راهْنامَج أمجد المحسن
سالم الأصيل
هَلْ يحتاج الدليل الى دليل؟
ظني أنّ في التدليل على من كان دليله شِعره تضليل، وتمجيد من كان مجده شعره تنفيل. شِعر من قال: “وحدهُ شِعري الذي عرَّف بي!” وكفى به دليلاً.
تخشى؛ وأنت تَهمُّ بالقلم ويَهُمُّ بك، وقبل ذلك بالقراءة، مِن أن تغامر: هل أقرأ الكتاب بالطريقة الصحيحة؟ ولكن هل ثمة طريقة واحدة تستحق أن تُسمى قراءة صحيحة؟ وسواها سقيمة تحتاج إلى علاج.
لطالما كنتُ أظن أن للقارئ حقوق، وحقٌّ من حقوقه أن يختار الطريقة التي يقرأ بها كتابه الذي بين يديه، طالما أنْ ليس ثمة طريقة “علميّة” واحدةٌ مُفردة تَمْثُلُ كحقيقة أو “سواءً سبيلاً”. فالقراءة هي الأخرى كما الكتابة: تجربة. ولعلّ هذا واحد من الفوارق بين العلم والأدب.
تقرأ أمجد المحسن على طريقة غير واحدٍ من شعراء الصّوفيّة فتتذكر وتتمثّل قوله:
“لا تُلزِموني..طريقه * لكل شيخٍ طريقَهْ!
الكونُ يا أهلَ كَوني * حقائقٌ لا حقيقهْ!”
أحب أن يدُلّني نصٌّ تقع عليه عيناي وأنا أفتح صفحة من صفحات كتابٍ ما، فتأخذني إليها وإلى سواها. دليلاً على شيء.
ما أحسن أن يَرُدّ النصّ إلى العنوان. أو يَمْثُل العنوان دليلاً إلى النصّ. هكذا في علاقة تبادلية. الاسم الفريد. يأخذك من العنوان رأسًا إلى طريق السؤال. لا ينتظرك لتلتقط أنفاسك.
نبدأ، و”لاحول إلا بالذي خَلَقَ الحُبّا”.
اصطحب الراهنامج فأضاعه
لا أظنّها إلا صدفة قَدَرِيّة، تلك الخطوة التي خطاها صاحبي، حين سافر نحو الشرق متأبطًا (الرّاهنامج) وقد اقتناه صاحبًا دليلاً في سفره. فالرّاهنامج هو “كتاب الطريق، وهو الكتاب الذي يسلك به الرّبابنة البحر، يهتدون به في معرفة المراسي وغيرها، وهو كتاب يُرشِدُ البَحَّارَةَ في أسفارهم” كما تخبرنا القواميس العربيّة.
قد لا يعجزك البحر، بحر اللغة أعني، أن تجد في أحشائه درّة كامنة (مرادفة) لكلمة اخترتها، تكون أبلغ أو أفصح، لكن يجب أن تكون غوّاصًا ماهرًا لتنتقي الصَّدَفَات التي تحتوي أنفس الجواهر. مفردةً تُعبِّر عن المعنى الذي تريد، تَعبُرُ بك إلى ألباب وكوامن قرّائك. تشير أو تدلّ عليه بما هو أقرب إلى اصطياد المعنى/ الشُّعور المُرام. وحتى لا يكون ذلك العنوان مجّانيًّا، ولا يكون انتخاب الكلمة على حساب أخواتها مجرّد حذلقة لغويّة.
العنوان
في نظري، وُفِّق صاحب (الرّاهنامج) في انتقاء العنوان الدالّ، كما لو لم يكن ثمة عنوانٌ آخر مناسبٌ له، وهذه الخصلة من خصال الكتب التي يتراءى لقارئها أنها خُلقتْ أو تنزّلت وأسماؤها في يومٍ واحد. فصًّا من فصوص “تاج العروس”، آخذًا إلى عرسٍ من أعراس الشِّعر.
شأنه شأن الكتب العظيمة إذ تقرؤها؛ تشعر أنّها تخاطبك وحدك، تتوحد بك فتُفردك، تخصُّك ولا تخصُّك. تائهٌ قَصَدَ كتابًا كان دليله إليه عنوانه، فسأله كاتبه “قال لي: أنتَ مَن؟ “مَنْ أنا”؟ كيف مَن؟” فيجيب: “قلقٌ ما اطْمَأنْ”. يُكمل محاورته (مسألة): “قال: لا، لَمْ، ولَنْ. قلتُ: هبْنِي إذَنْ. بيت شِعرٍ وطنْ” فكان الشعر وطنه. ماضيًا أو عائدًا في طريقه نحو أصله؛ أمّه وأبيه، هذين اللذين كانا أولّ الطريق (الإهداء) وآخره “أمضي في طريقي نحو أمّي وأبي”. أمّه التي تكفيه قطعة منها ولو قماشًا لينام “لا أريد سوى مِشْمَر أمّي لأنام”.
شِعرٌ يشرع باب أسئلة من قبيل: هل يمكن الفصل بين التجربة وصاحبها؟ بين الكتاب وصاحبه، بل بين الكتاب وشقيقه في طريق التجربة؟ أو هل يمكن الفصل بين الوالد وولده. أو بين الاخ وإخوته الأشقّاء من لحمٍ ودم، من طينٍ وماء، من صلب ورحم. “من حكايات أبيك، وأمثال أمّك التي تحسبها من الوفور نبع لا نهائيات”.
ضميرٌ مُتّصل
بضميرٍ متّصلٍ، وقلبٍ بالحبّ مُعتمِل، يخاطب أهل حيّه (ناسه) معبّرًا عن مخالطته الحميمة إياهم وانتمائه العميق:
“أهلَ ذا الحيّ كَيفَكُم؟ كَيفَكُم؟ طَاب فألُكُم
أهلَهُ.. كَمْ أحبُّكم؟ ولماذا أُحِبُّكُم؟
يَحْمِلُ السّيّدُ النّسيمُ سَلامِي لحيِّكم
بَحْرُكُم لي ونَثرُكُم شِعركم لي ونَخلُكُم
……
أنتمُ الذُخرُ والظّهيرُ، وكلّي لكُلِّكُم
أنا سلمٌ لسِلمكُم، أنا ليلي كَلَيْلِكُم
كلُّ ما بي فنَحوُكُم كلُّ ما لي فنحوَكُم
شَكَرَ الله سعيكُم، كَثَّرَ الله خيركُم”
دون تفريق بينهم
“ليس من نُخبةٍ ولا، عامّةٍ، دام فضلكُم
ليس لي غيرُكُم وهلْ لِيَ في الناسِ غيرُكُم؟”
الشعر وروح الأشياء
أيكونُ الشِّعرُ شعرًا دون أن يقف على روح الأشياء؟ يتفحصها، يدرس قيمتها الكامنة، يقشّرها ليرى ويُريَ جوهرها دون نبذ القشور. يبحث عن الشيء في الشيء على نهج أدونيس، ونهج صاحب كل موهبة، واحدٌ منهم صاحب الرّاهنامج الذي يناجي والرِّئَابُ الشّنِّيّ ربّهما بصوفيّة روحٍ “أصفى من عين مهاةٍ” كونيّة؛ سماويّة عُجنت بتراب الأرض وماء عيونها ونخيلها التي نمت من معينها: “إلهي وسيّدي وربّي أيّ موهبةٍ وهبْتَنيهَا؟. أدخُلُ بُستانًا فأُقشِّرُ القِشر، وأرى الأرض في خُطّة الدّرس والشرائع”. شِعرُ شاعرٍ لا يبرح يتذكر أصله، حتى لو بدا للناس ممسوسًا أو مهووسًا به، لا يهمّه أن ينصرف عنه وعن نخله الناسُ مخاطبًا إياهم بلسان نسّاج الخوص: “إنما هو نخلي أنسجُ خوصَهُ، أنتم وشؤونكُم، وأنا وشأني”. كيف لا يكون متشبّثًا بالنخلة؟ ليس باعتبارها رمزًا مُعبّرًا عن انتمائه وجذره، بل باعتباره هو نفسه في أصله نخلة في تصريحه في (سَرُّود السِّدْرة): “كُنتُ في سابق عهدِي نخلةً”، وهو “المُنَخَّل بالنَّخيل”. فلا يعود غريبًا أن يرجع الأصيل إلى أصله.
قصيدٌ كمثل نخيل!
حتى قصيده؛ “قصيدٌ عموديُّ كمثل نخيل * ونثرٌ قصيديٌّ بِغيرِ دليل”، مُسالمًا نابذًا احتكار الحقيقة والحكمة في طريقٍ طويل، كنانته ممتازةً بسِلْمِه ولا أدلّ من تسليم الرَّيحان تدبير أمرها، مُفسِحًا الطريق لـ “الطُّرُق كُلّها”: ” وسلّمتُ للريحان تدبير أمرها”. موقنًا: “وأيقنتُ أن الناسَ أكثر فسحةً* من النّثر أو مِن ساردٍ وخليلي”. متّبعًا خطى قلبه قصده القصيدة وحدها: “تبعتُ خُطى قلبي لأَلْقَى قصيدةً * تحاولُني في كثرتي وقليلي” مُقِرًّا بـ “طرائق شتى، ما طريقٌ وحيدةٌ”، محتفظًا في الوقت نفسه بطريقه وطريقته الخاصة: “أنا ابن سبيلي، قصدِهِ وقصيدِهِ* وهل سُبُلي إلا سواءُ سبيلي؟”.
ومهما كان، فقد تراءى له فرأى، في القوارير وفي الصِّبا، في الشّباب والمشيب، في البديع والفلك، في نفيسٍ “فلم أعتنق غير هذا النفيس”.
لا شيء فارغ!
تخرج منها ولا تخرج فتسأل: هل يكون الشِّعرُ نفيسًا دون أن يعيد الاعتبار لكل شيء؟ فيأتي الجواب في رَحْلِ نصّ آخر: “لا شيء فارغ. لا أحد فارغ. لا شيء أهمّ من شيء.”
قال له قائلٌ أن بوسع القارئ اقتناص فصلٍ بصفته رواية، فأقول ما الرواية؟ تناثرت أو تسلسلتْ فصولها. ثمّة روايات بوسعك أن تغترف منها كنهر، تُلقي بدلوك، فتغرف مقدار حاجتك، تفتح صفحة فلا تعود منها خائبًا من دهشة. ذكرى عن الماضي، حضورًا كثيفًا في الحاضر، أو تذكرة للعبور إلى الآتي.
ما هو؟
أتقهقر، قبل أن أصف الرّاهنامج وثائق تاريخيّة، أو أطلس جغرافيّة. ففي الوقت الذي تغمرك فيه إشارات إلى التاريخ، إلى ما قبل أرض الخلود دِلمون، إلى “تشريقة عبد القيس” بل إلى ما قبلها، إلى ما قبل التاريخ وما بعده. إلى ” رَيُمان” وما وراء ما جرى فيها.
ورغم وفائه إلى الجغرافيا (الأرض) التي يبقى يعود إليها في قلب الغريب متلهفًا مهما كان القصدُ وطنًا كـ”نينوى”: “قدِمتُ القطيفَ على لهفة”، لكنه في الوقت نفسه، غير محدود بزمان ولا مكان.
إلى ما وراء الشخوص والكُتُب، إلى ما في قلب سيرة “ابن المقرب” الغريب و”أبي البحر” القريب، إلى “أخبار المُشَجِّر وقصيدته المُعَذِّلة” إلى ما في “مَجمَع البحرين”
الشعر الدليل /الغاوي
في (نجمة التيه) يقول: “الشِّعر ضلّلني، وضَلا”. فهل يكون الشِّعر دليلاً؟ شرط الشعر عند المحسن هو: الغواية “من ليس يغويك دعك منه” هكذا قال.
(الشُّعراءُ يتّبعُهُم الغاوونَ). نعم، ولكن ” ليهتدوا ” كما قال الشاعر السيد مصطفى جمال الدين. ليكون – وليس هذا حال كلّ شِعر- نجمًا يهتدي به أهل الارض، فـ”علم الفلك هو ما يشعرك بأخوّة أهل الأرض” كما يقول المحسن. أو قمرًا يستضيء به الذين يغشاهم الظلام. أو شجرة يتفيأ ظلالها المُتعَبُون من حرّ الهجير، أو يتغذى بها الجائعون. أو ماءً تُرسله السماء، أو تجودُ به الأرض من فيضها المتبادل بينها والسماء التي عَلَتْهَا.
الوقوع في الفخ!
كُلّ نصّ، شعريًّا كان أو نثريًّا هو دليل على صاحبه. كما كلّ كتاب هو دليل إلى كاتبه مهما جهل أو تجاهل. فما يكون للدليل سوى الإشارة.
لأجل ذلك، ولسواه، ليس من ديدني مراجعة الكتب ولا الكتابة عنها، فأنا أحب للكتب أن تتحدث عن نفسها، إضافة إلى محاولتي – التي قد أخفق أحيانًا في الامتثال إليها وأظنني ها هنا أخفقت- العمل بوصية هنري ميللر بعدم المغالاة في مدح كتاب، لأنّ ذلك كما يرى، يوقظ النفور عند من يستمع إليه. وذلك صحيح إذا ما نظرنا لأنفسنا في موقع المُستمع إلى سيلٍ من المدائح والتقريضات دون مسوّغ. كما أن: “القارئ الجيّد سوف ينجذب إلى الكتب الجيدة” دون مزيد إطراء. لكنها وقفة استوقفتني، والعزاء فيما نراه جدارةً واستحقاقًا.
قد تُضلُّك هذه الوقفة عن الرّاهنامج، لكنها نكش. هل ثمة ضير أن يحكي المرء ناكشًا، فالشِّعرُ كما قال أمجد المُحسِن – “ولكلّ امرئ من اسمه نصيب”-: “هو الكثافة، والحكاية نكشُ الكثافة”.
تحكي عن كونك في حضرة “شاعر يرى نفسَه ما يراهُ كلُّ عميقٍ في نفسِه: مرآة”، آخذًا بك إلى “اللا نهايات” وهو يصغي وتُصغي إلى صوت حفيف النخيل: “هي اللا نهايات بيني وبينك، وماذا تقولُ جريدةُ نخلٍ عليٍّ؟ وهذا الحفيف الذي كان غيمًا خفيفًا، تعثّرَ في سعف النّخل، ظلّ زمانًا إلى حين ذاب، وصار حفيفًا” تسمع معه صوت خصف الزّبيل بين يدي أمك، والمُتمتِمة قارئة النذور على” سفرة أم البنين الوارثة مائدة مريم”. همهمة الفلاحين، وأنّة النسوة الفارغات الممتلئات في انتظار أولادهن. ترى معه اللوزة بعين الطّوّاش في قضبها والرّازقيّة بعين العاشق في غصنها، ما دمتَ قارئًا، فأنت شاعرٌ بـ “فردوس اللحظة” تحتسي شرابك وكتابك المُقدّر له. وقد أغويتَ وقُبضَ عليك متلبّسًا، قُبضَ عليك وجُذبتَ من ناصيتك: تعال.! ولكن طوعًا دون تهديد أو وعيد، وإنما الكفاية في كنانة الرّيحان بيد شاعرٍ رفيق: خُذ كتابك بيمينك. وقبل ذلك: “اخلع نعليك، إنك بالواد المقدس طوى” ولكن توضأ بماء عين الصّدّين، ثم اقترب، في “المُكوثرات” تقلّبْ. قُل: ” أيُّها الشِّعرُ.. كُن معطفي. وما صحَّ إلا الصَّحيح”.
الامتثال إلى الإيقاع
حين يغمرك صوت الموسيقى كغناء، موسيقى الشِّعر الداخليّة منها والخارجيّة ستسأل الشاعر السؤال الذي كان قد سأله في واحدٍ من نصوصه: “هل أنا موسيقيٌّ قرّر أن يكون شاعرًا أم شاعرٌ يريد أن يخرج عن احتماله لاحتمالٍ آخر”.
ستتذكّر محمود درويش وهو يقول: “لا دور لي في القصيدة غير امتثالي لإيقاعها
حركات الأحاسيس حسًّا يُعدِّل حِسًّا، وحدسًا يُنزِّلُ معنى، وغيبوبة في صدى الكلمات” فتسأل كيف يكون لشاعرٍ الامتثال التعبُّدي في صومعة القصيدة امتثالاً للإيقاع وفي الوقت نفسه ترى ذلك الاشتغال الشِّعريّ الذي يشبه الحفر العميق في المعارف والآثار؟ فلا تجد سبيلاً إلى الجواب إلا أن يكون هذا الامتزاج بيد صانعٍ قدير. هكذا يكون الشِّعرُ شِعرٌ “رئاب”.
لا شيء مجانيّ
لا الاسم ولا الرسم، لا العنوان ولا المعنوَن، الرّاهْنامج دليل، فكل نصّ تقرؤه ستجده دليلاً على /إلى شيء.
النص الذي تُشرقُ منه علائم كتلك الني توضع منارات يهتدي بها السَّفِنُ والسُّفُنُ في البحر. لا هو إلى الارض رغم أنه ابنها، ولا هو إلى السماء وهو قاصدها. ينتمي ولا ينتمي، يعيش لا يموتُ ولا يتماوت: كيف يُحتَكر أو يتماوت من قال: “ما حاجتي للتماوتِ.. والكون صومعتي؟”.
بعض الكتب تشعر أن كاتبها كان قد توضأ بماء الأرض أو سكر بخمر قطيف العنب سيّان، حتى أفاضت عليه بل قدّمتْهُ أينع ثمرها. كأنه عمل بوصية ذلك الأبجديّ: ” لا تَنَمْ دون ضوء الوضوء”
“وكتبتُ أنّي كدتُ أكون شاعرًا لولا عناية الله. هل أنا الشاعر الذي يقرأ الآن ما كَتَب؟ أم أنّي أنا قارئٌ شككتُ لوهلةٍ أني كنتُ هذا الشّاعر الذي يكتُب الآن ما أقرأ؟” ص 217
ها قد ولجتَ البحر؛ و”البحرُ لمَنْ ينويه”، راهنامج، طواويش وبحّارة ونهّامون، شراعٌ، ومجدافٌ، وريح، ماء، وماءٌ وماء. ها قد ركبتَ سفينة. ها قد هبطتَ فركبتَ نخلة. سعفٌ يُظلُّك، يظلّلك. تجوب ديار عشتار وگلگامش وأساطير وشخوص أخرى.
و”المعنى ما يطلبه القارئ في اللحظه”.
في الراهنامج كان أمجد يثبت للألق بأنه الشاعر الأهم فهو ذو تجربة تستطيع أن تتحدث عن نفسها بكل ثقة في ظل كثير من الشعر المطروح ..
على مرمى من الراهنامج نحن نتوضأ لنتعلم ونلهم ، ومثل هذه المقالات هي حق للشاعر الذي تعب كثيراً مخلصاً للشعر الحقيقي ..