يوسف آل ابريه: اشتهاءة درب.. “يَمْ داركم”
يوسف آل بريه
أحيانًا تترسخ بعض الأغنيات في الذاكرة لجمالها وما حوته من صوت ولحن وكلمات، وخاصة إذا كانت على شاكلة (يم داركم) التي كتب كلماتها الشاعر كاظم الرويعي، ولحنها الموسقار طالب القرغولي وغنّاها الكبير حميد منصور.
فأغنية كهذه تكاد من المستحيل أن تنسى من الذاكرة، لأنها تحمل في كل كلماتها نبضات حيّة تثير أشجاننا وتحرك حنيننا؛ لصدقها وعذوبتها.
هذه الأغنية السبعينية وجدتني أسرح في عالمها، وأغوص في بحرها وإذا بي أندمج معها ، لأترجّم ذلك الحرف العامي إلى الفصيح، مضيفا إليه من خيالي ورؤاي.
وهذا هو المقطع الأوّل لأغنية (يم داركم):
يم داركم صدفه وخذني الدرب من يم داركم
والتمّت ابروحي المحنّه واشتهيت أخباركم
ما اتذكّرت عايفكم وعفتوتي
رد من جديد الشوق بين اعيوني
لو ما أحس اعبرت عتبة داركم
والتمّت ابروحي المحنّه واشتهيت أخباركم
فقلت:
مررتُ بالدار بلا مقصدٍ
(فالتمّتِ اْبْروحي) ندى الذكريات
أهذه الدارُ التي كنتها
أزورها خمسًا كحالِ الصلاة
أهذه الدارُ وهذا أنا..؟
كأنّني أحلمُ أم في شتات؟
كأنّها الأمسُ الذي عشته
يا لوعةً حارت بماضٍ وآت
ذكرتُ دربًا كنتُ أمشي به
عرفته مُسْتوضِحَ البيّنات
عرفته كنتُ أعدُّ الخطا
لدارها كنتُ أغنّي الحياة
كنتُ أغنّي والهوى سبحتي
وداخلٌ يعصرها موجعات*
هنا ذكرتُ نكتةً قلتها
وها هناك أسْمَعَتْني النكات
وها هنا مرّت بنا نسمةٌ
كأنّها الريحانُ بالأمهات
وكم تشهّيتُ لأخبارهم
لأنجم الآمال والأمنيات
وكم تشهّيتُ لذاك الهوى
لكلّ ما فيه من الرائعات
نسيتُ ما كان كأن لم يكن
وعاد بي الشوق ليوم فوات
لولا أحاسيسي التي رضتها
عبرتُ لاشكّ بدار الفتاة
ما أتعب الموقف يا مهجتي!
فهل أنا بيقظةٍ أو سبات
* إشارة للفنان الراحل داخل حسن الذي كان يعصر سبحته وهو يغني وكأنه يعصر حبات قلبه.
أحسنت شاعرنا المتألق أبو أحمد
مبدع ومتقن كعادتك ??
سرد كرواية وكأنك عشت معهم والتمست مشاعرهم .
.والخاتم قصيدة تتراقص فيها المشاعر بين الحروف
.
.
رائع انت يا لو أحمد