لماذا تتكرر وفَيَات الأمهات والأجنة في مركزي القطيف

حبيب محمود

 

بالتأكيد؛ لسنا في عام 1950؛ حين كانت الملاريا تدخل الأحياء الريفية، فلا تخرج منها إلا بعد سرقة حياة العشرات من أطفالها. ولسنا في عام 1940؛ حين خرّج الجدري مئات الفاقدين نعمة البصر. ولسنا في عام 1930؛ وأمراض “البعج” يحملها غالبية الشبّان المنهكين بالأعمال الشاقة. ولسنا في عام 1920 حين كان غاصة اللؤلؤ يعودون في “القفال” جلوداً على عظام..!

نحن في عام 2020؛ في حضن تنمية جبّارة بنتها الدولة، جيلاً بعد جيل.

نحن في 2020؛ ونحن نتابع أخباراً وتقارير عن كيان صحّي عظيم اسمه “وزارة الصحة”، وكيان فرعيّ مهم اسمه “التجمع الصحي الأول في المنطقة الشرقية”. وتحت هاتين المظلتين؛ هناك مستشفى في القطيف يتحمّل أعباءَ هائلة، ويحصد شهادات الجودة، على مستوى المملكة، ويفخر القائمون عليه بانتمائه إلى منظومة “سِباهي” التي لا ينتمي إليها إلا المنشآت الصحية التي تحقق معايير دولية في الجودة..!

وفي غضون أشهر قليلة بين 2019 و 2020؛ هناك ـ على الأقل ـ 3 حالات وفاة لأمّهات وأجنّتهنّ معاً، في مستشفى القطيف المركزي. آخرها الوفاة التي نشرت خبرهما الزميلتان صحيفة “جهينة” وصحيفة “القطيف اليوم”، هذا اليوم.

وفَيات بهذه الطريقة؛ تعود بنا إلى ذاكرة الأجيال السابقة؛ حين كانت وفَيَات الأمّهات والأجنة شأناً قدَرياً صرفاً، لا طبّ يتدخل، ولا عناية تتوفّر، إلا عبر ما تستطيعه القابلات، وتحت تأثير ما يخرج من أدعية على ألسنة الناس.

وفاة 3 أمّهات وأجنّتهنّ في غضون أشهر قليلة موضوعٌ يُثير الأسئلة المحيّرة. صحيحٌ إن الموت قضاءٌ إلهي، ولا اعتراض على حكم الله. بيد أن تكرار الحالات على هذا النحو يضاعف مسؤولية مستشفى القطيف إزاء، كلّ حالة على حدة.

“وفيات الأمومة” مشكلة عالمية، وهناك 850 أمّاً تموت كل يوم، حسب منظمة الصحة العالمية. وفي بلادنا؛ شهدت وفيات الأمومة تحسناً ملحوظاً بين عامي 1960 و 2017.

“كما انخفضت أعداد وفيات الأطفال أقل من خمس سنوات في بلادنا من 44 حالة لكل ألف طفل عام 1990، إلى 18.7 لكل ألف طفل عام 2012. كما انخفضت أعداد وفيات الأطفال الرضع من 34 حالة لكل ألف طفل عام 1990 لتصل إلى 16.2 لكل ألف طفل عام 2012, فيما انخفضت أعداد وفيات الأمهات الحوامل من 48 حالة لكل مئة ألف امرأة عام 1990 لتصل إلى 14 حالة لكل مئة ألف امرأة عام 2012. (موقع قناة العربية)

كل ذلك تحقق بفضل الرعاية الصحية التي تطوّرت في خدمة الحوامل والأطفال. وهو أمرٌ يُحسب لكثير من البرامج الجادة التي عملت على مواجهة تعقيدات الحمل والولادة، وسخّرت إمكانيات الدولة في قطاع الصحة.

أمام هذه الإنجازات الوطنية الكُبرى؛ يجرّ السؤال نفسه إلى مستشفى القطيف المركزي، ويقف بصراحة: لماذا تتكرر وفَيَات الأمهات والأجنة في مركزي القطيف

‫5 تعليقات

  1. الأستاذ “الصحفي” البارع حبيب حمود..

    بصراحة أتعجب منك هذه “السقطة” المهنية!؛ والتي لا تتناسب أبدا مع شعار صحيفتكم الموقرة..! لا من قريب ولا من بعيد.

    “حمّلوا تطبيق صحيفة *صُبرة* الإلكترونية وتابعوا فيها

    *الأخبار الموثوقة*
    *التقارير الخاصة*
    *المقالات الحصرية*

    صحيفة *صُبرة* من المجتمع إلى المجتمع”

    *صحافة خالصة مختلفة*

  2. إلى الأخ الكاتب حبيب محمود، صاحب المقال العظيم ( لماذا تتكرر وفيات الأمهات و الأجنه في مركزي القطيف) ،
    حقيقة أود شكرك على هذا المقال الذي يطرح تساؤولات عديدة، و لربما احببت في مقالي هذا بالإجابة على بعض منها ولك البحث في البقية،
    مستشفى القطيف المركزي كما ذكرت من أقدم وأعرق المستشفيات في المنطقة، إذ يستقبل بجميع اقسامه المرضى من داخل وخارج القطيف، وحريا بك التعرف على قسم النساء والولادة ، إذ يقوم هذا القسم مع امكانياته المحدودة بتقديم الخدمة اللازمة لعدد كبير جداً من المرضى دون تقصير أو إهمال، هذه الخدمات تشمل الرعاية في فترة الحمل والولادة، تشخيص امراض النساء وعلاجها و غيرها من الخدمات ولك الإطلاع على الإحصائيات .
    ما أود ذكره هنا بإن فترة الحمل لا تخلو من مضاعفات وربما لا نستطيع منع بعضها خاصة مع المرضى ذو التاريخ المرضي الغير سليم كمرضى السكلس مع العلم بإننا المستشفى الوحيد في المنطقة الذي يحوي قسم متكامل لرعاية هؤلاء المرضى والذي يشمل اطباء النساء واطباء الباطنية مع اطباء امراض الدم وغيرهم. و للأسف بعضا من هذه المضاعفات تودي بحياة المريضة بالرغم من التدخل الطبي وهذا نادر الحدوث .
    الكاتب حبيب محمود ، لقد نسبت لمستشفى القطيف من التهم ما لا نطيقه، ونسبت لنا وفيات لم تسجل في القسم
    أرجو من حضرتكم التبين والإطلاع قبل النشر كما ارجو منكم في حالات الوفاة التي سجلت واقعيا في القسم النظر الى حالة المرضى الطبية والرعاية الطبية المقدمة للتأكد من عدم وجود خلل.
    ولك في حاالات الحمل الخطرة التي اسهمت رعاية الله ثم جهود طبيباتنا في القسم عبرة .
    اخصائية النساء والولادة
    الدكتورة: ي.ح.ع
    مستشفى القطيف المركزي

  3. اما ان تتحدث بادلة ملموسة او تصمت ولا تتحدث بما لا تفقه… هناك جهات رسمية بامكانك ان تتوصل لها بدل البلبلة وتأليب الرأي العام بدون دليل
    انا من الناسالي اتقد حياتي القطيف المركزي وامثالي آلاف…… ولكن المثل يقول الخير يخص والشر يعم

  4. أرجو أن يتم التحري في دقة المعلومات لأن القلم أمانه وليس الغرض منه نشر أسم الكاتب، أكلمكم من قلب الحدث والحقيقة منافيه تماما لما ذكرت أخي الصحفي الأمين فلا يوجد حالات وفاة في القطيف المركزي خلال الأسبوع الماضي ولا هذا الشهر من الأساس مما يضعف مصداقية معلوماتك.

  5. انا ابني دخل مستشفى القطيف يمشي على رجله وخرج على حمالة بعد ان اجريت له خمس عمليات لإيقاف الصديد في مفصليه وكل المستشفيات رفضت استقباله و بواسطة احد الأطباء تم نقله الى التعليمي ومكث أسبوعان وأوقفو ا الصديد وعندما سألت عن سبب عدم مقدرة مستشفى القطيف إيقاف الصديد اخبروني ان المضاد الذي اعطي له في القطيف غير صالح وهذا ما تسبب له في تلف مفصليه وقد سافرت معه الى خارج المملكة و تم تركيب مفضلين في الورك الأيمن والأيسر و قد كلفني ذلك اكثر من مائتين الف ريال وكم من أصيب بإعاقة لعدم مقدرته المالية بسبب الاهمال خصوصا في مستشفى القطيف الذي تسوده الفوضى وعدم الاهتمام والمحاسبة ..

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×