عقاقيرولوجي (5) الدواء السحري.. البارسيتامول
رضا عبدالله
هذا الدواء السحري تراه في كل بيت, وتجده دون غيره في رفوف البقالات, ورفيق في الحضر والسفر, ويستخدمه الصغير والكبير.
عادة ما يعرف باسماء تجارية أشهرها الأدول (Adol), بنادول (Panadol), فيفادول (Fevadol), بانادريكس (Panadrex)… وغيرها, بل أصبحت الشركات تبدع بتوليفة علاجية بإضافة مادة فعالة للباراسيتامول كبنادول إكسترا(Panadol Extra) وبانادول نايت (Panadol Night) وغيرها.
سنحاول بشكل مختصر التعرف على الأشكال المختلفة من هذا الدواء واستخداماتها, وقبل أن نشرع في ذلك على القارئ الكريم أن يعرف أن المادة الفعالة هي الباراسيتامول وهي التي تزيل العرض كارتفاع درجة الحرارة أو الصداع , وهو –أي الباراسيتامول- ما سوف نتحدث عنه أولاً.
البارسيتامول
أول من وصفه هو الدكتور فون ميرينق (von Mering) في عام 1893,وتم طرحه في الأسواق الامريكية في عام 1950 (1), ويعتبر حالياً الخيار الأول لعلاج ارتفاع درجة حرارة الجسم وتخفيف الألم في الكثير من الحالات كآلام العضلات والعظام والمفاصل والصداع.
آلية عمل البارايستامول لم تفهم كلياً بعد, إلا أن الدراسات ترجح أن الباراسيتامول يعمل على تثبيط الإشارات العصبية الصادرة من الدماغ المسؤولة عن الشعور بالألم, ويثبط آلية مركز تنظيم الحرارة في منطقة تحت المهاد أو الهايبوثلاموس (hypothalamus) (2). وكذلك يخفف الألم بتثبيط إنتاج أنزيم البروستاقلاندين (prostaglandins) كما يفعل شُركائه من أدوية تسكين الالم والالتهاب (NSAID)(3).
يُصنع البراسيتامول على شكل أقراص, كبسولات صلبة (Caplets), شراب, تحاميل وحقن وريدية…
وكما ذكرنا آنفاً فهو الخيار الأول لتخفيف الألم والحرارة, لذلك هو سلاح الأم الأول لمحاربة ارتفاع درجة حرارة أطفالها, وبالإمكان استخدام الشراب أو التحاميل في ما يخص الأطفال, و وجدت دراسة قديمة نسبياً وصغيرة العينة أن فاعلية الشراب متقدمة على فعالية التحاميل في عدة جهات (4) إلا أن الخيارين مناسبين وآمنين للأطفال, بل في بعض الحالات يُفضل استخدام التحاميل على الشراب كما في حالة الاستفراغ أو في حال رفض الطفل لتناول الشراب.
ومن الشائع استخدام الباراسيتامول لتجنب الحرارة الناتجة من التطعيم (اللقاح), الكثير من الأمهات تعطي أطفالهن الباراسيتامول قبل التطعيم أو بعده مباشرة تحرزاَ من ارتفاع الحرارة ( الدواء قبل الفلعة ). إلا أنه لا ينصح بذلك إلا في حال ارتفاع فعلي للحرارة أو في حال وجود ألم من جراء حقنة التطعيم (5). أقيمت دراستين في جمهورية التشيك كانت نتيجتهما أن فعالية اللقاح تنخفض في حال استخدام الباراسيتامول (6) لذلك فمن الأفضل تجنب استخدامه في حال عدم وجود مسوغ فعلي له.
أما بخصوص الحوامل فلم يثبت ضرر الباريساتمول على الأم وجنينها, وينصح عادة بأخذ أقل جرعة علاجية ولأقصر مدة. أما بخصوص المرضعات فالأمر كسابقتها.(7)
أخيراً, هل من خطر من استخدام الباراسيتامول ؟
في الظروف العادية لا آثار جانبية بشكل عام إلا ما نذر, إلا في حالات معينة هناك ضرر في استخدام البارسيتامول, نذكر منها:
– الاستخدام المزمن للباراسيتامول قد يسبب ضرر في الكبد.
– مرضى المصابين بنقص انزيم G6PD عليهم توخي الحذر عند الحاجة لتناوله وإن كان يعتبر خطره قليل على المصاب (considered low risk) (8).
– المصابين بسوء التغذية (Malnutrition) (9)
الآن دعونا نذهب إلى ما تضيفه الشركات على الباراسيتامول ودواعي استخدامها.
1- بانادول إكسترا (Panadol extra)
باراسيتامول مع مادة الكافيين, يعتبر أكثر فعالية من الباراسيتامول العادية خاصة للصداع التوتري والشقيقة, لكنه يزيد من احتمالية الآثار الجانبية (10). لا يجب استخدامه في حال الحمل أو الإرضاع.(11)
2- بانادول نايت (Panadol Night)
عبارة عن الباراسيتامول مع مادة الدايفينهيدرامين (Diphenhydramine) ويستخدم لأعراض البرد والزكام, ويساعد على النوم. يمكن للحامل تناوله ولا يمكن للمرضع.
3- فيفادول بلس (Fevadol Pluse)
يتكون من باراسيتامول, كافيين وكوديين (Codeine), يستخدم للآلام الشديدة كالتي تنتج للشقيقة أو آلام الروماتيزم التي لا تستجيب للباريستامول بوحده. لا يستخدم لمن هم أقل من 12 سنة من العمر وكذلك الحامل والمرضع.
هناك منتج من شركة مختلفة يتكون من نفس مكونات الفيفادول بلس تحت اسم (Solpadeine pluse)
وهناك غيرها الكثير, اخترنا هذه الأربعة الأصناف لشيوع استخدامها.
الباراسيتامول يمتاز بفعاليته العلاجية ويعد آمن لكل المراحل العمرية وللحامل والمرضع, بالإمكان شراءه بدون وصفة طبية وسعره في متناول الجميع تقريباً.
ومع ذلك لا يجب تناوله إلا عند الحاجة إليه فقط .
دمتم بصحة وعافية.
جميل جدآ?