زكي الصدير يترك عقلاء القطيف ويوثّق سيرة المجانين شعرياً قال لـ "صُبرة": سأثبت لكم أن المحافظة يسكنها الجنون

القطيف: معصومة الزاهر

كشف الشاعر السعودي زكي الصدير عن مشروع ثقافي غريب، يهتم فيه بالمجانين في محافظة القطيف، ويوثق حياتهم، للوصول إلى تحديد ملامح تأثيرهم في المجتمع القطيفي. وأوضح الصدير أن فكرة مشروعه قديمة، تمتد إلى 10 سنوات مضت، وقال: “لازلت أعمل على المشروع، الذي تمر صناعته حالياً بين الردم والبناء والردم والبناء”.

وأقر الصدير بأن مشروعه غريب الأطوار، قائلاً: “هو عمل سردي طويل، يركز اهتمامه دور مجانين القطيف في الشعر، وربط ذلك الجنون بجغرافية المحافظة، بالمرور على المتعلقات الفلسفية والاجتماعية والنفسية”، موضحاً أن “المشروع بهذا الوصف، أشبه بعمل تاريخي، ولكن فيه اسقاطاً شعرياً”. وتابع “هناك عمل شعري قريب بعنوان “المبيت في خنادق الملح”.

وأضاف “الهدف الأساس لفكرة المشروع، أن اكتشف حقيقة مهمة، وهي ان القطيف يسكنها الجنون، وان المجانين هم الشعراء الحقيقيون أو هم الساردون الحقيقيون للحدث، لأن الفوضى العارمة التي يعيشها الكون حالياً، لا يمكن لشخص عاقل أن يتعايش وينسجم معها، فكان لابد من وجود المجانين بيننا، كي يعملوا على موازنة طرفي المعادلة”.

وتابع: “توصلت في مشروعي إلى أن المجانين لهم حكايات ظريفة وقصص غريبة، بعضها تنقل شفاهياً من خلال المرويات الشعبية، حتى تتحول مع الوقت إلى ما يشبه “الإسطورة”، ويبقى لكل مجنون من هؤلاء حكايات أخرى، بعضها غريب جداً، وبعضها واقعي، وبعضها له علاقة بمحبوبة ما أو سلوك نفسي سيكولوجي وما إلى آخره”.

واختتم الصدير تصريحه بقوله: “لدي الآن ما يقارب أكثر من 20 اسماً من مجانين القطيف، وتواريخ ميلادهم وحكاياتهم، البعض منهم فارقوا الحياة، والبعض مازالوا على قيدها، وبعضهم اختفى من المحافظة، ربما ماتوا دون أن ندري، أو سافروا للخارج للعلاج”.