أمين الناصر مؤكداً موثوقية أداء أرامكو: نجونا من الجائحة خلال 20 يوماً غرفة الشرقية تفتح الحوار مع قياديي الشركة وصفقة "سابك" تستحوذ على النقاش
القطيف: ليلى العوامي
بنبرة صوت سعودية واثقة، وملامح صفوانية ودودة؛ وضع المهندس أمين الناصر تجربة شركة أرامكو السعودية في مواجهة جائحة كورونا على منصّة النقاش. وجلس الناصر كبير إداريي الشركة التنفيذيين واثنان من نوابه لقرابة ساعتين، في حوار مفتوح مع قياديين في غرفة الشرقية، وتناول الحوار أعمال الشركة خلال الفترة الماضية خصوصًا ما قدمته الشركة من مبادرات ومحفزات لدعم الجهود الحكومية والقطاع الخاص للتخفيف مما خلفته جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد- 19” من آثار.
أدار اللقاء، الذي حضره المشاركون عبر برنامج “زووم” الالكتروني، رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبد الحكيم الخالدي، بحضور رئيس لجنة الصناعة والطاقة وعضو مجلس إدارة الغرفة ابراهيم آل الشيخ، ورئيس لجنة المقاولات حمد بن حمود الحماد.
وحضر من جانب أرامكو أيضاً النائب الأعلى للخدمات الفنية أحمد السعدي، والنائب الأعلى للمشتريات وإدارة “التوريد” محمد الشمري.
وكان لصفقة استحواذ أرامكو على شركة “سابك” وبرنامجها “اكتفاء” الذي طبقته خلال الأزمة اهتمام كبير من المشاركين في نقاشهم حول تطلعات الشركة المستقبلية في زيادة توسيع قاعدة شراكاتها مع القطاع الخاص وزيادة الفرص الاستثمارية أمامها.
اكتفاء
في البداية، قال الناصر إن برنامج “اكتفاء” الذي تبنته الشركة في علاقتها مع القطاع الخاص يستهدف توطين الأعمال وخلق فرص وظيفية وتطوير المؤسسات الصغيرة والكبيرة، مشيرًا إلى أن البرنامج نجح في تجاوز آثار الجائحة وتوفير المعدات الضرورية المحلية اللازمة دون الحاجة لاستيرادها وهو ما عانى منه الاقتصاد العالمي، وأثر على سلاسل الإمداد العالمية، واضطرار الدول أو الشركات إلى تأجيل أو تعليق بعض الأعمال.
ويسعى برنامج اكتفاء، وفقًا للناصر، إلى زيادة المحتوى المحلي عبر توطين السلع والخدمات والوصول بالشركة الى 70% خلال السنوات القادمة، وقد بدأ التوطين عام 2015 بحدود 35% وارتفع هذا العام إلى 56%.
وحول مدى تأثر أرامكو من آثار الجائحة خصوصًا في ظل الانخفاض الذي يشهده قطاع النفط، مثلما حدث اليوم، والذي وصفه الناصر بأنه الأصعب في تاريخ الصناعة، أوضح رئيس أرامكو أن الشركة كانت جاهزيتها عالية بسبب برنامجها المختص بإدارة المخاطر، الذي يتضمن خطة التعامل مع الأوبئة، وأضاف: “خلال 20 يوماً من تفعيله، ارتفع الإنتاج إلى 12 مليون برميل، على عكس ما تعرضت له باقي الشركات العالمية التي توقف بعضها عن العمل لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية بل أعلنت أخرى عن خسائر لم تشهدها عبر 30 عام من العمل في القطاع.
رأس المال المرن
وأوضح أن الشركة اتبعت مفهوم “رأس المال المرن” خلال الأزمة، حيث أعادت جدولة بعض المشاريع دون التأثير في استراتيجيتها أو عملائها أو حجم انتاجها اليومي، ومن أبرزها تسريع التحول الرقمي للعمل عن بُعد. كما قامت على المستوى المجتمعي، وفقًا له، بدعم صندوق الوقف الصحي وسلال الخير، وتوفير مسلتزمات التعقيم والكتب المدرسية.
القطاع الخاص
وبالنسبة للقطاع الخاص، قال الناصر إن الشركة تبنت من بداية الجائحة نفس سياستها في دعم الشركات المحلية، قائلًا: “نحن متفائلون بأن الأسوأ قد أصبح خلفنا. تعلمنا الكثير وسنخرج منها أقوى”.
وأضاف: “توفر أرامكو من خلال اكتفاء عقود طويلة الأجل للسلع أو الخدمات وهذا مفيد للاستثمار، كما تقدم انجازات المصنعيين المحليين الملتزمين بنسبة السعودة ومتطلبات البرنامج”.
منصة تجسير
ووصف الناصر مبادرة منصة تجسير بأنها “رائدة”، وأنها ستشجع الشركات الكبيرة على الإستفادة من الشركات المتوسطة والصغيرة.
بينما اعتبر مدينة الملك سلمان للطاقة ومجمع الملك سلمان العالمي من “المشاريع الارتكازية” للشركة والمملكة، موضحًا أن المرحلة الأولى من المدينة ستنتهي العام المقبل، وأن نسبة انجازها حاليًا 60%، وتبلغ المساحة الإجمالية لها50 كم مربع، وباستثمارات 3,5 بليار دولار، منهم 1.6 بليار دولار فقط استثمرتهم الدولة في البنية التحتية.
كما أوضح بدء المرحلة الأولى في شركة تطوير حقول النفط والاستثمار التي من المتوقع أن تدر على المملكة ربحًا يساوى 6 مليار دولار وما يقرب من 100 وظيفة مباشرة وغير مباشرة خلال 15 عامًا.
أما مجمع الملك، فمن المقرر افتتاحه في 2022، وقد بلغت نسبة انجازه -وفقًا للناصر- 40%، باستثمارات تصل إلى 5 مليار دولار، يشارك فيها مع الدولة بشكل أساس كلًا من أرامكو وبحري ولامبلير وهونداي، وسيخدم المجمع دخول الصناعة المحلية في صناعة المنصات العائمة في البحروالناقلات وإصلاح السفن ومنصات الحفر لخدمة كل المنطقة.
بنية تحتية
من جانبه، قال أحمد السعدي، إن المشاريع السابقة تبني البنية التحتية للكثير من الصناعات في المنطقة، ومدينة الطاقة التي ستركز على الصناعات الثقيلة والخفيفة لدعم الطاقة، وأضاف: “نحن بصدد انشاء مجمع للصناعات الرقمية واللامعدنية في المدينة، وسيفتح مجال للشركات الكبيرة في المنطقة و للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لخدمة هذه الصناعات”.
وأوضح السعدي أن المجمع حصل على أول ناقلة كبيرة من شركة بحري، وأن الصناعة بدأت بالفعل في كوريا، بهدف تدريب كادر لصناعة السفن في “رأس الخير”، والتي ستجذب –من وجهة نظره- الكثير من الصناعات المساندة الصغيرة والمتوسطة وفرص الاستثمار.
مراجعة مشروعات
في الحوار المفتوح تساءل حمد الحماد، رئيس لجنة المقاولات في غرفة الشرقية عن سياسة أرامكو تجاه القطاع والمقاولين في ظل الجائحة، ورد الناصر قائلًا: “نحن نقدر الوضع الحالي المستمر، لذا راجعت الشركة كل المشروعات وخطابات المقاولين، وعملت إجراءات تحفيزية بأثر رجعي من شهر مارس تستمر حتى نهاية نوفمبر المقبل”.
وعلق السعدي: “نتابع كل مشروع على حدة، فمن كان في طور إحضار العمالة، يختلف عمن بدأ وقارب على الانتهاء بالفعل، وقد أعدنا هيكلة بعض الخصومات على المقاولين وفي بعض الأحيان تم تسوية كاملة للتخفيف على المقاولين من الباطن”، مشيرًا إلى أن التقييم في الشركة يحدث كل ثلاث سنوات.
متطلبات التاهيل وتيسيرها للقطاع الخاص.
وأوضح السعدي أن اهتمام الشركة بالالتزام في تسليم مشروعاتها يجعلها ذات شروط معينة في اختيار شركائها، خصوصًا من ناحية “الخبرة وجودة العمل”. وأضاف: “نحاول توسيع نطاق العمل مع الشركات وعدم الوقوف على حد معين”.
وأشار إلى تعاون الشركة مع الحكومة لعمل مسح للشركات الموجودة، وذلك ضمن رؤيتها لعام 2030، إلى جانب التعاون مع المستثمر الأجنبي وفتح الأسواق خارج المملكة، خصوصًا في المنطقة القريبة، والتي تمتلك فيها الشركة “فرص كبيرة” على حد قوله.
واتفق معه الناصر قائلًا: “تخطط أرامكو لدعم المقاولين المحليين، ولا تلجأ للمقاولين من خارج المملكة إلا بسبب اختلاف القدرات الفنية والخبرات اللازمة، لذا نساعد في تطويرهم وتأهليهم ووقت الجائحة خير مجرب، كما نخطط أن يعمل المقاول الخارجي تحت مظلة اكتفاء ولن يستطيع العمل بدون استخدام شركات صغيرة ومتوسطة من داخل المملكة”.
ملامح التحول الرقمي
وركز الناصر خلال حديثه على “التحول الرقمي”، الذي قال إنه ساعد الشركة فترة الجائحة في ظل تخفيض العمالة إلى 50%، وأنها أنشأت ادارة خاصة له. ونفس الأمر بالنسبة للأمن السيبراني، الذي التفتت له الشركة بعد الهجوم الذي تعرضت له في 2012.
وبالنسبة لوضع شركة سابك بعد الاستحواذ عليها، قال الناصر: “مستمرة كشركة مستقلة وهناك لجنة مخولة ممثلة من أرامكو وسابك لمعرفة التعاون بين برنامجي اكتفاء وساند، والعمل على إيجاد طريقة لبناء وزيادة المحتوى المحلي”
وعند سؤاله عن تأثير الاندماج على توفير المواد الخام، قال الناصر: “لدينا مشاريع في الغاز وسيكون لها تاثير ونحن مستمرين في بناء مشاريعنا لزيادة اللقيب وسيكون لده عائدة على الشركة وتلصناعة في الشركة من خلال توفير التقييم المطلوب”.
كما تحدث عن مشاريع الشركة التدريبية والثقافية لخدمة المجتمع، معتبرًا أنها مهمة للشركات التي تريد التقدم إضافة إلى “دائرة قوية، وقدرة تسويقية عالية تتعامل معها، ومنظومة حوكمة لمعاييرعالمية لتسهيل الحصول على الموارد المالية”.