كورونا ومناسبات أهل البيت.. كن حلس بيتك

علي مهدي المادح

 

إجراءات صارمة في كل البلدان التي ظهر بها كورونا. الصين تغلق المدارس والجامعات وتفرض حظر التجول على عشرات الملايين من الناس. إجراءات مماثلة في بلدان أخرى كاليابان وكوريا الجنوبية. الإمارات والكويت والبحرين ايضا يعلقون الدراسة وتفرض الجهات المختصة فيها تعاميم صريحة وإجراءات صارمة للحد من انتشار المرض. 

بقرارات تاريخية تدل على أقصى درجات تحمل المسؤولية تقوم المملكة العربية السعودية بتعطيل موسم العمرة وإغلاق جزئي لدخول الحرمين الشريفين في رسالة واضحة لكل المسلمين وكذلك العالم للحد من انتشار الفيروس. 

الإجراءات الصحية الأخرى التي اتخذتها الحكومات والدول أيضا من أجل تجنب انتشار الوباء.

إذن؛ المكوث في البيت والسكون فيه وتعطيل ما يمكن تعطيله من مشاغل الحياة بما فيها العبادات والأعمال والدراسة سيحد من انتشار الفيروس.

في هذه الأثناء يدور حديث في الاروقة الشيعية حول تعطيل بعض المناسبات الاجتماعية والدينية التي يجتمع فيها الناس، وبين من يعتقد أن مثل هذه الاجتماعات تجلب البركة وتدفع البلاء والأمراض وأخرون يقولون بضرورة التعليق لهذه المناسبات حالاً.

وبين مؤيد يخاف على صحة الناس ومعارض يخاف على عقيدة الناس؛ أنتخب للقارئ العزيز ما يؤيد التوجه القائل بتعطيل المناسبات الدينية والاجتماعات بمجموعة من الأحاديث، ومن الجميل أيضاً أنه من عمق التراث الشيعي، وإليكم الأحاديث:

  1. قال أبو عبد الله ع: يا سدير الزم بيتك و كن حلسا من‏ أحلاسه واسكن ما سكن الليل و النهار… الحديث. (الكافي ج8 ص264).
  2. عن أبي جعفر الباقر ع أنه قال: اسكنوا ما سكنت السماوات و الأرض… (الغيبة للنعماني ص200).
  3. عن الباقر ع: كونوا أحلاس بيوتكم و ألبدوا ما ألبدنا … (الغيبة ص194).
  4. وعنه عليه السلام: أوصيك بتقوى الله و أن تلزم بيتك و تقعد في دهماء هؤلاء الناس و إياك و الخوارج منا فإنهم ليسوا على شئ و لا إلى شئ… واعلم أنه لا تقوم عصابة تدفع ضيما أو تعز دينا إلا صرعتهم المنية والبلية (المصدر).
  5. وعنه (ع): اجلسوا في بيوتكم (المصدر).
  6. وعنه (ع): كفوا ألسنتكم و الزموا بيوتكم .(المصدر).
  7. قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر ع: يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً و لا رجلاً… (المصدر 27).
  8. وعن الصادق ع: فالخارج منا اليوم إلى أي شيء يدعوكم ؟ إلى الرضا من آل محمد ع ؟ فنحن نشهدكم أنا لسنا نرضى به (الكافي ج8 ص264)

أما هذا الحديث الأخير فهو حديث ذهبي يجب أن يكتب على باب البيوت لكي لا يعتقد احد ان تعطيل المناسبات المؤقت هو تعطيل المذهب أو الدين ونختم به المقال.

* معلم وشاعر، حلة محيش، القطيف.

حلس (العباب الزاخر)
الحِلْس: كِساءٌ يكون على ظهر البعير تحت البرذعة؛ ويُبْسَط في البيت تحت حُرِّ الثياب، وجمعه: أحْلاس وحُلُوس وحِلَسَة عن الفَرّاء-.
ويقال: فلان حِلْسُ بيته: إذا لم يبرح منه.
ومنه حديث أبي بكر -رضي الله عنه-: كُن حِلْسَ بيتك حتى تأتيكَ يدٌ خاطئة أو مَنِيَّةٌ قاضيَة.
وفي حديث النبي -صلى الله عليه وسلّم-: أنَّ امرأةً تُوُفّي عنها زوجها؛ فاشتكت عينها فأرادوا أن يداووها، فسُئِلَ عن ذلك فقال: كانت إحداكُنَّ تمكث في شرِّ أحلاسِها في بيتِها إلى الحَوْل، فإذا كان الحَوَل فَمَرَّ كلبٌ رَمَتهُ بِبَعرة ثمَّ خَرجَت، أفلا أربعة أشهرٍ وعشرا. أي كانت في الجاهلية إذا أحَدَّت على زوجها اشتمَلَت بهذا الكِسَاءِ سنةً جرداء.

اقرأ أيضاً

[كورونا] تعليق إقامة المناسبات الدينية في حسينيات القطيف

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×