دعاء المسباع.. أصغر إعلامية.. من دون “فشخرة”…! دخلت الإذاعة ضيفة في الخامسة، ومثّلت في السابعة، واعتُمدت مذيعة في العاشرة

الدمام: أمل سعيد

في سن الثالثة دخلت الغرفة الصماء في الإذاعة. وفي الخامسة ظهر صوتها ضيفة على برنامج إذاعي مخصص للأطفال “براعم ومواهب”. وحين بلغت السابعة أدّت دوراً تمثيلياً في المسلسل الإذاعي “بيت الطيبين”، إلى جانب ممثلين لهم وزنهم في السعودية، أمثال سمير الناصر وفارس الخالدي.

وبعد بلوغ ربيعها العاشر اعتُمدت مذيعةً في وزارة الثقافة والإعلام، لتكون إحدى مقدّمات برنامج “أيقونة الصغار” الذي يُذاع ظهر كلّ سبت عبر إذاعة البرنامج العام.

كلّ ذلك؛ ولم يصفها أحد بأنها “أصغر إعلامية”، ولم يستخدم أحدٌ معها “أفعل التفضيل”، بل تُركت ومواهبها لتعمل في حقل إعلاميّ ينسجم مع سنّها الغض، محميّةً من ضجيج المديح الزائد عن حدّه.

“صُبرة” زارتها في محطة إذاعة الدمام، وشاهدتها على طبيعة أدائها. واستمعت إلى تسجيلات صوتية من برامج شاركت فيها. والتقتها مباشرةً وحاورتها. وحصيلة ذلك هو وضوح صورة فتاة أكبر مما تبدو عليه. فتاة أنضج من أن يكون تاريخ ميلادها 8/7/1428هـ. حيوية الملامح، معبّرة بصوتها، طبيعية في تحاورها.

 من صوت أمها

دعاء المسباع.. ابنة السنوات العشر، حلمت بالعمل الإذاعيّ، من أسلوب تنشئتها الأولى.. وُلدت الرغبة عند الطفلة من طريقة سماع القصص بصوت أمها الاختصاصية النفسية مها الزوري.. كانت تلاحظ صوت الأم وهو يعلو وينخفض، يقسو ويلين، وهي تؤدي شخصيات القصة المقروءة لها واحدة بعد أخرى، هذا وهي بعد في سن التكوين الأول. استمرت الأم في ضخ المزيد من المفردات والمعلومات في حافظة الطفلة لإيمانها أن على الوالدين معاملة الطفل معاملة تحترم الطاقات التي أودعها الله فيه، وتعتبر أن تكسير الكلمات أو نطقها بطريقة خاطئة بعلة تسهيل اللغة ما هو إلا وضع أساسات ضعيفة لا تصلح أن يبنى عليها فيما بعد.

بعيون الأم

أم دعاء ترى في ابنتها طفلة موهوبة، متحدثة وقيادية، وثقتها بنفسها سمة واضحة لكل من يراها، وكمحصلة لكل تلك الصفات تقول “كنت على يقين، بعد توفيق الله، أنها ستصل لما تطمح له”، وتُضيف الأم، “ساعدني تخصصي كثيراً في تربية دعاء تربية سليمة بعيدة عن العقد، فشخصية الطفل تتشكل ملامحها خلال السنوات الخمس الأولى من حياته، لذا كرست وقتي وجهدي للتركيز على احتياجاتها النفسية، فقد كنت أسعى لإشباع حاجتها للحب والتقدير والثقة بالنفس”.

 اكتشاف البذرة

كان المخرج الإذاعي يوسف المطيلق صديقاً مقرباً لخال دعاء؛ فكان يراها بين حين وآخر عند زيارة صديقه، وهي بعد لم تبلغ الثالثة، حيث لفتت نظره وأعجبه جميلُ حديث الطفلة وثقتها بنفسها، ورأى فيها بذرة تستحق الرعاية والاهتمام.

يقول المخرج المطيلق “أجريت لها لقاءً تجريبياً فأبهرتني؛ فابنة الثلاث سنوات قادرة على أن تتحدث لمدة ست دقائق متواصلة دون أخطاء، وهذا شي غير عادي، فلم أحتج في المونتاج إلا لتقريب المسافة بين كلماتها”. يضيف “عندها تنبأت بمستقبلها كمذيعة واعدة، وأخبرت أمها بذلك”.

 بعيداً عن الإذاعة

فيما بعد ارتبطت أم الطفلة بالمخرج يوسف المطيلق ليكونا عائلة بين أفرادها دعاء،  فوجدت في زوج الأم أباً محباً حانياً، يُفيض عليها من اهتمامه ورعايته. اليوم دعاء أخت كبرى لأختين أخريين هما آلاء وإسراء.

استطاعت المذيعة الصغيرة ـ وبكل جدراة ، أن توفق وتوازن بين دراستها وبين ممارسة ما ترغب فيه، فلم تشكل الإذاعة عائقاً أو مثبطاً دون تفوقها الدراسي وحصولها على الدرجات النهائية. رسمت دعاء لنفسها صورة الطالبة المجتهدة المتألقة في أذهان معلماتها، فهي دائمة الحضور على خشبة المسرح المدرسي مُعدةً ومُقدمةً للبرامج الإذاعية، لتحصد بعد كل إلقاء ثناء معلماتها وإعجاب زميلاتها.

دعاء الطفلة “الحبوبة” ودمثة الأخلاق مع الجميع مازالت ترى نفسها كما كانت في سنوات الروضة؛ أكبر من قريناتها وليس ذلك كِبراً بل تقييماً للذات وإدراكاً أكبر لتفاصيل الحياة من حولها جعلها تشعر بمثل ذلك.

وأشياء أخرى

لا حد للهمم العالية، ولا شيء يضعف الإرادة الصلبة؛ وبهما معا أضافت دعاء تحدياً ثالثاً وضعته بجانب دراستها وعملها، هو تحدي القراءة، فقد سجلت في المسابقة المعروفة لهذا العام وقطعت شوطاً كبيراً في مشوار المسابقة، وقرأت عشرات الكتب المطلوب قراءتها لخوض المسابقة. صحيح إنها لم تُرشّح في النهاية، لكنها خرجت من القراءة بمزيد من الفوائد. وفيما يخص الكتب والقراءة؛ تقول دعاء إنها تحب قراءة الكتب العلمية بالإضافة إلى كتب تطوير الذات، أما كاتبها المفضل فهو إبراهيم الفقي.

 وما كان لي أن أصل

بلهجة عامية بحت؛ تقول دعاء بعد شكر كل من ماما مها وبابا يوسف “لولا ماما مها و حرصها على تنمية مهاراتي وإلحاقي بالدورات؛ لما كنت راح أكون زي ما أني الحين.. متحدثة وفصيحة لسان، ولولا بابا يوسف، ماكنت عرفت الإعلام”. وحين نسبت الطفلة الفضل لأهله؛ لم يغب عنا فائدتان: الأولى أن حرث الأرض وريّها يجعلها مؤهلة لتكون حديقة باسقة. و الأخرى هي: أن التوجيه الأمثل يؤتي ثماره دائماً.

شهادات

‫2 تعليقات

  1. اسم والدتها “مها”. وقد وقع خطأٌ في شرح الصورة، فوُضع اسم خالتها “صفاء”. نشكر لك تصويبنا، ومساعدتنا على تصحيح ما صدر عنا من خطأ.

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×