بعد حادثين وإصابتين.. ليلى الناصر تصرخ: أنقذونا من طريق الموت 600 كيلومتر تقطعها يومياً موظفات بين القطيف والصرّار
القطيف: أمل سعيد
في تمام الساعة الـ 6 و 38 دقيقة من صباح الـ 24 من شهر أبريل 2018؛ كانت ليلى الناصر؛ سادسة ستّ ممرضات، ترضّضت أجسامهنّ في حادثٍ تصادُم بين سيارتهنّ وشاحنة خرسانة جاهزة، في طريق “أبو حدرية”، أثناء ذهابهنّ إلى مقرّ عملهنّ في مركز الصرار.
بعد ذلك بـ 527 يوماً، وجدت الناصر نفسها ـ أيضاً ـ خامسة خمس ممرضات ، مُصابات في حادث وقع في الطريق الذي يسلكنه يومياً من القطيف إلى مركز الصرّار. الحادث الثاني وقع الأحد الماضي (6 أكتوبر)، عند جسر الهيئة الملكية في الجبيل، وخرجت منه الناصر بكسر في عظمة مجاورة لفقرة عنقها الأولى.
3 سنوات
لم تكمل ليلى الناصر 3 سنوات منذ تعيينها في مركز الصرار، ومع ذلك خاضت تجربتين مؤلمتين في الطريق نفسه، الأخير كان أشد من الأول عليها، وقد غادرت المستشفى مصطحبة معها إجازة مرضية لمدة يومين فقط، وغردت الناصر عبر حسابها في تويتر مشفقة على كل موظف وموظفة في المناطق البعيدة.. وقالت “كل يوم نمر في طريق يسمونه طريق الموت”.. جراء ما شاهدته خلال السنوات الثلاث من حوادث، وناشدت وزير الصحة البتّ “في امرنا بعد خروجنا من حادث مميت للمرة الثانية في طريق عملنا وغير مخاطر الطريق الأخرى”.
وقد لقيت التغريدة تفاعلاً جيداً من متعاطفين معها، ومؤيدين لمطلبها، بالنظر في حال الموظفين في مناطق نائية. حيث ردت على تغريدتها Kyma An قائلة “نأمل من وزير الصحة الالتفات لهذا الأمر بعين الاعتبار، مشيرة إلى ما تواجهه الموظفات في المناطق النائية من مصاعب تاركات وراءهن “أبناءً وأزواجاً وأبوين قلقين على مصيرهن في الذهاب والعودة”. وقالت “هذا الطريق معروف بكثرة الحوادث المميتة أعاذنا الله واياكم من كل مكروه”.
أما الخاطر فخاطب الوزير؛ قائلاً “ما فائدة رسائل النعي بعد الموت؟! الا يعتبر الاهتمام بالموظف وهو حي من باب أولى، بفتح حركة النقل واعطاء الموظف حقه بالعيش بالقرب من أهله؟ !لماذا التأخير بإعلان حركة النقل يا معالي الوزير ؟!”.
وداع يومي
“صُبرة” تواصلت مع الناصر مباشرة لتعرف ما حدث عن الحادثين.. وبدورها قالت “في كل يوم أخرج متوجهة إلى العمل أترك أمي وزوجي وأهلي، داعين لي بالسلامة، قلقين عليّ من مخاطر هذا الطريق”.
بعد الحادثين لم يستجد شيء، فالجواب على أحقيتها بالنقل كان عالقاً في ذاكرتها من المرة الأولى.. “لم يحدث لكم شيء، فلا نستطيع التقديم لكم على قرار النقل”، وتتساءل الناصر “كسر الضلوع لزميلتي في المرة الأولى والرضوض في كل أنحاء الجسم لزميلاتي، والآن كسر في الفقرة الأولى ولولا أن الله سلم لكان بيني وبين الموت أو إعاقة كاملة شعرة واحدة، فكسر الرقبة كاد يصل للحبل الشوكي. إذا كان كل هذا ولم يحدث شيء، فمتى يحدث الشيء الذي به نستحق جواب نقل يرحمنا من هذه المعاناة؟”.
الطريق إلى الصرار
كان قرار تعيينها في 24 رجب 1438 وباشرت العمل في 16 رمضان 1438 بداية السعادة.. وبداية المخاوف .. تقول “”تعينت في الصرار منذ 3 سنوات، وأقطع قرابة 300 كم ومثلها إيابا إلى مقر سكني في الدمام، هذا الطريق الذي سمعت عنه قصصاً مؤلمة كثيرة من زملاء العمل، حوادث مميتة لزملاء سابقين، وأخرى فاجعة، ما زلت أرتاده يوميا”.
ومن وسط الخوف وذكرى قريبة جداً تنتشل كلماتها وتكمل “نتصاحب معه كل يوم، نحاول أنا وزميلاتي أن نتناسى المخاطر المحدقة بنا طوال الطريق، لكن الواقع يفرض نفسه، فالحوادث تتكرر باستمرار أمام أعيننا، فلا يمضي يومان إلا ونرى حادثاً، لذا فهو معروف بخط الموت”.
وعن أسباب تكرار الحوادث تضيف الناصر” أكثر ما يسبب الحوادث على هذا الطريق هي الشاحنات الكبيرة، وكأنها لا تخضع لقانون الطرق، فالشاحنات هناك تسرع وتتجاوز، وتسير على المسارات اليسارية، بالإضافة إلى أن الأبل تقطع الشارع في أحيان كثيرة”.
بالإضافة إلى مخاطر الطريق تبرز مشكلة بحجم ربع الراتب، مشكلة المواصلات، حيث إن المنطقة التي تعمل فيها الناصر وزميلاتها غير مهيأة للسكن، لذا لابد من قطع الطريق المؤدي إليها يومياً.. “المشكلة الأولى التي واجهتني أنا والدفعة اللي معي هي مشكلة المواصلات، فمن الصعب الحصول على سائق يقبل بقطع كل هذه المسافة، وإن حصل فإن المبلغ الذي يطلبه يكون أيضا عائقا أمام اتفاق يرضينا ويرضيه، وحتى ما نرضى عنه يستهلك ربع الراتب تقريباً”.
اقرأ أيضاً
[صور] يعملن في الصرّار.. إصابة 5 موظفات من القطيف في حادث مروري بالجبيل
أرى أن الحل هو انشاء بنية تحتية على طول المملكة العربية السعودية إلى القطارات والمواصلات العامة الأخرى