لماذا ترتدين العباءة السوداء؟.. سؤال بسيط وإجابة معقدة أفلام المخرج محمد سلمان تعترف بـ "فلسفة الألوان" وتُثير أسئلتها الاجتماعية

القطيف: فاطمة المحسن

اعتاد المخرج محمد سلمان ذو الأصول “القديحية” أن تكون فلسفة الألوان حاضرة في مسميات أفلامه، كما في فيلم “أصفر” الحائز على جائزة النخلة الذهبية في مهرجان أفلام السعودية 2016. ويأتي أحدث أفلامه المعنون بـ “أسود” ضمن هذا السياق. وقد دخل الفيلم في مسابقة الأفلام الوثائقية في مهرجان الأفلام السعودية الذي يبدأ غداً الخميس.

وعزا سلمان ذلك لعلاقته اللونية التي بدأت بالرسم وتخصصه في الفنون الجميلة، وصولاً للسينما في حالة من الربط بين كل الفنون.

ويرى سلمان بأنه لا تحديد لسلسة الألوان في أفلامه، ويعتمد ذلك على مدى توفر الظروف والميزانية لتحقيق أركان الفيلم، فربما أزرق أو أحمر هو الفيلم القادم، إلا أن “الأبيض” هو الحاضر في مستقبل اخراج محمد سلمان.

وعمد في الأفلام الوثائقية لالتقاط ما هو هامشي أو معتاد، وتحويله إلى سؤال، وهو ما كان جليّا في فيلم “أصفر”، الذي طرح سؤالاّ: لماذا نحتفظ بالأشياء؟، أو بمعنى آخر عن مفهوم التخلي عما نملك من الأشياء.

بساطة فيلم “أسود”

فيلم “أسود” يطرح سؤالا واضحا: لماذا ترتدين العباءة السوداء؟

البساطة في عقدة السؤال، والعقدة في نوعية الإجابات المتنوعة، التي يخفيها أفراد المجتمع ويظهرها بعضهم. كما تستهويه فكرة كتابة النص في مرحلة المونتاج، وهي المرحلة الحقيقية لتحويل صور إلى حدث وقصة تجذب المشاهد على حد قوله.

ويسعى في تميز أفلامه، لتحقيق رؤية تحمل فلسفة ما، وتطرح الأسئلة ولا يُجاب عليها إلا من خلال صورة تنتمي للسينما كـفن لها أدوات احترافية ولغة التعبير الخاصة بها، فتحويل نص مكتوب إلى صورة سينمائية، تأتي بالدرجة الأولى إلى فهم ماهية الصورة، ولا يُقصد بتحويل الكلمات إلى صورة بمعنى تصوير ما يُكتب، إنما إعادة تشكيله بلغة الصورة.

تقبل المجتمع

يرى محمد سلمان أن تفاعل الجمهور متفاوت بتفاوت طبقاته وثقافتهم، إلا ان الفيلم الوثائقي أقرب للجمهور، فهو يتحدث دائماً بلسان حالهم، ويقترب من صورتهم التي يعرفونها، ويقلَ هذا التفاعل مع الافلام الروائية، والتي تحتاج في الأغلب لوعي ومعرفة لقراءة الصورة السينمائية ودلالاتها التعبيرية.

بيئة محلية

ويؤكد محمد سلمان أن الفن بشكل عام، وليس السينما وحدها، هو مرآة لبيئة الفنان المحلية، والتي لا يُمكن الإنسلاخ منها، ويتميز الصوت والصورة في السينما بالقوة، لتسافر لجمهور أوسع ومختلف ، يُشاهد ما نراه بشكل اعتيادي على أنه شيء مدهش.

وختم سلمان بقوله بأن “الرؤية الإخراجية توثق حقائق زمانية ومكانية، حيث أن الزمان والمكان من أهم العناصر التي ترصدها الكاميرا الوثائقية، ويختلف حجمها وطريقة سردها حسب نوعية الفيلم والحالة التي يناقشها”.

ولمن لا يعرفه جيدا، فـ”سلمان” من مواليد بلدة القديح، بمحافظة القطيف. تخرج في كلية التربية الفنية من جامعة الملك سعود عام 1998 بالرياض، وهو عضو مؤسس لفرقة آفان المسرحية عام 2000، عمل في عدة مجالات فنية ما بين الموسيقى، التصميم، التصوير، وصناعة الأفلام. وشارك في عدة فعاليات محلية ودولية. وحصل على عدة جوائز وترشيحات.

أفلام وجوائز

ومن أفلامه: “السيكل” 2012، “شارك خلفي” 2013، “مخيال” 2014، “قاري” 2015، “أصفر” 2016، “وثوب العرس” 2016. وحصل السلمان على عدة جوائز، أبرزها جائزة أفضل موسيقى تصوير بمسابقة العروض القصير بالدمام 2004، جائزة أفضل موسيقى تصوير بمسابقة العروض القصير بالدمام 200، جائزة أفضل موسيقى تصويرية عن فيلم ايس كريم بمهرجان ترانيم 2011، الجائزة الثانية في التصوير الفوتغرافي  بمسابقة “اروبا بعيون سعودية 2012″، جائزة أفضل مخرج بمهرجان روتانا الفيلم السعودي 2013، جائزة انجاز لأفضل فيلم قصير عن فيلم شارع خلفي 2015، جائزة التميز من مهرجان كندا للفيلم القصير عن فيلم قاري 2015، جائزة المونتاج لفيلم قاري بمهرجان مالطا الدولي للفيلم القصير 2015، جائزة لجنة التحكيم لفيلم قاري بمهرجان النهج السينمائي 2016، جائزة النخلة الذهبية للفيلم الوثائقي أصفر بمهرجان أفلام السعودية 2016، جائزة النخلة الفضية للسيناريو “ابن المطر” بمهرجان أفلام السعودية 2016، جائزة السيناريو لفيلم مخيال بمهرجان تنغير للافلام بالمغرب 2016، وجائزة أفضل فيلم بمهرجان الاسكندافي الدولي للأفلام 2016.

تعليق واحد

  1. احيانا .. بل المفترض اقول، وبما ان المصلحة باب كبير ولا ينكره احد، فكيف اذا كانت المصلحة هي المحافظة على هذا الكائن الانسان/ المرأة.. اقول النظرة من باب السلامة، تستدعي الوقوف عكس التيار/ العرف، فالعبائة السوداء في زمن السيارات، وفي ظل عدم وجود الانارة الكافية، او انعدامها في كثير من الاماكن، تستدعي استبدالها بالالوان المختلفة لتكون اوضح .
    وصلى الله على محمد واله

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×