طفل في الـ 10 يلتقط فكرة الخلف ويجمع أغطية العلب في مدرسته الخلف أخذ الفكرة من إعلان ونفذها بدعم جمعية الصفا

صفوى: رحاب الشلاتي

في طابور مدرسته؛ وقف ليُلقى كلمة ويشرح فكرته. إنها ـ ببساطة ـ أن تجمع أغطية علب البلاستيك، لتتبرّع بها. ما يبدو عديم القيمة؛ يتكاثر فيصبح ذا قيمة مهمة. وقيمة أغطية البلاستيك؛ هي تحوّلها إلى مادة أولية يُعاد استخدامها في مصانع البلاستيك.

صفق طلاب مدرسة قرطبة الابتدائية بالعوامية لزميلهم ابن الـ 10 عبدالعزيز حسين الفرج الذي شرح القصة.. تُجمَع الأغطية، وتُسلّم للجمعية الخيرية، ومن ثمّ تُباع الأغطية بكميات كبيرة، فتحصل الجمعية على مال تُسهم به في أعمال الخير.

المصانع هي التي تشتري الأغطية بكميات كبيرة. والطالب الفرج الذي حصل على تكريم من مدرسته؛ التقط الفكرة من إعلان وصل إلى جوال والدته. الإعلان تنقل بين جوالات كثيرة، بدءاً من متطوّع يعمل موظفاً في أرامكو اسمه محمد عبدالله الخلف.

من إعلان قديم

وهذا الأخير؛ وصله إعلان منذ زمن طويل لكنه لم يهتم. يتحدّث الإعلان عن الاستفادة من الأغطية وإمكانية استبدالها بكرسيٍّ متحرك لواحد من ذوي الاحتياجات الخاصة. لم يهتمّ الخلف بالإعلان العابر. وبعد قرابة سنة؛ وصله إعلان مشابه، ليتحرك تفكيره في الموضوع. تحوّل موضوع الإعلان إلى نقاش مع بعض زملاء العمل. ثم راح يبحث عن خطوات الموضوع.

بدت الفكرة عملية جداً، ولا بدّ من نقطة بداية.. والبداية كانت في المنزل، ثم الأقارب المقرّبين، وأخذت الأكياس تأتي، كيساً بعد كيس، لتظهر مشكلة مكان جمع الكميات الكبيرة منها. راح الناس يتبرعون، الكميات تتزايد، والأغطية تتكاثر، والأكياس تتكوّم..!

جمعية الصفا

عندها توجّه الخلف إلى جمعية الصفا الخيرية.. إنه يحتاج إلى مكان تُوضع فيه كل الأكياس التي جمعها. يحتاج إلى مستودع. وفّرت الجمعية المستودع، وتبنّت المبادرة، وراح بعض العاملين فيها يساعدون في جمع أكياس الأغطية.. بلغ الأمر مداه من الجدية.

الناس يُريدون المساعدة.. جاءت كميات من أفراد، ومن أسر، ومن مساجد. ثم توسّعت الدائرة إلى خارج مدينة صفوى. وصلت إلى القطيف، انتقلت إلى الأحساء. صارت كميات الأغطية تأتي تباعاً. وأخذت الحملة صداها بين الناس، إلى أن وصل إعلانها إلى جوال سيدة في العوامية. وتحدثت السيدة أمام أسرتها عن الحملة.. حملة لا تكلف شيئاً. اجمعوا الأغطية، وضعوها في أكياس، وسلموها للجمعية.. هذا كل ما في الأمر..!

بداية فورية

وهنا؛ التقطت الصغير عبدالعزيز الفرج الفكرة، وبدأ فوراً في تنفيذها في البيت، ثم نقل الفكرة إلى المدرسة. حمل كيساً، وراح يجمع الأغطية ويعود بها إلى المنزل. بدا الأمر لافتاً للطلاب والمعلمين.. حين سألوه؛ شرح الفكرة. وهكذا حصل الصغير على إعجاب مدرسته، دعمته، وطلبت منه أن يشرح الفكرة لزملائه في طابور الصباح.. إنها فكرة سهلة، وفيها عمل خير لا يكلّف الكثير..

بعد أيام قليلة من المبادرة، التقى الطفل الصغير والرجل الشاب في المدرسة.. ذهب الخلف إلى عبدالعزيز في العوامية، قادماً من صفوى، وزار مدرسته، وكرّمه، تقديراً لحسه المرهف في فعل الخير.

هكذا بدأت الحملة، وما زالت مستمرة، وما زالت جمعية الصفا تستقبل التبرعات من الأغطية البلاستيكية.

 

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×