[ميناء القطيف 19] المبشّر زويمر يرسم صورة القطيف والأحساء والكويت القديمة تفاصيل "سنة الطبعة" بلسان الشاعر أحمد الكوفي بعد نجاته من الغرق

[من أوراقي 19]

ميناء القطيف

مسيرة شعر وتاريخ

عدنان السيد محمد العوامي

تمهيد

الحلقة السابقة (18)، تناولت رحلة المبشر صموئيل زويمر، وزيارته القطيف، ونقمته عليها لسبب ظاهره الحُمّٰى التي أصابته بعد مغادرته الأحساء، ووصوله أبا الحمام التابع للقطيف،  والحقيقة أن السبب هو الخيبة التي مُني بها هو ومن وظَّفُوه في المهمة التبشيرية التي كلف بها. وأثناء التهيئة لهذه الحلقة وجدت بين أوراقي الإلكترونية نسخة قديمة رديئة الطباعة من  الجزء الثاني من كتاب: (رحلات عبر جزيرة العرب، وبلدان أخرى في الشرق)([1])، تأليف كارستين نبيور[2]، من إعداد م. نيبور، وهي من ممتلكات مكتبات جامعة ميتشغن.

وقد رأيت من المناسب أن أستلَّ منها – لهذه الحلقة –الفصل الأول من القسم الثاني والعشرين، وهو الخاص  بشرق الجزيرة العربية (الأحساء والقطيف والكويت)، خاصة وأنَّ نيبور ورفقاءه في البعثة موظَّفون لذات الدور الذي وُظِّف له صموئيل زويمر، وإن سترت مهمتهم بستار الاستكشاف العلمي، فليس بالوسع الاطمئنان إلى أن فردريك الخامس ملك الدانمرك، تكلف كلَّ هذا الجهد والمغامرة بالمال والعلماء، من أجل أن يعرف أحوال جزيرة العرب، طبيعةً ومناخًا، وتضاريس، وبيئات، ولغات وثروات لمجرد الاطلاع لوجه العلم وحده فقط، دون أي هدف آخر، ولا خبر كالعيان، فالذي أعقب هذه البعثة وغيرها من نتائج أقلُّها استثار الغرب بثروات المشرق العربي منذ العهد البرتغالي إلى يوم الناس هذا.

المبشر صموئيل زويمر

عن الأحساء تحديدًا

يحدُّ هذا البلد من الشرق الخليج [……]، ومن الجنوب سلطنة عمان، ومن الغرب مقاطعة نجد، ومن الشمال أراضي العرب الرحَّل، بجوار البصرة. كذلك تسمى المقاطعة هجر، وفي بعض الأحيان تسمى البحرين، والصحيح أن الأخيرة من هذه الأسماء كلها تعود إلى جزيرة أوال، والجزر الصغيرة تعتمد عليها.

لا تنتج الأحساء أصنافًا كبيرة ومتنوعة من المحاصيل، وتعتبر فصيلة حميرها وجمالها من سلالة ممتازة، وبعض هذه الأخيرة تباع الآلاف منها سنويًّا في سوريا، وفي الأجزاء الداخلية من هذه المقاطعة يعتمد السكان- كثيرًا – على التمر، أما  على السواحل، فيعتمد السكان على الغوص على اللؤلؤ، تليها ميزة أخرى مهمة هي تجارة في السلع الأجنبية.

فيما يتصل بالديانة ينقسم سكان الأحساء إلى شيعة، وهم سكان المدن، أما الفلاحون فهم سنة، مثلهم مثل البدو، ويوجد بها أيضا يهود، وعدد كبير من الصابئة، أو المسيحيين من أتباع القديس يوحنا.

ولقد كانت هذه البلاد – في يومٍ مَّا – مقاطعة تابعة للإمبراطورية العثمانية، إلا أن العرب خلعوا النير العثماني منذ زمن بعيد، وما يزال كثيرٌ من الأتراك المنحدرين من الباشوات القدماء يعيشون في هذه المقاطعة، ويمتلكون أعدادًا كبيرة من العقارات، إلا أنهم لا يشاركون في الحكومة.

تقع مقاطعة الأحساء – في الوقت الحاضر – تحت سلطة شيخ قبيلة بني خالد العربية. وفي عام 1765كان الحكم في يد الشيخ عريعر([3])، وتعدُّ قبيلة بني خالد واحدةً من أقوى القبائل في الجزيرة العربية. وهي تنتشر بعيدًا في الصحراء، وغالبًا ما تتعرض لمضايقة القوافل العابرة بين بغدادَ وحلب. والجزء الأكبر من الأحساء يقطنه البدو، والقبائل الصغيرة الأخرى. لكن الجميع يعترفون بسيادة شيخ بني خالد، وبكل أسف لم أتمكن من معرفة أي شيء يتعلق بالمدن في الأجزاء الداخلية من هذه المقاطعة. ربما تكون مدينة الحسا، مقر الشيخ، مدينةً كبيرة، وتحتوي على مبانٍ كبيرة.

القطيف

القطيف مدينة مهمة، تقع على الساحل، وتبعد عن جزيرة البحرين بحوالي خمسة أميال ألمانية، وسكانها يكسبون  معايشهم من الغوص على اللؤلؤ، وعندما يكون أي منهم فقيرًا للغاية بحيث يصعب عليه الغوص على مسؤوليته، وعلى نفقته الخاصة، فهؤلاء يعملون لدى مغامرين أجانب، يأتون إلى هنا في الأشهر الأكثر حرارة في السنة، وهي موسم الغوص([4]).

بيد أنَّ من المعتقد أن الهواء في هذا البلد في فصل الصيف غير صحي. وبالقرب من هذا المكان آثار قلعة برتغالية قديمة ما تزال قائمة([5]).

 الكويت، أو القرين

مدينة الكويت أو القرين (Græn )، كما يسميها الفرس والأوروبيون، هي مدينة ساحلية، على بعد ثلاثة أيام من الزُّبير، أو البصرة القديمة، ويعيش سكانها على الغوص على اللؤلؤ والأسماك، وهم يدفعون للعمل في هذا النوع من الصناعة البحرية بأكثر من ثمانمائة قارب، وفي الموسم الملائم من العام، تُهجر هذه المدينة بالكلية تقريبًا، ويخرج الناس إما لصيد الأسماك، أو في بعض المغامرات التجارية. ويَحكم القرين شيخ معين من قبيلة عُثيمىOthema ([6])، وهو تابع لشيخ الأحساء، لكنه في بعض الأحيان يطمح إلى الاستقلال، وفي مثل هذه الحالات، عندما يزحف شيخ الأحساء بجيشه، يتراجع مواطنو القرين، بأمتعتهم وممتلكاتهم المنقولة، إلى جزيرة فيلكا (Feluchae) الصغيرة، وتوجد بالقرب من القرين بقايا حصن برتغالي آخر([7])، وبين حدود أراضي شيخ الأحساء وممتلكات سلطان عمان قبيلة كبيرة تدعى آل مسلَّم Al Musillim ، وتسيطر على العديد من المدن الكبيرة، وأسماءها غير معروفة لدي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ملحق عن الغوص

بسبب حاجز اللغة، كثيرًا ما يقع الكتاب الأجانب في أخطاء فادحة، لا ينبغي للمن ينتبه إليها تجاوزها، وضيف هذه الحلقة وقع في خطأ بتصويره أن الفقير الُمدقع الذي لا يملك القدرة على الغوص على مسؤوليته وعلى نفقته الخاصة يؤجر نفسه لآخر من المغامرين الغرباء الذين يترددون على أماكن الغوص، وهذا يوهم بأن الغوص في حقيقته هكذا، أي إن الغوص يمارسه أفراد مغامرون، لذا وجب أن يأتي التصويب بهذا المقتبس من كتاب (جهاد قلم، تأليف السيد علي ابن السيد باقر العوامي([8]):

>الغوص هو مهنة استخراج المحار – الذي يحتوي، في باطنه، على اللؤلؤ – من قاع البحر، وقد جاء في المنجد: «غاص غَوصًا، وغِياصًا، وغياصةً، ومغاصًا في الماء: غطس، ونزل فيه، فهو غائص، ج غُوَّاص، وغاصة»، ثم قال: «الغوّاص كثير الغوص، من يغوص في البحر على اللؤلؤ والإسفنج ونحوهما». ومهنة الغوص مهنة قديمة، ولا نريدُ، هنا، أن نتعرَّضَ للغوص وتاريخه، ومتى بدأ، ولا حتى تفاصيل عمليَّات الغوص، وإنما نريد أن نعطي لمحة قصيرة عنه توضِّح الدورَ الذي لعبه في وضع البلاد الاقتصادي فيما قبل ظهور النفط.

يبدأ (موسم الغوص)، عادة، في شهر مايو، وينتهي في نهاية شهر سبتمبر([9])، وهناك ما يسمَّى بـ (الخانچية)، وهي عملية مبدئية يقوم بها بعض الغواصين في الربيع – شهر مارس – لكنهم لا يذهبون بعيدًا في البحر إلى المغاصات العميقة؛ إذ إن الوقت لا يزال باردًا، كما أنَّ هناك ما يُسمَّى بـ (الرَّدة)، وهي، أيضًا، عملية يقوم بها بعض الغواصين بعد انتهاء فترة الغوص، يقومون بها في شهر أكتوبر، وهي مثل الأولى لا يتوغَّلون فيها بعيدًا في عمق البحر، نظرًا لبرودة الوقت. أمَّا عملية الغوص الرئيسية فموسمها يبدأ – كما قلنا – في شهر مايو، وينتهي في شهر سبتمبر، وفي هذه الفترة تتَّجه السفن – ولاسيما الكبيرة منها، التي تحمل أعدادًا كبيرة من العاملين في المهنة؛ من غواص وسَيب – هذه السفن تتَّجه إلى مغاصات بعيدة في عمق الخليج، وتعرف بالهيرات، جمع هير([10]).

وينقسم العمال إلى غيص، وهو الذي يقوم بالنزول في البحر لجنْيِ المحار، وسَيب، وهو الذي يظلُّ على متن السفينة ممسكًا بالحبل المربوط في رجل “الغوَّاص” ليسحبه من الماء بمجرَّد أن يقوم الغوَّاص بهز الحبل، ويتعرض الغوَّاصُ، أحيانًا، لعملية مهاجمة من سمك القرش، ولهذا فإنه بمجرَّد أن يلمح قرشًا آتيًا نحوه يقوم بهزِّ الحبل حتى يسحبه السيب، ويصعد إلى السفينة حتى يتفادى مهاجمة سمك القرش الفتاك([11]).

ويقوم بتمويل سفن الغوص التجار، مالكو السفن، فهم يدفعون للعمال والربان – النوخذه – المصاريف، مقدَّمًا، قبل عملية الغوص؛ ليعطوها لعوائلهم كمصروف للبيت خلال عملهم في البحر، وتُسمَّى (التِّسْقام)، وتسجل هذه المبالغ عليهم، ثم تخصم من استحقاقاتهم بعد انتهاء عملية الغوص، وبيع ما أنتجوه من لؤلؤ، كما يقوم المموِّلون بتزويد السفينة بما تحتاجه من مواد غذائية، وكذلك ما تحتاج إليه من مستلزماتها.

وهناك تجار اللؤلؤ – وهم غير ممولي السفن – ويُسمَّون «الطوَّاشين» جمع «طوَّاش»، وهم الذين يقومون بشراء المحصول من اللؤلؤ من عند الغواصين، وقد نشأت بيوتات تملك ثروات طائلة، سواءً ممن كانوا يموِّلون سفن الغوص، أو ممن كانوا يتاجرون في اللؤلؤ، وكانت عملية الغوص وتجارته مزدهرة في كل الخليج.

وكانت كلُّ أقطار الخليج تعيش في بحبوحة وثراء بسبب ازدهار سوق اللؤلؤ، وكانت البحرين مركزًا لسوق تجارة اللؤلؤ، يجمع فيها التجار الكبار المحصول، ثم يذهبون به إلى (بومبي) في الهند لبيعه، حيث كانت سوقًا عالمية يقصدها الراغبون في شراء اللؤلؤ والجواهر الكبيرة من أثرياء أوروبا.

ولا تقتصر الأخطار التي يعانيها الغواصون على ما يتعرَّضون له في قاع البحر من أخطار مهاجمة الأسماك المفترسة؛ كسمك القرش وغيره، بل إنَّ عوامل الطبيعة وعواصف البحر هي ضمن الأخطار التي يتعرَّضون لها.

سنة الطبعة

ولا يزال الناس يذكرون العام الذي عُرِف بـ«سنة الطبعة»؛ ففي الساعة الواحدة والنصف بالتوقيت الغروبي – أي وقت صلاة العشاء – ويومَها لم يكونوا يعرفون التوقيت الزوالي الذي نستعمله نحن الآن – من مساء يوم الخميس (ليلة الجمعة) 13/3/1344 هـ، الموافق 30/9/1925م هبَّت على الخليج عاصفة قوية أطاحت بأكبر السفن وأقواها، وكسرت الأعمدة التي تعلق عليها أشرعة السفن (الدقل)، وأغرقت المئات من ركاب السفن من جميع أقطار الخليج، ولقد أخبرني المرحوم أحمد بن سلمان الكوفي، الشاعر المعروف، وكان هو، يومذاك، أحد ركاب الغوص، سيب، وهو الذي حدَّد لي وقت وتاريخ هبوب العاصفة..

يقول أحمد: «بعد أن ألقت بنا العاصفة في عرض البحر؛ ركبت أنا ومعي 14 شخصًا من زملائي في السفينة على الدقل([12])، وتشبَّث به كل واحد منَّا، وظلت الأمواج تتقاذفنا، ونحن متمسكون بالدقل كيلا نرسب في قاع البحر، ونروح طعمة سائغة للأسماك، وهكذا ظللنا على ذلك الدقل من حين هبوب العاصفة حتى ضحى اليوم التالي حين انتشلتنا إحدى السفن التي خرجت بعد سكون العاصفة للبحث عن الناجين»، يقول أحمد الكوفي: «حينما صعدنا على متن السفينة التي انتشلتنا؛ وجد كلُّ واحدٍ منَّا لحمَ فخِذِه الملاصقَ للخشب قد تهرَّأ؛ لأننا كنا نضغط عليه بقوة حتى لا تُطيح بنا الأمواج من على الدقل».

غير أنَّ مهنة الغوص التي كانت مصدرَ الرزق الوفير في القطيف بارَت، وتدهورت حتى قبل ظهور النفط في المنطقة، ليس لأن أسعار اللؤلؤ قد تدهورت بسبب منافسة اللؤلؤ المزروع في الأحواض فقط، ولكن حتى المحصولُ قلَّ عما كان عليه من ذي قبل.

 ولقد ظل البعض مُتَشبِّثًا به، أملاً في أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه، ولأن مجالات العمل الأخرى ليست ميسورة، ولا متوفِّرة، ولكن ما إن أتت شركة الزيت للمنطقة، وصارت تبحث عن عمال حتى تقاطر الناس عليها من الغواصين وغيرهم؛ لأنَّ البلاد كانت في وضع اقتصادي سيِّء، وكان الفقر عامًّا، ولقد اختفت تلك المهنة – مهنة الغوص – نهائيًّا من القطيف، بل من كل بلاد الخليج، وإن كان يقال إنَّ بعض أقطار الخليج لا يزال البعض فيها يمارس هذه المهنة، ولكن في نطاق ضيق، ومحدود.

شكر خاص

أختم بتوجيه الشكر الجزيل للأخ الأستاذ عبد المجيد سعيد الجامد، على جهد تجشمه عناء معاونتي بالمراجعة والتصحيح.

———–

([1])Performed by M. NIEBUHR, TRANSLATED INTO  ENGLISH BY   ROBERT HERON, PRINTED FOR R. MORISON AND SON, BOOKSELLERS, PERTH, G. MUM, EDINBURGH ; AND T. VERNOR,         EIRCHIN LANG, LONDON, 1792.

([2])ولد في لودينگـﭭـورث (17مارس  173326 أبريل 1815)، عالم رياضيات، رسام خرائط، مستكشف ألماني،  خدم لصالح الدانمرك، واشتهر بمشاركته في البعثة الدنماركية لشبه الجزيرة العربية عام 1761، كان أبوه فلاحًا صغيرًا، وحظه ضئيل من التعليم، عمل فلاحًا عدة سنين، واهتم بالرياضيات، وخطط للحصول على بعض المهارة في المسح. اقترح أحد مدربيه أن ينضم لبعثة علمية أرسلها ملك الدانمرك، فردريك الخامس إلى مصر، وشبه الجزيرة العربية، وسوريا، عام 1760، فدرس الرياضيات لعام ونصف قبل أن تنطلق البعثة، وقد تمكن من تعلم بعض العربية، وفي يناير 1761 أبحرت البعثة، إلى الإسكندرية، ثم عبرت نهر النيل متَّجهةً إلى السويس، وفي أكتوبر 1762 قام بزيارة جبل الطور ، ثم أبحر إلى جدة، وسار براً إلى المخا‎، وفيها توفى فيلسوف البعثة فون هيڤن في مايو 1763، وبعد فترة قصيرة توفى أيضًا عالم الطبيعة بالبعثة پيتر فورسكال، وتمكن من بقي من أعضاء البعثة من زيارة صنعاء عاصمة اليمن، لكنهم كانوا يعانون من المرض، فعادوا للمخا، والظاهر أن وفاة رفاقه نبهته للحفاظ على حياته، فارتدى زيَّ سكان المنطقة، واعتمد على طعامهم، ومن المخا سافرت البعثة إلى بومباي، وتوفى رسام البعثة وجراحها بعد وصولها البر، فلم يبق على قيد الحياة سوى نيبور. فمكث في بومباي 14 شهرًا وفي طريق عودته لبلده زار مسقط،وأبوشهر، وشيراز، وإصطخر، وفيها حصل على نسخ مسمارية أصبحت نقطة تحول رئيسية في فك رموز الكتابة المسمارية، وميلاد علم الأشوريات، كذلك زار نيبور أطلال بابل، وقام برسم رسوم (اسكتشات) كثيرة، لبغداد، والموصل، وحلب، و نقش بهستون حوالي عام 1764. زار قبرص وفلسطين، وعبر جبال طوروس إلى بورصة، والقسطنطينية في فبراير 1767، وعاد لكوپنهاگن في نوفمبر التالي.تزوج نيبور عام 1773، واحتفظ لسنوات بمنصبه في العسكرية الدنماركية، وفي عام 1776 انتخب عضوًا أجنبيًّا في الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم، وفي عام 1778قبل منصبًا في الخدمة المدنية في هولشتاين الدنماركية، وذهب للإقامة في ملدورف (ديتمارش)، حيث توفي عام 1815، نشر  ولده المؤرخ بارتهولد گيورگ نيبور، نشر قصة حياته عام 1817.

أدبياته

أول كتب نيبور، وصف شبه الجزيرة العربية  Beschreibung von Arabien، نُشر في كوپنهاگن عام 1772، وفرت الحكومة الدنماركية دعمًا سخيًّا لنقش وطباعة عدد من الرسوم التوضيحية التي وردت فيه. عام 1774 و1778، ونشر نيبور مجلدين من مؤلفه (رحلات إلى بلاد العرب وبلدان أخرى مجاورة)، هذه الأعمال (خاصة التي نشرت عام 1778)،  المجلد الرابع، كان يعتمد كذلك على موادَّ من البعثة لشبه الجزيرة، ولم ينشر حتى 1837، بعد فترة من وفاة نيبور، بتحرير ابنته. ساهم نيبور أيضًا في محاضرات عن المناطق الداخلية في أفريقيا، والظروف السياسية والعسكرية في الدولة العثمانية، وموضوعات أخرى نشرها في الدورية الألمانية، Deutsches Museum، بالإضافة إلى ذلك كتب ونشر عن صديقه پيتر فورسكال، عالم الطبيعة الذي رافقه في البعثة، بعنوان Descriptiones animalium, Flora Aegyptiaco-Arabica وIcones rerum naturalium كوپهاگن (1775 و1776)، ونشرت في حياته ترجمات لأعماله بالفرنسية والهولندية، وترجمة مختصرة لمجلداته الثلاثة بالإنجليزية، أعدها روبت هرون، في أدنبره عام 1792، بعنوان: “رحلات عبر شبه الجزيرة العربية”. طبعة طبق الأصل من هذه الترجمة، إعداد “م. نيبور”، نشرتها المكتبة اللبنانية، بيروت في مجلدين (تاريخ النشر غير معروف)، ونشرتها أيضًا مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، في مجلدين بترجمة الأستاذة عبير المنذر، الطبعة الأولى عام 2007م.

([3]) في الأصل: Arar، والصحيح أنه عُرير، وهو ابن دجين، من آل حميد. انظر: بنو خالد وعلاقتهم بنجد، عبد الكريم بن عبد الله المنيف الوهبي، دار ثقيف للنشر والتأليف، الرياض، الطبعة الأولى، 1410هـ 1989م، ص: 89.

([4])ليس هكذا نظام الغوص السائد في الخليج، ولتفاديًا للتشويش سأضع ملحقًا أفصل فيه نظم الغوص في مهاية المقالة.

([5])وهم تشييد البرتغاليين للقلاع في الخليج صار من المسلمات عند الكتاب والمؤرخين، ونخبة المثقفين العرب المعاصرين، وقد فندت هذا الوهم في غير موضع، منها مقال القلاع والحصون في شرق الجزيرة الجزيرة، مجلة الواحة، العدد العشرون، الربع الأول، عام 2001، الرابط: https://chl.li/JCMG4، وفي ما يتصل بقلعة القطيف التي نسب نيبور تشيددها إلى البرتغاليين،  فهي موجودة قبل مجيء البرتغاليين للخليج بثلاثة قرون، فقد وصفها أمير حماة أبو الفداء (672 – 732هـ، 1273 – 1331م)بالحال التي رأيناها عليها قبل أن تزيلها البلدية. انظر: تقويم البلدان، إسماعلي بن محمد بن عمر، أبو الفداء، دار صادر، بيروت، مصورة عن طبعة باريس، 1840مسيحية، ص: 98 – 99. وللمزيد عن القلاع والحصون، انظر: صفة بلاد اليمن ومكة وبعض الحجاز المعروف بتاريخ المستبصر، لابن المجاور.  

([6]) أرجح أنها خطأ مطبعي صوابه عثمان، ولم يرد ذكر أي قبلة بهذا الرسم في من حكموا الكويت منذ تأسيسها.

([7])هذا الحصن ذاته هو الذي شيده آل الصباح في بدء استطانهم الكويت: انظر الرابط: https://chl.li/4eIYE.

([8])جهاد قلم، تأليف السيد علي ابن السيد باقر العوامي، جمعه وحرره، ونضده، ووضع إضافاته، وعلق عليه عدنان السيد محمد العوامي، نشر مؤسسة الانتشار العربي، بيروت، ودار أطياف القطبف، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1440هـ،  2019هـ، ص: 280 – 283.

([9])يذكر طلال سعد الرميضي في كتاب الكويت والخليج في السالنامة العثمانية، أن بدايته في إبريل. انظر سالنامة ولاية البصرة لعام ١٣١٨هـ ص: 135 .

(1) من وسائل صيد اللؤلؤ، أيضًا، ما يعرف بـ (المجَنَّى)، وفيه يقوم (المتجنِّي) بجمع المحار راجلاً قريبًا من السواحل، كما في (مجنَّى) السمك، واللؤلؤ الذي يحصلون عليه قرب الساحل يكون، عادةً، صغير الحجم يسمًّونه (قماش)، ومن أمثالهم: (المتجنِّي أربح من (راعي الحضرة)، و(الحضرة): سياج من الجريد يدخله السمك أثناء المدِّ، فينحصر في أعمق مكان فيه ويسمَّى (سرّ الحضرة).       عدنان                                                                                                              

([11])ثمة اعتقاد سائد لدى الغوَّاصين في الخليج أن القِرشَ لا يهاجم فريستَه إلاَّ من الأطراف السفلى، ولهذا لا يتمكَّن من مهاجمة الغواص إلا في منتصف الطريق، أثناء صعوده من قاع البحر؛ ولكي يتجنَّب الغواص مهاجمة القرش له يقوم بـ (التدليخ)، أي إثارة الغبار في الماء؛ كيلا يراه القرش أثناء قيام >السيب< بسحبه إلى السفينة.                                                               عدنان

(1) الدقل: الصاري، خشبة طويلة في وسط السفينة تحمل الشراع، فصيحة.     

تعليق واحد

  1. اتمنى من الاستاذ الشاعر والمؤرخ السيد عدنان العوامي ان يجمع مقالاته في موسوعة قطيفيةلتكون سجلاً لتاريخ القطيف الذي لم يكتب بعد. انها مقالات جميلة لاغنى عن اي عاشق و ساكن في المنطقة ان يطلع عليهاقبل ان يأتي من يزور التاريخ ويظلم اهل القطيف وتاريخهم من الحاقدين على اهل المنطقةلأي سبب من الاسباب. وما اكثر من يستغل الظروف لينال من اهل المنطقة وماقام به البعض بعد زيارة العرعور لاحدىالمحلات في المنطقة ببعيد.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×