كورونا وسوق المعقمات.. لم ينجح أحد
حبيب محمود
تذكّرني بيانات هيئة الغذاء والدواء في حربها على المعقمات المغشوشة ببيت شعر قديم للطغرّائي:
قد كنتُ أدعوكَ للجُلّىْ لتنصرني
وأنت تخذلني في الحادثِ الجللِ…!
في ذروة الحاجة إلى هذه السلعة الصحية؛ نجد ما نشتريه من أسواقنا لينصرنا على كورونا؛ يخذلنا. نجد بعض تجّارنا لم يخجلوا من استغلال الأزمة ليسوّقوا سوائل لا تعقّم ولا تُطهر، ولا تفعل حتى فعل الصابون..!
شركاتٌ ومؤسسات كُبرى سقطت في امتحانِ النزاهة سقوطاً مريعاً. تخزين سلع لبيعها لاحقاً، تسويق سلع مغشوشة، انتهازياتٌ صادمة، تنكشف يومياً على يد وزارة التجارة وهيئة المنافسة وهيئة الغذاء والدواء وأمانات وبلديات..!
سابقاً؛ كنا نشنّ حملات على عمالة تغشّ في “الكبدة” و “السندويتشات” و “ورق العنب”.. نصفّق لمراقبي البلديات، ونحتفل بـ “انتصارات” صغيرة على عمّال يحملون إقامات. ثمّ ها نحن في حضن أزمة صحية مُحرجة؛ تُربّت على أكتافنا “كروش” من بني وطننا لا تشبع من الامتلاء من أموالنا وبيعنا سلعاً مغشوشة…!
لا يبدو ملفّ المعقّمات المغشوشة إلا رأس جبل جليد لم يكشف إلا عن جزءٍ صغير من فساد رفوف الصيدليات، وعبث رجال أعمال، وتلاعب شركات.
الله يعطي ههذه الجهات العافية وامامهم مشوار طويل