“الحوت والأخطبوط”.. حسن عنبر يولّد قصص الفساد من الخيال

القطيف: صُبرة
صدر للمؤلف الدكتور حسن أحمد عنبر، كتابه التاسع تحت عنوان “الحوت والأخطبوط”، ويحوي سرداً لمعلومات بحرية بطريقة رمزية ناقدة، وذلك بعد خبرته التي تعدت 35 عاماً في المجال البحري.
وحول فكرة الكتاب قال عنبر “استُخدمت فيه الكائنات البحرية لتجسيد الفساد، السلطة، القرصنة، الشللية، الدهاء، والعدالة لتحويل النظر إلى أعماق البحار وكائناته كدروس مستفادة للإنسان وأسراره؛ قد لا تبوح بها الحيتان، رغم كبر حجمها، ولكن كان للأخطبوط رأي آخر عندما ضاق به الخناق!.”
وأضاف “الكتاب ليس فقط سردًا لمعلومات بحرية، بل هو عمل رمزي ناقد فريد استخدم الكائنات البحرية مثل الحوت، الأخطبوط، والحبار، والدلفين، والقروش، والثعبان وبعض الكائنات البحرية لتجسيد قضايا الفساد، السلطة، القرصنة، الشللية، إدارة الظل، الذكاء، والعدالة في عالم الإنسان المتغير والمتسارع.”
وأشار إلى أن البيئة البحرية مرآة للمجتمع البشري، والمحيطات مليئة بالحياة والنظام، لكنها تعاني مثل المجتمعات من الاعتداء، التلوث، الظلم، والاستغلال الجائر، والكائنات البحرية تمثل فئات بشرية؛ منها القوي المسيطر (الحوت)، الذكي المخطط (الأخطبوط)، والفساد (السردين)، والانتهازي العميل (الثعبان)، المساعد (الدلفين)، والنظام (القروش).
وحول الرمزية في كتابه أوضح أن الحوت يمثل النفوذ والسلطة العمياء أحيانًا، والأخطبوط يرمز للذكاء الاستراتيجي، والقدرة على التكيف والتخفي، بما يشبه المفكر أو القائد الحذر، والكائنات البحرية الاخرى: تمثل الموظفين المستضعفة والخائنة والعميلة التي تتأثر بما يقرره الكبار (الهوامير) و”إدارة الظل”.
ومن خلال الأمثلة والقصص وتاريخ القرصنة والفساد في البحار، يسخر المؤلف من الفساد الإداري، القرصنة، الشللية، الطمع، الجشع، الاستهتار، الخبث، الظلم … ويقارنها بما يفعله الإنسان، وما تفعله بعض الكائنات البحرية بدافع البقاء.
جدير بالذكر أن الكتاب يتألف من 294 صفحة لمشاهد بحرية مختلفة، وتسلسل فريد، كل واحد منها يحمل إسقاطًا على وضع من أوضاع البشر وبعض بيئات العمل، ويُعرض بلغة سهلة، وبأسلوب يشبه الحكايات الرمزية.
ويهدف الكتاب إلى نشر الوعي البيئي والأخلاقي بطريقة ممتعة وغير مباشرة، ونقد ممارسات بعض البشر في الإدارة، والاقتصاد، والشللية من خلال عدسة البحر الكبيرة والكائنات البحرية، وإثارة التفكير الإيجابي العميق لدى القارئ حول موقعه من العالم، وواجبه تجاه البيئة والمجتمع والعمل.