الدولة سيدة القرار.. والوطنية ليست وجهة نظر

حبيب محمود

من كان يؤمن بـ “دولة المؤسسات”؛ فإن فهمه ـ إذا كان طبيعياً ـ سوف يقوده إلى أن ما يجري في بلادنا إنما هو عمل مؤسسي متكامل، في مواجهة خطر عالمي.

ومن كان فهمه للمواطَنة قائماً على طاعة ولي الأمر؛ فإنه سوف يرى ـ بعقله قبل عينيه ـ أن كلّ الإجراءات القائمة والمستجدة مستندة إلى رؤية القيادة في تحقيق مبدأ حماية الشعب والوطن من معضلة عابرة للحدود.

ومن لديه أدنى تعريف للوطنية، من أي اتجاه، فإن مبادئه ماضية حتماً إلى أن كلّ من وُلد في هذه الأرض، أو حمل جنسيتها، هو مواطن، أياّ كان عرقه أو لونه أو منطقته أو مذهبه، أو أفكاره.

القيادة السياسة في بلادنا تُمارس مسؤولياتها، موظفة مؤسسات الدولة وطاقاتها، لعبور أزمة كورونا بأقلّ الأضرار، وتجنيب السكان ـ مواطنين ومقيمين ـ تبعات الفيروس الذي لم يسبق لمثله من الجوائح أن أحدث مثل هذا المستوى من الشلل الدولي..!

الدولة السعودية اختارت استراتيجية الوقاية الشاملة، واتخذت تدابير عالية لمنع انتشار الفيروس، وليس ـ فقط ـ للحد من انتشاره.

 

وهناك فرقٌ واضح بين “منع” وبين “وضع حد”. استراتيجية “المنع”، أقفلت الأبواب والنوافذ على فرص الانتشار. بدءاً من احتواء القادمين من دول موبوءة، وصولاً إلى تعليق جميع رحلات الطيران، وإغلاق الحدود البرية، مروراً بتدابير داخلية جريئة، وصلت إلى تعليق الدراسة، والفعّاليات ذات الجماهيرية التي تزيد على 50 فرداً.

التدابير شملت العمرة، وزيارة المدينة المنورة، ووصلت إلى فتوى استثنائية من هيئة كبار العلماء، منحت رخصة لمن يخشى على نفسه لعدم حضور حتى صلاة الجمعة، فضلاً عن صلاة الجماعة.

استراتيجية وقاية عالية المستوى، والدولة هي سيدة القرار، والمسألة الوطنية ليست وجهة نظر، من أجل أن تمرّ الأزمة، ولا يتضرر الناس. وسوف تمرّ الأزمة بخير ـ إن شاء الله ـ ووطننا بخير، وقيادتنا بخير، وشعبنا بخير.. والإنسانية ـ كلها ـ بخير.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×