التعليم عن بُعد.. البيت صفٌّ.. والأمّ زميلة للأبناء والمعلمين.. بالدّور…! تستمع للمعلم.. ترافق الطالب.. تراجع له.. وتربّيه
القطيف: فاطمة المحسن
لم يكن قرار تعليق الدراسة في المملكة، بالأمر السهل على أمهات الطلاب والطالبات، بعدما وجدن أنفسهن مسؤولات عن مهام جديدة، تُضاف إلى حزمة مسؤولياتهن الأساسية.
فبعد قرابة الشهر من تعليق الدراسة الصفية، وتحوّل التعليم إلى نظام الدراسة عن بعد، وحتى اليوم، تتباين تجربة الأمهات مع آليات التعليم عن بُعد، بين من تراه “سهلاً وبسيطاً”، ومن تراه “معقداً ومملاً”، إلا أن الجميع يتفقن على التعليم عن بُعد رفع من معاناتهن اليومية، وزاد أعباء الحياة عليهن. وفي القطيف؛ رصدت “صُبرة” التجربة في هذا التقرير.
بداية القصة
في الثامن من مارس الماضي، أعلنت وزارة التعليم تعليق الدراسة في محافظة القطيف، في إجراء احترازي، بعد اعلان وزارة الصحة عن وجود 7 إصابات بفيروس كورونا الجديد، ناتجة عن عودة مواطنين مصابين من السفر، ومخالطتهم أصحاء، وجاء في بيان الوزارة: “بناءً على التوصية الصادرة من اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الفيروس، وانطلاقاً من حرص وزارة التعليم على سلامة الطلاب والطالبات، تقرر تعليق الدراسة “مؤقتاً” في جميع المدارس ومؤسسات التعليم العام والجامعي والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الحكومية والأهلية في محافظة القطيف، لمدة أسبوعين”.
كما دعت الوزارة في البيان ذاته إلى “تفعيل المدارس الافتراضية والتعليم عن بُعد خلال فترة تعليق الدراسة بمحافظة القطيف، بما يضمن استمرار العملية التعليمية بفاعلية وجودة”. ومن ثم بادرت الوزارة بتعليق الدراسة في كافة أرجاء المملكة، كإجراء احترازي؛ لضمان سلامة الطلاب وذويهم، والقائمين على العملية التعليمية، ووقاية المجتمع من انتشار الفيروس الجديد. ولم تترك الوزارة طلابها يوماً واحداً دون تعليم، إذ تضمنت بوابة التعليم الوطنية (عين) مجموعة حلول وخدمات إلكترونية للمعلم وطلابه؛ لتساندهم في عمليات التعليم والتعلم.
ضغط الموقع
المنزل.. المدرسة.. والطالب، ثلاثي العملية التعليمية، لا يمكن اغفال أحدها. وتقول مريم آل يوسف، وهي أم لطالب في المرحلة المتوسطة: “التعليم في المنزل يضاعف من المهمات المُلقاة على عاتقي، فهو يتطلب مني البقاء بجانبه أثناء متابعة بوابة “عين” التعليمية، وحل الواجبات معاً”. وأضافت “لا أنكر سهولة اجراءات التسجيل في البوابة، وإدراج المعلمين للواجبات بشكل يومي، ولكن هناك صعبوبات تواجه الموقع الالكتروني بوقوعه تحت ضغط كبير، وهو ما يؤخر عملية التعليم لدي ابني، وبالتالي يتسرب الملل له”. وقالت: “لعل ضعف الانترنت في الحي الذي نقطنه يُساعد على ذلك البطء”.
التعليم عن بُعد
“أبنائي ثلاثة.. وجهاز حاسب آلي واحد”، بهذه العبارة اختصرت زينب رسول ما وصفته بمعاناتها في التعليم عن بُعد. وقالت: “يتطلب الأمر مني تخصيص وقت لكل منهم، وهو ما يؤثر على استقرار نظام المنزل في تحديد وقت الدراسة واللعب والطعام، بجانب اهتمامي بابنتي الرضيعة، كل ذلك يُشكل تحدياً لي ولأبنائي”.
خطة ناجحة
ووصفت صديقة الموسى التعليم عن بُعد بـ”خطة ناجحة ومفيدة”. وقالت: “الأمر سهل وبعيد عن أي تعقيد، ربما لعدم ظهور الواجبات حتى هذه اللحظة لابنتي التي تدرس في المرحلة المتوسطة”.
وتتابع الموسى “أخصص لابنتي وقتاً في الصباح، وأتمنى أن يتحسن الاتصال بالمنظومة، لتظهر جميع الواجبات”.
ماراثون دراسي
لم تكن تجربة زينب العبد العالي مختلفة عن نظيراتها. ووصفت التعليم عن بُعد بـ”خطوة موفقة”. وتابعت: “رغم ذلك، قد تكون هذه الخطوة صعبة، لعدم وجود الخبرة لدى أولياء الأمور وذويهم في التعامل مع التقنية الحديثة”. وقالت: “لدي ثلاث بنات، أتابع كل واحدة منهن، وكأني في ماراثون دراسي، وأكبر مشكلة واجهتني معهن، هو الضغط الكبير على الموقع، ما يتسبب في انقطاع البث عن الهواتف المحمولة الخاصة بهن، وعند التواصل مع الدعم الفني، يُخبرني بوجود تحديث، مما يفتر الهمة لدي مع بناتي”.
مقاعد الدراسة
وترى زينب العلوي أن التعليم عن بُعد لم يكن عائقاّ، حتى في أيام دراسة الطلاب على مقاعد المدرسة. وقالت: “لطالما كانت الواجبات تُحل في المنزل الكترونياً، وتواصل المعلم مع الطلاب وأولياء الأمور أيضا إلكترونيا”. وتابعت “الضغط على الموقع، يُسبب الإرباك لابني، مما يجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لي”.
شاهد الفيديو
نرجوو اسهال الدخول إلى المنظومه ابنتي لم يتسنى لها الدخول إلى المنظومه لا اعلم اين المشكله