حفل شواء عائلي في سجن المباحث النزلاء يتحدثون لـ"صُبرة" عن تفاصيل حياتهم وأحلامهم

الدمام: بيان آل دخيل

في ليلة استثنائية، اجتمعت عوائل 30 شخصاً من نزلاء ونزيلات برنامج “إدارة الوقت” في سجن المباحث العامة في الدمام، في حفل شواء عائلي، أقيم مساء أمس (الأربعاء) وسط أجواء من الألفة والمحبة، تعرف خلالها الأهالي على تجربة الواقع الذي يعيش فيه أبناؤهم.

وجاء برنامج الحفل مميزاً في تنوعه، النزلاء والنزيلات بدوا سعداءً في تنظيمهم كافة تفاصيل البرنامج، وفخورين بإنجازاتهم التي لم تتوقف عند تنظيم الجلسات، بل أيضاً في الترتيب للفقرات المتنوعة التي قدموها بمهارة، وكأنها تنافس أعمال المحترفين خارج أسوار السجن.

ويأتي الحفل بطابع شعبي صرف، تميزه الطاولات والكراسي الخشبية التي تجمع حولها الأهل والأحباب، وتنتشر في المكان رائحة الشواء،  على وقع أحاديث جانبية للنزلاء مع ذويهم.

تبرع بكليته

واطمأنت “صُبرة” على صحة النزيل (م.ع) الذي تبرع بإحدى كليتيه لوالده قبل ثلاثة أعوام، بعد إصابة الوالد بفشل كلوي، وأجريت العملية بنجاح في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام.

ويقول (م.ع): “لو أعطي أبي روحي لا يكفي ذلك”، مؤكداً “الحمدلله، كل أموري بخير، والوالد بخير، ونحن سعداء بالتكريم الذي كرّمنا به قبل أسبوعين، وهو وسام الملك عبد العزيز”.  ويطمح (م.ع) في الزواج، سواء داخل السجن أو بعد انتهاء المدة المتبقية فيه، فهو يريد أن يرى أبناءه وأحفاده.

فرص ترويحية

وكانت رحلة حضور الحفل بالنسبة للصحافيين بدأت في المجلس العام، وتحت ضيافة القهوة والتمر. وتحدث المسؤولون عن أفكار البرامج المتعددة التي تحاول إيجاد فرص ترويحية للنزلاء.  ومن هذه البرامج، برنامج “بناء” للرعاية والتأهيل، الذي يوفر لجنة من مجموعة أطباء ومختصين لتحديد ما يحتاجه كل نزيل على حدة، وتخصص برامج لمساعدتهم على الاندماج، ويعتمد هذا البرنامج بشكل رئيس على شراكة مجتمعية مع التعليم، لأن المعلمين هم الفئة المؤثرة على الشباب.

مزايا البرنامج

ويعد الانضمام لبرنامج “إدارة الوقت” هدفاً بالنسبة للنزلاء الذين يبلغ عددهم في سجن الدمام العام 950 نزيلاً، منهم 17 امرأة، ويستوعب البرنامج أكثر من 300 نزيل حالياً، غير أن هناك 13 شرطاً للانضمام للبرنامج، مع وجود بعض الاستثناءات.

ويتيح البرنامج فرصة التنقل بحرية بين أرجاء السجن، الذي يشتمل على مبنى صالات رياضية، ومراكز إعلامية وسينما وموسيقى وأزياء، وفنون تشكيلية، وسوبرماركت، ومكتبة وقسم للتشمس في قسمي الرجال والنساء، بالإضافة إلى أقسام الزيارة العامة والخلوة الشرعية.

قسم النساء

ويضم قسم النساء الذي افتتح قبل ثلاث سنوات، 17 امرأة في الوقت الحالي. ويسمح القسم بدخول الأطفال حتى عمر عامين. ويوجد به في الوقت الحالي، طفل عمره 7 أشهر يدعى “إبراهيم”، بصحبة أمه، فيما أبوه نزيل في القسم الرجالي. حيث حملته أمه وولدته وهي نزيلة. “الطفل إبراهيم بخير” تقول أمه. وتضيف “الحمدلله أنا بخير وابني بخير، والإدارة لم تُقصر معي أبداً وكانت الرعاية الصحية تمام”. وتتابع “تعلمون أن هناك عدة ضغوط كونه سجناً، ولكننا بخير، ولدي ابنة أخرى، عمرها 6 سنوات كانت معي في السجن حتى عمر 4 أشهر”. وترى “أم إبراهيم” ابنتها من وقت لآخر.

ويحتوى قسم النساء على عدة غرف، تشمل اهتمامات المرأة، مثل الكوافير، المجلس، جلسة في الهواء الطلق، وألعاب للأطفال.

قسم الرجال

وتوجد في قسم الرجال، غرفتان، إحداهما للخياطة والأخرى للحلاقة. ويطل علينا النزيل (أ.ر) ويقول بكل ثقة، رداً على سؤال، كيف تعلمت الخياطة؟: “لم أكن أعلم أنني سأحب الخياطة، ولكن المركز نظم لنا دورات تدريبية، وعلى إثرها مشينا، ولنا انتاج جديد كل يوم، وأعمل بشكل شخصي على تدريب الجدد ممن يرغبون في تعلم الخياطة”. ويوزع فائض الملابس التي يصنعها خياطو “إدارة الوقت” على باقي السجون الأخرى حول المملكة.

ويوفر مستشفى الأمن المركزي، خدمات صحية متنوعة للنزلاء والنزيلات عبر العيادات الأساسية فيه، ويعمل في المستشفى 30 طبيباً وطبيبة و75 ممرضاً وممرضة. وتحول الحالات التي تحتاج رعاية إضافية لمستشفيات أخرى خارج أسوار السجن.

إدارة المركز

وفي أجنحة “إدارة الوقت” المختلفة، تأتي كل هذه الخدمات عن طريق النزلاء أنفسهم بعد أن كانت تأتيهم في وقت ليس ببعيد، من منسوبي إدارة المركز. وباختلاف مهاراتهم وتنوعها، لا يتوقفون عن العمل بمختلف أشكاله، سواء في المغسلة، أو السوبرماركت، أو المكتبة أو المركز الرياضي أو مركز الإعلام أو مركز الفنون.

ويقول (م.ن): “أداوم بشكل يومي في المكتبة، وأنا كمشرف أرى أن الكتاب بالفعل خير جليس، بالإضافة إلى الفوائد المتعددة التي يمكن أن تأخذ من الكتب”.

ويرى (م.ن)أن النزلاء يفضلون قراءة الرواية بشكل عام، ولكن بعضهم يهتمون بالكتب الفكرية وبعضهم يهتمون بكتب معينة علمية، تناسب بعض تخصصاتهم. ويحب النزلاء بشكل عام أعمال “دان براون”.

شارك في الزيارة: أمل سعيد، معصومة الزاهر.

تعليق واحد

  1. كنا في ليلة من ألف ليلة وليلة ، كلمة انبهار هي أقل ما يتبادر للأذهان
    وحتى الجو واكب جمال الفعالية فكان من أجمل ما يكون،
    لا يوجد تشبيه مماثل لأقرب لكم الصورة، وهنا تصدق عبارة ليس من رأى كمن سمع او قرأ،
    لم اعلم أن الاعلام الخارجي متواجد فكنت طوال الوقت أتمنى لو انني احمل جوالي لأوثق ما أرى حتى يصدقون ، قوبلنا بابتسامةًصادقة واخذنا في جولة لنعرف تفاصيل يومهم واصدقائهم والمسؤولين
    كان يوم عيد بلا عيد ، وكانوا في أجمل هيئة والسعادة تنطق من ملامحهم
    الكثير الكثير كان هناك، جعلت فدائك يا وطن.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×