مدير الغطاء النباتي: نصيب الشرقية 31 مليون شجرة قبل 2030 السماح بالتخييم في منيفة، والعقيل، و الزبلة، ودوحة الحمام

الدمام: فاطمة الشاعر

أكد ‏مدير عام المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، المهندس يوسف بن سليمان البدر، أن مبادرتي السعودية الخضراء، و الشرق الأوسط الأخضر، أطلقتهما المملكة انطلاقًا من مسؤولياتها تجاه العالم و الأجيال القادمة، و إدراكًا منها لأهمية التنمية المستدامة للبيئة، باعتبارها الرابط الأساسي لجميع اقتصاديات العالم.

وأوضح خلال لقاء الثلاثاء الشهري في غرفة الشرقية، مساء أمس الثلاثاء، أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود، أطلق مبادرة “السعودية الخضراء”، التي تهدف إلى زراعة 10 مليارات شجرة، لتحقيق غطاء نباتي مزدهر و متنوّع، يُعزز الاستدامة، و يسهم في تحسين جودة الحياة.

وأشار إلى أن “المبادرة تهدف إلى توفير المُمكنات، و تنفيذ البرامج، و تعزيز الشراكات مع جميع القطاعات، و بالأخص القطاع الخاص، لأننا لن نصل إلى أهدافنا إلا بالتكامل الكامل بين القطاعين العام والخاص”.

زراعة 10 مليارات شجرة

وأكد أن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، قد أُسند إليه تنفيذ مبادرة السعودية الخضراء، من خلال البرنامج الوطني للتشجير، و هو المعني بتطبيق أهداف زراعة 10 مليارات شجرة أو تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة.

و أشار إلى أن جهود المركز خلال الأعوام الماضية، و بالشراكة مع القطاعات الحكومية و الخاصة و غير الربحية، إضافة إلى المشاركة المجتمعية، نجحت في زراعة أكثر من 142 مليون شجرة في مختلف أنحاء المملكة، ما يعادل إعادة تأهيل أكثر من 250 ألف هكتار من الأراضي.

و أكد أن الهدف لا يزال قائمًا لبلوغ زراعة 10 مليارات شجرة و تأهيل 40 مليون هكتار، كما أن من أبرز أهداف المركز البيئية، حماية الغطاء النباتي من خلال تقليل الحمولة الرعوية، وتقليل الزيارات العشوائية لأراضي الغطاء النباتي، ومد جسور التعاون مع جميع القطاعات، وبناء قاعدة معرفية، ودعم الأبحاث والابتكار.

4 نطاقات لعمل مركز تنمية الغطاء النباتي

من جهة أخرى أوضح “البدر” نطاق عمل المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي و مكافحة التصحر، الذي ينقسم إلى 4 نطاقات، النطاق البيئي و يشمل المحميات، وأراضي الغطاء النباتي، ومحميات الحياة الفطرية، والنطاق الحضري تشرف عليه وزارة الإسكان، ونطاق المحمية الخضراء يخضع لاتفاقيات مع وزارة النقل، والنطاق الزراعي تشرف عليه وزارة البيئة والمياه والزراعة.

و بيّن أن الأراضي المستهدفة تشمل المراعي، والمتنزهات الوطنية، سواء البرية أو الجيولوجية، و المناطق الرطبة، و السهلية، و الرملية، و الجبلية، و الساحلية، و الوديان، و الجزر.

و يُستثنى من ذلك المحميات الملكية، و الأراضي الواقعة داخل النطاق العمراني، و الأراضي التابعة للوزارات و هيئات تطوير المدن.

و أشار إلى أن المملكة قد أعلنت قبل شهر، عن اعتماد منتزهين جيولوجيين، أحدهما في شمال الرياض، و الآخر في منطقة حائل، ضمن خطة تستهدف تسجيل 13 متنزهًا جيولوجيًا على مستوى المملكة، مؤكدًا أن المنطقة الشرقية مرشّحة للحصول على أحدها، حيث يُجرى حاليًا تقييم المواقع.

4 مناطق ساحلية للتخييم المؤقت

كما ذكر أن جنوب المملكة يضم غابات تُشكّل ما نسبته 3% من مساحة المملكة، و هي نسبة ليست بسيطة، حيث تضم المملكة أكثر من 2700 نوع نباتي.

و أكد أن المراعي تُعد سمة رئيسية للمنطقة الشرقية، و تشكل أكثر من 37% من مساحة المملكة، مما يعكس أهمية الجهود المبذولة للحفاظ عليها.

و أوضح المهندس يوسف أن المنطقة الشرقية تضم أكثر من 28 متنزهًا، و ذلك على الرغم من كونها منطقة صناعية (نفط و غاز)، و مع هذا، توجد مبادرات لتحسين بعض المواقع لتكون مناسبة للتخييم، ولأول مرة هذا العام، تم تخصيص أربع مناطق ساحلية للتخييم المؤقت، و هي منيفة، والعقيل، و الزبلة، ودوحة الحمام (قريب من سلوى).

و أوضح أن هذه المناطق كانت في السابق مغلقة “محرمة” ، و لكن تم فتحها الآن للتخييم بعد الحصول على تصريح إلكتروني من خلال منصة “نباتي”، و ذلك بطريقة سهلة و مباشرة، بالتنسيق مع حرس الحدود.

متنزه للحياة الفطرية في الأحساء

وفي سابقة على مستوى المنطقة الشرقية، أعلن المهندس البدر، عن إطلاق أول متنزه للحياة الفطرية في الأحساء، حيث تم إطلاق 20 غزال ريم، وأصبحوا الآن 24، إضافة إلى 4 من المها العربي، و هناك خطة بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية لإطلاق حر في منطقة الربع الخالي قريبًا.

وكشف البدر، عن 7 مبادرات رئيسة ضمن “السعودية الخضراء”، من أبرزها البرنامج الوطني للتشجير، وزراعة 7 ملايين شجرة برية، واستخدام حلول قائمة على الطبيعة لاحتجاز الكربون، ومكافحة تغيّر المناخ، والإدارة المستدامة للنفايات، وإشراك القطاع الحكومي بإنشاء مكتب تشجير في كل جهة حكومية، وإشراك القطاع الخاص في مشاريع الغطاء النباتي.

وأشار إلى وجود مستهدف خاص بعام 2030 وهو الوصول إلى 55.5 مليون شجرة، وقد تم حتى الآن تجاوز 31 مليون شجرة، على أمل بلوغ الهدف بتعاون الجميع.

مبادرات بيئية في الشرقية

و أكد أن المركز يعمل على منتدى بيئي جديد بالشراكة مع إمارة المنطقة الشرقية، ومن المبادرات المهمة أيضًا حماية و تنظيم المراعي، وإعادة تأهيل 8 ملايين هكتار في 26 موقعًا معظمها في حفر الباطن، وإشراك القطاع الخاص في تأهيل الأراضي المتدهورة، وإطلاق مبادرة “الشرقية الخضراء” لتحقيق مستهدفات “السعودية الخضراء” في المنطقة.

كما تشمل المبادرات إعادة تأهيل الأودية و الحفاظ على النباتات البرية فيها، وتنفيذ استراتيجية المراعي بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، وتأهيل المتنزهات الوطنية، و منها مشروع قائم حاليًا في محافظة البيضاء (غرب الدمام)، ومشاريع مشابهة في الجبيل و النعيرية، حيث تهدف هذه المشاريع إلى استعادة المناطق المتدهورة، و حمايتها، و إعادتها لطبيعتها الأصلية.

و ذكر أن النتائج خلال السنوات الست الماضية أظهرت تحسنًا و تقدمًا ملحوظًا، خصوصًا في المناطق التي خضعت للحماية، وقد وصلت المستهدفات في المنطقة الشرقية إلى إعادة تأهيل 186 ألف هكتار من الأراضي، وزراعة 55.3 مليون شجرة بحلول عام 2030م، وتنفيذ 39 مبادرة بحلول عام 2100، موزعة على 4 نطاقات رئيسة، وإعادة تأهيل 5.7 مليون هكتار من الأراضي.

إنشاء كرسي بحثي أكاديمي

أما عن الأرقام والإحصاءات في المنطقة الشرقية، فقد تم تسجيل أكثر من 55,000 ساعة تطوعية، بمشاركة 5,000 متطوع ومتطوعة، وعقد 22 لقاء ومحاضرة توعوية، وتنفيذ 25,000 جولة رقابية نفذها فريق الرقابة والحماية، وتركيب 700 لوحة إرشادية في مواقع تنظيم الرعي.

و يجري العمل مع بعض الجامعات على إنشاء كرسي بحثي أكاديمي يختص بمبادرة “السعودية الخضراء”، بهدف تطوير مادة تعليمية تدرّس في الجامعات، لتكون من الروافد العلمية للمبادرة البيئية.

و في ختام اللقاء، وجه المهندس يوسف البدر، مدير عام المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي و مكافحة التصحر، كلمة خاصة لـ صبرة، قال فيها “أنا سعيد جدًا اليوم بتواجدي في غرفة الشرقية، لفتح نافذة على أعمال المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي في المنطقة الشرقية، و إعطاء نبذة عن أهم مشاريع المركز المستقبلية، بدءًا من تحقيق مستهدفات السعودية الخضراء و حتى رؤية المملكة 2030.”

وأضاف “كان هذا اللقاء امتدادًا لجهود تحقيق المستهدفات البيئية في المنطقة الشرقية، وسُعدتُ حقيقةً بلقاء رجال الأعمال، و المهتمين، و النشطاء البيئيين في غرفة الشرقية، و بإذن الله، نعدكم بأن نكون قريبين منكم كمجتمع، و حريصين جدًا على مد جسور التعاون مع جميع أطياف المجتمع، لتحقيق الأهداف المرجوة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×