صحون “السفري” أنقذت ذمم النساء من “صحون النغصة”..! مواعيننا لا تعود.. مواعينكم لا نعرف عنها شيئاً..!
القطيف : معصومة المقرقش
مواعيننا تذهب ولا تعود.. مواعين الناس تأتي ولا تُعاد.. حالة رمضانية قديمة، لم يخفف منها إلا زمن البلاستيك والقصدير.. إنها حالة “صحون النغصة” التي يرسلها الناس إلى أحبتهم وجيرانهم ملأى بما لذ وطاب..
جاء زمن البلاستيك، وأراح الناس من انتظار صحونهم، وأراحهم من الاحتفاظ بالصحون.. تُستخدم لمرة واحدة فقط، لذلك صارت الخيار الأفضل لسيدات الجيل الجديد لتوزيع النغصة الرمضانية على الجيران والأهل قبل أذان المغرب، وعيب لسيدات الجيل القديم الخارج عن العادات والتقاليد الخليجية الأصيلة.
بداية، ترى المصورة الفوتغرافية نجاة الفاضل أن فكره الصحون البلاستيكية اراحت كثيراً النساء عموماً ولها مميزات كما لها عيوب ولكنها في المجمل العام سهلة في التغليف، وخفيفة الوزن تضمن وصول النغصة سالمة إلى البيت المُسمى له؛ لكن تظل الصحون الخزفية والمعدنية على الخصوص لها خاصيتها ونكهتها ونقوشها المميزة؛ فهي تحمل معها رائحة الأجداد وتقاليدهم المتوارثة التي افتقدناها كثيراً؛ حيث الماضي والجارات ونساء الأهل يتبادلنّ الأطباق حتى تكاد السفرة الرمضانية تغص بأنواعها وأشكالها.
كتابة الاسم عليها
ولأن تبادل الأطباق الخزفية وارسال النغصة الرمضانية في الشهر الكريم قلت عمّا كانت عليه سابقاً جعل الفاضل على دراية ومعرفة بهوية الصحون المرسلة سواءً كانت لأحدى أخواتها أو جاراتها، وتميزه عن غيره وذلك بفرزه ووضع الاسم بداخله حتى موعد ارسال النغصة، وبهذا لم تتراكم أطباق النغصة في دولاب مطبخ الفاضل.
لا غسيل ولا توزيع
حنان مال الله تتفق أيضاً مع الفاضل حيث ترى أن الصحون البلاستيكية مريحة وسهلة جداً حتى على مستوى مائدة الفطور الرمضانية كونها لا تحتاج غسيلاً ولا توزيعاً بعد ذلك داخل الدواليب كل ما يتطلبه الأمر رميها مباشرةً بعد الاستخدام مباشرة بهذا قل الجهد والتعب بعد الإفطار.
مقاومة للكسر
وعن صحون النغصة تقول مال الله: تعد الصحون البلاستكية أو الالمنيوم المغطاة بغطاءٍ بالنسبة ليّ في توزيع النغصة أو استقبالها من الجيران أو الأهل أمراً سهلاً فهي مقاومة للكسر والتلف وخفيفة الوزن، ويمكنك استخدامها بثقة دون القلق من تلفها أو كسرها أو حتى ضياعها وحتى تكدسها مما يجعلها الخيار الأسهل في ذلك.
دولاب نغصة
وتضيف: لدي دولاباً كاملاً لصحون من أعوام ماضية لا تزال مجهولة الهوية، لا أعلم ماذا أفعل بها وكل عام أرسل صوراً لتلك الصحون لأهلي ليتعرفوا عليها ولكنهم أيضاً يجدون صعوبة في التعرف عليها ولم يبادر أحداً لأخذ صحنه على الأقل، وكل الذي عليّ فعله أني وضعت شرطاً لاستقبال النغصة أن تكون بصحنٍ بلاستيكي حتى لا أتحمل ذمتها وتتكدس لدي دون فائدة.
استدعاء الكناين
وسام الناصري لم تستقبل نغصة بعد زواجها ولكنها تذكر قصة كانت أمها- رحمها الله- لا تحب أن تأكل في صحون البلاستيك أبداً لا في شهر رمضان ولا غيره، وأن تكدست لديها صحون النغصة عرضتها فوق الطاولة جميعها، وأرسلت وراء زواجات أبنائها وجاراتها للتعرف على صحونهن وأخذها معهن، فهي لم تكن تحبب أن تغزو الصحون الغريبة مطبخها أبداً.
النغصة تدور
ومن الطرائف في توزيع النغصات الرمضانية في الصحون الخزفية بالذات أن سيدة تنغصت يوماً على جارتها بطبق ساقو سكبته في صحنٍ خزفي لامع واغلقته بالقصدير جيداً، وأرسلته لجارتها، وبعد أقل من ساعة عاد إليها صحنها الساقو كما هو، ولكن من جارة أخرى تبعد عنها بثلاث منازل، مما سبب حرجاً للجارة الأولى التي استقبلت الطبق الأول وأرسلته لجارتها فما كان من هذه الجارة إلا أن ترسله لصاحبته الأولى.
مشاكل والسبب … صحن
وتعلق الناصري أن صحون النغصة على جمالها وتنوع أشكالها وأحجامها؛ لكنها تسببت في كثيرٍ من المشاكل بين الجيران والأهل خاصة أن بعض ربات البيوت ترسل صحون غيرها دون إذن منها للآخرين، ولا تطالب بعد ذلك في عودتها مجدداً، أو ينكسر ويتعرض لخدش أثناء الغسيل أو حمله بطريقةٍ خاطئة خاصة إذا كان ثقيلاً.
وتشير إلى أن هذه الصحون عادةً ما تحمل ذكرى عزيزة على السيدات، إما أن يكون هدية من عزيز أو طقم ورثته عن أمها، أو هي تحب هذا الصحن كثيراً وليس عندها أي استعداد لخسارته بضياع أو إهمال، مما يجعل البعض يعاتب ويغضب وقد يتطور الأمر لمقاطعة هذا الشخص المهمل.
عيب ..!
الحاجة زهراء المسجن لها رأي مختلف عن نساء الجيل الحديث؛ فهي ترى أن توزيع النغصات الرمضانية بصحون بلاستيكية أو ألومنيوم ليس من العادات والتقاليد، بل هي “عيب” لا يجوز في عاداتنا أرسال النغصات لجاراتها أو أخواتها بهذه الصحون الدخيلة.
ضياع حلاوتها
وتعلل الحاجة في ذلك أن هذه الصحون وأن كانت سهلة في التعامل معها وتحفظ الصحون الخزفية أو المعدنية من الضياع لكنها تفقد النغصة حلاوة نكهتها وطعمها خاصة إذا كانت النغصة هريسة أو ساقو أو عصيدة أو أي طبق شعبي، وعليه لتضيع الصحون الخزفية وتتكسر ولا تضيع عاداتنا.
وعن خوف تكدس صحون النغصة لديها في شهر الخير تقول: لا يوجد صحناً لدي متكدس من أعوام فأنا ارجعه لصاحبته بيومه فلا يبيت في مطبخي ليومٍ ثانٍ، فأنا اعتدتُ أن لا أنام ومطبخي يموج بصحون جاراتي والذي يبقى من الصحون دون معرفة هوية صاحبه فهي صحون أخواتي الذين يباغتوني أحياناً بالنغصة، ولكني أصور تلك الصحون لهنّ عبر الواتسب ليميزنّ صحونهنّ.
لا رائحة للماضي
الحاجة فاطمة الحبيل أيضاً تتفق مع الحاجة المسجن أنها لا تفضل هذه الصحون بل لا تحب أن تأكل فيها إطلاقاً، فهي تجد في صحون الخزف أو الصين أو حتى المعدن المنقوش بنقوش قديمة رائحة الماضي وجمال بساطته؛ ولكنها مضطرة أحياناً لمسايرة الحاضر وترسل أطباقاً أحياناً بلاستيكية لجاراتها.
وتضطر الحاجة إذا أُرسلت لها نغصات بهذه الصحون البلاستيكية أن ترفعها قبل الفطور لتضعها في أطباقها الصينية أو كما تسمى الخزفية، لتتلذذ بطعمها وبمشاهدة جمال ألوان صحونها على السفرة.
فرز أول بأول
وتفرز الحاجة فاطمة صحون النغصة أولاً بأول وتضعها في مكانٍ خاص حتى يسهل عليها في اليوم التالي أرساله مجدداً إلى صاحبته، وبهذا لم تتكدس لديها صحوناً من أعوام سابقه.
الحمد لله الصحون ترجع وفيها طبق افضل من الا وديناه
وحنا بعد نرجع الصحون وفيه طبق أفضل من الا جانا
مو تقليل ولكن تقدير ومحبه
واذا مارجعت الصحون تفدا اللي راحت لهم
وصحون السفري خليها إلى اصحابها
نغصه ومنا على الناس