تهديد مفاعل “بوشهر”.. العالم لا يريد تشرنوبل آخر

متابعات: صُبرة
أعادت التهديدات الإسرائيلية الأخيرة، بإمكانية استهداف محطة بوشهر الإيرانية، إلى الأذهان كارثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية.
وفعّلت إيران، اليوم الجمعة، الدفاعات الجوية في بوشهر، التي تضم منشأة نووية، جنوب البلاد، وفق ما ذكرت وكالة رويترز.
لكن الاستعداد للتهديدات الإسرائيلية، لم يكن كافياً للمنظمات الدولية المختلفة وكذلك بعض رؤساء الدول، ومن بينهم روسيا، حيث حذروا من مجرد تفكير إسرائيل في الأمر، وما يمكن أن تتبعه هذه الخطوة من دمار كبير، وكارثة بيئية.
محطة بوشهر
محطة بوشهر هي محطة نووية لتوليد الكهرباء تقع على بعد 17 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من مدينة بوشهر في إيران، افتتحت في 12 سبتمبر 2011 بحضور وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي ووزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو، والمحطة من نوع ڤي ڤي إي آر وتبلغ قدرتها الإنتاجية نحو ألف ميغاواط، بحسب ما ذكره موقع ويكيبديا.
يرجع تاريخ بناء محطة بوشهر الكهروذرية إلى العام 1975م، حينما وقعت “مجموعة كرافتفيرك” (بالألمانية: Kraftwerk Union AG) (اتحاد بين شركة سيمنز وشركة تيليفونكن الألمانيتين) عقداً مع الحكومة الإيرانية بقيمة 6 مليارات دولار لبناء مفاعل ماء مضغوط في بوشهر، بدأ العمل في المشروع في نفس العام حتى عام 1979 حينما قامت الثورة في إيران مما تسبب في انسحاب مجموعة كرافتفيرك من المشروع وتوقف العمل في يونيو 1979.
وتُعد محطة بوشهر، التي تديرها روسيا جزئيًا وتُشرف على بعض جوانبها الفنية، أحد أبرز المواقع النووية المدنية في إيران، مما يضعها في دائرة الاهتمام الدولي، لا سيما في ظل التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، وتلميحات إسرائيلية سابقة بإمكانية ضرب منشآت نووية “تشكل تهديدًا وجوديًا”.
تحذيرات روسيا
من جانبه قال مدير شركة روس آتوم الروسية للطاقة النووية أليكسي ليخاتشوف، اليوم الجمعة، إن المتخصصين الروس لا يزالون يعملون في محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران، وإن الوضع هناك طبيعي وتحت السيطرة.
وأضاف ليخاتشوف أنه يأمل أن تكون القيادة الإسرائيلية قد تلقت تحذيرات روسيا لإسرائيل بعدم مهاجمة الموقع.
المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
الطاقة الذرية تحذر
من جهة أخرى حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الجمعة، من أن أي هجوم على المفاعل النووي في بوشهر ستكون له “تبعات كارثية”.
وقال غروسي، في كلمته أمام مجلس الأمن “لم يتم رصد إشعاعات نووية من المنشآت الايرانية”، وأكد بقوله “لكن الخطر موجود”.
وأضاف “إن تعرضت منشأة بوشهر لهجوم فقد يسبب ذلك تلوثاً إشعاعياً واسعاً وسيؤدي إلى تبعات كارثية على سكان طهران لاحتوائه على مواد نووية”.
وتابع “كما تبقى هناك احتمالية لحصول تلوثات كيميائية وإشعاعية في منشأة نظنز النووية”.
كارثة تشيرنوبل
وبالتطرق إلى كارثة محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، فقد وقعت عام 1986م، وهي حادثة نووية إشعاعية كارثية وقعت في المفاعل رقم 4 من محطة تشيرنوبل للطاقة النووية.
وفي يوم السبت 26 أبريل من عام 1986، قرب مدينة بريبيات في شمال أوكرانيا السوفيتية، حدثت الكارثة عندما كان ما يقرب من 200 موظف يعملون في مفاعل الطاقة النووي (1,2,3) بينما كان يتم إجراء عملية محاكاة وتجربة في الوحدة الرابعة التي وقع فيها الانفجار، كما ساهم عامل بنية المفاعل في الانفجار حيث أن التحكم في العملية النووية كان يتم بأعمدة من الجرافيت.
في حين إن رئيس الفريق انتبه إلى الخطر وحاول إغلاق المفاعل مما يجعل أعمدة الجرافيت تنزل في قلب المفاعل وتبطئ من سرعة التفاعل النووي وتخفض الحرارة، إلا أن هذه الطريقة جعلت الحرارة تزداد لوهلة قبل أن تشرع في الانخفاض.
وبما أن المولد كان غير مستقر والدورة الحرارية مشوشة من آثار الاختبار، كان هذا هو العامل الذي أدى إلى اعوجاج أعمدة الجرافيت وعدم إمكانية إسقاطها في قلب المفاعل وجعل الحرارة ترتفع بشكل كبير وتشعل بعض الغازات المتسربة وتتسبب في الانفجار.
نتج الخلل عن تراكم أخطاء بشرية وقلة خبرة مهندسين شبان قاموا بالمناوبة تلك الليلة، وأدى ذلك إلى حدوث اضطراب في إمدادات الطاقة في جمهورية أوكرانيا السوفيتية، كما أدى إلى إغلاق المصانع وتعطل المزارع وبلغت الخسائر المادية ماقيمته أكثر من ثلاثة مليارات دولار أمريكي.
وقد لقي 36 شخصاً مصرعهم وأصيب أكثر من 2000 شخص، وتم اغلاق المفاعل نهائياً عام 2002.
ووفقا لتقارير رسمية، تعرض ما يقرب من 8,400,000 شخص في بيلاروس وروسيا وأوكرانيا للإشعاع، وهو عدد يزيد عن اجمالي سكان النمسا.
وتعرضت 155 ألف كيلومتر مربع من الأراضي في التابعة للبلدان الثلاثة للتلوث، وهي مساحة تماثل نصف اجمالي مساحة إيطاليا.