نحلم ونحقق] قبل 115 سنة.. المُبايعون السبعة في القطيف الخنيزي والبلادي وابن أخوان وابن فارس وابن سنبل وابن نصر والسادة

القطيف: صُبرة

القصة حدثت تفاصيلها في اليوم التاسع من شهر شوال سنة 1331هـ، أي قبل 115 سنة. والمكان هو قصر “السراي” في القلعة، حيث إدارة الحكم في القطيف. وداعيها هو وصول سرية صغيرة في موقع “مريقيب” أو “مريجيب” القريب من سيهات، مُرسَلاً من الملك عبدالعزيز بعد ضمّ الأحساء.

وفي القصر؛ اجتمعت شخصيات من مناطق القطيف لتدارس عرض قائد السرية عبدالرحمن بن سويلم الذي طلب من أهل القطيف الدخول في حكم الملك المؤسس. وقتها؛ كانت القطيف تحت حكم الدولة العثمانية العاجزة عن حماية نفسها أصلاً، فكيف بحماية السكان..؟

ضمّ الملك عبدالعزيز الأحساء قبل ذلك بأيام. والأحساء، أيضاً، كانت تحت الحكم العثماني، وهي أقوى من القطيف حصانة وتعداداً، ومع ذلك عجز  الحاكم العثماني وقواته فيها عن مواجهة جيش القائد الآتي من قلب نجد.

خيارات محدودة

خيارات القطيف محدودة، والدولة العثمانية كانت ضعيفة حتى من قبل وصول “ابن سعود”. وفي السنوات الأخيرة؛ واجهت القطيف معارك متلاحقة مع غزاة البدو، وتكبّدت خسائر متتالية، ولم ينجح “الباب العالي” في توفير الأمن للناس، بل فقد السيطرة على الأوضاع.

اجتمع قرابة 10 شخصيات من وجهاء بلدات القطيف أمام الحاكم  العثماني في قصر “السراي”، وعرض عليهم ما لديه، وعرضوا عليه ما لديهم.. ثم صدر القرار.. الانضمام إلى حكم الدولة الجديدة، لتكون القطيف رابع منطقة انضمت إلى لوائه، بعد الرياض والقصيم والأحساء.

سيد علي العوامي

القصة سردها السيد علي العوامي، في كتابه “رجال عاصرتهم”، في سرده لحياة الشيخ علي الخنيزي “أبي عبدالكريم”، عبر روايتين شفاهيتين توصل إليهما من مصادره من الجيل السابق المعاصر لأحداث الدولة السعودية..

الرواية الأولى

“إحداهما تقول: إن الوالي التركي – القائم مقام -عند ما سمع بدخول الملك عبد العزيز الأحساء جمع الشخصيات من جميع مدن وقرى القطيف بالإضافة إلى القلعة – حاضرة القطيف – جمعهم في “السراج”، مركز القائم مقام الرسمي أيام الحكم التركي، وأقام على رأس كل واحد منهم جندياً شاهراً بندقيته ينتظر الأمر من القائم مقام لإفراغها في رأسه، وطلب منهم مقاومة عبد العزيز إذا ما جاء لاحتلال القطيف، لكن الشيخ علي (أبو عبد الكريم) تصدى له وخاطبه قائلا: إنك تعرف عدم قدرة الأهالي على ذلك لما مر بهم من حروب مع البدو أنهكتهم بشريا واقتصاديا، وأن الدولة نفسها – يعني الدولة التركية – عاجزة عن الدفاع عن نفسها وعن حماية رعاياها، وذكره بعجزها عن حماية البلاد أيام وقعة الشربة، وكيف أن القلعة ظلت محاصرة شهوراً والدولة عاجزة عن فك الحصار، والضحايا التي تكبدها الأهالي في هذه القضية، فلم يحر القائم مقام جواباً، وطلب منه الشيخ أن يسلم وينسحب بما لديه من قوة (قيل إنها لا تتعدى (90) جنديا، وقيل إنها (400) جندي ويعود للبلاد بعد أن يستطيع تجهيز قوة ملائمة، وتولى الشيخ صياغة مذكرة تطلب من القائم مقام الانسحاب وتعفي القائم مقام من مسؤولية الانسحاب، وكان من ضمن الحاضرين بالإضافة إلى الشيخ (أبو عبد الكريم):

  • الشيخ علي البلادي (القديح)
  • عبد الحسين بن جمعة (القلعة)
  • علي بن أخوان (القلعة)،
  • علي بن فارس (القلعة)
  • حسن سنبل (الجش)
  • حسين بن نصر (سيهات)
  • سيد حسين السادة (صفوى)،

يقال إن الشيخ صاغ المذكرة صياغة حذرة محتاطة للاحتمالين، احتمال سيطرة عبد العزيز النهائية، واحتمال عودة الأتراك، بحيث لا يدان أهالي القطيف من قِبَل المنتصر.

الشيخ علي أبو عبدالكريم الخنيزي

الرواية الثانية

هذه رواية إما الرواية الأخرى فتقول: إن حسين بن نصر – زعيم سيهات – بعد أن علم بدخول الملك عبد العزيز الأحساء استدعى بعض الشخصيات ليتذاكر معهم كيفية العمل الذي يسهل على عبد العزيز السيطرة على القطيف وإبعاد الأتراك دون إراقة الدماء، وفيما هم جالسون يتذاكرون إذ جاء أحد رجال حسين بن نصر وأسر إليه بأن عبد الرحمن بن سويلم – أحد رجال الملك عبد العزيز – ومعه سبعة رجال مخيمون في مريجب – غربي سيهات – وهنا انفض الاجتماع، وتوجهوا جميعا للقطيف للاجتماع بشخصيات القطيف وإخبارهم بوصول بن سويلم والتشاور معهم على كيفية العمل تجاه المستجدات.

ولما اجتمعوا في القطيف قرروا الذهاب إلى القائم مقام، وحينما ذهبوا إليه لم يجدوه قد عرف بوصول بن سويلم إلى مريجب، فأخبروه عن وصوله وقالوا له إن بن سويلم ورفقاءه ليسوا سوى طليعة استكشافية وجس للنبض، هل أن القطيف ستسلم أمرها لابن سعود أم أنها سترفض وتقاوم؟

وأخبروه بأنهم عرفوا من بن سويلم أنهم إذا رفضوا استقبال ابن سعود فإنه سوف يغزوهم بقوة لا قِبَل لهم بها، وأنهم سيتسببون في سفك الدماء، وطلبوا من القائم مقام الانسحاب بما معه من جند، لأن ليس لديهم لا هم ولا الدولة القدرة على مقاومة بن سعود، وقالوا له سنعطيك مذكرة تخليك من المسئولية أمام الدولة التركية.

وقبل القائم مقام الفكرة وقام الشيخ (أبو عبد الكريم) بصياغة المذكرة ووقعت من قبل الحاضرين، وركب القائم مقام السفن الشراعية هو وجنوده الذين لا يتجاوز عددهم (400) جندي على أكثر الروايات تقديرا وتوجهوا للبحرين.

وبعد مغادرة القائم مقام القطيف جاء الملك عبد العزيز إلى القطيف ونزل في مقر الوالي التركي السابق (السراي) حيث انتقل إليه بن سويلم، واجتمع عبد العزيز بشخصيات القطيف وعلمائها وأعيانها وبعد المبايعة أخبرهم عبد العزيز أنه عين عبد الرحمن بن محمد سويلم، أميرا على القطيف، والشيخ علي بن حسنعلي الخنيزي (أبو عبد الكريم) قاضيا”.

الثالث من اليمين، هو عبدالرحمن بن سويلم، أول أمير في القطيف بعد الحكم السعودي (المصدر: حساب ذاكرة الماضي الجميل، تويتر)

القصة منشورة سابقاً في مواقع عديدة أيضاً.

ومنذ ذلك اليوم الذي وافق ـ وقتها ـ الـ 15 من مايو 1913؛ تكون القطيف قد أمضت 111 سنة بالتقويم الهجري، تحت الحكم السعودي، الذي تأسس بفتح الرياض في الـ 5 من شهر شوال 1319.

—————

وثيقة

وتؤكد وثيقة وقف عليها الشيخ فرج العمران قبل 72 سنة بخط الشيخ علي البلادي ما ذكره المؤرخون حول دخول القطيف الدول السعودية. وحسب ما نشره الشيخ العمران في كتابه “الأزهار الأرجية في الآثار الفرجية”، الجزء: 4، الصفحة: 5، فإن السبب المباشر لعدم مقاومة المسؤول العثماني في القطيف هو “العجز”.

والشيخ البلادي هو واحدٌ من شهود تلك المرحلة، وقد توفي بعد ذلك بـ 9 سنوات.

القطيف وابن السعود

 وقد عثر الشيخ العمران على الوثيقة بخط الشيخ البلادي، ونسخها كما هي، ويقول نصها:

“في الثامن والعشرين من جمادى الأول سنة 1331 تولى عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود الحساء، بقتال يسير جدا، قتلت فيه أربعة رجال اثنان من جنده، واثنان من جند بني عثمان.

وفي اليوم التاسع من جمادى الثاني من هذه السنة تولى القطيف بلا قتال أصلاً، لعجز الحكومة والأهالي عن المقاتلة. فسبحان من يُؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء.

ثم أن جند بني عثمان بعد اجتماعه في البحرين توجهوا إلى فتح العقير بندر الحسآء وكانوا تقريباً من ثمانمائة نفر. وكانوا بعدة حسنة تفقانا وجبخان وأطوابا رشاشة.

أربعة على ما قيل لكن المتيقن اثنان، فنزل منهم إلى البر مائة وخمسون نفراً، والباقي صاروا في السفن يرسلون الرصاص والطوب على الثغر، وكان فيه من جند عبدالعزيز عشرون نفراً، وقيل يزيدون خمسة، فبقي خمسة في القصر يحاربون أهل السفن، ونزل الباقون، وهجموا على من في البر فقتلوا خمسة وأربعين نفراً، وأسروا ثمانين وفر الباقون إلى السفن وإلى البر.

فنُقل أن البداة قتلوا بعض المنهزمين إلى البر.

ثم وصل عبدالعزيز في جيشه فرأى المسألة قد كُفي مؤنتها، لأن السفن أيضاً انهزمت، فمنَّ على الأسرى بالفكاك وحملهم إلى البحرين بعد أن أخذ أسلحتهم. فالنصر بيد الله عز وجل يؤتيه من يشاء.

ولعمري أنه فعل معهم فعل الحُر الكريم، وكانت الواقعة المذكورة في العشرين من جمادى الثاني من السنة المذكورة.

(المصدر: الأزهار الأرجية)

القطيف وابن سعود

محمد بن عبدالرحمن السويلم، ثاني أمير في القطيف بعد دخولها الحكم السعودي

إبراهيم آل خريف.. المحافظ الحالي

—————

أمراء القطيف ومحافظوها

خلال 111 سنة

  • عبدالرحمن بن عبدالله آل سويلم
  • عبدالله بن عبدالرحمن بن سويلم
  • سلطان بن عبدالله السويلم
  • محمد بن عبدالرحمن السويلم
  • عبدالعزيز بن عبدالرحمن السويلم
  • عبدالله بن محمد آل عبيكان
  • عبدالرحمن بن سعد بن خير الله
  • عبدالعزيز بن غنيم
  • محمد بن عبدالله بن بتال المطيري
  • سليمان بن إبراهيم بن ثنيان
  • ناصر بن ثنيان
  • حمود بن مطلق البقعاوي (بالوكالة)
  • مشاري بن عبدالعزيز بن ماضي
  • ناصر بن عبدالله السديري
  • محمد بن عبدالرحمن الشريف
  • فهد بن عبدالرحمن السكران
  • خالد بن عبدالعزيز الصفيان (بالإنابة)
  • عبدالله العثمان
  • خالد الصفيان
  • فلاح الخالدي
  • إبراهيم آل خريف. (حالياً)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×