فلكيو القطيف ينقذون زميلاً بحرينياً في صحراء عريعرة
القطيف: جمال أبو الرحي
تحولت مشاعر “الخوف والقلق”، لدى فلكي بحريني، إلى مشاعر “راحة واطمئنان”، عندما علم أن رسالة استغاثة، كان قد كتبها في قلب الصحراء، وصلت بسلام إلى جوالات أعضاء جمعية الفلك بالقطيف، ليقطعوا مسافة ٢٤٠ كم لإنقاذه من مصيره المجهول الذي كان ينتظره، وتنتهي الأزمة بحفل شاي، وابتسامات، وعبارات شكر لله.
القصة بدأت عندما أراد “علي نامدار” عضو جمعية الفلك البحرينية اللحاق برحلة فلكية، أقامتها جمعية الفلك بالقطيف يوم الجمعة، في شمال غرب عريعرة، وبسبب الازدحام الشديد بجسر البحرين، تأخر عن موعد وصول القافلة، التي وصلت موقعها في الساعة السابعة من مساء يوم الجمعة.
وبعد أن قطع كل تلك المسافة الواصلة بين البحرين وعريعرة، وصل البحريني “علي” عريعرة عند الساعة التاسعة مساءً، وحاول الاتصال بأعضاء جمعية فلك القطيف، ليستعلم عن موقعهم، إلا أن جميع تلفوناتهم كانت مغلقة بسبب توغلهم في الصحراء بعمق ١٨كم، ولا توجد بموقعهم تغطية لشبكات الإتصالات.
وأرسل علي رسالةً لقروب أعضاء الجمعية على الواتس، لعل أحداً من الأعضاء الذين لم يذهبوا مع القافلة، يرسل له موقع مكوثهم، وبالفعل تجاوب معه بعض الأعضاء، بإرسال إحداثيات الموقع، ليتمكن من الوصول إلى موقعهم وينضم معهم بتلك الرحلة البرفلكية.
ولأنه يعشق كل شيء يتعلق بالفلك، حزم أمره، وتوكل على الله مع وجود المخاطرة بالمسير في منطقة صحراوية، لا يعرف عنها أي شيء، سوى الاحداثيات التي يهتدي بها، وعدم و جود آخرين معه.
وبعد مسافة قصيرة من محاولة دخوله “غرزت سيارته”، وعلقت برمال الصحراء، حاول إخراجها بكل جهده، لكنه فشل في جميع محاولاته، فانتابته بعض التوجسات، وبدأت تسري في قلبه بعض النبضات المضطربة والمشاعر المتوجسة من جراء هذا الموقف، في ذلك الظلام الدامس في رمال الصحراء.
وأمسك بجواله ليتأكد من وجود الإرسال، هدأ قلبه بعد أن تأكد من وجود الإرسال به، وعاود الإتصال بالأعضاء الموجودين بالرحلة، لكنه لم يفلح لنفس السبب، وهو عدم وجود الإرسال لديهم، عاد مرةً أخرى لمراسلة قروب جمعية الفلك بالقطيف، وأرسل عبارة “غرزت السيارة مو قادر أطلع”.
في الحال تجاوب معه الكثير من الأعضاء وأطمأنوا عليه. ويقول “علي”: “جاءتني اتصالات الكثير من الأخوة ليطمأنوا عليّ، ويبلغوني أن كل شيء سوف يكون على ما يرام. واتصل بي الأخ وليد (أبو عبد الله) وقال: “لا تخف، سوف أحاول أن أتواصل مع الأخوة في مكان التجمع، وإذا لم أتمكن من التحدث معهم سوف أحضر بنفسي لمساعدتك”.
وتابع الفلكي البحريني “فعلاً، بعد مضي ثلاث ساعات، تنفست الصعداء، حينما وصل الزميلان وليد أبو عبدالله ومحمد اليوسف من القطيف، وأخرجا السيارة من الرمال، وشربنا الشاي معاً، وشكرتهما من أعماق قلبي”.
واختتم تصريحه: “وبما أنني متيمٌ بالصحراء والفضاء، ألتقطتُ صوراً للسماء ونجومها التي ملأت وجه الفضاء، وبعدها عدتُ للبحرين سالماً، شاكراً لله فرحاً وفي الوقت نفسه الحسرةُ تملئ قلبي، لأنني لم أوفق بالوصول لقافلة الزملاء من أعضاء جمعية الفلك بالقطيف”. ويقول: “لطف الله حال بيني وبين المصير المجهول، لو أنني علقت في عمق الصحراء”.
علي نامدار البحريني
للإستفادة من الموقف وتفادي الوقوع في نفس المأزق لابد من توفر اتصالات فعالة عند الطرفين وحمل الأدوات المناسبة لتجاوز العقبات الطارئة ، المغامرة زينة ولكنها يجب أن تكون محسوبة ، وعلى قولة شيابنا مو كل مرة تسلم الجرة يا اخي علي