سيرة طالب 86] شخصيات نادرة
الشيخ علي الفرج
خروج في ليلة زفافه
تحدّثت في الحلقة (٨٤) من هذه السلسلة عن الشاب الملتزم معنا في المسجد لصلاة الصبح، ويقيم الأذان، ونصلّي معًا، ويقرأ الدعاء في تعقيب الصلاة، حتى اعتدنا أن نسمع صوته بدعاء الصباح أو دعاء العهد، حتى مرت ليلة أنس وسرور، وهي ليلة زفافه، وزففناه في حلّته البهية.
بعدها ذهبنا لنستريح في منازلنا، وجاء وقت صلاة الصبح وذهبنا إلى مسجد الإمام الحسين (ع) ففاجأنا هذا الشاب نفسه جاء ليؤذن ويقرأ الدعاء، فقلت له:
ما الذي جاء بك هذا اليوم، يوم زفافك؟
فقال لي:
التزامي بالأذان وصلاة الجماعة ودعاء التعقيب أهمّ من زفافي.
فعظّمت هذا الرجل، وزاد احترامي له.
الحاج عبدالكريم الحميدي
سؤال يُعظّم السَّائل
تأسس مسجد الإمام الحسين (ع) باليد المباركة للمرحوم الحاج عبدالكريم الحميدي (أبو حسين)، وكان هو في أيام حياته القيوم (الولاية على المسجد).
كان رحمه الله تعالى في بدء حياته مكافحًا، ولذا لم يجد الوقت لتعلّم القراءة والكتابة، بل كان مجاهدًا على تحصيل لقمة العيش منذ صغره، ومع هذا كان متعلّقًا قلبه بخالقه العظيم، ونتج عن هذا التعلّق تأسيس مسجد الإمام الحسين (ع)، وكذا مأتم الإمام الحسين (ع) الذي يقرأ فيه الخطيب العادة الأسبوعية، وهذا دليل على اختلاط حبّه بالإمام الحسين (ع) بارتباط وثيق، اسم مسجده، واسم مأتمه، وكنيته.
الشيخ عبدالحميد الخطي
وكثيرًا ما كان يستضيف رجال الدين الذين يأتمون بجماعة مسجد الإمام الحسين (ع)، ثم يستضيفهم لتناول طعام الغداء، فمثلًا استضاف الشيخ أحمد آل سيف، وكذا الشيخ عبد الحميد الخطي رحمهما الله تعالى، وأيضًا الشيخ حسين العمران حفظه الله ورعاه، أثناء رحلته السنوية في إقامة قرى القطيف.
سمعنا عنه في آخر حياته رحمه الله أنّه أصيب بالسُّكر فقرّر الأطباء بتر قدمه حتى لا تسري الغرغرينا (مرض يصيب مرضى السكر يسبب البتر) إلى الساق، ولكنّه رفض، وسبحان الله العظيم شُفيت رجله، ولم يحتج إلى البتر، وكانت وفاته رحمه الله تعالى في فجر الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك ليلة القدر الثانية (١٤٣١ هجرية).
كانت تلك مقدّمة لقصة سؤال يعظّم السائل، وهو الحاج (أبو حسين)، حيث كنت أزوره مرّات عديدة في آخر حياته، ولم يكن قادرًا على أن يصلّيَ صلاته إلّا بإيماء وهو على سريره.
زرته في ذلك اليوم، وقال لي: عندي مسألة، وهي:
ما حكم من صلّى مرتين صلاة جعفر (ع) في يوم واحد؟
فأجبته:
لا بأس به، وله أجر كبير.
فقال:
نعم، أصلّي صلاة جعفر (ع) ثلاث مرات في اليوم الواحد بعد صلوات الفريضة.
فقلت له: ما شاء الله!
يُنقل عن الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري (رحمه الله) أنه كان يصلّي صلاة جعفر (ع) في كلّ يوم مرة واحدة، وأنت تباريه الآن وتصلّي ثلاث مرات – وأنا أبتسم في وجهه -.
الشيخ حسين العمران
اقدم شكري وامتناني إلى جناب الشيخ علي الفرج على ماتفضل به بيان جزء من حيات المرحوم السعيد الوالد..رحمه الله تعالى وحشره الله مع محمد وآله الطاهرين..الذي قام على تأسيس مأتم أهل البيت عليهم السلام في منزله في حياته والان المأتم قائمين عليه اولاده البرره جزاهم خير الجزاء. وكذلك اشتغل على تأسيس مسجد الإمام الحسين عليه السلام وبذل الجهد الكبير في الحصول على ترخيص لبناء المسجد من حكومتنا الرشيدة. حيث اضطر إلى الذهاب إلى الرياض. للحصول على الموافقة. ليصبح هذا الإنجاز نور للجميع. فجزاه الله عن المؤمنين خير الجزاء..