زيارة الأئمة وانتفاء المشروعية
جمال الحمود
يحرص الكثيرون على زيارة المراقد الشريفة لأهل البيت عليهم السلام في كل البقاع وهو سنة حسنة وتعبير عن حب ومكانة أهل البيت عليهم السلام في نفوس مواليهم وأتباعهم ويؤجر ويثاب من أتاها ولكن ضمن شروط معينة ودقيقة. إذ أنه إن لم تراع هذه الشروط ربما يتحول الأجر والثواب إلى إثم كبير وربما ترتب عليه ضرر بالمذهب. إذ أنه لا يجوز للزائر ونتيجة حالات معينة أن يتوجه لزيارة هذه المراقد بل يكون آثماً على إقدامه على الزيارة أو فلنقل وبلفظ أخف أن عمله غير مقبول ولا يحصد منه إلا الخيبة وخسارة الجهد والوقت والمال.
فلا تصح الزيارة من موالٍ إن كان في ذهابه للزيارة ضرر يقع على غيره أو يصيب غيره بسوء.
فكثيرون نراهم يترددون على زيارة المراقد وفي ذمتهم أموال لأشخاص اقترضوها منهم ولم يعيدوها رغم حاجة المقرض للمبلغ وعوزه له. ليس لديه المال ليسدد دينه، ولكن لديه المال للتوجه لزيارة العتبات الشريفة، وربما أبقى أسرته دون ما يسدون به حاجاتهم اليومية.
ومن شروط صحة الزيارة عدم إحداث ما يوهن المذهب أو جلب الضر ر له وهنا يرقى الأمر وبحسب الشرع لحد الإثم. فأولئك الذين ذهبوا إلى إيران للزيارة رغم علمهم بمنع الدولة للسفر إلى إيران ألم يدر بخلدهم أو ياتِ ببالهم حجم الضرر الذي قد يسببوه للآخرين من تعرضهم للتضييق ووضعهم موضع الشبهة في كل سفرة يقومون بها؟ فهل من الجائز أن يتسبب أشخاص محدودون بوضع طائفة بأمها وأبيها موضع الاشتباه؟ أو هل يقبل أهل البيت عليهم السلام بهذا الأمر وهذا الفعل؟ هل يعي هؤلاء مدى ما يلحقونه بالمذهب من ضرر حين يفسحون المجال لكل حاقد ومتشفٍ بالتعرض للمذهب ولأتباع أهل البيت وتناولهم بالقدح والذم والشتم والنعوت المخزية والتخوين؟ أو هل يعتقد هؤلاء بقبول أبناء المذهب بفعلهم هذا وما ينجم عنه؟
إن أهل البيت عليهم السلام لا يقبلون ولا يتقبلون هؤلاء ولا أعمالهم وأن ما يأتونه ليس عليه من أجر أو ثواب، وأكثر من ذلك أنهم ليسوا مسامحين ولا مبرئي الذمة بما يسببونه من أذىً لأبناء هذا المذهب وما يلحقونه بالمذهب من ضرر. وأن هذا الذي يأتون به ليس من الإيمان في شيء فالمؤمن كَيِّسٌ لا يجور ولا يظلم ولا يتجاوز.
ومن ناحية أخرى هم جلبوا أكبر الضرر بإقدامهم على الزيارة في هذا الوقت بنقلهم العدوى لأهلهم ومحيطهم ومجتمعهم فكيف يكون التوفيق فيما يرونه تقرباً إلى الله وأهل البيت بأذى الآخرين وتعريضهم للخطر والمرض وربما الوفاة.
جميعنا مطالبون علماء وكافة فئات المجتمع في التصدي لمثل هذه التصرفات الفردية التي ينبغي أن تتوقف فما يعانيه الناس أكبر من قوة احتمالهم وليس علينا أن نزيد معاناتهم ونزيد همومهم.
دع الخلق للخالق وسلام الله عليك يااباعبدالله الحسين