التوحد يفضل الذكور على الإناث بـ 4 أضعاف فعاليات توعية لليوم العالمي في نادي النور

سنابس: فاطمة الشاعر
وصفت اختصاصية التوحد والتربية الخاصة الدكتورة سحر صلاح، التوحد بأنه اضطراب وظيفي يصيب الدماغ، ويؤثر في مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، وأول من وصف التوحد هو العالم الأمريكي ليو كانر في دراسة شملت 11 طفلًا أظهروا سلوكيات فريدة، وأطلق عليها مصطلح “التوحد الطفولي”.
الذكور الأكثر عرضة
جاء ذلك خلال محاضرتها “التوحد في عيون مختلفة: فهم ورؤية”، ضمن فعالية اليوم العالمي للتوحد في نادي النور الرياضي بسنابس، اليوم الأحد، مشيرة إلى أن إحصاءات عام 2014 من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية (CDC)، تؤكد إصابة طفل من كل 59 طفلًا بطيف التوحد، والذكور هم أكثر عرضة من الإناث بنسبة 4 إلى 1.
وأضافت، أن هناك دراسة أُجريت في كوريا الجنوبية عام 2011، أظهرت أن نسبة انتشار التوحد بلغت 2.6% من إجمالي السكان حاليًا، وتشير التقديرات إلى أن النسبة ارتفعت لتصل إلى 1 من كل 36 طفلًا، وهذا يعني أن نسبة الزيادة بالإصابة بالتوحد في ازدياد.
العلاج الأمثل
وناقشت الدكتورة سحر، بعض الفرضيات المثيرة للجدل، مثل دور بعض اللقاحات في الإصابة بالتوحد نتيجة احتوائها على مواد كيميائية و معادن صلبة كـ”الزئبق”، و قالت الدكتورة إن العلاج الأمثل للتوحد يكمن في التدريب و التأهيل في البرامج التي تخصص لكل حالة، لأنهم حتى وإن تشابهوا في الصفات لن يكونوا متشابهين في الحالة بشكل تام، و لا يتشافى المرء من التوحد بل يتماثل إلى الشفاء بنسب، وأن هذه النسبة هي إنجاز عظيم حتى وأن كانت نسب ضئيلة، وفرص التشافي للأطفال أكبر من غيرها في الكبار.
ووفقاً لتجربتها الخاصة مع ابنها المصاب بالتوحد، وطريقة تعاملها مع هذا الأمر طوال 31 عاما، تؤكد الدكتورة سحر أن الرياضة لها دور كبير في تعزيز قدرات الأشخاص المصابون بالتوحد.
أعراض طيف التوحد
وتطرقت إلى أبرز أعراض طيف التوحد، التي تتمثل في صعوبة في النطق والكلام ، وضعف أو انعدام التواصل البصري، ومشكلات في التفاعل الاجتماعي، والمشي على أطراف الأصابع أو الدوران حول النفس، والتكرار في الألفاظ أو الحركات.
كما أكدت أهمية التوعية، خاصة أن بعض الأسر قد تواجه صعوبات في فهم طبيعة اضطراب التوحد و تشخيصه في وقت مبكر، وأن بعض الأسر قد لا تعترف بإصابة أحد أبنائها بالتوحد، و هذا يؤدي إلى تفاقم الحالة عند الطفل، وقد أوصت الدكتورة بعمل مذكرة بتاريخ نمو الطفل وتدوين متى تحدث بأول كلمة، ومتى أعطى أول تفاعل؟ وهل طفلي لديه تواصل بصري؟.
كما أشارت الدكتورة سحر صلاح إلى ضرورة توفير مجموعة داعمة أو ضمنية للطفل المصاب بطيف التوحد، تساعده في إيصال أفكاره والتفاعل مع محيطه، و أكدت أن الطفل المصاب بالتوحد يحتاج إلى بيئة تعليمية حسية، تعتمد بشكل كبير على التعليم البصري نظرًا إلى صعوبة ترسيخ الاستجابات الحسية لديهم، حيث تكون السلوكيات عبارة عن حلقات متكررة يجب أن تُعاد مرارًا لترسيخها في الذاكرة.
وشددت على أهمية أن يكون لكل نشاط تعليمي بداية واضحة ونهاية محددة، و أن يتم اختيار أنشطة تناسب مدارك الطفل الفكرية و قدراته، و اختتمت حديثها بنصيحة جوهرية قال فيها “يجب أن نعلّم أطفالنا من نقاط قوتهم، لا من نقاط ضعفهم، لأن التركيز على الضعف يُحبط الطفل ويؤخر تقدمه.”
الرياضة وذوو الإعاقة
من جهة أخرى أكد الرئيس التنفيذي لنادي النور باسم آل صفوان، اهتمام النادي بذوي الإعاقة وتخصيص برنامج دوري لهم على مستوى المنطقة، وأضاف “التمسنا حاجة و شعور و معاناة الأهالي، وشعرنا بوضعهم كمقربين لهم، فقررنا بضمهم إلينا كي يكونوا رياضيين، ما يساعدهم في تفريغ طاقاتهم في النادي، وبدورنا تواصلنا مع الاتحاد الرياضي الخاص بذوي الهمم، و قبل تسجيلهم لدينا جمعناهم و قمنا بعمل إعداد برامج خاصة بهم، و اكتشفنا فيهم مواهب و طاقات عالية في أكثر من رياضة، سواء كرة السلة، أو اليد، أو السباحة، و الألعاب الجماعية، و الألعاب المختلفة”.
وتابع “حققنا مستويات متقدمة في كرة السلة، و كرة التنس، و في مختلف الرياضات الأخرى حصل ابنائنا على ميداليات ذهبية وفضية و برونزية بشكل فردي، و بشكل جماعي، و هذا شيء رائع، ونسعى إلى تطويرهم بشكل أكبر، و هناك برامج ستبدأ في الصيف، نسعى من خلالها إلى ايصالهم للمراحل الدولية و العالمية، و عددهم تقريباً ما بين 21 – 24 من الذكور والإناث.”
دور نادي النور في نشر الوعي
وأشار إلى أن نادي النور يؤدي دورًا محوريًا في نشر ثقافة الوعي والدعم لذوي التوحد، ويعمل على دمجهم بشكل فعّال في المجتمع من خلال برامج مستدامة، وتأهيل مستمر، وبيئة محفزة.
وأكد أن نادي النور هو نموذج رائد في دعم و تمكين الأشخاص المصابين بالتوحد في المملكة، وليس مجرد نادٍ رياضي، بل نموذج وطني يحتذى به في دعم وتمكين ذوي الهمم، من خلال برامجه ومبادراته، ليثبت أن الرياضة قادرة على بناء الأمل، وتحقيق التغيير، وصناعة الأبطال.
جدير بالذكر، أن النادي يضم اليوم أكثر من 1200 لاعب من مختلف الفئات العمرية.