ابن سيهات الهمل.. يساعد 33 مصاباً ألمانياً بـ”كورونا” اختصاصي العظام تحرمه حرب "العدو القاتل" من رؤية طفله منذ شهر

سيهات : شذى المرزوق

لا تقتصر الحرب التي يخوضها الأطباء السعوديون مع فيروس كورونا على مستشفيات المملكة، بل امتدت إلى بلدان تبعد عن أرض الوطن آلاف الكيلومترات، ومن هؤلاء المقاتلين الدكتور حسين صالح الهمل.
وعلى رغم كون الهمل (35 سنة) المنحدر من مدينة سيهات، استشاري عظام في مستشفى ميديكال بارك في مدينة ميونخ الألمانية منذ سنة ونصف السنة، بعدما درس التخصص لمدة 7 سنوات في مستشفى مورناو للحوادث، لكنه جند نفسه لخوض هذه الحرب مع فيروس قاتل، أصاب أكثر من 120 ألفاً في ألمانيا.

بيد أن لحرب الهمل مع عدوه بعداً إنسانياً يضاف إلى الطبي، فمعركته هذه فرضت عليه الحرمان من رؤية طفله الوحيد والاستمتاع بلحظات الأبوة منذ نحو شهر، على رغم أنهما يعيشان تحت سقف منزل واحد.
يقول الهمل لـ”صُبرة”: “حولت غرفة ابني إلى غرفة عزل لي بحيث لا يدخلها أحد، زوجتي تقوم بدور التعقيم خارج الغرفة، وأنا داخلها، لا أستطيع الخروج من الغرفة إلا إذا أوى ابني إلى السرير”.

وحول الاحترازات الصحية التي يحيط بها نفسه وعائلته الصغيرة يضيف: “نستخدم معقماً منزلي الصنع، لنفاد المعقمات من المحال التجارية، ولا استطيع أن أتعدى حدود باب الغرفة التي كانت مخصصة لابني، إلا إذا قمت بارتداء رداء خاص وكمام وقفاز، وغالباً لا أخرج في حال وجود صغيري، خشية من أن تأخذني عاطفة الأبوة وألمس وجهه الصغير أو كفيه، أو اقترب منه أو حتى اسمح له بالاقتراب مني، ففي ظل هذه الظروف يكون العامل في المجال الصحي هو رجل الميدان الأكثر عرضة للتعامل مع الفيروس والمصابين به، ولن أعرض عائلتي لمثل هذا الخطر والوباء”.

ومع هذا كان لزاماً على الهمل أن يخوضه حربه ويؤدي دوره الصحي بشجاعة وأمانة، فهو يرى أن الأزمات الكبرى “اختبارات حقيقية لمواجهة التحديات غير المنظورة”، والتحدي الذي واجه الهمل كان علاج 33 حالة من أصل 77 مصابة بكورونا في القسم المسؤول هو عنه في المستشفى، بعد ما استقبلتهم إدارة المستشفى، تخفيفاً عن المستشفيات الأخرى التي تعاني ضغطاً هائلاً.

ويقول الدكتور حسين الهمل، “على رغم أننا مستشفى معني فقط بجراحة العظام، فقد تم إيقاف جميع الحالات الاختيارية للجراحة في منتصف مارس الماضي، وتحويل المستشفى بأكمله لقسمين، أحدهما عزل لحالات كورونا، وآخر للحالات الأخرى”. وتم تعيين الهمل وأغلب زملائه لعلاج حالات كورونا.

ويلفت الهمل إلى أن الهاجس الأكبر للممارس الصحي يكمن في “أن تكون عائلته في مأمن من هذا الوباء”، مضيفاً “للأسف هناك إصابات بين بعض الزملاء، على رغم اتخاذ كامل الإجراءات الوقائية”، منوهاً إلى استقرار حالاتهم بعد المتابعة، ما عدا حالتين يعاني أصحابها مع أفراد عائلاتهم الذين انتقلت لهم العدوى”.

ومع ذلك؛ يرى الهمل أن هناك طاقة ايجابية كبيرة داخل جميع الممارسين الصحيين، وتفاؤلاً أكبر بالتغلب على الوباء العالمي، خاصة إذا ما تم التعامل بشفافية ووضوح من قبل الكوادر الصحية التي تمارس واجبها في علاج المصابين، في حال تعرضت لأي اشتباه بإصابة، أو وجود أي عارض من الأعراض.

واستشهد بموقف ازعجه كثيراً، كان بخلاف هذه القاعدة من وضوح العمل، إذ كشف استشاري باطنية في ذات المستشفى على مريضة اتضح لاحقاً أنها مصابة، ولكن الاستشاري ذكر أنه بخير، ولم يتواصل بشكل مطول مع المريضة، وأنه لا يعاني من أعراض الإصابة بالفيروس، ليستكمل بعدها عمله لمدة يومين، وكأن شيئاً لم يكن، وبعد تغيب الاستشاري لداعي المرض، تم تشخيصه في اليوم التالي مصاباً، بعدها بأيام تم تشخيص حالتي زميلين مخالطين له وكانت النتيجة ايجابية أيضاً.
ويرى الهمل، أن هذه المواقف التي يعيشها الممارس هي “أكثر المواقف حرجاً، وتسبب الضيق له، إذ أنها لا تضعه فقط في دائرة الخطر، بل تعرض عائلته والمقربين له لذات الأمر”.

 

تعليق واحد

  1. الله يوفقك ويبعد عنك الشر وإنشاء الله تنتهي هالازمة وتعود إلى معانقة ولدك. ربي يبلغك فيه يارب ياكريم

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×