الحاجة حميدة السلطان التقت ابنها موسى بعد 7685 يوماً من خطفه كأنه حلم.. ودخل منزل والديه لأول مرة بـ "كمّام" تجنّباً لعدسات الإعلام

القطيف: ليلى العوامي

في أول مجيء له للمنزل؛ رافقه اثنان من أشقائه.. لم تميّزه أمّه، لأنه كان يرتدي كمّاماً.. كان شقيقاه يضحكان.. وبعفوية تلقائية قالت الأم ـ الحاجة حميدة السلطان ـ  لابنيها “اشدعوة..؟ في بيتنا كورونا..؟”.. فضحك الشقيقان أكثر.. ثم مدّ أحدهما يده ونزع الكمّام عن وجه “موسى”..!

لم يكن موسى مريضاً.. بل كان يحجب وجهه تجنّباً لفضول كاميرات الأعلام. ولم يكن راغباً في الظهور، في هذه المرحلة على الأقل.

إنها المرة الأولى التي رأت فيها الحاجة حميدة موسى في منزلها.. المرة الأولى على الإطلاق التي تراه منذ تاريخ 8 ربيع الأول 1420هـ.. إنها 21 سنة وشهر و11 يوماً، أي ما يعادل 7685 يوماً بالتمام والكمال.. كان مولوداً للتوّ في ذلك اليوم، حين خطفته تلك المرأة في مستشفى الولادة والأطفال، ولم تره بعدها..!

وهي المرة الأولى التي تطأ قدماه فيها منزل والديه.. وهي المرة الأولى التي تسهر أمه معه في حياته كلها.. ضحكت الأم حين نزع الكمّام.. “ولم أشعر بأنه شخص غريب”، حسب تعبيرها لـ “صُبرة”.. تضيف “نظرت إليه بحب.. نظرة أم حينما ترى ابنها وقد ولد منها.. شعرت وكأني أرى ابني من جديد.. رجل ماثل أمامي بطوله وعرضه..  حضنته وحضنني بلا شعور.. لم استغرب هذا اللقاء فهو ابني حبيبي الذي فقدته منذ 20 عاماً”.

وتقول “كان يرتجف وهو يحضنني وقال لي “يايمه” سأعوضك السنين التي لم أكن فيها معك.. سأجلس بجانبك وأكون باراً بك كما أخوتي تماماً.

ثم قبل رأسي ويدي.. وكنا نتكلم ونبكي معاً”.

وتقول “كلما بكيت قبل يدي.. ويكرر: أنت أمي وأنا أحبك ولن أتخلى عنك. شعرت وهو يقول هذا الكلام بأنه كان معي منذ سنوات طويلة ولم يبتعد عني.

أبكاني حينما جاء له أخوه بكأس من الماء.. قال: أمي تشرب قبلي كي يكون الماء مباركاً من أمي. جلست معه على الأرض.. وجلس معي وابتساماتنا ملأت المكان.

بكيت وقلت: 20 سنة وأنا انتظرك.. قال “أدري يمه”. أحسست وهو يتكلم كأنه أخوه جعفر أو أخوه حسين.. فهو يشبههما كثيراً”.

تضيف “بالفعل أنا ولدت من جديد.. طلبت منه أن ينزع جوربه كي أرى رجليه.. قلت له: أرني رجليك هل هما مثل والدك.. ضحك وأراني إياهما وقلت له: حتى رجليك مثل أبيك”.

بعد هذا كله تقول أم حسين: أنا سعيدة.. وشعرت شعور أم لا يمكن وصفه، لقد ولدت من جديد في الـ 15 دقيقه الذي كان فيها معي بثوبه الأبيض، كانت لحظات حلم”.

تنويه

سبق لصحيفة “صُبرة” أن حصلت على صور للشاب موسى الخنيزي، لكننا لم ننشر أياً منها احتراماً لرغبة العائلة، ولن ننشر أي صورة للشاب إلا بإذن من العائلة نفسها.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×