شُبّان في القطيف يواجهون “مافيا اللوز” في منافسات “التضمين” الصنف المحلي ضيف على الأصناف الموطّنة

القطيف: صُبرة

في سوق اللوز المزروع محلياً في القطيف “مافيا” خفية لا يراها الناس. عمّال آسيويون يبرمون صفقات مع أصحاب بساتين ونخيل، لشراء إنتاج موسم بأكمله من اللوز. العملية، ببساطة، تقوم على “استغلال” مشكلة التسويق التي قد لا يكون صاحب البستان قادراً على حلّها، فيأتي العامل الآسيوي ليشتري المنتج كاملاً، وبطريقته يصرّفها في الأسواق، إما عبر البيع بالجملة، أو البيع بالمفرّق.

واقع الأمر؛ هو أن سوق اللوز قائمة، منذ سنوات، على هذه الطريقة في الغالب. وبعد النجاح الذي حققته مزارع القطيف، بزراعة وتطعيم أصناف كثيرة من اللوز، وتوطين أصناف جديدة، وانتعاش هذا المنتج تجارياً؛ تحرّكت كثير من المزارع إلى الإكثار من زراعة اللوز. إلا أن الوفرة أوجدت حاجة إلى جهد إضافي في التسويق. وأغلب أصحاب المزارع ليس لديهم هذه الإمكانيات، ولذلك؛ يصرّفون إنتاجهم إما عن طريق طرحه في مزاد سوق الخضار، أو التخلص من التعقيدات ببيع المنتج وهو على شجره لمن يدفع أفضل سعر، وهو بدوره يتولى التسويق الخاص به.

 

تضمين

ويعرف فلّاحو القطيف هذا النوع من المعاملات التجارية الزراعية باسم “التضمين”. إذ يتولّى مشتري المنتج؛ رعاية الأشجار منذ بداية الإزهار، حتى نهاية الموسم. وهي معاملات طبيعية. لكنّ غير الطبيعي هو أن تدخل العمالة الآسيوية على خط “التضمين” في منافسة مع السعوديين، في قطاع زراعي ناجح.

وأمام هذا الواقع؛ ظهر شبّان سعوديون جادّون، لدخول منافسات “التضمين”.

متضمّن

في فعالية “اللوز القطيفي” التي بدأت عصر أمس، وتستمر لـ 3 أيام، اصطفّ باعة اللوز في حديقة سيهيات. وبعض الباعة جلب اللوز من مزارعهم الخاصة، وبعضهم جلبه من اتفاقيات “التضمين”.

المزارع علي سهوان، شرح معنى لفظ “التضمين” المنتشر بين المزارعين والمستثمرين في مجال زراعة الأراضي، ويقول إنه شبيه بالتأجير، وهو عبارة بيع المنتج على أشجاره، ويكون المشترى أو المستأجر مسؤولً مسؤولية كاملة عن العناية والتنظيف ورش المبيدات نظير الاتفاق على مبلغ مالي محدد في القطعة الزراعية المحددة، يتم دفعه لصاحب المزرعة خلال الموسم.

موسم رخاء

الشاب جواد السلطان كان مشاركاً في فعاليات “اللوز القطيفي” وقال إنه يزرع اللوز في مزرعة خاصة به، لكنّه أيضاً يتعامل مع أصحاب مزارع آخرين في “التضمين”. وأشار إلى أنه يتعامل مع أصحاب مزارع في القطيف ويبحث عن المنتج الجيد حتى يحتفظ بزبائنه في هذا الموسم الذى ينتظره سنوياً.

وأضاف السلطان أن هناك شباناً سعوديين مثله يعملون ببيع اللوز فهو موسم رخاء على الجميع، على المزارع والبائع والمشتري، لكن البداية كلها تأتي من صاحب المزرعة فإن اهتم واعتنى بزراعته وقدم منتجا جيداً سيجنى مزيداً من الأرباح وسيجد من يأتي من خارج القطيف لشراء انتاجه.

ويؤكد “تفرض جودة منتج اللوز نفسها لدى المستهلك في القطيف، فالمشتري يبحث دائماً عن الثمرة ذات المذاق الطيب الذي تعوده، والبائع عندما تتوفر لديه ثمرة اللوز الجيدة فهي تعزز البيع وتزيد من الربح”.

تلاشي اللوز المحلي

من جانب آخر؛ يُشير المزارع علي الخويلدي إلى وجود انخفاض ملحوظ في انتاج اللوز البلدي عن السنوات السابقة، وذلك بسبب قيام بعض المزارعين بتهجين شجرة اللوز بـ 5 أصناف جديدة منها الإماراتي والعماني. ويؤكد “صحيح نجح التهجين ف انتاج أصناف جديدة بسبب تربة القطيف الخصبة، لكن فقدنا طعم البلدي المعروف بصغر حجمه ومذاقه ورائحته الذي نعرفه”.

تعليق واحد

  1. عليكم بتيمية الاصنافوالمهجنة والاصلية باسماء قطيفية بحتة حتى لاتنسب لغير الارض التي انتجتها كما فعلو مع الليمون القطيفي واذا ممكن توثيق ذلك باى طريقة نحتاج توثيق لمنتجات القطيف الزراعية ولولا ستر الله لرأينا الآن من ينسب الرطب الخنيزي إلى منطقته

زر الذهاب إلى الأعلى

صحيفة صُبرة : https://www.sobranews.com

×