حياة عطريّة وبداية مُختلِفة
ليلى الزاهر
يرفض البعض مفردة (تقاعد) لأنّه يعتقد أنّها مرحلة جديدة تخلو من الحياة، ونقيض عمارة الأرض، ويرى المُتقاعد أنّ سنوات عمره تصرّمت لم يبقَ منها إلّا القليل لذلك يلازمه شبح الخوف من القادم.
غير أنّ البعض يرى التّقاعد من البدايات الجديدة لأنّه عاش طوال فترة حياته العمليّة مُنتصرًا؛ عاش أسلوب الانتصار في عمله، أعطى بحبّ وجاهد من أجل ترك بصمة مميزة في عالمه العمليّ. فالمنتصر مستمر كما يُقال.
والحقيقة التي أردتُ تسجيلها هنا هي أنّه ما أن وصلتني أنباء تقاعد المشرفة الأستاذة كفاح حتّى أبصرتُها في بداية جديدة مُختلفة وصغتُ التقاعد من جديد فوضعت له معادلة حياتيّة زاخرة بعطاء مختلف، ربما رأيت الشاعرة، أو فارسة الكلمة فما زالت حياتها ذات مُتسع رحب بالحروف والكلمات.
فالأستاذة كفاح شاعرة الأمطار والأزهار، أراني أبصرها بين أبياتها الشعريّة وقوافيها الرصينة وهي تلملمها وتخرجها للنور ديوانا تلو آخر.
ولن يفوتكم رؤيتها مُفترشة أزهار الشّعر ومُمتطية سؤدد المنصّة الشّعريّة تُدير دفّة الحبّ نحو نظمها الفاخر.
ويكفيني فخرًا أن أُذيع هدير طوفان شاعر حبسته المسؤوليات الجمّة بعد ولادته ليظهر نجمه ساطعًا مرارا وتكرارًا، وآن له أن ينطلق بحريّة دون قيد زمانيّ أو مكانيّ.
إنّها بداية للعمل بشكل مختلف ومرحلة جديدة للعطاء.
أستاذة كفاح:
مُبارك وألف، وزيادة، وألف شكر لك على كلّ وقفة خير سجّلت بمداد الفخر في خطّ سيرك في رحلتك العمليّة.
تركت لنا أغلى الذكريات المحفورة في أذهاننا، ومازال هناك مُتسع من الوقت لنزاحمك في حياة سوف تنتعش بالعطاء المميز كما عهدناك دائما.
اقرأ أيضاً: