“العَزايا” السرّية في حب الحسين…!

حبيب محمود

أعرف أننا مجتمعٌ عاطفيٌّ جداً إزاء الإمام الحسين عليه السلام، وإزاء كلّ شيءٍ يمسُّه، فرحاً كان أم شجَناً. ولا أُخفي أنني كدتُ أبكي، مساء البارحة، حين شاهدتُ مقطع فيديو لسيدة مصرية تتغنّى باسم “سِيْدْنا الحسين” أمام مقام ضريحه في القاهرة.

يا سَيّدَ الشهداءِ

يا طاهر الآباءِ

يا دوحةَ الزهراءِ

يحبيبي

يا سِيْدْنا الحُسينْ

لم يُباغتني شيءٌ من أداء تلك السيدة المؤمنة بمودة قُربى رسول الله، فهي مثل أمّهاتنا المأخوذات بحبُّ ريحانة النبيّ. إنه الحسين وما أدراك ما الحسين، في قلب كلّ مسلمٍ ومسلمة، بصرف التفكير عن أيّ مذهب من مذاهب هذه الأمة. الحسين هو الحسين، وإن اختلفت طريقة التعبير عن الحبّ.

ومساء البارحة؛ مرّت مناسبة ذكرى ميلاده. وعزيزٌ علينا ألّا نملأ شوارع وبيوتنا ـ بل وحسينياتنا ـ تهانيَ ومباركات وماء ورد. عزيزٌ علينا ألّا نبذل الكرم المعتاد على النحو اللائق بموقعه من البيت النبويّ الشريف.

هذا الحبّ الذي يجمعنا كل عام على الزحام، هو الحبُّ الذي يجب أن يفرّقنا هذا العام بالذات. ولسوف يفرّقنا هذا الحبُّ، أيضاً، في مناسبة “الناصفة” القادمة بعد أيام. وسبق أن فرّقنا هذا الحبُّ ـ كذلك ـ في مناسبتين أعظم شأناً، ذكرى الإسراء والمعراج، وقبلها ذكرى ميلاد الإمام علي، عليه السلام. عدا مناسبات تناثرت في شهر رجب. وقد التزم بعضنا تحاشيَ التجمّعات، وخالف بعضنا.

وأمس؛ فاجأني أحد مشايخ القطيف بإظهار استيائه من إقامة “عزايا” نسائية سرّية في بعض المناطق. وإذا صحّ ما نُقل إلى الشيخ عن هذه “العزايا” وما نقله ـ بدوره لي ـ فمعنى ذلك أننا نواجه سلوكيّات خطيرة تُرتكَب باسم الإمام الحسين، وباسم أهل البيت، حاشاهم.

في مثل وضع أزمة كورونا؛ عُطّلت واجبات أعلى شأناً من المندوبات والمستحبّات. عُطّلت صلاة الجمعة، وصلاة الجماعة، وعمرة البيت العتيق، وزيارة حرم النبيّ.

كلُّ الواجبات والمستحبّات الكُبرى؛ يُمكن تحصيل ثوابها دون اجتماع الناس على العمل. فما بالنا بالمستحبّات التي يُمكن القيام بها بالطريقة نفسها، الطريقة الفردية، وفي الحدّ الآمن؛ يُمكن القيام بها عائلياً منزلياً…؟!

في مثل هذه الأزمة؛ يجدر بأصحاب السماحة، ومعهم أصحاب الفضيلة، ومعهم المؤمنون، أن يخرجوا عن صمتهم “المعتاد”، وألّا يخذلوا مسؤولياتهم بالمضيّ في الخضوع لأهواء العامة. الحسين مجتمعٌ في قلوبنا، وفي مثل وضعنا؛ جديرٌ بنا أن نُحافظ على هذا الاجتماع الذي يجب أن يفرّق أجسادنا.

‫4 تعليقات

  1. طيب لنفرض ان شيخ قال لك كما زعمت ليش انت او الشيخ مابلغتو على التجمعات هذاء اذا استهتار منكم والله مم شفت كاتب سيخ قال لك عرفت السالفه من تأليفك ولا في تجمعات ولا شي بس كلعاده تبغى كل فتره تثير الجدل عشان صحيفتك تشتهر+التودد للمذهب الاخر على حساب مذهبط لكن اقولك لا بتشتهر ولن ترضة عنك اليهود ولا النصارى ولو اتبعت ملتهم خلك على اخبارك البايخه حادث ناعم من سيده تقود سياره و اخبارك التافهه اغلبها

  2. الازدحام على ابواب السوبرماركت
    الازدحام في سوق الخضار
    الازدحام…..
    الازدحام….
    الم ترها؟
    ام على اصحاب السماحة والفضيلة والمؤمنون واجب التبليغ عنها بعد ان جف قلمك؟

  3. لا أحب أن أسمع او أقرأ ان هناك تجمعات تتم بالسر مهما كان الهدف منها. لأن من نقل الخبر اليك ايها السيد المحترم إما يود بث إشاعة لم تحدث او أنه رجل مقصر في حق مجتمعه و وطنه. كان الأجدر به أن يبلغ الجهات المسؤولة لتقوم بواجبها نحو ذلك التجمع بدل أن ينقل خبرا لا نعلم مدى صحته.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×