منتدى الثلاثاء الثقافي، بمناسبة الحفل التأبيني الذي أقيم للمرحوم عبد العزيز السنيد، مساء الثلاثاء 6/4/1434هـ الموافق 28/2/2012م.

– خلال الموسم الرابع عشر لمنتدى الثلاثاء الثقافي، كانت لي مشاركة بكلمة عنوانها: “الديمقراطية وإشكالاتها”، وذلك مساء الثلاثاء 11/10/1434هـ الموافق 17/9/2013م. بمناسبة اليوم العالمي للديمقراطية الذي يصادف حلوله في اليوم الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول.

– كانت لي مشاركة بـ”مركز آفاق” في سيهات بعنوان: (قراءة في كتاب محمد العباس – “سقوط التابو”). محتوى الكتاب هو نقد لروايات محلية  قرأها محمد العباس، فكانت ورقتي عبارة عن تعليقات وملاحظات وتساؤلات حول ما كتبه محمد العباس عن تلك الروايات. كانت الأمسية بتاريخ 1 فبراير، شباط 2012م.

– مناسبة أخرى في مركز آفاق، كان لي شرف الحديث فيها عن المرحوم والدي عبد المحسن بن محمد النصر.. وذلك بتاريخ 26/5/1435هـ الموافق 27/3/2014م.

– لي كتابات أخرى لم تنشر، على سبيل المثال:

– ورقة بعنوان: “الإعلام بين المهنية والمصداقية”.. وهي قراءة في كتاب (بين الجزيرة والثورة.. سنوات اليأس ورياح التغيير)، لمؤلفه مذيع قناة الجزيرة علي الظفيري. الكتاب من إصدار الشبكة العربية للأبحاث والنشر، الطبعة الأولى، بيروت 2012م. ورقتي كانت ردا على ما أورده الظفيري في كتابه المذكور. كتبت ورقتي بتاريخ 15 شعبان 1433هـ الموافق 15 يوليو، تموز 2012م.

– دراسة في كتاب أمين معلوف (الهويات القاتلة). ورقتي التي كتبتها بتاريخ 1 أكتوبر، تشرين الأول 2016م الموافق 30 ذو الحجة 1437هـ، تتضمن تفنيدا للكثير مما طرحه أمين معلوف في كتابه المشار إليه.

– في التأبين الذي أقيم للمرحوم الأديب الشاعر حسن السبع، كانت لي مشاركة بمقالة عن سيرة موجزة لحياته.. نشرت في النشرة التي أصدرتها جمعية الثقافة والفنون في حفل التأبين المقام بتاريخ 7 ديسمبر 2017م.

– مجموعة مقالات قصيرة كتبت في مواضيع متفرقة ومناسبات مختلفة.

شيء مما لدي من كتابات

هذه استهانة بكرامتنا([2])

عندما أقرأ عن الفن، أو أتحدث بصدده مع لفيف من أصدقائي دائما أجد نفسي أعيش في القاهرة أو دمشق أو بيروت أو بغداد، ومع اعتزازي بذلك إلا أن حقيقة تبرز أمامي لا أستطيع تجاهلها وهي خلوُّ مكانتنا من هذا الشيء الذي يجب أن يكون جزءًا من حياتنا التي نعيشها، فهو أداة للتعبير عما يعتمل في نفوسنا من أفراح وآلام. وقد شاءت الأقدار أن تغرس بذرة من هذا الفن في أرضنا الطيبة، فكان نواتها فناننا الموهوب (عبد العزيز الهزاع). وأنت تعرف – أيها القارئ أنَّ عبد العزيز اسمٌ يتردد على ألسنة الكثيرين من أهل هذا البلد، وتتناوله بعض الصحف العربية، سواء منها المحلية أم غيرها، بالمديح والثناء، ويتردد صوته (أو قل أصواتُه بمختلف اللهجات والنَّبرات) في إذاعة البحرين، والبحرين فقط. فلذا أصبح (شخصية مشهورة) يتندر بها المتندِّرون، فمنهم من هو راضٍ عنه، ومنهم من هو ساخط عليه، حتى الذين لا يعرفونه معرفة شخصية صار من حقهم إبداء الرأي فيه، لماذا؟ لأنه فنان. أجل، إنه يتمتع بموهبة فنية قل أن يستطيع التمتع بها (إذا استثنينا شخصية (أم كامل) في الإقليم السوري)، وهذا هو سر الشهرة. وأنا واحد من أولئك الذين لا يعرفونه معرفة شخصية، ولكن من حقي ـ كما قلت ـ إبداء رأي نحوه كأحد المقدرين لمواهبه.

أقول: إن الأخ عبد العزيز الهزاع – كما يبدو لي – من جماعة (الفن للفن)، لأنه يهدر فنه بدون معنى، وبلا هدف، وكل ما يهمه هو إضحاك المستمعين وكفى، أليس كذلك؟ وإلا فما معنى تمثيلية (بدوي في طيارة) التي عصر ذهنه من أجل أن يخرجها، والتي تتحفنا بسماعها إذاعة البحرين بين حين وآخر؟

إن تمثيلية بدوي في طيارة وصمة عار في فنِّنا، إذا صح أن نسمي هذا فنًا، ودعاية سيئة ضدنا، نحن العرب، لا تختلف كثيرًا عن الدعايات الاستعمارية والصهيونية التي تظهر بشكل أفلام سينمائية، وتصور العرب في أبشع الصور بأنهم رعاع همج، يعيشون عيشة بدائية لذا فإنهم لا يستحقون الحياة. هذا هو نفس المنطق الذي يكاد أن يظهر لنا في تمثيلية (بدوي في طيارة) حيث يتمادى السيد الهزاع في سخريته فيقول على لسان البدوي ورفيقه ما معناه أنهما هما بإركاب الخراف معهما في الطيارة، لا، بل وأكثر من ذلك أن أحدهما عندما ذهب إلى مرحاض الطائرة – أجلك الله أيها القارئ – أخذ يتمنى بأن لو كان هذا المرحاضُ إناءً للبن، فهل هذا من الإنصاف في شيء يا سيد الهزاع؟ لا أظن ذلك. إن البدوي الذي يسافر يأتي من الصحراء، ويعيش في المدينة، ويكون على مستوى معيشي جيد، حيث باستطاعته أن يسافر بالطائرة إلى لبنان، لا أظن أن مثل هذا البدوي يبلغ من البلاهة درجة تجعله يطلب تحميل خرافه معه بالطائرة، ولو كان في ذلك شيء من حكمة أو مغزى لصدقنا؛ لأن المهاتما غاندي حمل معه عنزة بالطائرة من الهند لانكلترا، ولكن شتان بين مشرِّق ومغرِّب. وإذا كان البدوي ضيق الأفق بمعلوماته، فما هو ذنبه؟ إن ذلك نتيجة لظروف البيئة الصحراوية التي حتمت عليه أن يكون كذلك، وهو لا ينقصه الذكاء الذي يتمتع به الحضري، بل إنَّ كثيرًا من البدو يتفوقون بالذكاء الخارق على الحضر. ولو أن هؤلاء البدو – بكثرتهم – الذين يجوبون الصحراء، لو أن هؤلاء أولوا قليلًا من العناية من قبل السلطات المسؤولة، ووضعت برامج لتوطينهم، وتعودهم على الاستقرار ومكافحة الأمية فيما بينهم، لأصبحوا رجالا عاملين، ولساهموا مساهمة فعالة في بناء صرح هذا الوطن.

وأخيرًا، يا سيد الهزاع، لا أريد أن أطيل الحديث، وما أريد أن أقوله الآن هو أن المطلوب منك شيءٌ غير هذا. مطلوب منك استغلال موهبتك في صالح وطنك، وفي رفع مستوى شعبك، وفي ما يعود على أمتك بالخير والنفع العميم.

——-

([1])أهو اتفاق مدبر بيني وبينه؟ فأنا، أيضًا، تاريخ ميلادي الرسمي: 1/7/1353هـ، والحقيقي 13/6/1357هـ.                                                                       عدنان

([2])جريدة اليمامة العدد 225، بتاريخ 4/12/1479هـ، ص: 9.

مقال منشور في 4 ذي الحجة 1379هـ

 

تعليق واحد

  1. لقاء قيم و حافل بالمسيرة الطويلة وتستحق التوقف عند بعض محطاتها الجميلة ولكن للأسف كنت انتظر من المعد او المقدم سؤال الضيف الكريم عن شخصيات مهمة كانت لها الاثر البالغ مثل الشيخ المغفور له و رجل الاعمال المعروف عبدالله فؤاد انتهى القاء دون التطرق لهذه العلاقة الحميمة

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×